المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2025

قراءة في خطاب السخرية السياسية ما قبل فبراير 2011

الليبيون براء من ذلك: قراءة في خطاب السخرية السياسية ما قبل فبراير 2011 المقدمة يمثل مقال "الليبيون براء من ذلك" الذي كتبه زياد العيساوي في أكتوبر 2010، نموذجًا بارزًا للكتابة الساخرة التي انبثقت في ليبيا خلال السنوات الأخيرة من حكم القذافي، في مرحلة ما قبل ثورة فبراير 2011. تندرج هذه الكتابة ضمن ما يمكن تسميته بـ "الأدب المقاوم بالتورية والسخرية"، حيث جرى توظيف اليومي والشخصي كمدخل للسياسي والجماعي، في ظل مناخ يسوده القمع وكبت الحريات. تهدف هذه الورقة إلى تحليل النص من خلال ثلاثة مستويات أساسية: البنية السردية والأسلوب الساخر، البعد الحقوقي والسياسي، والموقع ضمن خطاب المعارضة الثقافية قبيل 2011. أولاً: السياق التاريخي والسياسي كُتب المقال في وقتٍ بدأت فيه قضية مجزرة سجن بوسليم (1996) تتحول إلى ملف عام مفتوح، بعد سنوات من الصمت والتكتم. في 2009 و2010 ظهرت احتجاجات محدودة لأهالي الضحايا في طرابلس وبنغازي، وتنامى الحراك الحقوقي، وهو ما جعل تناول الموضوع محفوفًا بالمخاطر. النص يندرج إذن ضمن الأدب السياسي المعارض غير المعلن، حيث تُستبدل اللغة المباشرة بلغة رمز...

تحليل أكاديمي لمقالة (دور المثقف)

🔹 أوّلًا: النص كوثيقة زمنية المقالة كُتبت في نوفمبر 2010، أي قبل أقل من ثلاثة أشهر من اندلاع ثورة فبراير. هذا يجعلها وثيقة استباقية تكشف انسداد الأفق السياسي في ليبيا، حيث لم يعد الإصلاح ممكنًا، بل التغيير الجذري هو الحل. العيساوي هنا يلتقط إحساسًا عامًا بالغليان، لكنه يقدّمه عبر خطاب مثقف "مسؤول" يحذّر السلطة والشعب معًا. --- 🔹 ثانيًا: السلطة في النص تُصوَّر السلطة كوحش متعدد الأدوات: جيش، قوات خاصة، إعلام، تلفزيون. تُقدَّم أيضًا كـ"راقصة ماجنة" يتطبّل لها مثقفون زائفون. لا يرى الكاتب إمكانية حوار حقيقي مع هذه السلطة، فهي بطبيعتها متعجرفة، محتكرة للثروة ("زيوت وشحوم نفطنا")، وفاقدة للشرعية. --- 🔹 ثالثًا: المثقف في النص المثقف هو الوسيط، أو "صمام الأمان" بين الشعب والسلطة. لكنه يظل في "المنطقة الوسطى"، ويخوض صراعًا دائمًا ضد محاولات جذبه إلى أحد الطرفين. العيساوي يصرّ على أنّ الانحياز الوحيد المشرّف هو انحياز الشعب. المثقف المتخاذل يُشبهه بالـ"زمار" أو "طبّال" في حفلة رخيصة، أي مجرد أداة تسلية للسلطة. --- 🔹 رابعً...