المشاركات

من مذكرات رئيس أمريكي سيغادر البيت الأبيض

قُبيل نهاية ولايتي الثانية من الرئاسة، أعلنتُ مخاطبًا الأمة، أمام مرأى ومسمع من العالم بأسره، أنّ على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحاول ما وسعها الجهد والعمل لتحسين وجهها الدميم، الذي يراها عليه كل العرب، من حيث كونها تقف حجر عثرة وصخرة تسدّ السبيل أمام سيل طموحات الشعب العربي وتطلعاته في التحرير والتقدّم العلمي والتقني. فقد فاحت رائحة مؤامرات جهاز استخباراتها المركزية النتنة على الشعب العربي منذ أكثر من خمسين عامًا، بعد أن رُفع غطاء السّرية عنها، وما قامت به من دسائس وحيك للمؤامرات في داخل العالم العربي. ولا ننسى أنّنا، كلما ناصر مجلس الأمن الدولي القضايا العربية، استعملنا حق النقض (الفيتو) لتعطيل أيّ قرار، وإن كان يدين (إسرائيل) وكفى. فقد كنّا على الدوام نكيل بميزانين، كي نفتّ في عضد المقاومين من العرب والرافضين لسياسة التبعية. وكم من مرة دعونا فيها إلى إقامة الدولة الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع الدولة العبرية التي أوجدناها وأقمناها على الباطل في منطقة العرب، ولكن دونما جدّية، ولمجرّد ذرّ الرماد في العيون فقط. في بداية صعودي كرسي الرئاسة الأمريكية، وعند أول خطاب لي، صرّحت بأنّ الس...

لسان حذاء

الحذاء رياضي أبيض، مقاسُه اثنان وأربعون سنتميتراً، على كل جانب في خفيه خطّان أسودان متوازيان، ويحمل كلِّ واحد منهما ثماني فتحات متقابلة، يخترقها خيط طويل، يزيد عن الحاجة حتى يلامس طرفاه المهذبان بالنايلون الأرض، وعند ربطّه بإحكام يشكّل فوق لسان الحذاء مظهر وردة.  وضعت منتصف الحذاء على حافة الرصيف، ثم أخذت أنحني إلى أنْ تراصف رأسي مع الأفق، لربط شسع الحذاء حتى انكمش لسانه، فلسان الحذاء ر اضٍ بالخرس أصلاً، ووظيفته فقط، هي تخليص الكاحل من ضغط الخيط عليه، تركت الثقبين العلويين من أحد خفي الحذاء متنفسين للضيق، فالمشوار يتطلب راحة ويسراً في السير. كنت لا أتقن هذه المهمة من بين أترابي، الذين عادةً ما يتطوعون لتخليصي من هذا المأزق المُحرج، حينما أطأ على الخيط فأتعثّر، ولا أفقه من أبجدياتها سوى ربط العقدة اﻷولى، لأنّ الثانية صعبة وأعجز عن ليّ رقبة كل خيط على حِدة، ثم القيام بعملية التضفير والامتشاج، اﻷمر الذي يضطرني دوماً إلى اﻹمساك بأطراف الخيطين اﻷربعة وحشرها ما بين الجوارب وجلدة الخف، ثم أسدل عليهما طرفي البنطال حتى يلامسا اﻷرض، وتظهر نتائج هذه العادة في نهاية طرفي البنطال الذي أح...

رعب

الضرب في البرج.. أي برج؟ برج التوانسة.. أي توانسة؟.. اللي منهم من شارك مع الثوار في الحرب.هكذا تعالت صيحات فجر الأحد، اندلفت إلى الشارع.. مدفعية يتلوها مباشرةً صفير كصرير باب في قلعة قديمة يخترق السماء بسرعة ثم انفجار لا تتبعه صرخات ولا استغاثات.. شققت ببصري الفضاء والأفق، ثمة غبار أبيض كضباب ينفث إلى أعلى كفقاعة سامة من مخلفات كلب، لم ينكشف البرج أمامي.. بحثت عنه بين الشوارع الضيقة، حتى وصلت  إلى الطريق السريع، فألفته شامخاً على حاله الأولى.الصبح أخذ يسفر عن نوره ويقشع السماء ورائحة البارود وصلت ولوثت الفضاء.12345 عدد ما رصدته أذنايّ من صفير للصواريخ.جيد.. أن الصواريخ تنذرك بصفيرها فقدومها قبل وقت قصير ولا تقتلك على حين بغتة، تمنحك شعور بالخوف والقلق والتحري ثم التخفي.. لا أحد أتى بالخبر اليقين.. نقطتا الانطلاق والسقوط مجهولتان.. البعض مذهول والآخر غاضب والثالث مغلول على المجرمين.في أي حي سقطت؟ في أي حي استهدفت الحي وصرعته ميتاً؟.لدى الشعب الليبي الذكاء والفطنة إلا في مثل هذه الحالة الطارئة، فالكل لا يدرون بشيء إلا أنهم سمعوا صوت الصفير.بجانبي أشرف انطلق صوت الانفجار البداية ...

تكييف

مثل كل وأي صباح.. بكبسة مفتاح المصباح الخارجي في جهة off يتدرج تلاشي وميضه، أخرج وقبضة من بهرته ماتزال تغطي نظري بلطخة بيضاء.. أمزقها بإغماضات سريعة حتى تنكسر.. انطلق إلى الطلق بخطى متكاسلة.. تشرد أذناي بعيدا حيث أصوات زغاريد من ألسنة نار يتبعها زمجرة طائرة ميغ غبية معلقة في السماء فألعن الشيوعية ومنتجاتها الفاشلة..لا توجد صفارات إنذار في مدينتي تشعرني بقدوم الخطر ولو وجدت ما كنت خرجت.أشحن م ن هواء الصباح البارد شهقات متتالية.. كل ما دخل الفم من السوائل والصوالب يفطرك لكن الهواء لا طعم له ولا يمكث في الجوف.. أمعن في الاستنشاق حتى تمتلئ رئتاي ثم أزفر واستغفر واستنفر حواسي كلها.. أمر تحت شرفات عمارات سيدي حسين وقطرات المكيفات تنعشني حينما تتكتك (تك تك تك) على قطع النايلون والمقوى.. تستهويني القطرات والناس نائمون . أضبط جيدا تقدير خطواتي حتى تتقاطر على ذراعي وظهري وتتخلل شعري.. أنحني قليلا حتى تسقط منه على اﻷرض.. وتحت مكيف آخر لمحل مقفل يتناهى منه آي الذكر الحكيم ظن مالكه بأنه سيطرد الحسد.. ألملم في كفي قطرات وقطرات أمسح وأبرد بها وجهي، خطاي باتت لا تتساوى كأعرج وأنا أتصيد هذه القطر...

فيسبوكيات 58

صورة
شرف العسكر العرب اختزلوا الشرف في عصا الشرف. تمشيط تمشيط "شوايل" للمزارع والحوازات في طرابلس، سيسفر عنه قمل كثير. ناصية على ناصية الكلام، وقف لسان الوزير.. ولسان حال الناس أن يسمعهم. صحة الفيروسات ماشية على حل شعرها في ليبيا، ما فيش وزارة صحة اتربيها. عند باب الوزير لا تقف عند باب الوزير، فكتاباتك وفكرك هي من تدفع بك إلى النجوم. صراحة السياسة لا تحتمل الصداقة، إن كنت صديقي فلا يعني ذلك أن أغمض عيني على تهاونك. صدارة المثقف يقود قومه نحو خير يرونه مجهولاً.. مثقفونا يتأخرون ولا يعاندون التيار، فنجدهم في أخر الصفوف وراء الناس. ميراث الجدود من نشيد الاستقلال: يا بلادي أنت ميراث الجدود.. لا رعى الله يداً تمتد لك. ميراث الجدود يُقسم على الورثة، لتبديد المركزية. اجتماعيات -من كذب مرة يصبح له تاريخ حافل بالكذب، ولا تــُبني الدول على أساس كاذب بالوعود. -لا تتهرب ممن قالت لك "أحبك".. فأنت حينئذٍ تتلبسك الحماقة والغباء. تطبيل كن طبالاً كما شئت، لكن لا تنسَ بأنّ هناك نوبة غيطاوية تدعو إلى الشفافية، تقول كلماتها: حلبسة أه حلبسة.. وا...

فيسبوكيات 57

عريشة من يصل إلى سُدة الحكم، هنيئاً له بالعنب . تباهي يا من تتباهى بالشرعية، كم من شرعي، ركب الشراع ودفعته الريح. مبايعة في أسفل الكيس (الشكارة) تفطن هل مكتوب: البضاعة التي تباع لا تُستبدل ولا تسترد؟. صراع عمل الأحزاب في ليبيا، سبق أوانه، الصراع السياسي الحزبي، لا يسبق فترة التأسيس. مطر الأمطار تبارك برقة هي رحمة تغزر معلنة عن ديمومة الرحمة في قلوبنا. تركة الكتاب الأخضر جرته مش خضرة على ليبيا، فأدخلوا على بيوت بعضكم بعضاً بأغصان الشجر. تفخيخ أنصح ضباط الشرطة والجيش في بنغازي أن يتركوا السيارات لئلا تـُفخّخ، ويركبوا البشكليطات. أي أن يستبدلوا الهمر بالهمبر، ولكي يعود مصنع سيدي خليفة للدراجات لسابق عصره الزاهر. برق في وميض البرق (فلاش) لصورة مدينة، بل لصورة جماعية لأقليم يتطلع للحرية ونيل المطالب وفي أيديهم شارات النصر. 15 فبراير 2013 سأخرج يوم 15 فبراير، إذا أُختزلت المطالب في إعادة دستور الاستقلال.. هو مطلب واحد ولا يمكن المساومة عليه، وبتحقيقه نصل ضمنياً إلى المطالب المتفرعة منه. كاميرات مصراتة صارت استوديو متكاملاً للتصوير السينمائي...

فيسبوكيات 56

تأمين لمستشفى الجلاء أربعة مداخل يسهل تأمينها. كوادر بعض الكفاءات والكوادر في ليبيا مجرد كوادر لصور. بين الأمس واليوم صارت عركة بين اثنين حزوها بوليسيين .. هذا زمان. صارت عركة بين اثنين عفسولها البوليسيين.. هذا الآن. إعادة النظر  تحتاج منا إلى إجلاء الغشاوة عن العينين حتى تشف الرؤية. تكرار المشكلة في ليبيا ليست سياسية ولا حزبية بل جهوية، ولك أن تعود إلى فترة ما بعد التحرير التي سبقت تأسيس الأحزاب ستجدها قائمة، وهي الخشية من أن تغلب ولاية ما الأخريين. تيارات التيارات تضرب من أربع جهات، اعتمدوا في السياسة اليساري واليميني، وغضّوا الفكر عن الشمالي والجنوبي. مركزي وفيدرالي -عندي حساسية من الفيدرالية. -وأنا عندي حب شباب من المركزية. حاسبة جرّبتم الطرح المركزي. جربوا الجمع الفيدرالي. ودعوا عنكم الضرب الوطني والقسمة العنصرية. وساطة توسط لنا لدى الوزير، أليس صديقك؟. أحب أن اقتمص دور الخطابة، على أن أتوسط لأي شخص عند وزير، أنا صديق الطبيعة فقط. رشقات التبروري يسّاقط على بنغازي، رشق الطائرة التجسسية جعلها تنصرف خجلة من نفسها، أحفنه في يدي ...