الأحد، 17 أبريل 2011

من وحي هذه الصورة .. سيزول حكم القذافي بزوال دعامته اليُمنى

بنغازي في : 17 /4/ 2011

لما أمعنت النظر في هذه الصورة المرفقة، التي من الواضح، بأنها قد أُلتقِطت كتذكار للخيبة في ختام إحدى القِمّم العربية، مُلطـَفة ومُلطـَخة بابتسامات شخوصها، بفعل إحدى طرائف "القذافي"، المُتجسِّدة في إلقاء جسده على قامتي الرئيسين المصري واليمني، بقصد تسفيه القِمّم العربية، بإظهارها في شكل الهرج والمرج الفكاهيين، وللنكاية في الشعوب العربية، التي تترقب نتائجها، لأنها عادة ما تصحب الخطوب، وتكون بصفة طارئة، وأظنها قد انعقدت في "ليبيا"- كأول وآخر قِمّة، تـُقام ها هنا في جماهيرية القذافي، الذي لطالما أدّعى العروبة، ولم يجتمع العرب لديه إلا مرة واحدة في عُمرهم، وكانت (وبره) ووبالاً عليه وعليهم- وسبب اعتقادي، هو مشاركة بعض الرؤوساء الأفارقة بها، بعد أنْ مرَّر "القذافي" مشروع قرار، يدعو إلى انضمام دول الساحل والصحراء (س/ص) المُتاخِمة للحدود القبلية للدول العربية، وكذلك دول الجوار الإسلامي (تركيا وإيران) كمراقبين لمجلس الجامعة العربية.
بالإمكان تخيُّل هذه الصورة بشكل ثانٍ، عند تحريفها، من دون الخشية من الملاحقة القانونية، بطلب من صاحبها، ففي حقوق التصوير، تضيع أحقية مالك الصورة أو ملتقطها هباءً، بمجرد إزالة الألوان منها، أو حتى باستدارتها- هذه المعلومة، أمدَّني بها الصحفي الشاب "عاطف الأطرش" فكّ الله أسره، وأعاده إلى أسرته سالماً غانماً- فنصبح بذلك في حلٍّ من أية مساءلة قانونية، ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التبرير، لن نفعل شيئاً عملياً كهذا، وسوف نقوم بتخيُّل ذلك، ولن يحاسبنا أحد على مخيلتنا، بعد رفع العين العوراء للسلطة الرقابية لأجهزة القذافي عنا، كثمرة يانعة من ثمرات هذه الثورة المباركة؛ ففي هذه الصورة المُرفـَقة، تظهر الدّعامة اليُسرى للقذافي، مُمثــَّـلة في شخص الرئيس المصري "محمد حسني مبارك"، وقد تهاوت على عروشها، بتنحيه، وقلع أخر مسمار في إمبراطورية حزبه الوطني- ودقـّه ودكـّه في نعش منظومة حكمه- الذي أسّسه المقبور "محمد أنور السادات"- كما كانت تذكر وكالة الأنباء الليبية (أوج)، التي يسميها بعضنا (وج)، لشدة كذبها وتلفيقها، حينما تأتي على ذكر الرئيس "السادات" على الأشهاد، في صلف وشماتة وبمهنية مُهينة، لا معنى لها، ولا أخلاق ولا شجاعة فيها، حيث إنه لا شماتة في الموتى، ولم يسلم من لسانها وقلمها السليط، حتى "مبارك" نفسه، إذ عُرف من خلالها، بنبز "البارك" أو "لا مبارك"، وربما يكون "السادات" خير عند الله، من صاحب القدر الأعظم في العرض الصوتي والمرئي والمقروء لتلك الوكالة، في أبجديات خطابها التقليدي- لنا أنْ نقول، إنّ الصورة الواقعية للمشهد السياسي العربي، قد تغيّرت بعد ثورة 25 يناير في "مصر"، فشطبت من صورتنا، شخص "مبارك"، وجعلت مكانه خواء، من شأنه أنْ يُحرّف الصورة إلى إعوجاج في قامة وجسد "القذافي" وسقوطه من الجهة اليسرى للصورة، إلى درجة تشعلقه بكلتا يديه بكتف الدعامة الثانية، التي يستند إليها "القذافي" بمرفقه الأيمن في هذه الصورة، وهي دعامة الرئيس اليمني أو اليماني "علي عبد الله صالح"، الذي أخذ نظامه في الاهتزاز والتخلخل، تحت وقع زلزال الشعب في "اليمن" برجاله ونسائه، الذي بدأ بالثورة هناك قبل ثلاثة أشهر من الآن، وقبل أنْ يهبَّ الشعب الليبي في ثورته العارمة، وبقيّ أنْ نرى النهاية، التي ستمضي إليها الثورة اليمنية، التي باتت قاب قوسين وأدنى، وفي المرحلة الأخيرة لرسم خاتمة نظام حكم، استمر إلى حوالي ثلاث وثلاثين سنة، منذ توليه السلطة في عام 1978 ميلادية.
قبل انعقاد جامعة الدول العربية، للنظر في المسألة الليبية، التي تسبّب في تأزمها "معمر القذافي"، لم نرَ أحداً من الدبلوماسيين العرب، يصل إلى "ليبيا" ليتباحث معه بخصوص السُّبل المؤدية إلى حلِّ هذه المشكلة، غير أحد المسؤولين اليمنيين، وأظنه ما وصل إلى هنا إلا حاملاً معه رساله من مرؤسه، ليستشير "القذافي" لربما يجد له حلاً، يفضي إلى إجهاض الثورة المُندلِعة في "اليمن"، وبكل توكيد، قد نصحه بالقمع، غير أنّ الرئيس اليمني على سوئه، كان أكثر رحمة ورأفة بشعبه من "القذافي"، الذي أدرك بعد هذه الرسالة، بأنّ من اتكأ على كتفه في الصورة، هو أيضاً بحاجة إلى من يتكئ عليه، خصوصاً بعدما تطورت مطالب الشعب اليمني من مغادرته للسلطة، إلى سوقه إلى المحاكمة الشعبية، لذا أرى أنّ النظام في "اليمن" سيسقط قبل حكم "معمر" الذي لن يُعمَّر طويلاً، وسيزول بزوال دعامته اليمنية (اليُمنى).
نلحظ في الصورة أيضاً وفي خلفيتها، وجها أفريقياً مألوفاً، شاهدناه منذ أيام في خيمة "القذافي"، وهو رئيس منظمة الاتحاد الأفريقي- القاعدة الثانية، التي يعتمد عليها "القذافي" بعد زوال هذين الرئيسين العربيين- الظاهر في هذه الصورة، بين كلٍّ من "عمرو موسى" و(زوما) رئيس (جنوب أفريقيا)، وقد التقط مع "القذافي" صورة في باب العزيزية، بناءً على رغبة الأخير، المُترجَّمة في الإشارة إليه، كي يتموضع ويتموقع إلى جانبه- بإسلوبه العسكري: (اجمع.. تعال جاي.. تعال جاي.. هذي أخرلك صورة اتصورها احداي)- ليتحرَّك- من ثم- ومن فوره، من الخلفية في هذه الصورة، إلى الجهة اليسرى له أمام الخيمة- مُتخذاً محل "مبارك"- ومن الصفوف الأخيرة إلى المُتقدِّمة، لما انفضّ اجتماعه مع الوفد الأفريقي، مُحملاً إياه، مبادرته- التي ليس فيها أية بادرة خير منه- إلى المجلس الوطني الانتقالي، فرفضها هذه الجمع الموقر، تلبية لرغبة الشعب الليبي الثائر، وسُرعان ما انصرف هذا الأفريقي صُحبة الرؤساء الآخرين، لئلا تصيبه لعنة "معمر" كما أصابت "مبارك"، فأياكم أنْ تأمنوا يُمناه أو تتــّيسّروه.











0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية