قراءة العيون
قراءة العيون
بقلم: زياد العيساوي
بنغازي: 2005.4.20
......
ثمة صفحات، غير تلُكم الصفحات، الموجودة في أُمهات الكتب والمجلدات، لم تُرقم بأرقام، ولم تُلملم بدواوين، لكن في معانيها الكثير من المضامين، ليست من نظم كاتب واحد، بل اشترك في كتابتها كُلُّ كاتبٍ مخضرم وآخر واعد، نُسِجت بأوضح الخطوط، ببلاغة الأمل والقنوط، خُطت بقلم الفرح، وبلغة الألم والجرح، نظمها شاعرٌ بشاعرية ومعاناة، ومتهكمٌ ساخرٌ من سُخرية الحياة، عددها بعدد سني أعمارنا، ومدادها انعكاس ما يدور في أفكارنا، كانعكاس الوجوه في المرآة.
إنّ في عيون كل إمرئٍ صفحات مسجلة، تتناثر حروفها، وتتبعثر قطوفها، في سجلٍ حافلٍ بالذكريات، ليست كغيرها من تلك الحروف المنقوشة على رمال شاطئ البحر بأصابع العشاق، والتي تُمحا بفعل تلاطم الأمواج، ثُم لا تلبث أن تختفي، وتذهب أدراج الرياح، حين حدوث الفراق، أو كتلكم الحروف المحفورة على الأحجار الصَّماء، التي أكل عليها الدهر وشرب، وأصبحت بقايا كلمات على جُدران زمن مدينة قد أصبحت أطلالاً، بفعـل مُضي السنين، وتقادم الزمن، اجتهد الكثيرون لفكّ طلاسمها من دون جدوى، وباءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع، هي صفحات كُتِبت كلماتها، وحُفِرت حروفها بمعولٍ كالذي ينقش به الصائغ على صفائح معدن ثمين لا يعتريه الصدأ البتّة، كالذهب مثلاً، لتبقى راسخة في وجدان الإنسان، ثـُم لا تلبث أن تنعكس هذه الكلمات على تلكُم الصفحات الناصعة البياض من خلال البياض الناصع الذي يكتسي العيون.
فحين قراءتنا لسطورها، وعلى الرغم من ازدحام الكلمات التي سُطرت عليها، سوف لا نجد أنفسنا في حاجة لكتب التراجم، وفي حلٍّ من الاستعانة بمصطلحات المعاجم، ذلك لعدم وجود أية طلاسم، باختلاف ما تلوَّنت به عينا الآخر من ألوان، سوادوين كانتا أو زرقاوين، فالأمرُ سيّان، وباختلاف ما سُميت به من تسميات، حوريتين كانتا أو قرمز يتين، لا تختلف الحـــال، لأنّ كل ما يهمنا في هذه القراءة الفر يدة من نوعها، هو قراءة تلك التعابير الصادقة، التي تتراءى لنا بجلاءِ في عيني الآخر، بكلمات ناطقة مترجمة لأكثر من مضمون، وبمشاعر وأحاسيس تجوب في النفس البشرية، تُختزن وتترسب في الأعماق، ثُم لا تفتأ أن تنعكس معانيها في الأحداق.
هي صفحاتٍ إذا ما تصفحناها بتروٍ، نجدها تروي لنا ما قد جرى وكان، وفي لحظة تجلٍّ تعود بنا إلى زمن الماضي، وإذا ما قلبناها بطريقة عكسية، أي بترتيب تنازلي، الواحدة تلوَّ الأخرى، وفي محاولةٍ منا لنبش ما يبطنه الآخر من أسرار، لا يستطيع البوح بها، أو التعبير عنها، سنرى في هذه الصفحات المسجلة، أحلام طفل مؤجلة حتى يـكبر ليحقق لذاته شيئاً ما يُذكر، وعندما كبر ذلك الطفل وأصبح في عمر الرجولة، وبعد أن تبخرت تلك الأحلام، أصبح يتوق لأن يرجع إلى عمر الطفولة في رحلة عكسية، ليهرب من زمن الحاضر إلى زمن الماضي، حيث كان صغيراً لا هم له في هذه الحياة، إلا أن يقضي أغلب أوقاته في اللعب واللهو بعيداً عن كل ما يشغل الكبار من هموم هذه الحياة التي نحياها .
نقول لكل من يهوى القراءة، أمعـن النظر في عيني الآخر، لتكتشف ما فيها من براءة، بتعابير تفيض جرأةً رغماً عنه، مهما حاول هذا الأخير مواراتها عنا كالحركة غير الإرادية لأعضاء الجسم، التي ليس لنا أي دور في تأدية وظائفها، مثل نبض القلب، الدورة الدموية، وعمليات الهضم والتنفس، إلى أخر هذه الحركات، أو العمليات التي تجري داخل جسم الإنسان، من دون أن يكون لنا فيها أي ضلع، ولو كان كذلك ما أحسنا القيام بها على أحسن وجه وكما ينبغي لها أن تكون، فهي آلية ذاتية الحركة من إبداع المولى عزَّ وجل، ونحمد الله إزاء هذا، وفي كل وقت، وإلا سيحدث ما لا يُحمد عقباه، إن كنا نحن المسؤولــين على إدارة هذه الوظائف، وهنا نقف لنذكر كل القراء بأن الله جلَّ في عُلاه هو من أبدع النظام الذاتي الحركة، ما يُعرف في علم الهندسة الصناعية بالنظام (الأوتوماتيكي) مع فارق الإعجاز وبطبيعة الحال لله، ولإيضاح هذه النقطة سنقوم بطرح هذا السؤال كتحصيل حاصل لكوننا مسبقاً ندرك الإجابة عنه، والسؤال هو: هل صنع الإنسان آلة تُعمر لأكثر من مئة عام؟.. والإجابة بالطبع ستكون بالنفي، حيث إنه لا توجد أية آلة من صُنع الإنسان تستمر في العمل إلى هذه المدة، على الرغم من صيانتها بشكلٍ دوري، وعلى الرغم أيضاً من إيقافها بين فترة وأخرى، طالما لا يوجد عمل يستدعي تشغيلها، فبمجرد أن تصل هذه الآلة إلى العمر الافتراضي لها، والذي لا يتجاوز بضع سنين تُستثنى من العمل، وتعامل كخردة بعد استبدالها بآلة أُخرى، فهي على النقيض التام من عمل قلب الإنسان الذي هو عبارة عن عضلة لا إرادية الحركة تعمل داخل جسم خُلق من طين منذ أن يُنشأ الإنسان في رحم أمه ثُم يولد، وتبقى هذه العضلة (القلب) في عمل دؤوب إلى أن يموت الإنسان في عمر قد يُناهز المئة عام، وهي تعمل سواء في سكونه أو حركته، فشتان بين ما قد خلق الله، وما هو من صُنع البشر، وفي هذا ليس ثمة جدال بيننا، وبعد هذه البسطة التي تناولنا فيها مفهوم الحركة الذاتية (لا الإرادية) وإعجاز الله في خلقه، سنرجع بكم إلى حيث توقفنا بخصوص هذا المقال، لنستكمل ما تبقى لنا منه ولنؤكد على أن ما في قراءة العيون فضحٌ لما يدور في أفكارنا، ولعلَّ أبرز من يُجيد قراءتها هي الأم، عندما تقرأ حالتي الحزن والضيق اللتين تساوران ابنها وتعتريان أفكاره، فبمجرد أن يدخل الأخير إلى البيت تتُرجم هاتين الحالتين في لمح البصر من خلال ما يتراءى لها فيهما، أي في عينيه، فهي لا تقتنع بكل ما يُبديه من مغالطات بُغية إخفاء ما قد لاحظـته عليه، فنجدها تصر على أن هناك شيئاً ما قد ألم به، ويُخفيه عنها وتستمر في إصرارها هذا إلى أن يقرَّ لها بذلك الشيء، وسوف لن تصدقه إلا عندما تلتمس الصدق في عينيه، لأنها تُجيد قراءتهما وتعرف متى يكون معها صادقاً من عدمه، من خلالهما.
حين مطالعتنا لتلكم الصفحات المسطرة في أعين الآخرين، سوف تتسنى لنا الفرصة لمعرفة من هم وما يدور في أفكارهم، ومعرفة جوانب كثيرة حول شخصياتهم سواء أفصحوا لنا عنها أو حاولوا كتمانها، فقط بنظرات شاخصة من أعيننا إلى أعين هؤلاء، وبإجادة القراءة سنجد في أعينهم نظرات تتباين في معانيها، ففي بعضها نظرة صادق فيه الخير يُرتجى، ونظرة حاسد منه الشر نخشى، وأخرى لعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا، كما غنّت السيدة "فيروز" في إحدى قصائدها، كما فيها لحظة تأملٍ تبدو في لحـظـة شــيخ كبير، وأخرى لمقبلٍ على الحياة في نظرة طفل صغير .
ونحن على خلافٍ مع كل من يرى في قراءة تعابير الوجه تعابيراً صادقةً، ذلك أن تلك التعابير يُمكن أن نتحكم في رسمها على وجوهنا، كمن يرسم على مُحياه ابتسامة الفرحة حينما يُلاقينا، رياءً ومجاملة، في حين أنه يُضمر في نفسه الكُره لنا، أي أنها افتعالات إرادية، نحاول أن نوحي بها إلى الآخر، ليأخذ عنا انطباعاً غير الذي جُبلنا عليه، وفي تتمة سريعة لمقالنا هذا نقول: إن في قراءة العيون ترجمةً فوريّةً لما يُخالجنا من مشاعر وأحاسيس، تبدو واضحة وجلية لمن يُجيد هذا النوع من القراءة، ولما فيها من صدق وعمق في المعنى.قراءة العيون
بقلم: زياد العيساوي
بنغازي: 2005.4.20
......
ثمة صفحات، غير تلُكم الصفحات، الموجودة في أُمهات الكتب والمجلدات، لم تُرقم بأرقام، ولم تُلملم بدواوين، لكن في معانيها الكثير من المضامين، ليست من نظم كاتب واحد، بل اشترك في كتابتها كُلُّ كاتبٍ مخضرم وآخر واعد، نُسِجت بأوضح الخطوط، ببلاغة الأمل والقنوط، خُطت بقلم الفرح، وبلغة الألم والجرح، نظمها شاعرٌ بشاعرية ومعاناة، ومتهكمٌ ساخرٌ من سُخرية الحياة، عددها بعدد سني أعمارنا، ومدادها انعكاس ما يدور في أفكارنا، كانعكاس الوجوه في المرآة.
إنّ في عيون كل إمرئٍ صفحات مسجلة، تتناثر حروفها، وتتبعثر قطوفها، في سجلٍ حافلٍ بالذكريات، ليست كغيرها من تلك الحروف المنقوشة على رمال شاطئ البحر بأصابع العشاق، والتي تُمحا بفعل تلاطم الأمواج، ثُم لا تلبث أن تختفي، وتذهب أدراج الرياح، حين حدوث الفراق، أو كتلكم الحروف المحفورة على الأحجار الصَّماء، التي أكل عليها الدهر وشرب، وأصبحت بقايا كلمات على جُدران زمن مدينة قد أصبحت أطلالاً، بفعـل مُضي السنين، وتقادم الزمن، اجتهد الكثيرون لفكّ طلاسمها من دون جدوى، وباءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع، هي صفحات كُتِبت كلماتها، وحُفِرت حروفها بمعولٍ كالذي ينقش به الصائغ على صفائح معدن ثمين لا يعتريه الصدأ البتّة، كالذهب مثلاً، لتبقى راسخة في وجدان الإنسان، ثـُم لا تلبث أن تنعكس هذه الكلمات على تلكُم الصفحات الناصعة البياض من خلال البياض الناصع الذي يكتسي العيون.
فحين قراءتنا لسطورها، وعلى الرغم من ازدحام الكلمات التي سُطرت عليها، سوف لا نجد أنفسنا في حاجة لكتب التراجم، وفي حلٍّ من الاستعانة بمصطلحات المعاجم، ذلك لعدم وجود أية طلاسم، باختلاف ما تلوَّنت به عينا الآخر من ألوان، سوادوين كانتا أو زرقاوين، فالأمرُ سيّان، وباختلاف ما سُميت به من تسميات، حوريتين كانتا أو قرمز يتين، لا تختلف الحـــال، لأنّ كل ما يهمنا في هذه القراءة الفر يدة من نوعها، هو قراءة تلك التعابير الصادقة، التي تتراءى لنا بجلاءِ في عيني الآخر، بكلمات ناطقة مترجمة لأكثر من مضمون، وبمشاعر وأحاسيس تجوب في النفس البشرية، تُختزن وتترسب في الأعماق، ثُم لا تفتأ أن تنعكس معانيها في الأحداق.
هي صفحاتٍ إذا ما تصفحناها بتروٍ، نجدها تروي لنا ما قد جرى وكان، وفي لحظة تجلٍّ تعود بنا إلى زمن الماضي، وإذا ما قلبناها بطريقة عكسية، أي بترتيب تنازلي، الواحدة تلوَّ الأخرى، وفي محاولةٍ منا لنبش ما يبطنه الآخر من أسرار، لا يستطيع البوح بها، أو التعبير عنها، سنرى في هذه الصفحات المسجلة، أحلام طفل مؤجلة حتى يـكبر ليحقق لذاته شيئاً ما يُذكر، وعندما كبر ذلك الطفل وأصبح في عمر الرجولة، وبعد أن تبخرت تلك الأحلام، أصبح يتوق لأن يرجع إلى عمر الطفولة في رحلة عكسية، ليهرب من زمن الحاضر إلى زمن الماضي، حيث كان صغيراً لا هم له في هذه الحياة، إلا أن يقضي أغلب أوقاته في اللعب واللهو بعيداً عن كل ما يشغل الكبار من هموم هذه الحياة التي نحياها .
نقول لكل من يهوى القراءة، أمعـن النظر في عيني الآخر، لتكتشف ما فيها من براءة، بتعابير تفيض جرأةً رغماً عنه، مهما حاول هذا الأخير مواراتها عنا كالحركة غير الإرادية لأعضاء الجسم، التي ليس لنا أي دور في تأدية وظائفها، مثل نبض القلب، الدورة الدموية، وعمليات الهضم والتنفس، إلى أخر هذه الحركات، أو العمليات التي تجري داخل جسم الإنسان، من دون أن يكون لنا فيها أي ضلع، ولو كان كذلك ما أحسنا القيام بها على أحسن وجه وكما ينبغي لها أن تكون، فهي آلية ذاتية الحركة من إبداع المولى عزَّ وجل، ونحمد الله إزاء هذا، وفي كل وقت، وإلا سيحدث ما لا يُحمد عقباه، إن كنا نحن المسؤولــين على إدارة هذه الوظائف، وهنا نقف لنذكر كل القراء بأن الله جلَّ في عُلاه هو من أبدع النظام الذاتي الحركة، ما يُعرف في علم الهندسة الصناعية بالنظام (الأوتوماتيكي) مع فارق الإعجاز وبطبيعة الحال لله، ولإيضاح هذه النقطة سنقوم بطرح هذا السؤال كتحصيل حاصل لكوننا مسبقاً ندرك الإجابة عنه، والسؤال هو: هل صنع الإنسان آلة تُعمر لأكثر من مئة عام؟.. والإجابة بالطبع ستكون بالنفي، حيث إنه لا توجد أية آلة من صُنع الإنسان تستمر في العمل إلى هذه المدة، على الرغم من صيانتها بشكلٍ دوري، وعلى الرغم أيضاً من إيقافها بين فترة وأخرى، طالما لا يوجد عمل يستدعي تشغيلها، فبمجرد أن تصل هذه الآلة إلى العمر الافتراضي لها، والذي لا يتجاوز بضع سنين تُستثنى من العمل، وتعامل كخردة بعد استبدالها بآلة أُخرى، فهي على النقيض التام من عمل قلب الإنسان الذي هو عبارة عن عضلة لا إرادية الحركة تعمل داخل جسم خُلق من طين منذ أن يُنشأ الإنسان في رحم أمه ثُم يولد، وتبقى هذه العضلة (القلب) في عمل دؤوب إلى أن يموت الإنسان في عمر قد يُناهز المئة عام، وهي تعمل سواء في سكونه أو حركته، فشتان بين ما قد خلق الله، وما هو من صُنع البشر، وفي هذا ليس ثمة جدال بيننا، وبعد هذه البسطة التي تناولنا فيها مفهوم الحركة الذاتية (لا الإرادية) وإعجاز الله في خلقه، سنرجع بكم إلى حيث توقفنا بخصوص هذا المقال، لنستكمل ما تبقى لنا منه ولنؤكد على أن ما في قراءة العيون فضحٌ لما يدور في أفكارنا، ولعلَّ أبرز من يُجيد قراءتها هي الأم، عندما تقرأ حالتي الحزن والضيق اللتين تساوران ابنها وتعتريان أفكاره، فبمجرد أن يدخل الأخير إلى البيت تتُرجم هاتين الحالتين في لمح البصر من خلال ما يتراءى لها فيهما، أي في عينيه، فهي لا تقتنع بكل ما يُبديه من مغالطات بُغية إخفاء ما قد لاحظـته عليه، فنجدها تصر على أن هناك شيئاً ما قد ألم به، ويُخفيه عنها وتستمر في إصرارها هذا إلى أن يقرَّ لها بذلك الشيء، وسوف لن تصدقه إلا عندما تلتمس الصدق في عينيه، لأنها تُجيد قراءتهما وتعرف متى يكون معها صادقاً من عدمه، من خلالهما.
حين مطالعتنا لتلكم الصفحات المسطرة في أعين الآخرين، سوف تتسنى لنا الفرصة لمعرفة من هم وما يدور في أفكارهم، ومعرفة جوانب كثيرة حول شخصياتهم سواء أفصحوا لنا عنها أو حاولوا كتمانها، فقط بنظرات شاخصة من أعيننا إلى أعين هؤلاء، وبإجادة القراءة سنجد في أعينهم نظرات تتباين في معانيها، ففي بعضها نظرة صادق فيه الخير يُرتجى، ونظرة حاسد منه الشر نخشى، وأخرى لعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا، كما غنّت السيدة "فيروز" في إحدى قصائدها، كما فيها لحظة تأملٍ تبدو في لحـظـة شــيخ كبير، وأخرى لمقبلٍ على الحياة في نظرة طفل صغير .
ونحن على خلافٍ مع كل من يرى في قراءة تعابير الوجه تعابيراً صادقةً، ذلك أن تلك التعابير يُمكن أن نتحكم في رسمها على وجوهنا، كمن يرسم على مُحياه ابتسامة الفرحة حينما يُلاقينا، رياءً ومجاملة، في حين أنه يُضمر في نفسه الكُره لنا، أي أنها افتعالات إرادية، نحاول أن نوحي بها إلى الآخر، ليأخذ عنا انطباعاً غير الذي جُبلنا عليه، وفي تتمة سريعة لمقالنا هذا نقول: إن في قراءة العيون ترجمةً فوريّةً لما يُخالجنا من مشاعر وأحاسيس، تبدو واضحة وجلية لمن يُجيد هذا النوع من القراءة، ولما فيها من صدق وعمق في المعنى.
تعليقات
إرسال تعليق