الخميس، 11 نوفمبر 2010

بنغازي مدينة صيفية

' أنا من الكائنات الحيّة ، التي تنشط في فصل الصيف ، لكني لست طـُفيلياً ، و لا بكتيرياً ، و لا طـُحلباً أخضر ، كطحالب مستنقع الكابترانية ' .
'الدجاج هو الكائن الحيّ الوحيد ، الذي لا يغتسل بالماء ، لكنْ بالتراب ، فهو الوحيد الذي يعرف حقيقة ، أنّ بنغازي مدينة صيفية'.
' الأطفال أيضاً ، لا يحبون الاستحمام بالماء ، فهم يصرخون عند ذاك ، ملء أعينهم ، لكنهم يعشقون اللعب بالرمال ، عند شاطئ البحر ، و يبغضون و يخافون العوم فيه ، إذن هم أيضاً يعون حقيقة ، أنّ بنغازي مدينة صيفية ' .
دقــّت الساعة ، رنّ جرس الباب ، خفق القلب ، اضطرب الوجدان ، شعرت بالقلق في قلبي يخترق ، و بإحساسي يعتنق ، خرجت من الباب الخلفي مسرعاً ، لست خائفاً ، لكني أهاب الأخبارة غير السَّارة ، كان الطقس حاراً ، الكل مختبئون في بيوتهم ، لتحميهم من رياح القبلي ، مدى الرؤية ، مترٌ واحدٌ فحسب ، مدّدت يُمناي أمامي ، مثل عُكـّاز جدّي ، الذي ورثته عنه ، و لم أرَه ، و صرت أمشي ، كما أعمى ، لم يعـِش في عهد الفاروق رضي الله عنه ( لا خادم له ) و يُسراي أضعها على فمي ، كمصدّة للرياح المُحمَلة بحُبيبات الغبار ، بعدما تعبأ بها ، و صارت تقزقز بين أسناني ، كما حبات البزر ، أما أنفي ، فقد أخذ يستنشق عبير العجاج ، و يستطعمه بلذاذة ، تاركاً رجلاي ، تقوداني إلى حيثما تشاءان ، كي أحاسبهما أنا يوم القيامة ، إنْ زلتا بيّ نحو مستنقع الحرام ، فوصلتا بيّ إلى الطريق السريع ، و مرّت أمامي بسرعة بطيئة - و أشارت إليّ بضوء مصابيحها - سيارة ركوبة عامة ( باص ) قفزت بجانب السائق ، كانت تغصّ بالأرواح الملتهبة ، و الوجوه المُبتلَة عرقاً ، و الشعور( جمع شعر ) الملتوية و المتلونة ، بلون تـُربة بنغازي العطشة لماء مطر الشتاء - الذي يفرح الكثيرون بالرقص تحته ، مُقلدين الشعوب الأوربية ، في مهرجانات الثلج ، بالهرج و المرج ، لكنهم يتفاجأون بانتفاء وفائها قبيل موسم الحصاد ، فهي لا تأتي في الربيع إلا نادراً - من رداءة الطقس و الهواء الفاسد نتيجة ً لإغلاق نوافذها .. حيّيتهم ، فردّوا عليّ التحية بمثلها ، ثم دار هذا الحوار بيننا ، الذي ابتدأته ، إحدى المسنات القابعات في المقعد الخلفي :
- الجو اليوم في طاعة الله ، يا جنيني .
- ماذا يعني ؟ .
- أجابني السائق ، بعد أنْ أقحم نفسه ، بلهجة تساؤلية : يعني إنْ شاء الله ربي مش غاضب علينا .
- لماذا؟ .
- ألا ترى بنفسك هذا الطقس السيئ ؟
- لكن هذا ليس دليلاً على الغضب ، فما يُدّريكم ؟ .
- لست أعرف لماذا نحن نكره عجاجنا ؟ هو أكيد سيئ ، لكنه ، ليس أسوأ من الخبر السيئ ، الذي قد يأتيك بغتة ً ، فلا تعرف كيف تصدّه أبداً ، نحن يا خالة ، نعيش في مدينةٍ صيفيةٍ حاميةٍ ، أ لم تربي الدواجن من قبل ، لتعرفي هذه الحقيقة ؟ .
طلبت إلى السائق أنْ يقف ، و مدّدت له نصف دينار ممزقاً ، مثلما قميصه المنضبط على جسده ضبطاً و بالضبط ، تحجّج بعدم وجود باقي المبلغ معه ، فقلت له في نفسي ، و الله لن تهنأ به : اسمع أيها السائق ، الخالة التي بالخلف خالصة ، فشكرتني : ' اجعنك ما نفقدك يا باتي ، و الله لا ايغيبك ، و ربي ايوقـّف سعدك ' .. ( عرفت بعدها ليش سعدي واقف و مزّالي طايح و بختي مايل كيف هذك العمارة * ) .
من سأجد ربما من الأصدقاء ؟ لأرى هل إنْ كان ' محمد الأصفر ' في المقهى ؟ فأنا أعرفه جيداً ، هو كائن حي ، يعمل بنظام ضد الطبيعة ، نعم ها هو مقتربٌ من التلفاز ، واضعاً يديه على جانبي وسطه ، ليقرأ نتيجة المباراة ، في وسط استياء زبائن المقهى ، الذين يصيحون له : ' قمعز يا راجل .. معش حقينا حاجة ' و المسكين لا يسمع ، اقتربت منه ، و همست في أذنه : قمعز يا احميدة .. و أنت امطلز كيف طلوز ابريكة ' و سحبته من مرفقه إلى حيث الكرسي ، الذي ترك عنده حذائه ، كان مزاجه سيئاً للغاية ، و لا رغبة له في الحديث ، نتيجة إيقاف مرتبه .. تركته يستمتع بالمشاهدة ، و انطلقت نحو شارع ( مصراتة ) من جهة مكتبة ' الفضيل بو عمر ' و عندما اقتربت من محل بيت الأنغام لبيع الأشرطة ، تذكرت أنني ، بحاجة إلى شريط كاسيت فارغ المحتوى ، فدخلت إلى هناك ، واجداً الفنانة ' الوردة الليبية ' التي من مظهرها ، كان البادي عليها ، أنها محجوزة لأحد الأفراح ، و ظهر عليها الاستعداد ، بارتدائها لردائها ( بو خمسة و اثنين ) و هي اتطرشق في اللوبان العربي ، لتصريح حنجرتها الجهورية ذات الجمهورية الواسعة ، لكنها سرعان ما استقبلتني ببشاشة و حرارة اللقاء : ' تفضل يا غالي .. بيش نخدموك ؟ ' .. و خرجت منها وقد تحصلت على ما أريد ، و قبل أنْ أغادر المحل ، أرجعتني من عند الباب ، بحبال سؤالها :
- ولد من أنت يا باتي ؟
- ولد فلان .
- أنت الصغير ؟ .
- لا .. أنا الأوسط .
- أنت فلان ؟ .
- نعم .
- و الله شبهت عليك .. سبحان الله .. الأيام ما يجرن يا اوليدي .. ايش امطلعك في هالعجاج ؟ .
- من القلق يا أبلة .
- زمان جيت في حفلة اطهارك أنت و خوتك - أحرجتني أمام بقية فرقتها - و درتلكم حفلة للصبح .. في وسط حوشكم العربي الفايح .. ما صارت في بنغازي .. كيف حال باتك ؟ .
- عطاك عمره يا أبله خديجة .
- الله يرحمه و يسامحه .. اللي خلف ما مات .. ارجى اشوي يا أوليدي .. دخلتْ إلى مكتبها ، و بحثتْ في أرشيفها ، المُنظـَّم أكثر من أرشيف إذاعتنا الليبية ، و أتتني بأربعة أشرطة ، قنطشية اللون ، ماركة ( سوني ) هي عبارة عن تسجيل من أربعة أجزاء ، لحفلة الخِتان مكتوبٌ عليها ، حفلة اطهور أولاد العيساوي ، بتاريخ ليلة الخميس ، الموافق : 6 / 6 / 1976 ميلادياً .. و قبل أنْ أنصرف من عندها ، ختمت خدّي بالصواك النسائي البني اللون المائل إلى الإخُضرار ، حينما قبـّـلته ، وقبلته منها برحابة صدر ، باعتبارها في عمر جدّتي ، ثم رجّبت عليا : نجّك ليّ يا بو عيون سود.
- ازوجت أنت ؟ .
- لا و الله .
- و خوتك ؟ .
- قاعدين كيف قعدتي .. و قعدة عرب واجدة .. يا حنّة .
- ربي ايوقف سعدك .
( عرفت بعدها .. ليش سعدي واقف و مزّالي طايح و بختي مايل كيف هذك العمارة ) .
- و الله انجي في عرسك .. و انديرلكم ليلة ما صارت .. و ما نبي منك شي .. هذه هدية مني .. وعدت باتك بيها ، لأنه أعطاني حقّي كاملاً ( خمسين ديناراً ** ) و زاد عليهن خمسين أخرى من عنده .. باتك كان راجل امسقم .. ثم أسمعتني مقطعاً قصيراً من الشريط الأول لأستجلي وضوحه ، فأخرجت السماعات هذه القطعة بصوتها : ( زياد ازيودة يكبر و ايسوق التيوتا *** ) مع تصفيق الشبابات ، و تصفير عوانس برقة ، في تلك الحفلة ، أنا لا أستهزئ بالعوانس ، فهن بنات بلدي ، و أشعر بمعاناتهن ، فأنا أحبُّ بنات بلدي ، و أمقت كل من يستبدلهن بالأجنبيات ، و خصوصاً المُبتني و المُمتلئ لحمهن ، من لحم الخنزير أبو أنفلونزا ، فعليّ أنْ أعيّر نفسي أولاً ، فأنا عانسٌ مثلهنّ ، و يلام عليّ أكثر منهنّ ، لأني لم أكوّن مستقبلي ، فهنّ ليس بوسعهنّ ، أنْ يفعلنّ شيئاً سوى انتظار قدوم ذلك العريس عند أبواب الفرج ، أما أنا ، فبيدي أنْ أطرق باب أحداهن ، لو فكّرت في مستقبلي باكراً ، لكني لم و لا أعمل ، هل تعرفون لماذا ؟ برافو عليكم : من القلق .
- اجعني ما نفقدك يا ابلة .
- بالمناسبة يا ابلة خديجة ، ثمة أغنية للفنان ' أحمد فكرون ' أسمها ( يا حسّاد ) أعتقد أنك عُدتِ ، و قدّمتيها بصوتك ، هي للشاعر ، و المخرج المسرحي الراحل ' فرج الطيرة ' .
- ذكـّرني بيها يا اوليدي ، راني كبرت .
- قرعت ( دربكت ) لها على زجاج منضدة العرض الزجاجية برؤوس أظافري ، وسرعان ما استحضرتها ، قبل حتى أنْ أكمل كلمة ' يا حسّاد ' فشدت بصوتها :
يا حسّاد قاهركم هنانا .. تشقوا دوم في جرة غلانا
في جرة سريبي .. أنا و الزين مشكايا و طبيبي .
و ديما انقول نلقاه حبيبي .. و مهما صار ما نخلف علانا ..
- عطّك شنو انقول هليك يا اوليدي و بس ؟ .. ذكرتني بيها .
- ماشاء الله عليك يا ابلة خديجة ، مزاجك اليوم سبعينيّ الغناء .
- و الله يا ازويدة .. كنت ناسيتها .. و تو انغنيها الليلة .. في فرح عيت ( .. ) علشان خاطرك ، هيا يا شبابات .. راهي السيارة واتية .. و العرب يستنو فينا في الصالة .
عند نهاية شارع ' مصراتة ' وجدت المهندس ' ناجي ' كان زميلي في كلية الهندسة بجامعة قاريونس ، قبل أنْ أترك الدراسة ، أعلمني بأنه تخرّج فيها ، و سافر بعد ذلك إلى أوربا ، ثم عاد ليفتح لنفسه محلاً لبيع الحواسيب ، تجاذبت معه أطراف الحديث : أنت ماذا فعلت في دراستك يا زياد ؟ .
- تركتها .
- يا خسارة ، كنت متفوقاً في دراستك أنت الوحيد الذي صفى مادة ( فيزياء واحد ) بمعدل ( AA ) حتى أنني ، كنتُ آتيك في البيت ، فتشرح ليّ المواد الصعبة بكل استفاضة و إفهام ، لماذا تركتها ؟ .
- من القلق .
- يا راجل قـُل الحق .
- و الله يا انويجي ، لم أشعر بأنها ستضيف ليّ شيئاً ، و حتى لو أكملت دراستي ، سأكون مثل أيِّ مهندس قبلي - يبغض رياح القبلي - قابعاً في مكتبه بإحدى مؤسساتنا الفاشلة ، فبكل تأكيد ، سوف لن أصنع لوطني الصواريخ ، و لا حتى مصباحاً ضوئياً .
- و ماذا تعمل الآن ؟ .
- أنا لا أعمل ، أنا أكتب فقط ، أنا أشعر بالقلق .
- و ماذا ستنال من هذا المجال المُتعـِب ، حتى أنت سيكون مصيرك ، مصير أيِّ كاتب قبلك .
- قلت لك أنا أكتب ، أنا لا أكذب ، فهمتني الآن ؟ و أنا لصيق بالناس أكثر منك ، بدليل ، أنْ لا أحداً يعرفك .
ثم شرع - ناجي - الذي لا أعرف كيف صار مهندساً ، فأنا أكثر واحد يعرف ، أنه كان أغبي حتى من الدجاجة في حالة جوعها - يحكى ليّ عن مغامراته في بلاد الفرنجة مع حسسناواتها الشقراوات ، ثم أشار إلى خدّي ، وقد ناولني ورقاً ناعماً لأمسحه ، فقلت له بحماس الأطفال الذين لا يحبون الماء : لا لن أمسحه ، فهذا بالنسبة ليّ ، ختم الوفاء ، و أني لأراه ، أكثر مصداقية من ختم و تصديق أمين اللجنة الشعبية العامة للتعليم ، الذي تتزيّن به شهادتك الجامعية العالية - البكارليوس - التي لم تجد بها عملاً إلى الآن ، و عندي أفضل من روج - الطلاء و ليس البرشام - بنات أوربا ، الذي أراه على خدّك ، أنا لن أسمح ، بأنْ تمسني واحدة منهن ، فيكفي أنّ أنسجتهن ، ابتنت من لحم الخنزير الخبيث .
ذهبت إلى حديقة البؤساء ( الاستقلال سابقاً )غاب الأصدقاء اليوم ، لم أجد الفنان ' هيثم الورفلي ' الذي مازال في رحلة بحثه عن كرت صوت ، يكمل به الـ ( أستوديو ) خاصته ، حتى يستطيع أن يغني و يعلن عن صوته اللطيف ، و لا الأساتذة : ' الحبيب الأمين ' و ' عاطف الأطرش ' و ' محمد سحيم ' و لا غيره من المنزوين ، أخذت فنجان القهوة ، وجلست تحت إحدى أشجارها - بالمناسبة ، أخبروا ' تهاني دربي ' بأنّ الحديقة عادت ، و ازدانت بخضرتها ، بعد أنْ قطـّع أشجارها ، أعداءُ الحياة ، أنا لا أعرف لماذا يزرعون الأشجار ، طالما أنهم سيبترونها ؟ - وجدت نفسي في رغبة شديدة ، لأنْ أعود إلى عادة التدخين ( من القلق طبعاً ) جاهدت نفسي ، بعد أنْ تذكرت موقفاً ، قد حدث مع أحد المخضرمين ، و هو ينصحني بتركه يوماً ما : أنّ جدّي ذات يوم من أيام سوق الظلام المستنير ببريق المجوهرات ، زاره و جلس معه عند باب متجره ، فسأله : يا حاج عليّ ، لو سمعت أنّ أحد المستعمرين ، دخل بقواته إلى هذا السوق ، و جاء ليهدم دُكانك ، و يستلب مجوهراتك ، ما أنت بفاعل ؟ فأجابه من غير حكة وذن : ' سأجاهده طبعاً ' ردّ عليه : ' أنت ما جاهدت نفسك .. لين اتجاهد المستعمر .. امغير بطّل هالدخان الأول ' فوقعت هذه الحكمة في قلبه ، و أعدم لفافة التبغ ، و لم يعُد إليه ، و كان ذلك من خمسين سنة ماضية ، ثم أمرني : ' يا اوليدي بطّل الدخان .. لا هو لبوك .. و لا هو لجدك '.
لكن ماذا أفعل أشعر بالقلق ، و العجاج في شعري علق ؟ .
عدت كما جئت ، غير أنني عدت محملاً بأوزار العجاج ، و في سبيل العودة ، شاهدت أحد الضبّاط الذين عذبوني و لم يدربوني ، فرمقني بشزر ، و قد أرسل إليّ رسالة مبطنة و امعطنة بالكراهية ، هذا محتواها : ' رانا طالقينك أبجونا .. مش ابجوك ' فأرجعتها إليه : ( تي و الله و راس مينتك الغالية .. مانك شايف وجهي .. من غير وساطة و لا محسوبية .. أنا لو نبي العسكرية .. راني توه عقيد مهندس .. أنا يا مسكين كنت في أول دفعة في كلية العنطزة العسكرية .. و فضلت عليها الفشل .. و باتي قالي يا أوليدي رانا ناس راكحين .. و ما نبّوش دعاء شر .. و ساد عمك ' إدريس ' الله يرحمه .. ايش حصل منها .. الله ايربحك اعمل عليهم نيسة .. و تو يفزعلك جدك راهو امرابط . .. ثم أنني ، تدربت ست سنين في العسكرية ، أيام الثكنات المدرسة إعدادياً و ثانوياً ) .. أظن بأنّ هذا المسج فيه حمولة ثقيلة ، فوصله (( جزء من النص مفقود )) لكنّ أهم حاجة عندي ، أن يكون قد وصله بهذه الكيفية ((( * جزء من النص مفقود * و ساد عمك إدريس الله يرحمه ايش حصل منها .. الله ايربحك اعمل عليهم نيسة و تو يفزعلك جدك راهو امرابط .. ثم أنني ، تدربت ست سنين في العسكرية ، أيام الثكنات المدرسة إعدادياً و ثانوياً ))) .. ثم أرسلت إليه رسالة صوتية مموسقة : ' يا حسّاد قاهركم هنانا .. تشقوا دوم في جرة غلانا ' .
دخلت إلى البيت ، استقبلتني مامتي :
- وين كنت اتذوح يا مهبول في هالعجاج ؟ دوبينك طلعت طلعت .. مشيت للبنك .. و سحبت معاش الضمان امتاع باتك ؟ .. اللي بعد مات .. خصموا منه مية و خمسة و عشرين اجنيه .
- لا و الله .
- ليش ؟ .
- من القلق .
- و الله ما فيك فايدة .. اشقى ابحالك .. اللي زيك ابصباياهم و اعويلتهم .. اجعنك ضنوة العادي و الحسادي .
- يمّي .. زغرتيلي .. راني ازوجت أسمح بنت في الدنيا .. اسمها ' كتابة ' .. و اللهي ماني امطلقها .. حتى انكان طلع بويا من قبره و قالي فارقها .
استلقيت على فراشي الأرضي ، و انغرست بين ثناياه ، بعد أنْ تعفـّرت بعجاج بنغازي ، و كيفما الدجاجة الوطنية ، التي تـُخاّـل التراب بين ريشها ، و هي تستحم في بحر الرمال ، غرقت في لجّة بحر النوم ، الذي لا أجيد السباحة إلا فيه ، و زارني ليلتها في المنام ، والدي رحمه الله ، و حدثني : ' يا بُني لا تستحم من ذرات التراب ، التي تعلقت بك ، فهي ليست وسخاً ، و إنما هي شرفٌ على جسدك ، و أكثر رفعة ، من نياشين المهزومين ، و تذكـّر دائماً ، أنّ تراب بنغازي حام ٍعلى الظـُّلام في وضح الظلام ' .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : خصّصت هذا الموقع ، بهذا النصّ السرديّ ، لأنه ينشر المواد بنفس التنسيق الذي تصله به ، فلا يحذف علامات التنصيص و لا الفواصل و لا الأقواس ، و لا يحرك الفواصل من مكانها ، حيث إنني أرسمها بين أخر حرف من أية لكلمة و أول حرف من التي تليها ،فأنا لا أضع كل هذه العلامات من باب الزينة ، لكن للغرض المُعدّة له أصلاً .
( * ) : كان ذلك هو أجرها ، عندما كانت تلبس ( المكسي ) .
( ** ) : أراه عن حسن نيه ، من ذاكريه دعاءً خاطئاً ، فعلى جداتنا و أمهاتنا ، أنْ يذكرن : ' ربي ايحرك سعدك و ما ايوقفه ' فربما اطياح سعدنا الآني ، ناتج من دعوة الخير تلك .
( *** ) : كانت تقصد تيوتا موديل السبعينيات ، لكني لم أكسبها ، لا هي و لا موديلات الثمانينيات و لا التسعينيات و لا الألفية ، ربما نتيجة سياق دعائها ، و الله أعلم ؛ لكن ليس في ذلك ضررٌ ، فأنا لا أجيد قيادة السيارات ، و أكرهها أصلاً .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية