الثلاثاء، 10 يناير 2012

فيسبوكيات (24)

مجهر
لا يدخل بين الظفر واللحم إلا الميكروبات.
آية الله في الطغاة
بشار الأسد يسبّ نفسه، ويتهمها بالجنون: "اللي بيقتل شعبه مجنون".
سؤال بحجم الوطن
بأية آلية تمّ تأسيس اللجنة الانتخابية؟ هل بمبادرة فردية طُرِحت على "عبد الجليل:؟.. فهذه
اللجنة الانتخابات من شكّلها وانتخبها لتقرر لنا قانون الانتخاب؟.. لا يجوز لمن يطعن في شرعية الانتقالي- حتى أخلاقياً- أن يقبل بتكليف أو تفويض منه.
كذبة الفوضى الخلاقة
ليس للفوضى سمة الخلق التكويني ولا الإبداعي.. فالفوضى على الدوام وعلى الواقع، قاتلة وهدّامة.
أرقام
من كثرة الجهوية، ودّدت لو سمّينا المدن أرقاماً.. تخيلوا معي إذ ذاك، كيف سينسب مواطن نفسه إلى المدينة رقم عشرة، هل عشراوي؟.
واعتصموا
اعتصام العاملين بالشركات والمصانع وأفراد الجيش لتحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية كمن يحتجّ ضد الفراغ الذي يحتويه على الأرصفة، فمثل هذه الاعتصامات لا فائدة منها، في ظلّ غياب مؤسسات الدولة التي يحتجون على تقصيرها، فليعتصموا- ماداموا معتصمين- بحبل الله ولا يتفرقوا، أفضل لهم ولنا.
لبس
لبس جديد، ذكّرني بلبس قديم، الصحافة الحرة لا تأتي بدولة الديموقراطية، بل إنّ الديموقراطية هي من تؤسس لهذه الصحافة ولمؤسسات الدولة.. الثورة تحقق الدولة.. والدولة تؤسس للديموقراطية.. إذاً- وخارج الكتاب الأخضر- الديموقراطية لا تتقدم بناء الدولة.
علاقات غير شرعية
العلاقة العاطفية غير الشرعية تنتج ابن حرام حرّام.. العلاقة الثقافية غير الشرعية لا تثمر إلا عن صحيفة على قياس الفجر الجديد.. العلاقة السياسية غير الشرعية تنتج- فردا، ثلة، شلة، تكتلاً، كياناً- ترين عليها صفة التسلط.
مأخذ
اعتصام الشُجيرة.. انتقادي الوحيد له، أنه لم يأت في أوانه، فقد جعل الانتقاليون يتمترسون ويحسبون مخاطر أية حركة، كم أحببت أن تمضي البلاد في سلام وهدوء حتى انتهاء فترة العمل بالإعلان الدستوري، حينذاك سنباغت الانتقالي ونطلب رحيله.
توجيه
ما بال المعتصمون بالميدان لا يسعون إلى تشكيل حزب سياسي، وليختاروا له اسم (حزب الشجرة) مثلاً، لما له من معاني اخضرار ونمو وتفاؤل، إذا قدروا على أن يجتمعوا ويجمعوا نفوسهم تحت غابات وغايات وأهداف متفق عليها؟. وليرونا شطارتهم ووطنيتهم.
برهان غليون لا برهان له
"غليون" رئيس المجلس الانتـ(ع)ـالي السوري، الذي تأسس في الخارج، في استضافة له ظهر فيها على الطرف الأيمن لشاشة قناة الجزيرة مباشر، أكّد على رفضه- وهو الممثل الشرعي للثورة السورية- التدخل الأجنبي، في حين أن الجزء الأيسر من شاشة القناة، أظهر الدرعاويين يحملون لافتات كُتب عليها "يا غليون نطالب بحماية دولية"..حينها سحب غليون من غليون بفرته شهقة المفاجأة.
طلاق
لم أشارك بالاعتصام وحتى لو نُسِب الفضل في أي تغيير سياسي ملموس إليه.. كنت أمرُّ فقط بجواره للاطمئنان على الأصدقاء الوطنيين العصاميين الذين يعتصمون هناك.. لكني سأختار طريقاً أخرى لأتجنّب عبر دروبها المرور بالاعتصام.
أوصيكم بالشُجيرة خيراً، فالله في هذه الأيام يرويها بماء السماء، وإذا توقفت المطر، اسقوها ولا تهملوها، فإنّ المختار يراقبكم ببركته عند ضريحه.
دراما سورية
حادثة التفجير الملفق في حي الميدان بدمشق، جعلتني أحسّ بأنّ نظام بشار الفسد الغبي، استعان بسيناريوهات مسلسل (صح النوم) خصوصاً وأن وزير خارجيته (وليدات المعلم) هو من حجم وعيار (حسني برزان) مع فارق التقدير الذي نكنه للفنان الراحل.
مكافآت أم رشاوي
أخبار تتداول عن استلام أعضاء الانتقالي الممثلين لمدنهم مبالغاً مالية من دولة قطر، فلو صحّت هذه الأنباء وباحتساب حسن النيات، فإنّ هؤلاء الأعضاء يبدو بأنهم صدقوا كونهم أبطالاً للثورة، أقول لكل واحد منهم ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لجابي الزكاة: "هل قعدت في بيت أبيك وأمك ورأيت إن وصلتك هذه الهدايا؟.. لا يجوز لأيٍّ كان من أعضاء الانتقالي والمجالس المحلية والإعلاميين، استلام أي فلس أحمر من أية دولة باستغلال وظيفته، ولا نطلب منه أن يضعها حتى في حصّالة الدولة، فبلادنا غنية والحمد لله، علينا فقط أن نعمل على استقرارها.
جبان
كل من يقول بأنه لم يتغير في ليبيا سوى العلم والسلام الوطني ويتباكى حسرة وندماً على الشهداء والتضحيات.. هو غبي وجبان ونفسه قصير ولا يصلح للعدو خلف العدو، في ليبيا ثمة رجال لن يفرطوا في هذه الدماء الشهيدة والمجروحة، وسيعرفون- سياسياً- متى يجلون هذه المخاوف وسيختارون الوقت المناسب.. أما هو فعليه أن يدس أنفه بين ثديي أمه ويستمر في البكاء والنحيب، وبعون الله ستخرج القملة من فروة رأسه التي توسوس له بهذا، فلا فائدة فيمن هو مثله.
عاجل من تونس
الليبيات من أسر أزلام القذافي، يعانين الفاقة في تونس، ومن أشياء أخرى، ولا يستطيعن العودة من هناك، منهنّ البريئات وحُملنّ وحُبلنّ بجريرة إخوتهنّ وآبائهنّ وأزواجهنّّ، لا يجدر بالليبي الحرّ أن يرتضي بذلك، عجّلوا بعودتهنّ حتى قبل إجراء المصالحة، فالمصالحة مهما كابر البعض هي آتية لا محالة، فلا تتعنتوا طويلاً، ومهما يكُ من أمر، فهنّ محسوبات علينا، أو على الأقل أكفوهن ذلّ الاحتياج وابعثوا لهنّ بما يكفيهنّ.
شماتة
لما دعا "عبد الجليل" إلى العفو عن أزلام النظام، ثارت حفيظة الكثيرين، وتعنتوا واحتجوا على أساس أنه لا يحق له إصدار هذا العفو، ومعنى ذلك أن ثمة أشياء كثيرة ستحدث بحق المُهجرين خصوصاً من أزواجهم وبناتهم وأخواتهم.. لقد اختصرت الخبر السابق المتعلق بتونس، ولديّ إحساس أنه بمثل ما تأثر كثيرون بالخبر وعرفوا وأحسوا بما تحرجت من ذكره، بمثل من تشمت وشفيّ غليله، فلا حول ولا قوة إلا بالله.. وهنا أطالب السيد "عبد الجليل" بإصدار حق العودة مع حماية من يعود حتى يخضع للمحاكمة، أما أهله فليعودوا ويعيشوا حياواتهم كما قبل، أطالب بهذا من باب أهمية الأمر والسمعة السيئة التي قد تلحق بنا كليبيين، فلا يجوز للمتضرر بأن يفرض علينا رأيه، لأنّ مسألة عودتهم ستكون مطلباً شرعياً وشعبياً و حقاً عاماً قبل كل شيء، والأمر يهمنا جميعاً وليس وقفاً ولا متوقفاً عليهم هم فقط.
عجيب أمرنا
1911 ميلادية سنة غزو الطليان لليبيا الذين قتلوا من شعبنا نصف عدده- سبعمئة وخمسين ألف مواطن- وعاثوا في ليبيا فساداً، وتفننوا في ارتكاب الجرائم، وليس أخرها إساءة أحد وزرائهم للرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، وبعد كل ذلك سامحناهم من دون حتى أن يعتذروا لنا.. واليوم لا نقبل الصلح مع أزلام القذافي ليس لأنهم يستحقون بل نكاية في القذافي حتى بعد مماته ومن أجل صلاح بلادنا.. كلي ثقة بأن ليبيا لن تمضي إلى الأمام مادام في القلب سواد.
فخاخ
حينما يتحوّل السّاسة الذين يعملون بالمقولة الفقهية السياسية: "السياسة فنّ الممكن" إلى منادين بالنزاهة واحترام حقوق الإنسان فلا تصدقهم، واعلم بأنهم يكيدون كيداً عظيماً، لما قدّمت السودان ممثلة في بشيرها الأسلحة إلى ثوارنا منذ يوم 20 فبراير، صمت الجميع- إلا أنا وطُلب مني الاعتذار عبر صحيفة أخبار بنغازي، وتُرِك ليّ الأمر بحرية، واعتذرت، ولما جاء القنصل السوداني ليدعوني إلى مأدوبة عشاء بالهاتف لردّ الجميل، ردّدت عليه: "أنا لا أجلس ولا آكل من موائد الطغاة" فالمبدأ يظل مبدأ- ولم ينبذ أحد منهم هذا التعامل الذي ولا شك صبّ كنيل السودان في مصلحتنا، والآن لأنّ الفخاخ قد نُصبت لعبد الجليل وصار يتفادها في كل مرة، حُسِب عليه استقباله لهذا المجرم في خانة الجهل السياسي.
المصالحة ليست بيد أولياء الدم
المصالحة تحتم على الدولة الليبية أن يكون لها القول الفصل، فتحاول أن تقوم بدور الحكم والقاضي العادل لإرضاء الطرفين، بحيث تضمن لكليهما حقوقهما التي لا تتعارض مع المصلحة العليا للبلاد، فحق القصاص لا يعني أن تفسد (الليبيات) في الخارج، لأجل إرضاء غليل أهالي الشهداء، الذين لن ينتفعوا من ذلك بشيء، فالمجتمع الليبي بمواطنيه لن يرضوا وإن ابتعدوا قليلاً والتزموا دور الحياد بهذا المصير لبناتنا في المنافي، وسيكون لهم عبر منابر الحكمة القول الفصل والفعل العدل، وسيأتي بتمرة وجمرة يُحلي بالأولى غصة ولي الدم وبالثانية يحرق جوف الظالم المعتدي والمتعنت والرافض لمبدأ التسامح.. ألا يكفي المظلوم وإن لاقى الويلات أن يدخل الجنة في سبيل مصلحة بلاده إذ يعفو.. أرى المصلحة في المصالحة، وعلى غرار نزع ملكيات الناس لأجل المصلحة العامة- مع فارق القياس- فليكن مبدأنا المصالحة لأجل المصلحة العامة، فكم من مواطن أُستقطِع وهُدِم عقار له لأجل مرفق عام كطريق أو مدرسة أو ومستشفى، وعُوض بملاليم عنه ولم يتكلم لأجل منفعة الشعب.
صفر
لأول مرة- ابسلامتي- أحلق شعري صفراً (صلوعة) ولست متأثراً في ذلك بسيف أبيه، ولكن ربما تأثراً مني بالفنان "باسط الحاسي" أو المهندس الميكانيكي "وليد سكران"- الذي صفّر شعره الأغبر بعد الثورة وجعله حليقاً، ليبدأ من الزيرو بعد 17 فبراير في رحلة النضال الوطني، ليُسمع الناس صوته عبر النشر والتلفاز وحضور الندوات، طبعاً الحلاقة تحت الصفر مستحيلة، فتلك ستعني النهاية.
الشعرة تخرج من فروة الرأس- من الفصل الثالث مكرّر من الكتاب الأخضر الزرعي- يمكننا التحكم فيها بتقليمها كأية شجرة، متقصفة من الأطراف، وإذا امتد التقصف إلى الجذور، فلا ينفع معها أي بلسم شافٍ، الثقافة الليبية السياسية والأدبية والرياضية والفنية والصحفية والقانونية والأخلاقية، وهلم جرّا، تعاني من خراب وفساد من تحت الصفر ومن تحت الجذور، علينا بتقليب التربة وتعريضها للشمس حتى تضيع البثور التي تقفل المسامات.. جماجمنا هي أيضاً في حاجة لحلاقة على رقم زيرو، ودهنها بإغداق دخل زيت البترول المتوافر في بلادنا عليها، حتى تنمو من جديد في أحسن حلة.
لم أكُ أحسّ بروعة الشعور إذ تحلق رأسك (زيرو) لتحلق في الفضاء بأفكارك الطازجة.. وتترك في المنشفة قصاصات شعرك الملطخة بالغباء المتجاهل.. لكنّ ثمة أكثر من صلوعة مستديرة لمحللينا لا تدير الفكرة جيداً، عليها أن تحلق من تحت الزيرو أفضل لها، فمثل هذه الصلاليع الطبيعية، الأفضل لها أن ترتدي بروكات وتتجمل من قبيح تحليلاتها، لأنها مجرد أصفار عاطية وجوهها للشمال.
التسلق
صفة التصقت ببقايا أزلام النظام المقبور، لكن التسلق والتسلط راحا يأخذان منحى ومنحنى تصاعديين آخراين في هذه الآونة، فمن يُطالب بإحقاق الديموقراطية خليق به أن يتدمقرط ويطبق أبجدياتها على نفسه، فحتى منه هو من أنبل بني البشر لا يحق له تحت ظرف الشرعية الثورية، أن يتقلد أي منصب ولو بتكليف من الانتقالي وهو في الأساس يريد أن يسحب الشرعية منه، فهذه هي القمة التي قد يصل إليها المتسلق ببراعة، لا يقدر عليها حتى المحترفون من متسلقي جبل الهيملايا.
طرق الأبواب
الدكتور المفتي، منذ فترة رسم لنا خطة لحلحلة مشكلة الجرحى، تكلف ما يساوي 250 مليون دولار، لها تفاصيل كثيرة لم تُعرض عليّ، وهو الآن يقوم بمبادرة أخرى تتعلق بالانتخابات، فشكراً لسيادة الدكتور المُفتي المُفضي بنا إلى الحلول الناجعة والناجحة، لو كنت ممن يستطيعون الدخول على "عبد الجليل" وممن هم قولهم مسموع لدى الانتقالي، مثل المفتي، لبادرت قبله إلى "عبد الجليل"، واقترحت عليه خطة لمعالجة الجرحى تكلف بتقديري مليار دولار، ولقلت له: "أمامك فقط 6 شهور.. وتزيد فيه"- لكني من النوع الذي يكتب فحسب، ولا يبرح و(يدلل) ببضاعته- فالانتخابات المحلية، لا فائدة منها في الفترة الراهنة، وثمة خطورة قد تسبب فيها في غير ظل قانون الانتخابات، ثم أن مشكلاتنا الإدارية وغيرها، لا يمكن حلها بسبب العجز المالي حتى لو نصّبنا أنزه مواطن على بنغازي، فماذا بوسعه أن يفعل؟ هل يستطيع أن يصنع لنا الأموال؟ كما أننا بذلك نقوم بتكريس هذا الجسم أو الجسيم السياسي ونـُديمه، حين ترتيب بيت الانتقالي في (الحدائق) ونؤثثه بوجود وجوه جديدة، لن تقدّم وتؤخر من الأمر في شيء.
المجالس المحلية
الدعوة إلى انتخاب أعضاء المجالس المحلية عن كل دائرة انتخابية، والمشاركة بثمانية أشخاص عن بنغازي- كمثال- في المجلس الانتقالي الذي شارف على المغادرة، هي محاولة إنعاش لقلب جيء به إلى غرفة الإسعاف في الرمق الأخير، وهي دعوة إلى المحاصصة، وصوت نشاز، ظهر في زحمة الاعتصام، من شأنه أن يربك الانتخابات العامة وتكوين المؤتمر الوطنيي، ومحاولة لحفظ أمواه وجوه المعتصمين الذين أقرّوا ضمنياً بشرعية الانتقالي رغماً عن شجرتهم وعن بعض اللافتات التي علقوها على جدار مصرف الوحدة (يسقط المجلس الانتقالي)، وما هي إلا محاولة لتجميل وجوههم ومكيّجة وجه الانتقالي.. وهذا المكسب كان بالإمكان تحقيقه بلا اعتصام وبأقل الشعارات، لو طرقوا باب الانتقالي وتفاهموا معه منذ البداية على ذلك.
غربة وغرابة أطوار
حينما تداولت الأخبار عن عزم الانتقالي تشكيل المكتب التنفيذي، كتبت: "يجب ألا يحمل أي واحد من أعضائه إلا الجنسية الليبية وألا يكون مزدوج الجنسية".. ولم أدوّن ذلك في ورقة وأطرق بها باب الانتقالي كما يفعل الكثيرون، فأنا مجرد كاتب أنشر ما أنا مقتنع به ولا يهمني إن قرأ الانتقاليون ما أكتب (واجعنهم ما قرو).
أدعياء الديموقراطية، انتقدوا مسودة الانتخابات وهم محقون في جزء من ملاحظاتهم، غير أنّ رفضهم لإحدى البنود الواردة والمتعلقة بأحادية الجنسية، يجعلني أرفض كلامهم جملة وتفصيلاً، قلباً وقالباً، شكلاً ومضموناً.. فهم يعلمون بأنّ هذا القانون يُعمل به في أغلب دول العالم، إن لم يكُ قاطبة، فلماذا يستكثرون علينا هذه المادة الانتخابية.. لجنة الانتخابات خيّرتهم بين أمرين أمرهما حلو، فإما أن يسقطوا عنهم الجنسيات الأجنبية ويرشحوا أنفسهم ويستمتعوا بما تبقى لهم من أعمارهم في بلادهم ويمارسون العمل السياسي ويتسنموا المناصب (اللي ماشية في شوقهم منذ 42 سنة.. وقريب ايموتو عليها) أو أن يعودوا إلى جنات الغربة، ويتركونا ننعم في غربة الوطن.. الفرصة ما تزال مواتية أمامهم، فإما.. أو.
شوّخناه ولم نحترمه
- الثوار مطالبون بتسليم السلاح.. لم يسلمه أحد بحجة حماية الثورة.. ثم يطالبون الانتقالي ببدء العملية السياسية الانتخابية وتفعيل القضاء في ظل وجود السلاح، وهذا أمر لا يستقيم تحت غيمات الشتاء.
- على المصارف أن تفتح شبابيكها على تمام الساعة الثامنة صباحاً وتقفلها على تمام الثانية ظهراً.. والواقع يقول أنها تفتح الساعة العاشرة وتقفل عند منتصف النهار حتى عند توفر السيولة.
- المجلس يعين فلاناً على هيئة الأركان.. المعارضون يأبون إلا أن يكون ابنهم من يتولى هذا المنصب.. ربما يظنون بأنه سوف يشتري لكل واحد من أولادهم طيارة هليكوبتر.
- في البيان التأسيسي للانتقالي أعلن عن احترامه لكل الاتفاقيات الدولية التي أجراها "القذافي" مع المجتمع الدولي وصار الانتقالي والبلاد كلها مُلزمين بها.. ذهب "عبد الجليل" لتفعيل المعاهدة مع الطليان، احتجّ البعض: كيف يذهب ويتباحث أو يوقع مع الحكومة الإيطالية على اتفاقية الذل والمهانة هذه؟.. ولما أفهمناهم بأنه ملزم بها.. تساءلوا:" باهي ليش يمشي هو.. المفروض مشى الكيب اللي طايح فيه الغلا ابزايد".. يعني كما يقول السوريون: ساكنيله ع الدعسة.
- أهل طرابلس يطلبون الأمان والانتقالي يحث الثوّار الداخلين إليها على ضبط النفس.. وعلى الواقع هم يتناحرون ويقتتلون بلا معنى.. إذاً (شوخنا) الانتقالي ولم نحترم حتى أبسط قراراته التسييرية.
متجه سفلي
1 - قضاء عادل ومستقل = ديموقراطية.
2 - قضاء غير عادل ولا مستقل = ديكتاتورية.
في تونس ومصر حدثت ثورتان لغياب الديموقراطية.
في تونس ومصر حدثت ثورتان لغياب القضاء العادل والمستقل.
لن أقتنع بوجود القضاء المستقل في هاتين الدولتين وأشكك في نزاهتهما مهما أدُّعي بوجود مؤسسات المجتمع المدني فيهما، لأنّ التغيير السياسي الذي طرأ فيهما هو ثورة وهبّة شعبية وليس انقلاباً على الشرعية.
في ليبيا/المملكة، كان ثمة قضاء عادل ومستقل يعني ثمة هامش من الديموقراطية بدليل أن التغيير السياسي الذي عرفته ليبيا في الفاتح من سبتمبر 1969 هو انقلاب بامتياز باتجاه السقوط.
المرزوقي في بنغازي
تعليق على كلمة الرئيس التونسي، التي ألقاها في قاعة (فينيسيا) في زيارته إلى بنغازي صحبة رئيس المجلس الانتقالي "عبد الجليل":
نصح الرئيس التونسي "المرزوقي" الليبيين، فيما يخصّ موضوع اجتثاث أزلام النظام محذراً مستقبليه من هذه الفكرة وقد وصفها بالفاشلة حسب التجربة في الثورات العالمية، وبحسب رأيه أيضاً يراها مُكلفة وقد تعطل مسار الثورة، وأشار إلى أن الحل الأذكى في طريقة التعامل معهم، هو إبعادهم عن مراكز السلطة و تقديمهم للمحاكمة، لينال كل منهم جزاءه بحسب معايير حقوق الإنسان.
- تعلقي: لا أعارض مسألة المحاكمة، لكن لا يجب علينا حرمان من تثبت براءته من ممارسة العمل السياسي، فإنْ لم يكُ هذا الكلام المنسوب للمرزوقي اجتثاثاً واغتيالاً سياسياً، فماذا عساه أن يكون؟ لقد دعوت في غير مرة لحماية الثورة من أزلام النظام بالعمل على خلق التشريع القانوني والسياسي اللازمين، والعمل على تسييج محميتنا الديموقراطية بدستور يمنع الفساد والاستبداد حتى من الشيطان نفسه، لا يكفي اجتثاث القذافيين ومحاكمتهم، لأننا بذلك سنكون رهناً للماضي، علينا ونحن نمشي أن نتحوط من الخطر الداهم في الخلف والمتربص بنا من الأمام- ومن العادة أصلاً، وأنت تمشي أن تنظر إلى الأمام أكثر من الالتفات إلى الخلف، حتى لو كان في إثرك كلب مسعور- فالخطر على العملية السياسية متوقع حتى ممن لم يعملوا مع النظام.
2- كما نـُسِب للرئيس التونسي هذه العبارة الغريبة التي انطلت على الحاضرين، إذ استقبلوها بوابل حار من التصفيق، حيث قال عند تطرقه لملف تسليم "البغدادي المحمودي" الذي وصفه بالملف الساخن: "إنه من سوء حظي أن أجد هذا الملف فوق الطاولة بعد استلامي للسلطة" وبعد سؤال حول هذا الموضوع، أجاب بقوله: "دعونا أن نكون صرحاء، وبصفتي رئيس لمنظمه حقوق الإنسان إلى هذه اللحظة، أقول بأننا سوف نسلم البغدادي إلى ليبيا وعلينا أن نتفهم بأنّ الظروف الحالية لا تسمح لنا بتسليمه، لأن ليبيا ليس لها قضاء فاعل في هذه الظروف، ليضمن له محاكمة عادلة، وحينما نرى ليبيا جاهزة لتقديم هذه المحاكمة العادلة، سوف نسلم البغدادي وأنا أعاهدكم بذلك ولن أغدر بكم".
- تعليقي: المرزوقي منذ أيام طالب المملكة السعودية بتسليم زين العابـ(ر)ين بن علي إلى الحكومة التونسية الجديدة، ووصف المملكة بأنها تعادي الديموقراطية في تونس، في حين أنه يطعن في قضائنا ويحظى بالتصفيق، لا أستغرب بالمثل إن تحجّجت العربية السعودية بأن تمنعها راجعٌ هو كذلك، لانتفاء ثقتها في القضاء التونسي بعد الثورة.
مؤشرات
على الرغم من التوجّس والخوف وتضخيم المؤامرة، منذ البدء كنت واثقاً ثقة طرشاء، بأن الثورة ستنجح وقد نجحت، وبأنّ الثورة ستحقق أهدافها أهداف الشعب بلا وصاية ولا ممنونية من أحد، وهذا ما تحقق والحمد لله، فكل ما تحقق الآن مقدر له من الأول أن يتحقق، ولما كانت الثورة فعلاً شعبياً وتحقق أهدافها فعلاً شعبياً آخراً، تحرك الشعب الليبي وقتما وجبت الثورة والتزم الهدوء والصبر، وقتما دعا الموتورون بمواتير الإشاعات إلى غضبة ثانية قد تكون مدمرة، فأسكت مؤشرات البورصة السياسية ومؤشرات مواتير الموتورين وأسكنها عند التدريج الصفر في عداد الحرارة اللازمة.. عرف الليبيون وقت الهدوء وتريثوا لكونهم أصحاب القرار ولا وصي عليهم وعندهم حاسة حسن التقدير، فتعاملوا بثقة مع ما جاء في نص الإعلان الدستوري، لأنهم أهل عهود ومواثيق، وأرادوا أن لا يظلموا من يمثلهم شرعياً بالبيعة الأولى التي تفرض الطاعة، حتى يقدروا- ومن ثم- أن يقيموا عليه الحجة الدامغة، وعند ذاك لن يستطيع من كان، أن يطفئ مؤشرات غضبهم الحمراء.
حينما تدخل في اتفاقية أو معاملة مع مقاول أو بناء أو كهربائي أو فلاح أو من كان، على أن ينجز لك العمل في ظرف أسبوع، فإن العقد المبرم بينكما، ولو كان شفهياً، يلزمه بأن ينجز العمل في الفترة المنصوص عليها ولا يهمك متى يبدأ، فالمهم هو الإنجاز بالمواصفات الفنية المتفق عليها، ولو بدأ وأنهى عمله في اليوم الأخير.
الفترة الانتقالية بدأت منذ ثلاثة أشهر تقريباً وهي قصيرة حد الجد، لا يمكن أن تتحقق فيها الأماني والأهداف كلها وتحتاج إلى فترة إعداد هي أساس التقديم لأي شيء، وهذا ما أخّر عمل الانتقالي، ما سبب في تبخر ماء المواتير وجعلها تسخن فتزيد من حرارة القلة.. كل ما تحقق وسيتحقق موجود في الإعلان الدستوري، أما الأشياء الخارجة عن الإرادة كتجميع السلاح وفرض السيطرة ومشكلة السيولة فهي مرهونة بتسييل الأموال ولا يمكن أن تكون مدخلاً من نافذة للصّ يريد أن يسرق طمأنة الشعب.. فاعلموا ذلك.
تعجيل المسار
بحسب ما أطلعت عليه من أخبار بخصوص احتجاج ميدان الشجرة، أستطيع أن أقول أن النتائج التي تـُوصِل إليها تعطي هذا الاحتجاج مسمى آخراً وهو مطالب (تعجيل المسار) فحقيقة الأخبار إن صدقت لا تضفي سمة التصحيح على الاحتجاج، فما تمّ فقط هو دفع الانتقالي إلى إرساء العملية الانتخابية وتمكين المدن من تعميد بلدياتها، والناظر إلى الثورة الليبية سيجدها الأسرع بين شقيقتيها العربيتين في إعادة تمظهرات الدولة، إذ تمكنت في ظرف شهرين من تشكيل حكومة، في حين أن الثورة التونسية السلمية عجزت لوقت طويل عن أن تستقر بالبلاد بعد أخذ وعطاء مع الجهاز التشريعي والتنفيذي وشبهات التسلق من بقايا نظام زين العابـ(ر)ين بن علي، وكذلك المصرية على الرغم من عسكرة ثورتنا، وهذا يوصلنا أو يوصلني على الأقل- لأن هذا هو تصوري- إلى أن المسار لم ينحرف، فقط دُفع بعربة الانتقالي إلا الأمام في الاتجاه الأعلى لمنحدر صعب مع أنها (امفوزة) ووقودها قليل، للاستعجال ليس غير.. تحقيقاً لإسكتش السيدة فيروز:
هالسيارة مش عم تمشي.. بدنا حدا يدفشها دفشي
بيحكو عن ورشة تصليح.. وما عرفنا وين هي الورشة.
زياد العيساوي
بنغازي: 9-1-2012
♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com
♦ صفحة الكاتب على الفيسبوك: http://www.facebook.com/profile.php?id=100002322399992
 

الاثنين، 2 يناير 2012

فيسبوكيات (23)

مصافحة
مهما توالت الأعوام الميلادية، سأظلّ أسيراً لسنة 2011.. كل عام ميلادي وهجري وأنتم بسعادة واطمئنان.

ثوابت
الأولوية للشعب والألوية للثوار ولا ولاء إلا لليبيا.
خبطة صدر
خبطة الصدر، قد تكون خبطة عشواء، إيقاعها للداخل يحرك البلغم فقط، وصداها للخارج يختصر في كحة عميقة وعقيمة.
لقطة
رأيت منذ أيام اليمني "علي عبد الله صالح" يبتسم مع عاهل السعودي، فأحسست بأنه لم يعرف القذافي في يوم ولا يعنيه البتة.

حزم
لن أساير قريباً، ولن أسرَّ عدواً، ولن (أقابح) أحداً، لو لم أجامل من كان، على حساب وقراءة الوطن.
خبر
لست ممن يهتمون بالصحافة الخبرية، خصوصاً منها الفضائحية وضد مصطلحات كثيرة بدأت تنتشر في أرجاء هذه الثورة، منها مثلاً (طحلوب ومتسلق ومتشعلق) فأرجو عدم إلصاق هذه الأخبار على صفحتي، لأني لا أحب الخوض فيها وأرى حين التأكد من صدقيتها، أن تقوم الجهات المسؤولة والمختصة بتتبعها.
إستراتيجية
5 طائرات حربية متطورة من الماكنة الغربية، تساوي أداء مليون جندي مسلح بأعتى الأسلحة المدرعة على أرضنا المكشوفة.. ولكم في تسلح الجيش الإسرائيلي عبرة.
حصن
ليبيا تحتاج إلى حصن حصين غير حرس الحدود وقواعد الانذار المبكر، وقتما تتحصن نفوسنا بقلاع الوطنية والإخلاص الشاهقة، ستُحمى وتـُمحى كل الخطوط الوهمية الطولية والعرضية أمام كل نفس آثمة، وسوف تـُعمى عيون الرائدين الشر بها، ولا تشخص أمامها خارطة بلادنا على شساعتها.. فبلادنا لنا نحن فقط.
لأسبابي الخاصة
منذ بضعة أيام، مرّرت بجانب فندق تيبستي بسيارة أجرة، فجاء شاب من عند النافذة وهتف: "نوضي نوضي يا بنغازي.. جاك اليوم اللي فيه اتراجي" فأقفلت الزجاج وطلبت من السائق الإسراع، فسلك طريق آمنة عبر الحديقة.
اللاجئون السوريون
هجرة العرب من شبه الجزيرة العربية إلى المغرب العربي بحثاً عن الأمن والماء، بكل توكيد مرت بمصر حيث النيل، لكنها لم تحط هناك، ووراء ذلك سر كبير.. رحلة اللاجئين السوريين الفارين من بطش و(أتيار) بشار حتى وصلت إلى بنغازي عبرت مصر هي الأخرى، حيث النايل سات، ولم تقم هناك ووراء ذلك سر لا يتشاجر مع السر الأول وخطير.
شراكة بوساطة
الوسيط الدولي، لا يمكن أن يقف في المسافة الفاصلة بين متخاصمين، ولكم في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا شر مثال، الوسيط يُعرف بالشريك الدولي الذي يُحكّم بين متنازعين مثل أمريكا التي انحازت إلى جنب إسرائيل على حساب العرب فيما يُعرف بعملية السلام، وكذلك مبارك والقذافي وانحيازهما إلى الفصائل المسلحة في دارفور ضد حكومة البشير، والحال كذلك بين ضدّين، إذاً كيف ستكون بين أخوين يدخل بينهما جسم ثالث تحت مسمى بسيط هو الوسيط؟.. الوسيط بين الليبيين هي ليبيا فقط.. لا يحتاج الشعب الليبي إلى من يتوسط بينهم لحلّ أية مشكلة.. فليس ثمة مشكلة بيننا سوى القذافي وقد ديس عليه.. لا أفهم طلب التدخل من أي شخصية أو دولة عربية لتصالح بيننا.. وسيط من هذا النوع قد يتحول إلى وسيط من نوع أخر يبيع الأسلحة ويوزع أموال الحرام.. سيُهزم كل من يحاول زرع الفرقة في طين بلادنا في موسم هطول الأمطار وسنقبر شجرته كما قبرنا القذافي.. لا نحتاج إلى خدمة الوسائط وسنكتفي بإجراء المكالمات المباشرة بلا مسجات أخرى، فغياب خدمة الـ(sms) لم تربكنا وتفرقنا في أيام الثورة.
أفانين
كتابتي عن الفنّ في فترة ما، أتت ضمن حرصي على التنويع، لقناعتي بأن الكاتب حريٌّ به أن يُطلع الناس على حجم ثقافته وتنوعها، ثم أن الكتابة في أصلها ومنذ أن خُلقت في غير الكتب المقدسة، لم تكن سياسية بل هي وسيلة تعبير إنساني وأدبي تحت مسمى الإنسانيات، لكنها بعد تطور المجتمعات الإنسانية وظهور تقنية الصحافة، أخذت اللون النقدي السياسي والتوجيهي، فلو بحثتم في كنوز التاريخ، ستجدون بأنّ أغلب الكتب والمخطوطات التي أبقتها الأيام وهي تتوالى، لا تخرج عن إطار الشعر والأساطير والخطب العصماء والتوثيق وهذا هو أصل الكتابة.
صحيح أنني أطلت البقاء في هذا المجال لاتساعه، بيد أنني حاولت أن ألمَّ بالأغنية الليبية والعربية جمعاء، بعدما خضت في الجانب الاجتماعي والأدبي والسياسي الدولي، لكن ربما لافتقار البلاد للأقلام الفنية هو من صبغني بالريشة الفنية الملونة، عموماً فإن اهتمامي الفني ينحصر في الجانب الغنائي فقط، من دون المجالات الأخرى، وبعدما قلت في الغناء ما أنا مقتنع به، فرغت منه ولن أعود إليه، إلا متى بدت ليّ أفكار جديدة بخصوصه، وهذا لا يعني بحالٍ من الأحوال، بأنني انشققت عن الفنّ، لكن لكوني لا أحبُّ أن أعيد نفسي وأخوض فيما خضت فيه من جديد، وأود أن أشير إلى أن ما كتبته لا ينبني عن دراسة أكاديمية، بقدر ما هو نتاج ذائقة فنية تخصني.
إشارة وتذكير
منذ بداية ثورتنا حذرت من النظام الملالي في إيران الذي يستغل عدم الاستقرار في أية دولة عربية ليدخل ويتدخل بأمواله ويقوم بشراء الذمم والأمم بنفط الأحواز العربية المحتلة، وما حكاية طلبه فتح التحقيق في الاختفاء القسري لموسى الصدر إلا حصان طروادة أراد من خلاله حشر أنفه في شؤوننا الداخلية، ولست أستبعد التنسيق بين قطر وإيران في هذا التدخل السافر في بلادنا، فقد عُرف على الفرس مهارتهم في حياكة البساط الأحمدي، وها هو (أحمدي نجاد) يُحيك بساطاً مؤامراتياً خسيساً في ليبيا، فانتبهوا له، وقد كان أخر تحذير مني بشأن هذا النظام الفاسد منذ ثلاثة أيام تقريباً عبر هذه التدوينة:
إيران باتت على حدودنا:
(ما يجري في مصر لا أشكّ أبداً في أنه صنعة إيرانية.. احذروا خطر هذه الدولة الخبيثة فقد بدأت تتسرطن حتى في شمال أفريقيا، ينشرون مذهبهم باستدرار العاطفة على آل البيت وبأموالهم الاستثمارية، لو أن أحد أقاربي كان من ضمن الجرحى لرفضت ذهابه للعلاج في طهران، طهّرها الله من دنس الروافض).
معتصم مختفي
في هايد بارك ميدان الشجرة، بينما كنت البارحة واقفاً مع العزيز "يوسف الترهوني"، انضم إلينا شخص في بداية الخمسينات من عمره عسكري سابق في الجيش الليبي، أتت به لافتة احتجاجية ضد الانتقالي، كنت أغطيها بظهري على الحائط الحانط لمصرف الوحدة المستند إليه، تندد بتدمير الأمريكان لمنظومة الصواريخ الخربة للقذافي، استشاط غضباً ثم أدلى لنا بسرٍّ لم يشأ أن يلقيه علنية على مسامع المعتصمين كما يفعل غيره حينما يقف على حوض النافورة التي لم تسق شجرة الميدان في يوم ولم يتطاير رذاذها ليصفع خد ليبي بحنو منذ 40 عاماً، حيث نسب إلى وزير الدفاع "الجويلي" أنه قد طلب إلى إيران- أكيد بعدما عرضت حكومتها ذلك- أن ترسل إلى بلادنا فرقة هندسية مختصة لاقتلاع جذور الألغام، وسر حنقه يرجع إلى وجود أفضل فرقة هندسية في أفريقيا لهذا الغرض من الليبيين، وفصّل أن إيران الملالية تسعى إلى تدمير النسيج الاجتماعي وبث فكرها الإثنى عشري المتخلف والمتلحف بالعواطف، وذكر بأن شعبنا طيب وعاطفي وخشيّ أن تنطلي عليه هذه البدع، ببرهان- كما قال- أن العائدين من مُصابينا بعد تلقيهم للعلاج في طهران عادوا مصحوبين بتراب كربلاء وهم يبكون.
تلويح
ضغط القذافي على دول الجوار لتسليم المعارضين له لديها، مكّنه في أكثر من مناسبة من إزالة الخطر الذي يتهدّده، وبلغ منتهاه بطرد العمالة الوافدة من هذه الدول، قد يحسن بنا كي نبطل مفعول عمل من يعملون على بث الرعب في بلادنا والعابثين بأموالنا على أقل تقدير، ومن دون المطالبة بتسليمهم تهديد هذه الدول بطرد مواطنيها القادمين من صوبها، وذلك أمر مشروع وغير تعسفي حين شعور أية دولة بالخطر القادم من حدود دولة أخرى وانتفاء تعاونها معها. وعملها على زرع الفتنة بالبلاد، فهذه المخاطر كلها بدأت تمسّ أمن ليبيا من الجهة الشرقية (مصر) وأخرها الخطر التلفزيوني وبثّ الرعب الشاشوي، فلو قام مجلسنا الموقر برفع دعوى على شركة الخرارة سات، لن يقوم القضاء المصري بما هو مطلوب منه ولن يقف موقفاً نزيهاً، لذا يظل احتمال التهديد بطرد الوافدين من مصر قائماً وراقصاً على وحدة ونص.
غريزة حيوانية
الضبع يغرس طعامه تحت الأرض، ليعود إليه متى جاع.. طبع الضبع هذا اكتسبه القذافي، فقام بدفن 15 مليار دينار تحت أرضنا ووأدها حيّة، معتقداً بأنه سيعود يوماً ما إلى السلطة.. سينقب علماء الآثار بعد ألف عام من يومنا هذا، جوف أرضنا، فيجدون مستوعبات وحاويات المال فارغة من أوراقها، فيدركون بأنّ بعضنا قد حسد بعضنا.
خيانة
لست أخشى من الطحالب، لأنها تعجز عن الحركة وتمكث عند المستنقعات ثم تتلاشى بعدما تنتهي دورة حياتها القصيرة، لأنها لا تتبع لنظام بمعناه السياسي، ولا من أحلام أزلام النظام خوفي، لكن كل خشيتي ممن قد (يتزلمون ويتشنبون) لغير النظام في دولة النظام، خوفي ينحصر فيمن قد يتورطون مع حسابات الخارج فيتصيّرون أرقاماً في حساباتهم أحادية الخانة أحادية الخيانة.
الربيع الإيراني
ثمة نظام وحيد في العالم متبقٍ من زمن الكهنوتية، لن تجده حتى في أدغال أفريقيا، وإن حدث فهو فيما تعارفت عليه القبائل من عادات وتقاليد اجتماعية هناك، ولا يمثل الوجه السياسي للدولة التي تتبع إليها، هذه الكهنوتية ظلت فقط في إيران بعد معرفتها بالحكم الملالي وولاية الفقيه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه.. سبق أن أخبرتكم بأن الشعب الليبي (امرابط) وكل من أحاك له المؤامرات في الخفاء (اتجي على خشمه) لذا أتوقع أن تندلع ثورة شعبية عارمة على ملالي طهران في الأيام المقبلة.

 
الزعزعة قد تأتي بزعزاعة
في فيسبوكيات (12) بتاريخ 2-11-2011 كتبت تدوينة بهذا العنوان "نجّاد يدعونا إلى المقاومة" ورد فيها:
"الرئيس الإيراني نجاد الدجّال، يريد إبعاد نظر العالم عمّا يُرتكب من جرائم في سوريا، بدعوة الليبيين إلى بدء المقاومة، الشيء الوحيد الذي أريد معرفته، هو ضد من ستكون مقاومتنا التي يبتغيها؟ القذافي وقد قاومناه وتخلصنا منه، هل نقاوم بعضنا البعض على غرار ما جرى في العراق من تقتيل تسببت فيه حكومته الملالية".
زعزعة الوضع الداخلي في البلدان العربية التي تشهد مظاهر احتجاج لأجل مطالب مشروعة بإرساء قواعد الديموقراطية، تسبّب عادة في زعزعة النظام، ما يسهم في تدخل أطراف خارجية تدعي زوراً وبهتاناً بأنها مؤيدة لهذا المطالب لأغراض وأعراض مرضية شاخصة وواضحة، تستطيع من خلالها تعطيل عجلة الدولة وتقوم من ثم بإفشال هيبتها مكراً وخبثاً لتكون لها يد طولى في البلاد نفسها، لا أتهم بالخيانة أيَّ أحد ممن سيذهب ضمن الوفد الليبي من المنطقة الشرقية إلى طهران، كما أُشيع مؤخراً وتسرب من أنباء، لأنه سيُبهر هناك- في إيران- بالكلام المعسول والقول الموضوعي، كما هي عادة الفرس المعروفين بابتسامتهم الساحرة، لكن الاتهام سأوجهه لهم بأصابع يدي العشرة وقدمي لتصبح عشرين بأنهم خونة وعملاء للشيطان الأكبر، لو قبلوا أن يكونوا عيوناً في جمجته.
تحشيد

سينتصر المعتصمون في حالة واحدة، إذا انتقلوا من حالة الاعتصام ذي الصبغة الوقفية، إلى التظاهر السلمي وإظهار عدد المحتجين في شكل أكبر عدداً بالتنادي إلى مسيرة كبرى تكون أكبر من المليونية التي خرجت لتؤكد على أن ليبيا دولة واحدة وتقف وراء شرعية الانتقالي، بعدما استفزتها ما زعم القذافي ونظامه بأنها مليونية تؤيده، فلازلت أرى بأنها أكبر مسيرة شهدتها ليبيا حتى الآن وما لم تنسخها مسيرة على الأقل تكون مماثلة لها، فإن فرص المعتصمين ستبقى ضعيفة لكون "عبد الجليل" يحتج بكلمة حق حتى لو أُريد بها باطلاً: "أنتم قلة ولا تمثلون سوى نفوسكم".
موقف إيران من الشعب الليبي
ارتبط القذافي بعلاقات وثيقة بالنظام الملالي في طهران منذ الثورة الإيرانية-1979- التي تسلق على كتفها ذاك الملعون (الخميني) بعد وصوله من فرنسا، فنكّل بالثوّار الحقيقيين من الأحزاب السياسية المعارضة في الداخل وخدع العرب والمسلمين حينما أوهمهم بأن ثورته إسلامية ولا تحمل أية صبغة طائفية وإذا به يعلنها ثورة شيعية شعوبية أسهمت في شغل العرب عن القضية الفلسطينية، وإشغال العراق بحرب دامت لثماني سنوات، أبى (الخميني) ألا يوقفها وتعنت لفترة طويلة حتى أذعن بعد هزيمته وهو يقول على اتفاق إيقاف الحرب: "بأنه تجرّع السم حينما وقع على الهدنة".. في تلك الفترة ساند القذافي إيران ضد العراق وزودها بالأسلحة والدعم اللوجستي لإنهاك الجبهة الشرقية للعرب، وتواطأ في تغييب "الصدر" الذي تعتبر إيران أول المستفيدين من غيابه وقبل حتى إسرائيل، لأنه حاول إنهاء الحرب الطائفية التي اشتعلت في لبنان بين السنة والشيعة، وحاول توحيد الصفوف لمواجهة إسرائيل وهذا ما لم يقبله (الخميني).. ما أردت قوله أن إيران لا صديق ولا حليف لها وهي تبحث عن مصلحتها بعيداً عن كل دعاية تحاول الترويج لها من دعم للمقاومة والممانعة العربية، وحتى في بداية الثورة الليبية أشيع عن إرسالها الدعم العسكري للقذافي ولو بطريقة ملتوية من خلال حليفها "بشار الفسد" الذي ثار عليه الشعب السوري بعد أول تصريح له أيد فيه القذافي وعبّر من خلاله على أن القذافي يتعرض لمؤامرة دولية، لا تتواطأوا مع هذا النظام المجرم الذي يمد بشار الفسد بالمال والجنود عبر حزب الله في لبنان والحرس الثوري الإيراني نفسه.
لحظة لو تفضلتم
إذا ما نكّس المعتصمون في دوّار الشجرة أعلامهم وأصابهم الإحباط، فإن النتائج ستكون وخيمة للغاية، وللعناية أحذر بأنّ الانتقالي سيكسب نقطة في صالحه تجعل من يحاول الاحتجاج مرة ثانية، يشعر يصاب بارتجاج خاسر مسبق.. كم حبذت أن انتظرنا قليلاً حتى ينتهي العمل بالإعلان الدستوري ولعبنا في وسط الملعب بلا هجوم، وعنذ ذاك نركز من هجماتنا بل هي هجمة وحيدة ستجعلنا ننتصر، ولكن والحال كذلك على المعتصمين ألا يطمعون الانتقالي فينا عند رجوعهم خاليي الوفاض.. اعتصام اعتصام حتى تتحقق الأحلام.
  ــــــــــــــــــ
زياد العيساوي
بنغازي: 1-1-2012
♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com
♦ صفحة الكاتب على الفيسبوك: http://www.facebook.com/profile.php?id=100002322399992