الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

المجاملات مشاينات على حساب الوطن

ثمة مثقف أخبر صديق مشترك بيننا بأن "زياد العيساوي" متطرف فيدرالي، وهو من أصل للفكر الفيدرالي وحقوق برقة، وهو من يتحمل تبعات هذا السلوك الذي وقع فيه نشطاء كثيرون.
بصفتي من منظري الثورة قبل اندلاعها، وهذا ما لا تستطيع أنت ولا غيرك جحوده، فأنا أدرك بأنها عملية إزالة وإزاحة لأجل البناء، ولما كانت منظومة القذافي خربة ومنخورة بالسوس، وجب هدمها، بعد مشاركتك يا أيها القوّال في عمليات اﻹصلاح والترميم، التي سبقت الثورة وفشلت بعد خطاب سيف القذافي، الذي اعتبر فيه والده خطاً أحمر، وهو من يشكّل ما نسبته 99% من الحلّ في ليبيا، مع أنه بنظري أصل المشكلة والانهيار الذي عصف بليبيا منذ اقتلاعه لدستور الاستقلال.
وما استبعاده لنسبة 1% إلا لحفظ خزانات أمواه وجوهكم، لأنه يعرف بأنكم ستحمدونه على هذه النسبة الضئيلة التي منحها لكم.
ولكوني دارساً للبعد الاجتماعي والتاريخي ولطبيعة الشخصية الليبية، أدركت بأنّ الفيدرالية التي كانت ميثاق تأسيس الدولة الليبية والعقد الشرعي لها وبإلغائها ينفرط عقد تأسيس هذا الكيان المُسمى بليبيا، لذا كنت من أوائل من التفتوا إلى هذا الطرح والتفوا عليه، فنحن لسنا حديثي العهد به أو بالأحرى إنّ ليبيا لا تجهله فهو من ابتنت على أساسه، لجملة هذه الأسباب كتبت في غمرة تعبئتك للجماهير على القنوات الإخبارية أنت وكثيرون من زمرتك بالوحدة الوطنية وتغنيكم بالثوّار الأشاوس ورحلاتكم المكوكية في أرجاء البلاد لتوثيق ملاحم اللحمة الوطنية والبطولات، كتبت مقالتين في الشهر الأول لثورة فبراير، هذان عنواناهما:
1- يا أيها الثوّار.. لا تتجاوزوا رأس لانوف.
2- فلتزدهر الحياة في برقة بالحريقة والبريقة.
لقد كانا عنوانين مستفزين لكل من كان يستمع إليك في القنوات وأنت تمتصّ مخاط أنفك بعد كل وقفة وتلوي رأسك، وجاء التأكيد على صحة ما قدّمت لعنواني في المقال الأول بعده يومين فقط، أي بعد الخيانة التي تعرّض لها ثوارنا في بن جواد، أما الثاني، فأكدته سياسة القذافي بموافقته على التقسيم شريطة هيمنته على منشآت النفط في البريقة.
لو كنت متطرفاً لما فزت بمسابقة أفضل كاتب على الفيسبوك مقاسمةً مع ثلاثة نشطاء، لاسيما أنّ هذه الجائزة التي لم استلمها حتى الآن، مُقدمة من منظمة طرابلسية، فكيف تمنح جائزة لكاتب تراه يعادي مدينتها؟ أليس لك عقلٌ لتحكم به؟.
الفيدرالية بالنسبة ليّ نظام إداري يساوي بين الأقاليم، فيمنع التغابن بين الليبيين، ويمنح الفرصة للتنافس والتسابق لتقديم الأفضل بينها، ليس إلا، وبعدما انزلقت البلاد في زيت الفوضى الملوّث، وأضعتم علينا فرصة استرجاعها- ونحن نقف على خط البداية- لصدّكم لهذا الطرح، لم أغيّر من منوالي، وصار همّي هو إعادة الهيبة لها، ولم أعتقد في يوم ولا ساعة ولا دقيقة ولا ثانية ولا برهة، بأن كل ما دفعها إلى ذلك هو التنافس السياسي، بل الجهوي والحدة الظاهرة في هذا التوجه الخطير، على الرغم من محاولتك تبديد هذا الواقع، فالفيدرالية ليست هواية تــُمارس بل هي في مُعتقدي حلاٍّ جذرياً لإنقاذ البلاد، أعيد وأقول بعد إضاعتكم لهذه الفرصة، حاولت البحث عن وسيلة معتبرة للمّ شتات البلاد، لذا ارتأيت فكرة ليبيا أو الدولة النواة بالبحث على أكثر بقعة آمنة لتتأسس على أرضيتها ليبيا ومن ثم الانطلاق بها للوجهات الأربعة، واستبعدت أن تنهض هذه الدولة دفعة واحدة بالنظر إلى خارطتها المربعة الشاسعة.
وقد استغربت محاولاتك الدؤوبة ومبادراتك لمدّ وصلات الأملاح في جسد المؤتمر الوطني الناحل والضامر بعد انتهاء صلاحيته، خصوصاً أنّ مبادرتك جاءت عقب اجتماع الكويفية الفيدرالي البرقاوي المشهور بيوم واحد، وعملت على أن تركّز الصلاحيات السلطوية أكثر في طرابلس، على الرغم من معرفتك المسبقة بأنها لم تكُ آنذاك صالحة لهذه المهمة، وقصياً عن الفيدرالية لو كنت تؤمن بوحدة البلاد لرأيتك تطالب بنقل الحكومة أو أي مظهر من مظاهر السلطة إلى أية منطقة في برقة، لكنك لم تفعل ذلك، وكنت أول القافزين بخطوة مزقت بنطالك إلى طبرق، وأتيت بعيد ذلك تصف نفسك بالفيدرالي، فيا لاستغرابي من أفعالك.
الدور التوافقي الذي تمارسه بمصاحبة أصحاب التواجهات كلها يسير عليّ تطبيقه، لكن لا تحلو لي ممارسته، فالمجاملات على حساب الوطن في نظري (مشاينات) وقبح، لست أهوّل الأمر، لكن عليك أن تعي بأنّ تبعات الخطأ السياسي هي دخان ونار وقتل وسرقة وظلم وتغابن ونزع الثقة بين صفوف الشعب، وهذا ما وصلنا إليه بعد معاداتك للفيدرالية ولفكرة الدولة النواة في برقة ومنها إلى سائر البلاد، وهذا ما لا أسامح فيه ولا أتغاضى عنه.
ربي يسعدك ويبعدك.. ولا تعد لنميمتي مرة أخرى، فقد سبق أن منحتك الفرصة لتردّ عليّ بالحجة والعلم في غير تدوينة، لكنك آثرت الصمت.

الجمعة، 10 أكتوبر 2014

حركات

-تسمّر إزاء لوحة تجريدية، فانكسرت الألوان على وجهه، حتى أدّمى.
-جاور مُجسَّمها في الميدان، لم تقلع الطائرة، فانبطح ورأسه إلى أعلى.
-راقب النفاثة حتى ابتلعت الغيمة عينيه فمطرتا ملحاً.
-شرع يفتح مصرع الباب، فانغلق من الجهة المقابلة.
-وقف تحت صورة الزعيم وهو يقبض كفّيه، تسلق الماسورة علّه ينتزع منه ذاك الشيء المسلوب.
-صهلت الخيول وكسرت السياج فارة من حاستها السادسة، فيما ظلّ صاحب المزرعة يجهز الأسرجة.
-سمع انطلاقة الصاروخ ولم يبلغه صداه، خرج يصرخ بتقطع:" بووووووووووووووووم بوووووم بوم "ويداه تضمان أذنه، والأخرى بها سماعة موبايل.
-تذكر بأنه (راقد ريح) وضع يديه في جيبي بنطاله (شحّط) وجنّح قماشتيهما وطار تحت الريح.
-نعس ولم تغمض عيناه، وضع مرفقه عليهما واختبأ في ماسورة الخيال، وصاح مردداً وهو يعد (1 -2 -3) النوم خلف الجدار ليجرفه السبات.
-صبّ الشاي في الكوب الآخر، انحنى مع الخط الذي رسمه الشاي المصبوب في الهواء حريصاً على عدم تساقط قطره منه على الأرض، أعاد النقلة العكسية فأضاع مقدار ما التصق منه بالجدار الداخلي للكوب الثاني.

فبردت شاهيته للشاي.