المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2025

رابعة خامس

ذات صباح بارد، مدّت الرياح ذراعها من خلال ثقب بالنافذة، قارصة بأصبعيها أذني، حتى تخيلتها أدّمت، بلّلت أصبعي بلعابي وحكّكت أذني به، كنت اجلس في ظهرها، هي وجليستها سماح، ذات الشعر المنسدل على الكتفين، طوال الحصة، أراقب شعرها المعقوس المزين ببممسكة فراولية اللون، أخذت هيأة الديك، كان يدهشني هدؤها وطمأنينتها، سال لعابي لدفء السعرات الحرارية، فتخيلت الممسكة قطعة حلواء، استلّلت يديّ من جيبي نحوها وبأظفار قد حشاها رماد الورق الذي حرقناه قبل تحية العلم بأمر من ناظر المدرسة، قبضت عليها، حاولت شدّها زامًا وجهي نحوها، وخدّي قرب خدها، لأراقب شدة توجعها، انهمرت من عينيها دمعتان صامتتان، وسُرعان ما تحوَّل الدمع إلى نهر يخترق ويحفر خديها، كلما أمعنت في الشدّ، مثل فلاح أراد أن يقتلع شجرة تين تتشبث جذورها بالصخر، فأضفر، وظهري يرتطم بالمسند، بضفيرتين تلتفان كأفعى على أصابعي حدّ تيبُس الدم، أُمضي وقتًا طويلًا في فكّ عقدتيهما المحكمتين من على أصابعي، ثم انفضهما إلى أسفل، فتصل جذورهما إلى الأرض حذو حذائي المُعفَّر بوحل الطريق، بينما بصلة الشعر لا تنفك من أصابعي بمادتها الدهنية، ارفع أصبعي يدي الأخرى من على...