المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2011

الواحد من رهائننا بألف منهم

صورة
عاطف الأطرش الحبيب الأمين محمد سحيم إدريس المسماري بقلم : زياد العيساوي منذ أنْ اشتعلت ثورة 17 فبراير، لمسنا سعي "القذافي" المحموم وحرصه على اعتقال المدنيين في كل مدينة، دخلت إليها كتائبه، ولو لبضعة ساعات، بعدما تـُقهقِرت منها، أمام تصدِّي قِوى الثوّار الضّاربة لها، وبعد أنْ أخرست الطائرات الفرنسية (رافال) فوهات دباباته، وأعمت أنابيب راجماته عنّا، تُرى هل سيأتي يومٌ، يجد فيه الدكتور "علي فهمي خشيم" اشتقاقاً لاسم هذه الطائرة، يكون ذا مدلولٍ وأصلٍ عربيٍّ، غير (رأفة الله)؟ وهي لعمري كذلك، فلولا رأفة الله بنا، لدكَّت مدينتنا، وسويّت مبانيها بالأرض، بعد غزوة بنغازي، التي أعدّ لها "معمر" كثيراً، وحشّد لها كل ما في مكنته، من أسلحة وشراذم، جمّعها من كل حدبٍ وصوبٍ وسوق لنخاسة المرتزقة، غير أنّ الله تعالى، لم يكتب لكتائبه، دخولها، فتحطمت قواته على أسوارها وأشجارها الغربية، بتوفيق من المنّان، وهِمّة أبطالها الميَامين الشجعان. سعي "القذافي" لاختطاف الرهائن، يذكّرني بأسلوب نظام (الملالي) في "إيران" إبان الحرب الأهلية اللبناني...

أنا عبد مأمور

بقلم : زياد العيساوي في البُلدان الديموقراطية، يُشكَّل جهازاً خاصاً لحماية الحُكّام الشرعيين لشعوبهم، وفق نظام التعدُّدية وصناديق الاقتراع بالانتخابات الدورية، حسب كل بلاد، ويتألف هذا الجهاز من عددٍ محدود من الأفراد، قد لا يتجاوز العشرات، لكنه قادر على توفير الحماية له، من كل خطر أو اعتداء- طالما أنّ الحاكم، لا يتجاوز التشريعات المعمول بها- ويبقى هذا الجهاز قائماً بذاته، حتى بعد انتهاء مدة ولاية الحاكم، ليعمل من جديد على حماية من يليه، ويتولى شؤون البلاد من بعده، ويُعامل الفرد في هذا الجهاز الوقائي، بقدر ما يُعامل به، أيَّ موظفٍ آخرٍ في دوائر الدولة والوزارات الأخرى، من حيث الزيادات السنوية، وقانون التأمين والتقاعد والضمان الصّحّي إلى ما إليها من قوانين وتشريعات نافذة، فتصبح ميزانية هذا الجهاز المستقطعة من حجم الموازنة المالية لخزينة الدولة، معروفة ومُقدَّرة سلفاً، ولا مكنة للعبث ولا التلاعب بها، تحت أيِّ مُسمى ومُخوَّلٍ وغطاءٍ. أما في المنظومات الاستبدادية الحاكمة، تذهب مقدرات الشعوب على شؤون الحاكم الأمنية، حيث تُسخّر الجموع، التي قد تعادل ما نسبته 50% من معدل السُّكان أو ما يربو ...

المسيرة المليونية .. ما أشبه الليلة بالبارحة

يقوم الإعلام التابع والخاضع، لِسلطة ما تبقى من نظام أمير الحرب "معمر القذافي" بعد فقدانه لشرعيته، بالتعبئة والشحن، لإخراج إخواننا في المنطقة الغربية، في مسيرة مليونية صوب الشرق، كما يزعم، تحت شعار (كلنا إخوة) ولأداء صلاة الغائب على أرواح من أُستشهدوا في هذه الثورة، بنيران كتائبه الخاصة- والمُتخصِّصة في قمع الليبيين على حدِّ سواء- ولتقريب وجهات النظر والسمع، وما تبقى من الحواس الخمس، بيننا نحن الإخوة، كما يدّعي، بعد أنْ استنجد "معمر" بالقبائل هناك، لإيجاد مخرجٍ له من هذه الجرائم، التي اقترفها عن قصد، ولست أعي ما نوع هذا المخرج لهذه الأزمة، الذي يرومه، فهل لأجل بقائه في السلطة أم لتنحيه عنها؟ لأنّ مسألة بقائه في السلطة، باتت مرفوضة، جُملةً وتفصيلاً.. شرقاً وغرباً.. نساء ورجالاً.. شيباً وشباباً.. وأما عن تنحيه، فله أنْ يرحل، من دون أنْ يستأذننا، إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً، ووجد له منفذاً، ومن دون حتى أنْ يرجع إلى رأينا.. (مربووووحة). إنّ بانطلاء هذه الحيلة، التي يريد "القذافي"، حياكة نسيجها على الشعب الليبي، والتي تكمن في محاولاته الدؤوبة، منذ تسلقه سُدة الحكم...

نصيحتي للثوّار : لا تتجاوزوا رأس لانوف

نصيحتي للثوّار : لا تتجاوزوا رأس لانوف بقلم : زياد العيساوي أما وقد دُحِر "القذافي" من بنغازي، من جرّاء الغارات الجوية المُكثـّفة للطائرات الحربية الفرنسية في جنوب غرب المدينة، على طلائع كتائبه الخاصة، التي كبّدتنا خسائر عامة، بتكبّدها هزيمة نكراء، وأصبحت آلياته أثراً بعد عين، فكفانا الله جرمه- قبل طائرات الفرنجة، فهم ولا ريب من جنوده تعالى، وقد سلّطهم على هذا الباغي الطاغية- وحفظ المدينة وحماها، مما أراد لها هذا المُدمّر، الذي أدخل البلاد في هذه الأزمة المتعدِّدة النتائج، من تعطّيل لأمور الناس، والتسبب بحماقاته السياسية والعسكرية، في إلحاق الضرر بالبُنى التحتية والفوقية، وتعريض المُغرَّر بهم من قواته إلى التهلكة، فأفقد البلاد ترسانة حربية ضخمة، من أموال الشعب، كان الأولى به، توجيهها إلى أعداء البلاد، لا لسفك دماء أبنائها، أو صرفها على مشاريع التنمية، بدلاً من إيثار نفسها بها، علينا. أما وقد حدث ذلك، على قوافل الثوّار الأشاوس، الذين سطروا بدمائهم وأرواحهم ملاحم الإباء، أن يكتفوا في مسيرهم جهة الغرب، باسترجاع المنشآت النفطية، حتى تقوم المدن المحرّرة شرقاً، باستجماع قواها وب...

القذافي ظاهرة صوتية

لمقدرته الفذّة على التحكم في طبقتي الصوت المستعارتين (الجواب والقرار) والتلاعُب بهما،  كان للقذافي أسلوبه الخاص في خطابه الهادئ والناري، إذ لا يمكن أن يكون لإنسان مرونة صوتية، على النحو الذي تظهر به طبقاته، ففي ذروة حماسته أثناء خطاباته- الثمانينية المُتعلقة بالمسألة الفلسطينية والقومية العربية، وكذلك التسعينية، إبان تطوافه بالمدن الليبية، ليظهر للعالم مؤازرة الشعب الليبي له، أيام الحصار الذي تلى إدانته بتفجير الطائرة الأمريكية (بان أم) فوق مقاطعة (لوكربي)- التي كان يحشد لها- بالإكراه- مئات الآلاف من الشعب الليبي من الموظفين والعاملين والعسكر والطلبة والتلاميذ، بنقلهم بحافلات المؤسسات التابعة له إلى  الساحات العامة، كان يرفع من صوته ويصبُّ جام غضبه، بالسُّباب وتلفيق التهم إلى زملائه في نادي الدكتاتورية من العرب، حتى يصل إلى طبقة الزعيق، فيتشنج ويحتدَّ، وسرعان ما يتحوّل إلى صوت (ولية جالطة) ما يجعله يتناول كأس الماء، ليزيل اليبس الذي يتعلق بحنجرته، وفي خطاباته التي تبثُّ في مجالسه الحاكمة، من مثل مؤتمر الشعب العام، التي عادة تأتي إثر صياغة القرارات من قِبل المؤتمرين من الشعب،...

كان سيقتلنا بلا ثورة

على اسمك شعرٌ يكتبُ الشُّعراء .. ويلبسُ وجهُ الضُّوءِ مُنهمِرا يا ليبيا قدرٌ كان الطُّغاة هنا .. لكنّ منك رجالاً غيّروا القدرَ " منصورالرحباني-لبنان " قدرُ الشّعب الليبي، أنْ يعيش في جماعاتٍ قليلة ومُتفرقة،على رقعة جغرافية كبيرة، ويعزلُ بين مشرقِه ومغربه، فاصلٌ طبيعيٌّ، يتمثـّـل في صحراء شاسعة، فيستفرد به هذا المُستبدّ، ويحكَمه بسياسة الفـُرقة والنار والحديد والكلاشنكوف، وهو الأعزل والمُسالِم قبل كل شيءٍ.. قدرُ الشّعب الليبي، أنْ يُقحَم خيرة شبابه، في أتون حروب استنزاف لقدراته البشرية والمالية مع دول الجوار، وتـُدقُّ الأسافين بينه، وبين أشقائه وأصدقائه، كما حدث في "مصر" و"تونس" و"أوغندا" و"تشاد" التي لم يجد لها أي جندي ليبي، سيق إلى حتفه هناك، أيَّ مُبرِّر مُقنِع، فصار الليبيون يُخمّنون بدواعي تلك الحرب، وراح قسمٌ منهم، يُفسّر بأنّ للـ"القذافي" مطامع توسعية ليقيم إمبراطوريته الكبرى، وهناك قسمٌ آخرٌ، ظنّ بأنه يريد الاستيلاء على بحيرة "تشاد"، ووجد في ذلك، عملاً وطنياً، وهو بكل توكيد، عملٌ إجرامي وعدواني بامتياز...

كابوس ليلة 15 فبراير 2011

صحوت يوم الثلاثاء، الموافق لعنوانه، مُنقبـِض القلب، ومُتقطِّع الأنفاس، أبحث عن جرعات الهواء، كعطشان يهيم بالصحراء، يتسرّب موضع بركة السراب من تحت قدميه، كلما وصل إليه، والعرق يتفصّد من جبيني بكميات كبيرة، لكأنني كنت أهرول في (ماراثون) حول محيط الكرة الأرضية، في جوِّ قائظ، لا غـُمامة واحدة في سمائه، أستظلُّ تحت غطائها.. يا الله ما الذي رأيته في الحلم؟ بصقت على يساري ثلاث مرات- حاشا لكم- مُردِّداً بلسان مُتصلِّب: “يا ساتر استر.. الله يلعن الشيطان” بعدد حبّات مطر الغيمة، التي لم تنقشع من أمام غبش ناظري، تعوذت من الشيطان، لأني رأيته في حلمي، ولم أستطع أنْ أبوح بسرّ حلمي لأيٍّ كان، فمثل هذا الحلم، لا تروى أحداثه وأحاديثه لأحد من الناس، إلى انقضائه وزواله، هكذا علّمني أبيّ، ونِئتُ بحِمل الحلم، كحِمل (حَمل) العربية سِفاحاً، وهي في مضارب أهلها.. فيا للعار ويا للهول ويا للمصيبة، ويا له من كابوس. بقيت في البيت يوم ذاك، لم ينقضِ اليوم، حتى ثبت الحلم وتحقـّق، بعد أنْ وصلتني أنباء عن خروج واعتصام أهالي ضحايا (قهرة بوسليم) التي لم يسلم من شرها أحدٌ في بلادنا- بوسقيم- واحتجاز أحد النشطاء منهم.. تفاق...

نداء عاجل إلى المجلس الوطني الانتقالي

نداء عاجل إلى المجلس الوطني الانتقالي انجوه ببدنه .. ليموت بحسرته بقلم : زياد العيساوي صرح "القذافي" في اجتماعه بشباب (الزنتان)- غير المنتمين إلى هذه القبيلة الشريفة، والذين أشكّ بأنه قام بتجميع بعض من زبانيته، وقام بتقديمهم على أساس أنهم من هذه القبيلة- بأنّ بتقويض منظومته الفاسدة، سيكون هناك خطرٌ، يتهدد منطقة حوض البحر المتوسط و(إسرائيل) بالتحديد، وفي هذا التصريح، برهان على أنه شارف على الاندحار والانتحار السياسي، ولقد ترك هذه الورقة كآخر سلاح يلقي به في حلبة الصراع السياسي الداخلي والخارجي، بعد أنْ خسر معركته الدعائية في الداخل، بالسيطرة على شوارع المدن، واستمالة قلوب الناس، فليس من المعقول أنْ يرمي حاكم، أدّعى كثيراً محاربته للكيان الصهيوني، وطالب في مناسبة المولد النبوي الشريف الأخيرة، ببدء الثورة العربية والإسلامية على (إسرائيل) لصرف نظر الشعوب العربية على الثورة عليه، ومن هو مثله، فـ "القذافي" بتصريحه هذا أعلن عن نفسه، وعن شرعيته المفقودة. كنت أقول لكلِّ من هو حولي دوماً، إن في إطالة بقاء حكم هذا المجرم على سوئه، نصرٌ للشعب الليبي بكل تأكيد، لحكمة من الل...

من أنتم؟

الثورة مفهوم جماعي لا فئوي، فمنذ أنْ عرفت أناملي أهمية القلم، ودوره في الكتابة والتنوير، كنت على يقين تام، بأنّ لا خلاص للشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب الليبي الحرّ من نظام (فوضى) القذافي، إلا بالعمل الشعبي الثوري، وما من سبيل آخر غيره للانعتاق والتحرّر، وكم توقعت وتمنيت أنْ تكون بداية شرارة الثورات في العالم العربي في "ليبيا" لا "تونس" لكن لا بأس - (اللي غلبه خوه ما ذل) - لأنّ الشعب الليبي، كان المؤهل أولاً، للمبادرة بهذا الحل الوحيد، ذلك أنّ مثل هذا النظام القمعي، الذي لا مثيل له أصلاً، تسلّط على الليبيين، بطريقة استبدادية ووحشية، لدرجة أنها كانت تدفع في اتجاه التصادم معه في كل مرة، لكنْ التركيبة الأخلاقية والنفسانية المسالمة لليبيين ، هي من أطالت في عمر بقائه، وهي من كانت على الدَّوام، تفرُّ من هذه المواجهة معه، صوناً للأرواح، وأملاً من الله تعالى، في أن يهتدي ويعود هذا المجنون من غيّه إلى رشده. فقد كانت كل دقيقة تمرّ من أعمارنا - ببقاء هذا المجرم - تضيع هباءً وبخسارة كبيرة، على الوطن والشعب، ولم أراهن يوماً على العمل الفئوي أو النخبوي، بقدر ما راهنت على قدرة ا...