المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2011

سلامتها أم حسن كاد أن يكون نشيد جماهيرية القذافي

صورة
أحمد فكرون سلام قدري محمد مختار لطفي العارف عادل عبد المجيد راسم فخري علي ماهر سلامتها أم حسن كاد أن يكون نشيد جماهيرية القذافي "الأغنية الوطنية مادة في دستورنا الجديد" نخلط أحياناً بين المقامات، فلكلِّ مقام أنغام، ولكل نغم كلام، ولكل كلمة مضمون، والمضمون الغنائي قد يتنوع بين العاطفة والإنسانية والوطنية، وهلم جرا، ويزداد الخلط إلى حدِّ العجن بين مكونات الأغنية السياسية والوطنية، حتى تتصلب هذه التركيبة في تركيبة الإنسان، فلا يستطيع أنْ يفصل بين ذرات بل حتى جزيئات الخلطة الغنائية في طبق ما تـُقدّمه القنوات والإذاعات، فالأغنية السياسية، هي التي تتغنى بمفاتن وبمفاسد أحد مكونات الدولة لما تجعلها مناقب له، فتناصر فئة أو طائفة أو حزب، كذلك النمط من الأغنيات، التي تغزَّلت بحزب البعث، الذي أُجتثــَت جذوره من الخارطة السياسية في العراق، والآخذ في الزوال في سوريا، أو التي تدور كلماتها حول محور ألحان الفرد الحاكم، فتعزف عن الغناء للوطن، وتعزف للحاكم بأمره، مُختزِلة الوطن بخارطته ووجوده في شخص المستبد الداخلي، أما الأغنية الوطنية، فعادةً ما تكون مقاومة ومقارعة...

ليبيا في أطلس الجماهيرية

صورة
 خريطة ليبيا الثورة  خريطة الجماهيرية   لم يعرف الليبيون في حُقبة (حقفة) الجماهيرية، وطِوال أعوام حكم "القذافي" إلا قطارين اثنين وكفى، اكتفى أحدهما بالربط بين هذه الكلمات بخطوط عرضية وهمية: (الجماهيريةــ ـ ــالعربيةــ ـــالليبيةــ ـ ــالشعبيةــ ـ ــالاشتراكيةــ ـ ــالعظمى*)، فأطالس الجغرافيا العالمية، تبرز بعلاماتها المُتفـَق عليها- دولياً وعلمياً واصطلاحياً- وهي رسومٍ لمثلثات ودوائر ومربعات صفراء وخضراء وحمراء، وأسهم لأعلى وأخرى لأسفل، ونقاط سوداء وزرقاء وحمراء وطائرات وسفن، فهي تشير بذلك إلى التضاريس المتباينة- الصحراوية والزراعية- وتعداد السكان بالنسبة المئوية لكل إقليم، والمعادن والمطارات وموانئ التصدير النفطية، والجبال وموارد الخام المعدنية والمحاصيل الزراعية وحصة الفرد من الدخل العام، وما إليها من بيانات، حينما توضّح للمُطّلِع الخارطة السياسية لأية دولة كانت. وفي الأطلس الجغرافي للجماهيرية، ثمة علامتان شاذتان لا تلفيهما في أيّ أطلس عالمي، وهما عبارة عن خطين أزرقين متوازيين يمتدان من فرعٍ واحد يمضيان من عمق البلاد إلى المدن الشمالية، اصطلحه فقيه الجغرافيا ...

أين الحنكة الدبلوماسية يا شلقم؟

صورة
مرّ الشتاء، فغسلت المطر دماء شهدائنا ومزجته بتراب بلادنا حتى احمرّت ذراته ونبتت منه زهرة، فتركنا الربيع مُستخلِفاً وراءه أمانة، علّقها طوقاً مُلوناً في أعناقنا، هي الثورة المزدهرة حتى النصر- عمر المختار لم يقـُل يا سيد "شلقم": "نحن قوم لن نستسلم.. ننتصر أو نموت"، بل قال: "ننتصر أو نستشهد"، فالموت في عرفنا وديننا، لا يمس إلا الجبناء، ولا يطال سوى رقاب المتخاذلين والخائنين لأوطانهم- مرّ الشتاء وعبر الربيع وأوصانا خيراً بوديعته وبألا نخذله، فثمة غيرنا من الأعراب، من ينتظر وتشرأب أعناقه لتتزين وتتزيَّ بالطوق الأخضر، الذي سيكسر به طوق الهوان والذلة من بعدنا، غير أنّ ربيع ثورتنا ما يزال في أوج وقمة اخضراره على جبل العزّة، وحلّ بعدهما الفصل الثالث في ثورتنا (الصيف)، فانقشع الظلام عن بلادنا، وظهر في سمائها هلال يلتف حول نجمة بحنوٍ، لن نضيّعه في شهر رمضان وسنهتدي به في كل عيد مجيد، إلا أنّ حلوقنا عطشت وجفـّت، وتيبست أوصالنا واكتوت جلودنا من حرِّ جمر النار، الذي صبّه علينا الطاغية وزمرته الباغية من على أسوار السراي الحمراء، وأنـّى لنا أنْ نطفئها ومياه أموالنا قد جُم...

الذين لا يستحون

الذين لا يستحون، لا تستقيم ظلالهم حتى وشمس الحقيقة راسية ورأسية فوق رؤوسهم في رابعة السماء، وفي شهر يونيو القائظ الجاري من هذه السنة، من كانوا مع "القذافي" وقد آمنوا بأطروحاته وأفكاره في يوم ما، ما الذي جعلهم لا يستحون- من صنيع أعمالهم التقليدية، فهي تتشابه مع أعمال أية عصابة تعمل لصالح دكتاتور- بعدما فاح ظلمه وجوره وزيف مبادئه، التي أعلن عنها كمهام للجانه الثيرانية الهائجة؟، ففي أدبيات كتابهم ذي اللون الأخضر، أنّ فكر العقيد يناهض وبقوة الأنظمة السياسية في العالم جميعها، لأنها لم تحقق الديموقراطية بتصوره، لكونها- والكلام على لسانه وفي فصله الأول من كتابه- أنظمة نيابية، وقد عرف العالم في ظلها، أعتى النظم الدكتاتورية، وأنه سيدهم يُمقت حكم الفرد والتوريث. قد يكون رفع مثل هذا الشعار، سبباً أو مبرراً لجرِّ الكثير من الشبّان طواعيةً، خلف عربة نظرية "القذافي" غير الفطرية، حتى تشبعوا بها وأصابتهم التخمة التي ظهر إفرازها وقيئها في أساليب تعاملهم الجائر والتعسفي ضد المخالفين لها من أبناء ليبيا في الداخل والخارج؛ لقد غرّر "القذافي" بهؤلاء الشباب وعزّر بهم منظومته الك...

لا وصاية على الثورة

يقولون: "مهما قدَّموا من قرابين على مذبح الحرية، فإنّ الثوّار بمفردهم لا يستطيعون أنْ يصلوا بمركب الثورة إلى برِّ الأمان بالاستغناء وبمنأى عن دور المثقفين"، وهذا الرأي يعطي إشارة ذات دلالة مُضمرة تومض بلون الخطر الأحمر، ويحمل رسائل مُشفرة تقول بأنّ هؤلاء الثوَّار لا يُحسِنون فنّ السياسة، وتضعهم في قالب الدهماء والهمجية وأنهم- وحاشا لكل ثائر- محض شرذمة من المتهورين والمغامرين وعصابة من القتلة المتوحشين، أو على الأكثر، تترفق بهم وتقولبهم في إطار الباحثين عن الشهرة والمجد بتخليدهم كشهداء وذلك في أحسن الأحوال والظروف، لذا فهم يقومون من تلقائهم بدور تطوعي وإقدامي وانكشاري يأخذ الطابع الحربي، حتى يتم القضاء على آخر مظاهر الحكم الاستبدادي عند تحطيم الصنم، ومن ثم- يضيف من يقول بذلك- يفسحون المجال أمام المثقفين ذوي الدراية والعارفين بخبايا وخفايا الأمور، لأجل أنْ يقوموا بواجبهم التنظيمي للنهوض بالبلاد من كبوتها. إلى هذا الحدِّ، من الممكن استساغة وقبول هذا الرأي، الذي يُفسّر ولا يواءم بين دوري الثوّار والمثقفين، غير أنّ الشواهد تقول وتشي بشيءٍ آخرٍ، إذ قد يُتجاوَز هذا الفاصل بالانتقال ...

ليبيا في الاستراحة ما بين الشوطين

المشهد السياسي الليبي العام والراهن، يجعل ملعب كرة القدم بالمدينة الرياضية ببنغازي، يرتسم قبالتي الآن، بخطوطه البيضاء وأرضيته الصناعية الخضراء، وباللاعبين وهم يدوسون على لون علم "القذافي" الأخضر المرسوم على مستطيله الكبير؛ فالوضع القائم والطارئ في فترة استراحة المحاربين، وما يشهده من تجاذبات وتنافرات بين أقطاب الرؤى من سياسيين ومثقفين وعوام، أشبه ما يكون بفترة استراحة اللاعبين، بعد إطلاق الحكم لصافرته إيذاناً بانتهاء الشوط الأول، وتشغيل مُكبِّرات الصوت- المنتصبة كخوازيق، مثل هوائيات التجسُّس في العاصمة الرومانية (بوخاريست) أيام حكم الديكتاتور (اتشاوسيسكو) في كل ساحة، التي أرعبت الشعب الروماني في فترة الحكم الشيوعي لمدة طويلة، وعندما سقط الصنم، تهاوت معه هوائياته، لما اكتشف الرومانيون بأنّ هذه الهوائيات، كانت مجرد أعمدة مصمتة وفارغة حتى من الهواء، فلا أجهزة تنصُّت ولا تصوير فيها، فمن أين لدولة مثل رومانيا الشيوعية المتخلفة عن ركب الصناعة آنذاك بمثل هذه المعدات المتطورة؟ هذا السؤال الذي لم يتبادر إلى أذهان الرومانيين وقتذاك، ولو طرحوه أرضاً، لما وجد الخوف إلى قلوبهم مسرباً- على...

الثوّار في ليبيا يهزمون مرتزقة الثقافة

لم يدعُ مثقف ليبي واحد إلى الثورة أبداً، مثلما لم يفعل أي مثقف عربي، في تونس ومصر واليمن وسوريا، وإنْ كتب بعضهم شيئاً من هذا، قبيل تفجّر ثورة 17 فبراير في ليبيا، فإنه لم يكُ سوى تحصيل حاصل لواقع اجتماعي أجاد قراءته، بعد تنادي الليبيين على صفحات الفيسبوك، ومن خلال احتكاكه بفئة الشباب وملامسته للإصرار البادي في همّتهم، فهم خرجوا على نظام "القذافي" ثائرين ومتأثرين بالتجربتين الثوريتين التونسية والمصرية، اللتين كما أخبرتكما، لم يكُ لأي مثقف فيهما أي تأثير عليهما أيضاً. الجميل في الثورة الليبية، إنها لم تكُ مؤدلجة، والأجمل من هذا، أنها أفقدت العديد من مُدعي الثقافة حقّ الوصاية، الذي حاولوا أنْ ينتزعوه من إرادة العوام، بكتاباتهم التي لم ترتقَ في يوم ولا مرة إلى الدعوة إلى الثورة لا سراً ولا علانية، فكانت مجرد تعبيرات سقيمة مُقلدة لما جاد به المثقفون العرب من عهود سابقة تكرّس مبدأ المعارضة في شخوصهم لا أكثر ولا أقل، ومهما علت مستويات الكتّاب والمثقفين لدينا، فهي لم تصل البتّة إلى درجات النقد المباشر، الذي يستهدف رأس السلطة، الذي وظب عليه الأولون في بلدانهم، ومع اعترافي بهذا الجهد ال...

مجنون يحكي وتافه يغني وعاقل يقرأ

ارتفع الهتاف والصراخ، بمجرد أنْ نفض عباءته السوداء، وجلس على عرشه الوثير، في لقائهم الأول به، بعد عودته من أفريقيا، وتدرج الهتاف إلى مرحلة الشدو: يا قائد ثورتنا على دربك طوالي.. يا امخلي رايتنا خفاقة في العالي.. ويا لال لالا لالي.. لم يتمالك نفسه، وشعر بأنّ الأغنية لا ترتقي إلى مستوى المهمة التي كان يؤديها هناك، فشرع ينظر إلى الأوراق- غير حافلٍ بهم- من خلف نظارته السوداء، التي تـُخفي شخصَ الكذب الماثل في حدقتيهما- فيما كان يتقاطر من على سطورها، حبر بنود الصياغة الأخيرة لـ(مؤتمر الشغبي الغام) على كل شيءٍ، وبعد أنْ أتموا هذه الأغنية، انحنوا له جميعاً، لكأنهم مطربٌ واحد، يُحيّي الجمهور، الذي تمثــّل في شخصه الجالس على عرشه فوق الرُّكح، وبدلاً من أنْ يُصفـّق لهم، رفع أنفه بأنفة المتأفـّف من كراهة ما يشتمّ، من عرق (النفاق)، ووجّه إليهم هذا الخطاب التوبيخي، بهذه الكلمات التي لا تصدر إلا عن جمهور لا يُحسن الاستطعام والحسّ الفني: "أنتم كذابين.. لو أنكم على دربي صحيح.. راكم طلعتو معايا والشعب الليبي كله في مشيتي لأفريقيا.. واللي يكملن عليه افلوسه منكم في الصحرا.. يوقف في مكانه وير...

جاء ليزرعها فدحرته وحلفاءه

عربياً: في بالي رأيٌ خامرني طويلاً، حتى اختمر عنه هذا السؤال، الذي أودُّ أنْ أطلعكم عليه في هذه المقالة: تـُرى ما جدوى الخطط الخمسينية، التي أطلقها الضُّباط العرب بعد استيلائهم على مفاصل السلطة إثر انقلاباتهم العسكرية، وخصوصاً في حقل الزراعة؟، التي أقرتها حكومات الدول العربية، ودأبت على العمل بها، منذ حصولها على الاستقلال الوطني، زاعمة بذلك، أنها تسعى إلى النهوض بمستويات شعوبها إلى مصاف الشعوب المُتقدِّمة والمُكتفيَّة ذاتياً من الغذاء، والمُصدِّرة للفائض منه إلى بقيّة دول العالم، جانية ومُحصِّلة بهذا، دخلاً من العملات النقديّة الصعبة، التي ستسهَم إلى حدٍّ بعيد في رفاهية شعوبها، حال نجاح هذه الخطط، التي امتدّ العمل بها لفترات مديدات، من غير طائل؟ خصوصاً أنها توسعت ووصلت إلى الصحارى الشاسعة، حيث إنّ هذه المشروعات الزراعية، أُقيمت فوق كثبان رملية تتوزع على رقعة شاسعة من الصحراء الكبرى، المعروفة بقساوة بيئتها غير الصالحة لمعيشة البشر، وينعدم فيها أيّ مظهرٍ للحياة، فكيف لعاقل أنْ يتصوَّر، أنّ بمكنة أيَّاً كان، معاندة الطبيعة، إذا كان لا يملك من السلاح ما يؤهله للصمود في وجه ضراوة هذه المعرك...