أجواء بنغازية
اليوم السبت ، أنا الآن في طريق عودتي ، من ميدان الشجرة إلى حيث سُكناي ، و قفت هناك ، لأستقل حافلة صغيرة ( باص ) و كلما مرّت بحذوي سيارة ممتلئة ، و أشارت إليّ بأنوار مصابيحها الصباحية ، أجعلها تـُكمل مسيرها ، من دون أنْ التفتّ إليها و لا أعطلها ، و بعد مرور قرابة عشرين سيارة بهذه النوعية و الكيفية ، يئست من إيجاد سيارة شاغرة المقاعد ، و أشرت إلى واحدة من الممتلئات ، كان هناك محل ليّ بجانب القائد و شاب بجانبه ، و عندما فتحت الباب لأصعد ، نزل ذلك الشاب ، و قال ليّ : ' تفضل جوّه ، أنا نازل قبلك .. بيش ما انتعبكش .. بعد نبي ننزل ' - ردّدت عليه ساخراً في قرارة نفسي : ' باهي يا اطروح ' - هي طريقة عادةً ما يقوم بها الجالس بقرب السائق ، و لم أجد لها معنى ، سوى أنها تدلُّ على الأنانية ليس إلا ، عموماً نزلت في محطتي قبله ، ما جعله ينزل للمرة الثانية ، و يصعد من جديد ، فابتسمت بسُخرية ، دونما استهزاء ، فقال ليّ : - كنك تسّهوك ؟ السّهوكة راهي للبنات . - من اهبالك ، إنكنك من البداية .. خشيت جوه .. راك ما تعبت هالتعب كله .. و راك ما نزلت من الحافلة بكل .. لكن هذي ال...