الخميس، 11 نوفمبر 2010

عشّوائيات بنغازية



 يا أرضنا يا أمنا .. حبك بيجري في دمنا.. عهد و إيمان .. خللى الزمان .. شاهد على أيامنا ..
( كلمات : حسين السيد // لحن وغناء : فريد الأطرش )
هذا المطلع ، لأغنية وطنية جميلة جداً ، لا أنصحكم بالاستماع إليها ، لئِلا توّلد في مشاعركم ، هذا الهذيان العشوائي ، المُتمثـِّل في هذه العشوائيات ، التي ابتنت خارج مخطط رأسي ، و سُتهدَم لأنها ، ليست مُطابـِقة للمواصفات الفنية :
- أنا لا أحبُّ ' فوزي العيساوي ' لأنه كان يتهرّب ، من تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية .
- أنا لا أحبُّ ' فوزي العيساوي ' لأنه كان وطنياً ، و لم يوافق على ترك نادي النصر ، و اللعب في فريق قطريّ .
- أنا لا أحبُّ كتابة المقالات الفنية ، مع أنها أصعب من هذا الهُراء ، الذي أكتبه الآن .
- أنا لا أحبُّ كتابة المقالات الفنية ، لأنها جعلتني في عيون القراء جباناً .
- أنا لا أحبُّ ' سالم العبّار ' لأنه بات يُفضّل كتابات ' عبد الرسول العريبي ' و ' نجيب مخلوف ' على كتاباتي .
- أنا لا أحبُّ ' سالم العبّار ' لأنه لم ينشر ليّ ثلاثين مقالة فنية ، و جعلها مُبتلـَّة بحبرها الإلكتروني ، في الـ ( سي دي ) الذي طبعتها فيه ، و لم ينشرها في صحيفة ' أخبار بنغازي ' لتجفَّ في عيون القرّاء .
- أنا لا أحبُّ ' سالم العبّار ' لأنه أحرجني مع قرّائي ، الذين أصبحوا يتساءلون ، عن غيابي عنهم عبر هذه الصحيفة .
- أنا لا أحبُّ قــُرّاءي ، لأنهم يعاتبوني ، و لم يلوموا ' سالم العبّار ' على غيابي .
- أنا لا أحبُّ ' محمد الأصفر ' لأنه سبقني إلى كتابة النصّ السّردي .
- أنا لا أحبُّ ' محمد الأصفر ' لأنه يستدين الأموال ، ليسافر بها إلى ( تايلند ) ليكتب هناك ، و يتركني أعاني مشكلاته الإدارية و المصرفية و الاجتماعية .
- أنا لا أحبُّ ' الحبيب الأمين ' لأنه يشبه الطليان الفاشست ، و يكره الفاشية ، هكذا بــ ( سفترة فاشستية ) .
- أنا لا أحبُّ ' عاطف الأطرش ' لأنه صحفي ، و لم يظهر فناناً ، مثل ' فريد الأطرش ' .
- أنا لا أحبُّ ' رمضان جربوع ' لأنه جربوع أصلي ، و يكتب بالتركي ، ويقلد الأتراك .
- أنا لا أحبُّ ' باسط ' لأنه ( فشّـاك ) .
- أنا لا أحبُّ ' باسط ' لأنه يعطيني قهوة الصباح بالمجان ، و لا يوافق على أنْ يخصم ثمنها من الإيجار ، و يردّ عليّ دوماً : ' الإيجار ابروحه .. و راهو أنت كاتب .. و مش اخسارة فيك شي .. و راني ندعيلك بجاه النبي ابروحه ' .
- أنا لا أحبُّ ' باسط ' لأنه لم يكـُن وزيراً للثقافة .
- أنا لا أحبُّ ، الغناء المرسكاوي ، لأنه يذكّرني بالخمر ، و شاربيه و بائعيه و ناقليه ، و منهم ' احجيبة ' .
- أنا لا أحبُّ مشاهدة أحواض السباحة الثلاثة ، التي في المدينة الرياضية في بنغازي ، بعد أنْ يبست ، و صارت أحواضاً طبيعية ، لتربية الفئران ( المستغولة ) .
- أنا لا أحبُّ الوقوف عند ميدان ' الفضيل بو عمر ' في البركة ، لأنّ عدد مواكب الأفراح التي تمرّ من هناك ، أمسى قليلاً ، و مؤلفة من سيارات ( إيدزون * ) و ( إيدزتو ** ) .
- أنا لا أحبُّ ، إذاعة بنغازي المحلية ، لأنها أوقفت برنامج ( هذا المساء ) و ( كسرتها في عزايز بنغازي و شيّابها و شبابتها .. اللي ما يقدرنش يطلعن من الحيشان أو الحوشان ) .
- أنا لا أحبُُّ دار الكتب الوطنية ، لأنها تـُدير الأمسيات ، و تستدعي إليها ، المثقفين الصامتين و ( الصامطين ) فالصمت برأيي ، صنو ( الصماطة ) .
- أنا لا أحبُّ ، محل دار الموسيقا العربية ، لأنه في مناسبة : ( 1 / 9 ) من كل عامو لو صادفت شهر رمضان الكريم - يُظهـِر مُكبـِرات الصوت في الشارع ، من دون أنْ يُلزمه أحد بذلك ، و يُسمع الناس ( اللي ايقيلوا بعد الغداء ) رغماً عن آذانهم ، أغاني ' محمد حسن ' .
- أنا لا أحبُّ ' محمد حسن ' لا .. ليس لذلك السبب ، و لكنْ لأنه يغني بلا إحساس .
- أنا لا أحبُّ غناوي العلم ، هكذا بلا سبب ، على حدِّ علمي .
- أنا لا أحبُّ ليبيا ، لأنها تحاصرني ، و لم تسمح ليّ بمغادرتها .
- أنا لا أحبُّ الديوثين ، الذين لا يغارون على بنات وطنهم ، قبل أخواتهم .
- أنا لا أحبُّ أجهزة التكيّيف ، لأنّه تـُزيّف الطقس .
- أنا لا أحبُّ النوم في القيلولة ( ما انقيّلش ) لأني لا أريد ، أنْ أحرم نفسي من الاستمتاع بكل ساعة من ساعات عمري .
- أنا لا أحبُّ الماء البارد ، لأنه يُطفئ من حرارة و سخونة دمّي .
- أنا لا أحبُّ مواليد الخمسينيات ، لأنهم ( صاعوا بدّري ، و جت على اخشومهم ) .
- أنا لا أحبُّ مواليد الستينيات - و منهم أخي - لأنهم جبناء ، و أول من طـُبـِـق عليهم قانون الخدمة الوطنية في سنة 1990 ميلادياً .
- أنا لا أحبُّ مواليد السبعينيات ، و أنا منهم ، لأنهم لم حُرموا من دراسة مادة اللغة الإنجليزية في مدارس القطاع العام ، و رضوا بذلك ، ثم أحبوا الاستماع إلى الأغاني الأجنبية ، بمساعدة القاموس .
- أنا لا أحبُّ ' أحمد إبراهيم ' لأنه ألغى منهج اللغة الإنجليزية من المدارس العامة ، و سمح للقطاع الخاص ، أنْ يدرسها ، بمقابل مالي فـ ( رسملَ ) الدراسة ، في زمن الاشتراكية الليبية .
- أنا لا أحبُّ مواليد الثمانينيات ، لأنهم لم يرضعوا من أثداء أمهاتهم .
- أنا لا أحبُّ مواليد التسعينيات ، لأنّ ( ماماتهم ) لا يرتدين الجرود و لا الفراشيات .
- أنا لا أحبُّ الكتابة ، لأنها توّلد في نفسي الكآبة .
- أنا لا أحب الكتابة الوطنية ، لأنّ غيري ، بعد أنْ يطالعها يتغطى بالبطانية ، حتى في الصيف .
- أنا لا أحبُّ البقاء داخل أسوار المعسكرات ، لأني أحسّ حينذاك ، بأنني غبي و بليد ، و مستخفٌُ بيّ .
- أنا لا أحبُّ كاتبي التقارير السّرية ، الذين يُقدِّمون خدماتهم بالمجان ، و يدّعون بها الوطنية ، في حين ، أنّ الكتـّاب الذين يكتبون بالمجان ، هم أكثر وطنية منهم .
- أنا لا أحبُّ ، كل من يقول ، بأن جدّه كان مجاهداً ، ليزايد علينا في الوطنية ، فينعم و يغنم من ملذات الحياة ، فو الله ، لن يسامحه جدّه على حرمانه له من ثواب الآخرة ، و لأنه بدّل ما هو أعلى بما هو أدّنى .
- أنا لا أحبُّ ، مروجي هذا القول : ( الشعب الليبي مش طيب .. و يستاهل ما ايجيه ) .
- أنا لا أحبُّ ، المسير في شوارع المدينة ، لأنّ لا ظِلال و لا رائحة للياسمين فيها .
- أنا لآ أحبُّ ، مُدربي لاعبي كرة القدم ، لأنهم لا يُقدِّمون شيئاً في الملعب ، سوى الجلوس في مقاعدهم على دكّة البدلاء ، واستبدال اللاعبين ، و الإدِّعاء بأنهم يضعون خطـّة اللعب للفريق ، فلو تحرّر اللاعبون الموهوبون من تسلطهم ، للعبوا بشكل أفضل ، فلست مقتنعاً حتى بـ ( بكنباور ) الألماني ، و لا بـ ' ونيس خير ' مدرب الأهلي ، و لا بـ ' جمال بو نوارة ' مدرب النصر .
- أنا لا أحبُّ الطبّ ، لأنه لم يجد شفاءً من داء الجلطة و السكري و ضغط الدم ، التي قضت على الليبيين ، و لا حتى علاجاً جذرياً للإنفلونزا ، لنزيل به النتانة ، التي أزكمت أنوفنا ، نتيجةً لتصاعد الهواء الفاسد من بحيرة ( 23 يوليو ) الواصل إلى حي ( المساكن ) ، و يتجاوزه جنوباً ، إلى مطار ( بنينة ) الأكثر بداءة و بذاءة من مطار طرابلس الدولي ، و منطقة ( سيدي خليفة ) شرقاً ، و لن تسلم منه ، حتى العمارات الجديدة في ( قنفودة ) غرباً ، و الحمد لله ، أنّ في شمالنا البحر المتوسط فقط .
- أنا لا أحبُّ ، أنْ أرى المستثمرين الأجانب في بلادي ، و خصوصاً الخليجيين ، لأني أعرف ما يريدون .
- أنا لا أحبُّ الجلوس في مقاهي الفندق البلدي ، لأني هناك ، أشعر بالغربة في وطني ، بين الأجانب ( الأفارقة و الأسيويين و الإخوة العرب ) .
- أنا لا أحبُّ التسوّق من سوق الجمعة ، لأني رأيت هناك ذات جمعة ، أحدهم يعرض على خرقة قماش بيضاء ، مسماراً واحداً للبيع ، فخفت أنْ يأتي يوم عليّ ، لا أجد فيه حتى مسماراً صدئاً ، لأبيعه .
- أنا لا أحبُّ أنْ أعمل ، لأني سأصبح فقيراً ، و لكن بمرتب ، و لأنَّ الشغل في بلادنا ، بوضعها الراكد و الراقد ( في القيلولة ) لا يكوّن مستقبلاً و لا حاضراً و لا ماضياً .
- أنا لا أحبُّ الفنادق ، أمهات الخمس نجوم ، لأنني لا أستطيع الدخول إليها .
- أنا لا أحبُّ الفندق الجديد ، الذي على شاطئ بحر الصابري ، و ما يزال تحت الإنجاز ، فأخشى أنْ أجد صديقي ' لطفي ' يبيع التبغ و الورق الناعم أمامه ، و يركله الأجانب هناك .
- أنا لا أحبُّ الليبيات ، اللائي يفضّلن الأجنبي على الليبي .
- أنا لا أحبُّ الآباء ، الذين يزوجون بناتهم للأجانب .
- أنا لا أحبّ قناة الجماهيرية الأولى ، لأنها تـُقدّم لنا في شهر رمضان برنامجاً لشخص غريب ، يظنّ بأنه ، هو صاحب العقل الوحيد في ليبيا ، و الآخرون ( مهابيل ) .
- أنا لا أحبّ قناة الجماهيرية الثانية ، و لا قناة الشبابية ، لأنهما تبثان فقط أغاني ' علي الكيلاني ' و ' عبد الله منصور ' .
- أنا لا أحبُّ مشاهدة قناة الجزيرة ، لأنها تبثُّ برنامج ( مع هيكل ) و أجده ( ضد هيكل ) .
- أنا لا أحبُّ ارتداء البذلة العربية ، و الزي الوطني ، ذي اللون الأبيض ، لأنهما لا يستران عورة الرجل ، فاحذروا من أنْ يجعلانا شفافين أكثر من اللازم .
- أنا لا أحبُّ لبس بنطلونات القماش ، بازيلية و فاصولية اللون ، لكني أجبُن عند ذكر السبب .
- أنا لا أحبُّ الطرق الدائرية السريعة ، لأنها قطـّعت أوصال الرحمة بين أهالي ( البركة و السبالة ) .
- أنا لا أحبُّ الذهاب إلى مجمع ' سليمان الضرّاط ' الرياضي ، فقد بيعت فيه أضاحي العيد يوماً ما .
- أنا لا أحبُّ الضاحكين و الضاحكات من القرّاء ، لأنهم هم المضحوك عليهم من زمان ( بكل بكل ) .
- أنا لا أحبُّ المُعلقين و المُعلِقات ، لأنّ أمانيهم تعلقت من أرجلها من زمان ( بوكل بوكل ) .
- أنا لا أحبُّ .. أنا لا أحبُّ .. أنا لا أحبُّ .
- أنا لا أحبُُّ نفسي ، لأني لم أستر أحداً ، فأنا أهذي ، بسبب تلك الأغنية ، فلا تستمعوا إليها .
- أنا لا أحبُّ نفسي ، لأنها لا تحبُُّ ذاتي .
ـــــــــــــــــــــــ
( * ) : هامر .
( ** ) : أرمادا .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية