سلك رفيع بين الجيب والقلب
بقلمي، أستطيعُ فعلَ أيَّ شيءٍ.
أُجمِّلُ القُبحَ، وأُقبِّحُ الجمالَ،
أرسمُ به وطنًا، وأخطُّ به حدوده،
أشقُّ به دروبَ الخيالِ الأخضر،
وأنحتُ على صخورِ بلادي ذكرياتٍ عن الحبِّ،
وقصصًا عن العشق،
وحكاياتٍ من التضحيات.
أهدمُ به عروشَ القهر،
وأبني به مدنًا فاضلةً،
ينالُ فيها الإنسانُ حقوقَه.
أُلوِّنُ به عيني حبيبتي، بالأخضر؟ بالأزرق؟
لا، بل بالأسود.
أُدوِّرُ به وجهَها،
وأنقُشُ على خدِّها خالًا أَسمر،
لتبدو عربيةَ الملامح.
وبه أرسمُ سمكتينِ حولَ عينيها،
كأنَّه كحلٌ، قلمي.
في يدي، أجعلُه عصا مايسترو،
وبإشارةٍ مني تعزفُ الفرقُ أعذبَ الموسيقا.
أكتبُ به كلماتِ أُغنيةٍ عن وطني، عن ثورتي،
تُنصفهما كما يجب.
بقلمي أُحوِّلُ الحمقىٰ إلى بهلوانات،
يضحكُ عليهم الأطفالُ الجوعى للابتسام.
قلمي لا ينبري،
ولم أشترِ له مبراة،
ولا تُزامله ممحاة.
قلمي ينبري بحبِّ الوطنِ والناس.
قلمي لن يضيع،
لأنه في جيبي،
وموصولٌ بسلكٍ غير مرئيٍّ بقلبي.
قلمي في أفواهِ الأطفال، حمّالةٌ حُلواء (مصّاصة)،
وفي أيدي الشيوخِ والعجائز، عُكاز،
وفي أيدي الحسناوات، مرودُ كُحل،
وفي أيدي الحزانىٰ، ريشةُ دندنة.
تعليقات
إرسال تعليق