المشاركات

الإرث المعماري في ليبيا

نفخرُّ ونعتزُّ دائماً، بالأوابد والآثار المعمارية التاريخية القائمة في بلادنا، وهي في الأصل، لغيرنا من الأقوام، التي حلَّت بأرضِنا، عبر محطاتٍ وفتراتٍ متفرِّقةٍ من التاريخ الغابر والمُعاصِر كذلك، فقد حطَّ على أرضِنا الليبية، وكما تعرفون، عديدُ الأقوامِ الغريبةِ عنـَّها، الذين استوطنوا أخصبَ وأهمَّ الأراضي فيها، وبنوا حضاراتِهم على أديمها، ونهلوا ونهبوا من خيراتِها، واستعبدوا أجدادَنا بالسخرةِ، لتشييد المُدنِ والقِلاع التـَّاريخية، التي بقيت كتركة ٍ ثقيلةٍ على كاهلِها، فالحجارةُ التي أُنشِئت بها المُدنُ الأغريقيةُ والرومانيةُ، هي لنا، والأيادي التي شيدتها، هي أيادي أجدادِنا، وعلى أرضنِا، أما طابعُها المعماري، الذي ظهرت به، من مقابر ومعابد ومسارح وأنصابٍ تـُجسِّد ألهتهم، وتماثيل تـُمثـَّلُ قادتهم، فقد كانت جميعها، تـُعبَّر عن حضارات هذه الأقوام الوافدة على هذه الأرض، التي نحيا عليها، فلا تمُت لنا كشعبٍ عربيٍّ أصيلٍ، ومتأصلٍ فيه الإسلام إلى النخاع بأيةِ وشيجةٍ، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ البتَّة. أما عن الحفريات، التي تـُجريها الأطقم المختصة في علم الآثار، على هذه المعالم، هي في أصلها ونسبه...

أحمد فكرون في أغنية "يا فرحي بيك"

صورة
هذه الأغنية من إنتاج منتصف الثمانينيات من القرن الفائت، تبدأ بإيقاع هو أقرب في وقعه إلى صوت سنابك أحصنة تجر خلفها عربة، وسرعان ما يمتزج بصوت رنين أقراص الدف الذي يلاحقه الناي في رحلة مغرية نحو طرب غير مجهول بالنسبة لي، لاسيما أن اللحن من صنع الفنان أحمد فكرون، وشيئا فشيئا تلتحم وتنصهر معهما وخزات ناعمة من آلة القانون والكمان اللذين لا يملكان سوى مرافقتهما، لتصنع هذه الآلات معاً موسيقى هادئة مؤذنة بتصاعد وتيرة حركة العربة في الشاشة الإلكترونية لتماوج النغمات، ثم يبرز صوت أحمد فكرون عاطفيا في مقدمة العمل، وهو يلالي: ف الليلة ياللي عشقك نجمات واحنا سهرتنا أحلى السهرات في الكوبليه الثاني يفرد الملحن مساحة واسعة لآلة القانون في هذا العمل المحبك ليسنّ به قانوناً موسيقياً، يقول بأن ثمة أعمالاً يصعب تصنيفها على الموسيقى الشرقية والغربية، فكلا المذهبين يود أن تكون هذه الأغنية الابنة الشرعية له، غير أنه من المؤكد هو انتفاء السبق لأحد من الفنانين إلى قالبه الموسيقي البديع هذا، سواء على الساحة العربية أو العالمية. هو حوار فني قائم ومتناغم بين الآلات، يود المطرب من خلاله تصوير هذه الحالة الشع...

الكتاب الإلكتروني الثاني للكاتب زياد العيساوي

الكتاب الإلكتروني الثاني للكاتب زياد العيساوي بعنوان (من بدائع الغناء العربي وروائع الغناء الليبي) مقدمة الكتاب: (يمزج الكاتب بين الأدب والموسيقا والغناء في مقالاته بهذا الكتاب، كما يحاول أن يقارب ويربط بين روائع الأغنية الليبية وبدائع الأغنية العربية، وهو في هذا المزج يعتمد على مزاجيته وذائقته الفنية وفيض الجمال الذي اكتسبه ليسبر أغوار تطور الغناء في موطنه الذي وجده ماثلا في تقفي خطوات الرواد والمحدثين الأوائل، مثل فريد الأطرش وفيروز ووديع الصافي ومحمد عبد الوهاب وغيرهم الكثيرون ممن لا تتسع لذكرهم صفحات كتابه هذا). لشراء الكتاب ادخل على هذا الرابط: https://www.morebooks.de/store/gb/book/من-بدائع-الغناء-العربي-وروائع-الغناء-الليبي/isbn/978-620-2-34530-9

الهتش

فرش أسنانه بفرشاة وصابون سوسي ثم طبق فكَّه العلوي على السفلي ونظر إلى المرأة.. رأى النصاعة تنتقل من مقدمة أسنانه حتى نابه الأيمن الذي يلمع كنجم في سماء الصحراء الكبرى.. خلّل أصابعه في مقدمة شعره فأرجعه إلى الخلف ثم أسدله على جبينه الذي لم تعد فيه مساحة خالية من الندبات وبلّل سبابته بلعابه ومرّره على حاجبيه ثم رفع سرواله إلى حد السّرة وأحكم خناق الحزام ومضى إلى الشارع.. لم يك يدور في بال مرزوق شيء سوى أن يجد احميده ابن الجيران في ناصية الشارع ليصعد خلفه على مقعد الدراجة فيجوبان أحياء بنغازي وقد وجده في انتظاره قاعداً على كرسيها (السيلة) وقدمه تلامس الأرض والأخرى على (البيدالي).. انطلقا بسرعة بطيئة بسبب البنية التحتية السيئة في شوارع حيهما الغارقة بالماء الآسن حتى دلفا إلى الشارع العام قام احميدة بتعديل المرآتين الجانبيتين وأطلق رنيناً من جرس الدراجة وزاد من سرعتها ومرزوق منتشياً بالريح التي تغازل شعره وقميصه المفتوح الأزرار قد صار مثل (برشوت) منتفخ من الهواء في ذيل طائرة حريية هبطت لتوها على متن حاملة الطائرات (جورج واشنطن) وسماعات الهتفون في أذنيه كقطعتي قطن طويل التيلة وهو يستمع باست...

الصنبور

سئمت   دورانه   في   اتجاه   عقارب   الساعة،   وخشيت   من   ضياع   ثوانٍ   من   القلق   أدخرها   لغير   هذه   الأزمة ..  نزعت   الخرطوم   ا ﻷ بتر   من   حلقته،   كما   ستنزع   الخرطوم   من   حكم   البشير   عما   قريب،   فكرت   في   أن   أضع   إصبعي   في   حلقة   مجراه   ا ﻷ خيرة،   لأتحسس   برودة   وبللاً   يؤذنان   بمجيء   الماء،   دنوت   البصمة   إلى   عينيّ   حتى   لامست   مني   الرمش،   فوجدتها   قد   تخضبت   بحناء   الصدأ . أجريت   شرخاً   قصيراً   في   فوهته،   وأحكمت   ربط   الخرطوم   كما   يحكم   البشير   الخرطوم   منذ   ربع   قرن   تيس   شارد   في   أم   درمان . انبطحت   كمن   يجري   تمرين...