لقد تبلدنا

أم الثوار في جبل نفوسة لقد تبلدنا المجرمون والأغبياء الثلاثة لن نمسح بأيدينا على رؤوسنا ولن نقول: "لقد هرمنا"، فبها صرنا نمسح على وجوهنا، لنواري سوءة أعمالنا وما نتحسّسه من التموجات الباردة على سطوحها، حتى تنغرس أناملنا في تشققاتها، فربما حينئذٍ ندرك حجم الفاجعة، وألسنتنا تلهج: "لقد تبلدنا.. في هذه اللحظة البليدة، التي نرى فيها عجائزنا وأطفالنا ونساءنا، وقد ألقى بهم القذافي خارج الديار الليبية، ولم نفعل لهم شيئاً قط". تبلدت مشاعرنا إلى حد البرود في عزّ الصيف، فما زادتنا حرارته إلا تبخراً وأكسدة لأمواه وجوهنا إلى حد الجفاف في بلاد النهر الصناعي، فها نحن أخذنا نعرض صور بناتنا المُعتدى عليهنّ- المغتصبات- على القنوات الفضائية معتقدين بذلك، بأننا سوف نلفُّ القيد على معصمي العقيد "القذافي" لنسوقه كمسعور أجرب إلى قفصه الحديدي في محكمة الجنايات الدولية، التي في أسوأ الأحوال- بالنسبة له- ستسجنه إلى الأبد، فلهذه الجريمة خصوصيتها في المجتمع الليبي، ويكفي حال توثيقنا لها، أن نجعلها شأناً داخلياً وقصيّاً عن الإعلام، ليس حياءً أو خجلاً أو شعوراً بالفضيحة، لكن...