الأربعاء، 9 مارس 2011

نداء عاجل إلى المجلس الوطني الانتقالي


نداء عاجل إلى المجلس الوطني الانتقالي

انجوه ببدنه .. ليموت بحسرته

بقلم : زياد العيساوي

صرح "القذافي" في اجتماعه بشباب (الزنتان)- غير المنتمين إلى هذه القبيلة الشريفة، والذين أشكّ بأنه قام بتجميع بعض من زبانيته، وقام بتقديمهم على أساس أنهم من هذه القبيلة- بأنّ بتقويض منظومته الفاسدة، سيكون هناك خطرٌ، يتهدد منطقة حوض البحر المتوسط و(إسرائيل) بالتحديد، وفي هذا التصريح، برهان على أنه شارف على الاندحار والانتحار السياسي، ولقد ترك هذه الورقة كآخر سلاح يلقي به في حلبة الصراع السياسي الداخلي والخارجي، بعد أنْ خسر معركته الدعائية في الداخل، بالسيطرة على شوارع المدن، واستمالة قلوب الناس، فليس من المعقول أنْ يرمي حاكم، أدّعى كثيراً محاربته للكيان الصهيوني، وطالب في مناسبة المولد النبوي الشريف الأخيرة، ببدء الثورة العربية والإسلامية على (إسرائيل) لصرف نظر الشعوب العربية على الثورة عليه، ومن هو مثله، فـ "القذافي" بتصريحه هذا أعلن عن نفسه، وعن شرعيته المفقودة.

كنت أقول لكلِّ من هو حولي دوماً، إن في إطالة بقاء حكم هذا المجرم على سوئه، نصرٌ للشعب الليبي بكل تأكيد، لحكمة من الله تعالى، فابشروا بنصر الله المرتقب، فها نحن رأينا بأمهات وأباء أعيننا، وعلى أرض الواقع، كيف كان مكر الله مع هذا التافه، فلو قيّض لأي شخصٍ في بلادنا- ولو إحدى عجائز الفندق البلدي- المال والسلطة والزمن، كما قيّض له، لاستطاع أن يحوّل "ليبيا" إلى جنة من جنان الله على الأرض في زمن قياسي، غير أنّ "القذافي" الذي لطالما تغنى بإنجازاته ومشاريعه العربية والأممية وبكتابه الأصفر الأجدب- بصوت محمد حسن- جعله الله عبرة لكل من يعتبر، فها هو بكل ما ملك ويملك من مال وسلاح ووقت، قد حوّل مقولته الخالدة في حطب النار(السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب) إلى (السلطة والثروة والسلاح ضد الشعب وبيد معمر) وهذا ما نرصده له، في هذه المجالات الحيوية والسيادية:

زراعياً: جعل أرضنا المعطاءة جرداء يغزوها التصحر من كل حدب وجدب.

صناعياً: فشلت مشاريعه الصناعية جميعها، وتحولت قلاعه الشامخة كما كان يدّعي إلى أوكار فساد، وقام زبانيته بحرقها جميعاً.

تعليمياً: حسبي أن أقول: لم يستطع طيلة أربعين سنة، أن يجعلنا نفتخر بعالم ليبي واحد، وإن كان من نخبة ليبية معروفة، فهي درست وأقامت بالخارج، وليس من فضل له عليها.

صحياً: يكفي أن نقول: إنه جعل مستوصفاته ومستشفياته بلا أطباء، بل جعل الليبيين، حتى من الميسرين، ينفقون مدخراتهم التي يفترض بهم صرفها على السياحة بالخارج، تذهب إلى العلاج في الدول المجاورة، ففي الفترة الأخيرة والحال كذلك، تم رفع الدعم على الصحة بشكل غير علني، ولكنه ملموس.

عسكرياً: نبدأ بهتاف من كانوا يركضون وراءه: "فلسطين اتعود يا قائد .. بعابر لحدود يا قائد".

صحونا بعد هذه الثورة المباركة على حقيقة، أنْ لا جيشاً لدينا في بلادنا، ولعلّ في تصريحه الأخير، انتفاء عداوته لإسرائيل.

رياضياً: لم يحقق الليبيون في عهده الأسود أيَّ نصر رياضي، فحتى بطولة كأس أفريقيا 1982 ميلادية، التي استضافتها جماهيريته في بنغازي وطرابلس، ذهبت للمنتخب الغاني، ولا أخفي عنكم، أنني كلما فقد منتخبنا أو أحد أنديتنا المعروفة- بما فيها فريق النصر الذي أشجعه- نتيجة أي مباراة مع فريق أجنبي، أنني كنت أفرح وتمتلكني الشماتة ليس في لاعبينا، بل في "القذافي" لتكون كل هزيمة رياضية في ميزان فشله أمام الشعب الليبي.

فنياً: لكوني معنياً أكثر بالجانب الغنائي، لم أتأسف يوماً على فشل الأغنية الليبية على المستوى العربي في حقبته الأربعينية، وكنت سعيداً بأنّ من تولّى راية هذا الفشل بالإشراف على الأغنية المحلية في هذه الفترة، هم زمرة من أزلامه الهمج ومنهم "عبد الله منصور" و"الكيلاني" ولم يكُن تأخر مستوى الأغنية الليبية على يد أحد فنانينا المعروفين، الذين تم إقصاؤهم، ليخلو المجال لهذين الاثنين و"محمد حسن".

إعلامياً: نُـعت "القذافي" في وسائل الإعلام العربي والعالمي، بلفظة التصقت كثيراً باسمه وهي (الزعيم) وكان هو ومن لفّ لفّه، يفتخر بهذا الوصف، لأنه لغبائه لا يدري بأنه مسبّة ونقيصة له، لكون هذا اللفظ لا يلتحم ولا يكون إلا مضافاً لمضاف إليه معروف، وهو (العصابة) ليصبح اسمه الحقيقي (زعيم عصابة) ليبيا، ليظهر في شكل الزعيم الأزرق، تلكم الشخصية المعروفة في سلسلة (سندباد) الكرتونية، خصوصاً حينما يرتدي هذا الزعيم المزعوم، عباءته السوداء في لقاءاته مع خفافيش عصاباته العالمية.

بذا وأكثر من ذلك، فضح الله تعالى هذا الدجال أمام شعبه والعالم بأسره، حتى حينما يثور عليه الليبيون، يكونون دعاة حقٍّ، وحتى لا يندم أحدٌ منهم، فلو قامت هذه الثورة الحالية في وقت سابق، ومُتقدِّم بعد اعتلاء "القذافي" للسلطة لربما ندم البعض منا، لأنّ هناك كثيرين، كانوا يرونه في صورة القائد الأممي والثائر المخلص للشعب العربي ككل من براثن الصهيونية والإمبريالية، ولكنْ بعد أن ثبت زيف إدّعائه وكذبه وفشله المقصود أصلاً في بعض مجالات الدولة، والتي ذكرت منها الشيء اليسير، حُقت عليه الثورة، وصارت فرض عين على كل ليبي أصيل.

لأنّ علاقة الليبيين بالقذافي، مرت بثلاث فترات، هي كالآتي: عقد الثمانينيات والسبعينيات، والسنة الأخيرة من الستينيات: كان الشعب الليبي مخدوعاً فيه،عقد التسعينيات والعقد الأول من الألفية: كان الشعب الليبي مقموع منه.

سأل والدي ذات سنة من عقد السبعينيات، الحاج "إبراهيم التريّة" رحمهما الله: "ايش رايك في القذافي؟" فأجابه: "اجعنه ما هو احمارك" أي "لا تتمناه حتى حماراً لتمتطيه" وفي وقت لاحق سأله: "زعمك هو يهودي واللا إيطالي" فأجابه الحاج "إبراهيم": "ما اتـّعبش روحك يا اخلوفة.. الله أعلم.. المهم أنه قليل أصل".

...

نداء إلى المجلس الوطني الانتقالي

إذا ما صحّت الأخبار المتواترة والمتناقلة عن وكالات الأنباء العالمية، بشأن محاولة بومنيار أو بو 130 مليار القذافي، التحاور معكم، نيابة ًعن الشعب الليبي، وبالأصالة عن أنفسكم، أحثكم على التفاوض معه شريطة تنحيه عن السلطة، وانتفاء ممارسته لأي عمل سياسي أو دعائي في الخارج، وكفّه لزمرته من بعده عن القيام بأي أعمال إجرامية بحق شعبنا الطيّب، فالإصرار على الانتقام منه ثأراً لأرواح شهدائنا الأبطال هو مطلب جماهيري وشعبي أكيد، لكن صوناً لأرواح شبابنا العزّل في المدن الليبية المضطربة، أناشدكم بأن تفرجوا له فتحة الخروج ليهرب كجرذ، فقضية محاكمته والقصاص منه هي ما يستحقّ بكل توكيد، غير أننا ولو مكننا الله منه، وأقمنا عليه حدّ القتل، فإنه سيموت مرة واحدة، في حين أن شهداء الانتفاضة وما قبلها، هم بمئات الآلاف، فدعوه ينجو ببدنه ليموت بحسرته، حينما يرانا من الخارج، كيف ندير عجلة التنمية والتطوير، وكيف نقيم نظاماً وطنياً مستقلاً، وإن رفض الحوار، فإننا غير مأسوفين على دماء أبنائنا، الذين عقدوا العزم على أن يرووا البلاد بدمائهم ليطهروها من عار عمره 42 سنة- 42 رقم حذاء وليس عمر نظام- تمثّل في رضانا مرغمين، بأن يتزعمنا رئيس هذه العصابة المجرمة، فدعوهم ينتقموا إذا من جالب هذا العار.







0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية