الخميس، 24 مارس 2011

المسيرة المليونية .. ما أشبه الليلة بالبارحة

يقوم الإعلام التابع والخاضع، لِسلطة ما تبقى من نظام أمير الحرب "معمر القذافي" بعد فقدانه لشرعيته، بالتعبئة والشحن، لإخراج إخواننا في المنطقة الغربية، في مسيرة مليونية صوب الشرق، كما يزعم، تحت شعار (كلنا إخوة) ولأداء صلاة الغائب على أرواح من أُستشهدوا في هذه الثورة، بنيران كتائبه الخاصة- والمُتخصِّصة في قمع الليبيين على حدِّ سواء- ولتقريب وجهات النظر والسمع، وما تبقى من الحواس الخمس، بيننا نحن الإخوة، كما يدّعي، بعد أنْ استنجد "معمر" بالقبائل هناك، لإيجاد مخرجٍ له من هذه الجرائم، التي اقترفها عن قصد، ولست أعي ما نوع هذا المخرج لهذه الأزمة، الذي يرومه، فهل لأجل بقائه في السلطة أم لتنحيه عنها؟ لأنّ مسألة بقائه في السلطة، باتت مرفوضة، جُملةً وتفصيلاً.. شرقاً وغرباً.. نساء ورجالاً.. شيباً وشباباً.. وأما عن تنحيه، فله أنْ يرحل، من دون أنْ يستأذننا، إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً، ووجد له منفذاً، ومن دون حتى أنْ يرجع إلى رأينا.. (مربووووحة).
إنّ بانطلاء هذه الحيلة، التي يريد "القذافي"، حياكة نسيجها على الشعب الليبي، والتي تكمن في محاولاته الدؤوبة، منذ تسلقه سُدة الحكم في ليبيا، في زرع بذور الفـُرقة بين مشرق البلاد ومغربها، والإيحاء بأنّ أصل الأزمة الراهنة في "ليبيا"، يعود لخلافٍ، وصل إلى حدّ الصراع، بل الاقتتال بين أفراد الشعب الواحد، المنضوي تحت لواء المظلة الاجتماعية (منظومة القبائل) الموجودة في هاتين الناحيتين، إنما هي مكيدة ومصيدة دنيئة، أبتغى من خلفها، تشييء وتمييع القضية، التي يعاني منها شعبنا، والمُتمثلة في نظامه القمعي، وتواجده على هرم السلطة، كما (أبو الهول) المثقوبة عينه، لذا الشعب ثار، ليثأر من استبداده، وليتخلص من دسائسه الخسيسة، فهذا لعمري، هو جوهر القضية.
لن يرعوي "معمر" عن فعل كل ما يبقيه في السلطة، فمخياله رحب بالشرِّ، ومليء بالتحايل والمؤامرات واقتناص طيبة هذا الشعب، الذي قد يُصدّق ما يروُج له إعلامه الرخيص، فيظهر عن طيب خاطر في هذه المسيرة، التي أشكّ في التئامها، وقبل ذلك، في حُسن نية من يدعو إليها، وهنا أودُّ أنْ أوجّه كلمتي إلى المُغفلين والسُّذج، الذين قد تنطلي عليهم هذه الحيلة، التي دبرها الشيطان بليل (باب العزيزية) ولا عزة إلا لله، بأنْ أقول: "إنّ ما بيننا وبينكم، أكبر ممّا يحاول أنْ يصغّره هذا المعتوه، فحاذروا خبث ومكر هذا الشخص، الذي يريد أنْ يشعلها حرباً شعواء بيننا، لن تلتئم جراحها مدى الدهر، ألزموا دياركم، فنحن وأنتم إخوة.. والنية وااااااصلة".
فالأجدر بهؤلاء القادمين، أنْ يذهبوا إلى أخوتهم في "الزنتان" و"مصراتة" و"الزاوية" لكسر الحصار المضروب عليهم، بالدعم والمساعدات الإنسانية، قبل أنْ يُفكِّروا مجرد التفكير، في ركوب هذه المسيرة، التي تأتي بطلب من رأس النظام، ولتكُن مسيرتهم حيث وجّهتهم، من تلقاء ذواتهم، لا بأمرٍ من أحد، سوى ما تمليه عليهم ضمائرهم، وما تحتمه وشائج وعُرى الأخوّة بينهم.
ولا يفوتنا التذكير بأنّ "القذافي" قد قام في سبعينيات القرن المنصرم، بحشدكم والشعب الليبي بأسره، في مرحلة مناداته بالوحدة العربية، باعتباره الأمين عليها، بعد تلك الوصية، أو الترِكة، التي سلمها وتركها له "عبد الناصر" ليرث ويستعبد شعبنا والشعب المصري، والعربي كذلك، في مسيرة مليونية من "رأس جدير" غرباً، وحتى "مساعد" شرقاً، في محاولة منه لإرغام الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" على قبول وحدته، التي جاءت على نحو غزو مدني منظم، غير أنكم جميعاً، قد اصطدمتم بمدرعات الأخير، لكون نية "القذافي" لم تكُن خالصة لوجه الله، وإنما هي حسابات شخصية، أراد من خلالها التعريض بـ"السادات" وتأليب الناصريين عليه في "مصر"، ووأد المشروع العربي من أساسه- الغريب بعد فشل تلكم المحاولات العربية الوحدوية، الفاشلة من الأصل، أننا لم نسمع من يقول: "الفكرة كانت صحيحة والأسلوب خاطئاً"- ما يعني، أنّ هذا العربيد، أراد منذ البداية، القضاء على المدّ القومي، بعد أكثر من محاولة وحدوية، حوت أسباب انهيارها، فما أشبه مسيرتكم القديمة، بالتي قد تتحرك الآن من عندكم، وما أشبه الليلة بالبارحة.
ها هو بعد تلك (التهبيعة) يرسل أبناءكم إلينا، وفي أيديهم (الكلاشنكوف) وعلى متن آلياته العسكرية، من دبابات وراجمات للصواريخ- أرض/أرض- (جاراد) لا تبقي ولا تذر من أخضر ولا يابس على وجه الأرض، بعد أنْ زجّجتم بهم في كتائب أبنائه، لقاء حفنة من الدراهم المعدودة، ها هو من جديد، يعيد فعلته الأولى، بمحاولته تسييركم إلينا في حملة، تبدو في ظاهرها مدنية، وفي باطنها، (زحفاً عسكرياً*) من نوع آخر، قد يُصيب "ليبيا" بشلل وكساح، إنْ أطعتموه، فنداؤه إليكم، يطابق إلى حدٍّ بعيدٍ، نداءه إلى اللاجئين الفلسطينيين، بعد أنْ فشل الأخيرون، في العودة إلى بلادهم بقوة السلاح، وقتما طلب "القذافي" إليهم، أنْ يتوجهوا إلى ديارهم في "فلسطين" وهم ممسكون بأغصان الزيتون، أي مثلما ما يطلب إليكم الآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*): ليست من عندياتي ولا تخميناتي، لكنها من التقاطاتي، حينما استمعت إلى المتحدث باسم الخارجية التابعة للقذافي، يتحدث إلى أحد أطقم الصُّحف العالمية المُفرَج عنها، بينما كان يستعد للعودة إلى بلادها، وهو يحثُّه على البقاء، ليغطي زحفاً جديداً للجيش ناحية الشرق.





























0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية