المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2011

شعلة الثورة العربية الكُبرى

بنغازي في : 26/4/2011 أوقِدت شُعلة الثورة العربية في "تونس" باحتكاك كفّ شرطية مُتغطرِسة، بخدِّ الشهيد الشاب "محمد البوعزيزي" إثر صفعتها له، وبعد نجاح الثورة هناك، مدّ الشعب المصري يده فوق الأرض الليبية، ليستلم الشعلة من أخوه التونسي، واضعاً إياها في ميدان التحرير- الذي اقترحت على شباب الثورة في "مصر"، إبان ثورتهم في إحدى مقالاتي المنشورة على المواقع الإلكترونية، أنْ يسموه ميدان التغيّير، وهذا ما قام به اليمنيون، الذين ألقوا هذه التسمية على ميدان التحرير في العاصمة "صنعاء"- ليستقر بها المقام في ذلك الميدان لمدة ثمانية عشر يوماً، وبمجرد أنْ أسقطت رأس النظام فيها، تلقتها ثلاثة شعوب عربية، وتوزعت جذوتها بين ثلاث دول، هي "اليمن" و"ليبيا" و"سوريا"، أي في ثلاث دول تخضع وترزح تحت ظلم أنظمة، تتشابه كثيراً في طبيعتها، ولها إرث دكتاتوري عتيد، حيث إنّ واحدة منها "سوريا" حدثت فيها ظاهرة التوريث منذ عام 2000 ميلادية، أما الأخريان، فقد كانتا تعدان للتوريث، كما أنّ هذه الأقطار الثلاثة، يجتمع فيها قاسم مشترك واحد، يتمثــّـ...

صراع الإقناع

صراع الإقناع بنغازي : 27/4/2011 الافتراض غير النسبي هو أنْ يأتيك أحدهم عقب نهاية أية مباراة، ويناقشك في مسائل ضعف أو قوة الفريق الذي يميل إليه، فيعلق بعد أنْ حُسِمت نتيجة المباراة بالتعادل: "لو أنّ الكرة التي اصطدمت بالقائم، دخلت للشباك، لفـُزنا" مثل هذا الافتراض، أراه افتراضاً غير نسبي، لأنه يقوم على احتمال من جهة واحدة، ويلغي أية فرضية أخرى، قد تحدث من الطرف الآخر، حال اعتماد الافتراض الأول، وغالباً ما كنا نسلم بهذا الافتراض من دون اعتراض، ولا يدور في خلد الواحد منا، أنّ يدحضه بهكذا تعقيب: "وما أدراك، فربما افتراضك هذا لو حدث، قد يدفع بالفريق الآخر إلى الاستماتة من أجل التعديل؟ أليس كذلك؟". مثل هذا الافتراض غير النسبي، علا صوت الصادحين به في هذه الفترة الراهنة من عمر بلادنا، وما تشهده من ثورة عارمة ضد جلاوزة الطغيان، وخصوصاً ممّن تحركت وارتعشت في أجسادهم روح الانهزامية والتخاذل، حينما تلقي بلومك على من تقاعس عن القيام بدوره، وبما يتوجب عليه، لأجل نصرة هذه الثورة المُضفرة بحول الله، إنْ عاجلاً أو آجلاً، فيقول لك: "لو كانت في بنغازي خمس كتائب أمنية، لعزّ على ...

الشعب الليبي مرابط

بنغازي: 27/4/2011 بعد أنْ ضاق "القذافي" ذرعاً بالشعب الليبي، نتيجة المسؤولية الضخمة التي وقعت على عاتقه من دون أن يحبّ، ونظراً لأنّ هذا الشعب، لم يصل إلى مستوى تطلعات هذا المفكر الإستراتيجي الفذ، خرج ذات يوم ليرغـّبهم في الذهاب إلى "أفريقيا" واصفاً لهم غاباتها وأنهارها وشلالاتها، وملخصاً وصفه في جملة واحدة، وهي أنها جنة الله على الأرض، بل إنه تمادى في وصفها كشاعر ضليع، لما جعلها في أعلى مرتبة في هذه الجنة، حيث سجّل على اللافتات في الميادين وعلى مباني الدوائر الحكومية، عبارته هاته: "أفريقيا الفردوس والنعيم الأرضي" مُشعِراً الليبيين، بأنّ بلادهم لا تنفع للعيش ولا تصلح للمقام، لكونها مجرد قطعة أرض على جزيرة الملح الممتدة من حدود ليبيا الشرقية إلى أقصى المغرب العربي الكبير، لذلك اشتغل هذا المُخطِّط الإستراتيجي على هدف واحد، منذ أنْ انتخبه الشعب الليبي، وسلّمه مصيره والأجيال القادمة، وأبى إلا أنْ يُمدّد له فترة حكمه، عند منسلخ كل ولاية رئاسية، حتى ساوت عشرة ولايات قياسية متعاقبة، مدة كل ولاية منها أربع سنوات، فهذا المُصلح السياسي ذو الحكم العادل والرشيد، لا ي...

لعبة سيف الإسلام القذافي في مشهد الحكم في ليبيا

بنغازي في : 18/4/2011 بعد مؤتمر (لندن)، الذي اجتمعت فيه أطياف المعارضة الليبية، واتفقت على رأي واحد، جاء في مُقدمة جُملة قراراتها، وقد تمثــّـل في ضرورة تنحي العقيد "معمر القذافي" من تلقائه، عن سُدة الحكم في "ليبيا"، حينما ارتأت أنّ لا مناص من ذلك، ففي مسألة بقائه، وتواجده في منصبه غير الشرعي، تأزمٌ في الحياة السياسية وتدهورٌ للحالة الاقتصادية ، وتأخرٌ في معدلات النمو، لأنه يقف حائلاً دون ذلك، فحتى تمضي البلاد إلى مستقبل جيد، وتخرج من أزمتها وركودها، اللذين تسبّب فيهما بسياساته الحمقاء والرعناء، لا بد من تحقيق هذا المطلب، الذي يُجمع عليه الليبيون كلهم، من دون أخفض ريب، وقد لاقت قرارات هذا المؤتمر، تأييداً كاملاً من الشعب الليبي، لأنها أتت مُحقــِّـقة لطموحاته، لأجل مستقبل زاهر لأولادهم، ممّا دفع نظام الحكم كدأبه الدائم، إلى تسيّير بطانته ومريديه من المنتفعين، في مظاهرات حاشدة- راجلة وراكبة- جابت الشوارع والجادات، مُندِّدة بهذه المعارضة، وهي تنعتها بالعمالة للأمريكيين، فقامت المخابرات الليبية، بمحاولة خرق صفوف هذه المعارضة بمشاربها المختلفة، التي تنادت في ذلك المؤتم...

الجمعة الأخيرة .. كسكسو بلا كوسا

صورة
بنغازي: 5/4/2011 موسى كوسا "ما أطيب شعبي، وما أطيب أكلاته الشعبية وخصوصاً الكسكسو"، كأني بـ"القذافي" هكذا كان يقول في قرارته، بعيداً عن الافتخار بنا، بل وهو يتندر مع زبانيته وأولاده، لأننا قد صبرنا على أذيته، وتجلدنا في ذلك بالله عليه، كي يرتدع من تلقائه، وقاسينا من وراءه، سنوات من الحصار، من دون أن يكون لنا أيُّ دخل ولا ضلع في المسؤولية على جرائمه وحماقاته وانتهاكاته للقوانين الدولية، وتحملنا حتى الغارة الجوية، التي قام بها الأسطول السادس الأمريكي، زمن إدارة الرئيس الأسبق (ريغان) في سنة 1986 ميلادية، وأُستشهِد منا من أستشهد، وفي نهاية المطاف، جعل من نفسه الضحية الوحيدة لتلك الغارة، التي تسبب فيها بعد اعتدائه على الملهى الليلي في (برلين/ألمانيا) وتدخلاته في شؤون الدول الأخرى، وتمويله لعصابات العالم والإرهابيين، ودعمه للحروب الأهلية والبينية (بين دولة وأخرى) في أوج جنونه وشبابه في السبعينيات والثمانينيات، مُصوِّراً لليبيين، بأنه سيرقى ببلدهم إلى مصاف الدول العظمى بهذه الأساليب الإجرامية، عوضاً عن خلق القاعدة العلمية والاقتصادية، والنهوض بالمجتمع الليبي إلى سلم الم...

في قمة دمشق .. حذر القذافي من المخطط الخارجي

بنغازي: 12/4/2011 بعدما أقام في مدينة "طرابلس" معرضاً مُصوَّراً، يؤرّخ لجرائم "صدّام حسين" بحقِّ الشعب العراقي، بُعيد سقوط "بغداد" بتاريخ 9/4/2003 بيد القوات الأمريكية، تباكى واحتجّ "القذافي" في قمة (دمشق/2008ميلادية)، على الطريقة الشنيعة، التي أُعدِم بها الرئيس العراقي "صدّام حسين"- في أول أيام عيد الأضحى المبارك- الذي رأى في شخصِه، وسياساتِه القمعية ونهاياته المأساوية، انعكاسات على أفعاله الشّاذة، في تصرف متناقض وغريب، كغرابة أعماله، التي ألِفها الليبيون، وقد قدّم لكلمته المُطوَّلة- التي أغمضت لها جفون الحاضرين المتكومين أمامه مللاً- بعرض فكاهي، نال فيه من هيبة رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عبّاس" حينما نبزه بالغباء هو وقادة الصهاينة، لأنهم لم يضعوا نهاية للنزاع العربي/الإسرائيلي، واقترح عليهما، وعلى أمانة الجامعة العربية، مشروعه الكتاب الأبيض، الداعي إلى قيام دولة (إسراطين)، جاء وحذر- فيما بعد- زملاءه في منتدى الدكتاتورية من الحكّام العرب، من المُخطَّط والمصير، اللذين يتهدَّدانهم من مخابرات الدول الإمبريالية، وتغافل عن الش...

القذافي .. من الملكية الدستورية إلى الملكية الاستبدادية

بنغازي: 12/4/2011 "الشعب يريد أنْ يحكم" بوقود هذا الشعار، الذي أوجده من غياهيب المجهول، ولــََّد "القذافي" مُحرِّكات ديناميكية منظومة حكمه السياسي، ونضّدها بروافد أخرى من شعارات زائفة وزائلة، لا أثر لها في قواميس المجتمعات السياسية والمدنية الدولية، منذ أنْ خلق الله آدم إلى خاتم عليهما وعلى ما بينهما من رسل، أشرف صلاة وأزكى تسليم، وبه شتـّت اهتمام الشعب الليبي عن أولوياته في الحياة، مُختزِلاً تجارب الشعوب، في هذا المطمح الطوباوي، وصانعاً منه، ميداناً لمعركة وهمية زجّ في رحاها- واستنزف- جهد ووقت ومال الليبيين، فيما لا ينفع، ولا يأتي في أدنى مقامات اعتباراتهم، ليحيوا على نحو طبيعي، مثلما شعوب العالم قاطبة، فخصّص دوائر ومربعات ومثلثات إعلامه المفصلية والمُسيطرة على أذرُع البلاد، لبثّ هذه التخريجة الشّاذة والغريبة، التي ظهر بها طِوال فترة حكمه، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من نهايته، بعد أنْ فطن الشعب إلى ضروراته السياسة، الكامنة في وجود نظام حكم، لا يجعله يحكم، بقدر ما يوفر له مقومات التنمية المُستدامة، ليعيش في ظلِّ حياة كريمة. تحوُّل "القذافي" إلى النظام الجم...

ماذا بعد مؤتمر الدوحة؟

بنغازي: 15/4/2011 سبق التئام مؤتمر "الدوحة" الأخير، يوم الأربعاء الموافق 13 أبريل 2011، انعقاد مؤتمر (لندن) بأسبوعين، وكلاهما خُصِّص لمتابعة مستجدات الأزمة الليبية، وقد جاء الأول بعد عشرة أيام من بدء العملية العسكرية، لتقييم نتائجها على قوات العقيد "القذافي"، ودعا فيه المؤتمرون بإجماع، إلى ضرورة العمل على تحقيق قراري مجلس الأمن 1970-1973، وبما يضمن مبادئهما، على الرغم مما شاب هذه الحملة، من تقصير لحماية المدنيين، إثر تسليم دفة تطبيق القرار الثاني إلى طائرات حلف النيتو، التي قزّمت من محدودية فعاليتها، بعض التداخلات الاقتصادية والتدخلات السياسية، من قِبل بعض الدول المُرتبطة مع "القذافي"، فيما اجتمعوا في المؤتمر الثاني، لدراسة أمر تسليح الثوَّار باعتباره إحدى الوسائل المُحقــِّـقة لمبدأ حماية المدنيين، بتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم في ظلِّ قواعد الاشتباك، التي انتهجها حلف النيتو، وما أدعاه أمينه العام (أندرس فوغ راسموسن) عن صعوبة التصدّي للقوات التابعة للقذافي، لأنها صارت تتبع تكتيكات عسكرية جديدة، إثر الغارات الأولى، وما لحق بها من خسائر في الآليات والأرواح، ...

في الشّاشة المربعة .. ثلاث عواصم عربية وبنغازي

بنغازي: 8/4/2011 هي قناة (الجزيرة مباشر) من قسَّمت سطح شاشتها إلى أربعة مربعات متساوية المساحة ومتطابقة الأبعاد، لرصد ما يجري في السّاحات العامة، من مظاهر ثورية ومطالب شعبية، ففي المربع الأول بدت "صنعاء"، و"تونس" و"القاهرة" في المربعين الثاني والثالث، وفي الربع الرابع من مربع الشاشة الكبير، حلّت "بنغازي" بمتاريس مينائها الحجرية، وبزرقة بحرها، وزبد وهدير أمواج جماهيرها، وتلاطمها ببعضها البعض، الهاتفة للحرية والمساواة، وبخيم معتصميها المُمتدَّة على طول الكورنيش، كلٌّ بحسب رابطته ونقابته المهنية، في مشهدية متزامنة لنقل صور الاعتصامات يوم الجمعة الماضية في البلدان العربية، التي تفجّرت فيها براكين الثورات، وسالت على سفوحها، حِمم غضبة شعوبها التوّاقة للتحرُّر من دنس أنجاس القهر والاستبداد، ونجحت فيها نجاحاً باهراً، ذكرتني هذه الشاشة المربعة، بأيام الطفولة، وبأغنية في برنامج (افتح يا سمسم): "هيا انظروا، هيا اعرفوا، ما ذاك الشيء المختلف؟.. إنْ تنظروا أو تعرفوا مرحى لكم، وتلك كل القصة"، الاختلاف بدا واضحاً- ولا مراء- في "بنغازي"، لأنه...

معركة إجدابيا الأخيرة .. بدأت في سرت

بنغازي: 9/4/2011 يتعذر عليّ إيجاد تفسيراً واحداً، لمحدثات الأمور العسكرية، التي طرأت مؤخراً على الواجهة الليبية، وبوتيرة مُتسارِعة، جاءت على غير المتوقع، فإثر استهداف طائرات التحالف لآليات "معمر" بسيلٍ من الغارات المُكثـَّفة في عملية (فجر الأوديسا)- بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية- التي بدأت، بمجرد أنْ وطأت أرجل رجاله- مجازاً لا حقيقة، أي من حيث الجنس لا الأفعال، فهم ليسوا برجال- الضواحي الغربية لمدينة "بنغازي" بل وولوجها إلى أحيائها، واستمرار هذه الغارات، حتى فكـَّها للحصار المُدرَّع المضروب على مدينة "إجدابيا"، ظنّ الثوّار، بأنّ الغارات الجوية، تصبُّ في مصلحتهم، وبأنها أتت بقصد تمهيد الخطوط أمامهم إلى غربيّ البلاد، فزحفوا حثيثاً، حتى وصلوا إلى منطقة "هراوة" على بعد 70 كيلو متر، من مشارف مدينة "سرت" في ظرف أيام معدودات، وكانت الطريق أمامهم وتحتهم سالكة، ومُغريَّة بمواصلة الزحف، الذي انتقل إلى مرحلة المسير، ثم الهرولة، فالعدو خلف العدو المدحور، إلا أنهم فوجئوا- فيما بعد- ومن حيث لا يدرون، بانقلاب ورجحان كفـّة الميزان ...

من وحي هذه الصورة .. سيزول حكم القذافي بزوال دعامته اليُمنى

صورة
بنغازي في : 17 /4/ 2011 لما أمعنت النظر في هذه الصورة المرفقة، التي من الواضح، بأنها قد أُلتقِطت كتذكار للخيبة في ختام إحدى القِمّم العربية، مُلطـَفة ومُلطـَخة بابتسامات شخوصها، بفعل إحدى طرائف "القذافي"، المُتجسِّدة في إلقاء جسده على قامتي الرئيسين المصري واليمني، بقصد تسفيه القِمّم العربية، بإظهارها في شكل الهرج والمرج الفكاهيين، وللنكاية في الشعوب العربية، التي تترقب نتائجها، لأنها عادة ما تصحب الخطوب، وتكون بصفة طارئة، وأظنها قد انعقدت في "ليبيا"- كأول وآخر قِمّة، تـُقام ها هنا في جماهيرية القذافي، الذي لطالما أدّعى العروبة، ولم يجتمع العرب لديه إلا مرة واحدة في عُمرهم، وكانت (وبره) ووبالاً عليه وعليهم- وسبب اعتقادي، هو مشاركة بعض الرؤوساء الأفارقة بها، بعد أنْ مرَّر "القذافي" مشروع قرار، يدعو إلى انضمام دول الساحل والصحراء (س/ص) المُتاخِمة للحدود القبلية للدول العربية، وكذلك دول الجوار الإسلامي (تركيا وإيران) كمراقبين لمجلس الجامعة العربية. بالإمكان تخيُّل هذه الصورة بشكل ثانٍ، عند تحريفها، من دون الخشية من الملاحقة القانونية، بطلب من صاحبها، ففي حقو...

مسيرة الانتصار من بنغازي إلى طرابلس

بنغازي: 28/3/2011 مازال ثوّار 17 فبراير، يتفنـَّون ويحسنون صنعاً، بتلقين "القذافي" وأزلامه، دروساً وعلوماً عملية في تضحيات الشعوب وتكاثفها، والتفنُّن في كيفية إدارة المعركة وقيادتها لنفسها ذاتياً، قصيَّاً عن سياسات التدجين والتدجيل باسم القيادة الثورية، وحملات التعبئة والتبعية لأمر الحاكم الفرد المُطلق، فقد علّم شعبنا هذا العربيد "القذافي"، معنى التلاحم والتراحم والتكافل والتآزر، فيما بين مكوناته، وكيف باستطاعته، تنظيم الجيش الوطني المُؤسَّس على عقيدة الدفاع عن الوطن، والولاء للشعب، ليدافع عن نفسه بنفسه، حينما يجدّ الجّدّ، من دون إخضاعه لتعذيب التدريب العام، الذي ما كان الهدف من وراءه، سوى تكوين جيشٍ لا يتبع لمؤسسة عسكرية مستقلة، وخاضع لأوامر القائد العام، لإذلال أبنائنا داخل صفوفه ومعسكراته- بعد تخوينهم، وتجريمهم بتهمة انتفاء التحاقهم بنداءاته لهم- التي مارست قمعاً غير قمع الأجهزة البوليسية، ولإنزال الرعب في قلوبهم، وقتل روح المقاومة والإباء فيهم، بعد بعث روح الانهزامية في دواخلهم إزاء جبروته وطغيانه، وللزّج بهم في أتون حروب الاستنزاف، هذا الجيش غير الوطني، المُع...

إرشادات ثورية للمجلس الوطني الانتقالي

بنغازي: 29/3/2011 تأتي هذه المقالة الإرشادية، من باب الحرص على سلامة مولودتنا الثورة، والتذكير بالشيء وتبيانه، ولست أمارس من خلالها دور الوصاية عليكم، من خلال التشكيك في مصداقيتكم، خصوصاً وأنكم قد حزمتم الأمر منذ البداية، وحزتم على الأهلية والشرعية الشعبية في المدن المحرَّرة، والتي تنتظر التخلص من ربقة هذا النظام التسلطي، الذي تسلَّط على رقاب الشعب الليبي، كما أنني لا أبتغي من وراءها اصطياد زلاتكم، ولا عقد المقارنة والمفاضلة بين حجم المسؤولية والشعور بالوطنية والثورية بيننا، إنْ هو إلا واجب وطني، يُحتــّم عليّ صياغة هذه الإرشادات، لتعزيز وتفعيل دوركم من خلال مجلسكم الشرعي المُوقـَر، والمُؤهَل لتمثيل شعبنا في هذه الظروف التاريخية الحرجة والصعبة، من خلال هذه النقاط: أولاً : فيما يتعلق بالقرار الأممي رقم 1973 يجب أنْ ندرك بأنّ هذا القرار اكتسب مشروعيته، من خلال مطالب الشعب الليبي لحمايته من وحشية "القذافي" ومباركته لأيِّ عمل عسكري دوليّ، من شأنه أنْ يردع، ويردّ عنه الهجمة الهمجية للقذافي وميليشياته البربرية، وقد لاقى هذا المطلب الموافقة الأساسية من منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامع...

الدينار السياسي

"مُذ رأيت صورته جالساً، وهو يرتدي الجرد، ويضع كفـَّه على خدِّه، ويضحك أمام مريديه، الذين يتبادل وإياهم دور الاستخفاف، فهو يستخفهم بدجله، وهم يستخفونه طرباً بهتافهم له، أدركت أنه ليس طيباً"، هذه كلمة للحاج "إبراهيم التريّة" رحمه الله، عن رأيه الشخصي في شخص وأخلاق "القذافي"، الغريب أنّ تلك الصورة التي يعنيها، هي عينها، التي صكَّها صاحبها على العملة الليبية النقدية (الدينار) لتؤرخ لحكمه. في العُرف السياسي الإسلامي، ومنذ أنْ استولى الخليفة الأموي الأول "معاوية بن أبي سفيان" رضي الله عنهما، على الحكم، استحوذ على بيت مال المسلمين، بعدما كانت ملكيته تعود لهم، وتـُصرَف فيما يرضي الله، ويعود عليهم بالخير والرفاة، من دون أيِّ وجه تفريق، فمنذ زوال عهد الخلافة الراشدة، صار صكِّ العملات النقدية باسم الحاكم، أمراً متداولاًً وعُرفاً سياسياً شائعاً بين الولاة، إلى وقتنا الراهن- في تقليد واضح لإباطرة الروم ودولتهم- يجاريه في ذلك بناء مسجد للسلطان، وهذا ما قام به حضرة العقيد بخصوص العملة، وما لم يفعله فيما يتصل بأمر المساجد، فالقذافي، ينفي حتى يومنا هذا، تمثيله لأ...