الأحد، 12 فبراير 2012

عنوان ما خطّه عطوان .. أسوأ بكثير ممّا خطّط له الساعدي

لن أبدأ مقالتي هذه بخلفية مسبقة وبنية مبيتة ضد الكاتب "عطوان" لكني سأدلف مباشرة إلى ما ورد في مقالته المعنوّنة بـ(ظهور الساعدي.. شؤم لليبيا) المنشورة بتاريخ 10/2/2012 في صحيفته القدس العربي بالشرح والتشريح وسيظل الحكم للقارئ.
يقول الكاتب صاحب المقالة في مستهل حديثه: "الأوضاع في 'ليبيا الجديدة' على درجة من السوء، بحيث انها ليست بحاجة الى ظهور السيد الساعدي القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل، لزيادتها سوءا واضطرابا، فالبلاد تخضع لسيطرة الميليشيات، والمجلس الانتقالي الليبي اضعف من ان يسيطر عليها، ناهيك عن فرض شرعيته وهيمنته على البلاد المترامية الاطراف.. اتصال السيد الساعدي بقناة 'العربية' في دبي دون غيرها من القنوات الاخرى، من مقره الحالي في نيامي عاصمة النيجر، وحديثه عن احتقان شعبي ينتظر ساعة الصفر للانفجار على شكل انتفاضة شعبية، يرش الكثير من الملح على جرح الفوضى الامنية النازف حاليا في ليبيا، وينبئ بالمزيد من المتاعب للحكم الجديد في البلاد".
- التعليق: جاء في كلمته بعدما وضع اسم ليبيا الجديدة بين مزدوجين، كأنه مستهزئ بهذه التسمية لفظاً وواقعاً: "بأن الأوضاع على درجة من السوء"، لكنه لم يبين ما هي درجة هذا السوء، أهي عالية أم خفيضة؟ وكم تساوي بلغة النقاط على المقام عشرة؟.. كما أنه يزعم بوجود احتقان.. في حين أن لا يوجد مراسلون على الأرض الليبية لصحيفته "القدس" وأضعها بين مزدوجين على طريقته، لأن هذا الاسم المقدس والطاهر استغله سيادته كاسم براق ليروج لمطبوعته وليوحي بأنه هو من يحمل هم فلسطين على عاتقه، في حين أن إيران لها فيلق بهذا الاسم، ولم تحرك هذا الفيلق ساكناً باتجاه القدس، لكن باتجاه سوريا، حيث إن الأنباء الواردة من هناك تخبرنا بإرسال نظام الملالي لخمسة عشرة ألف جندياً ينتسبون إلى هذا الفيلق لتقتيل السوريين بدافع الحقد الطائفي، وكذلك صدام كان له جيش بهذا الاسم وبعث به لاحتلال الكويت، أي أن ثلاثتهم (خمينئي وصدام وعطوان)  تاجروا ويتاجرون بثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين، ولا ننسى "القذافي" أيضاً الذي جعل من كلمة القدس كلمة الـسر والشر بينه وبين الضباط والجنود الذين شاركوه الانقلاب.الغريب أن "عطوان" لم يستهجن ظهور الساعدي على قناة إعلامية مشهورة، وهو يعرف بأنها بهذا التصرف تقوم بتهديد أمن الليبيين الذين يحمل همهم بين جناحيه كما يحاول أن يظهر.
يقول أيضاً: "ولكن من المؤكد ايضا ان الليبيين، ونسبة كبيرة منهم، اصيبوا بخيبة امل كبرى من جراء ممارسات الميليشيات الدموية، وفشل المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي، والمجموعة المحيطة به، في تقديم حكم بديل ديمقراطي وشفاف، رغم قرب احتفال انصاره بمرور عام على انطلاق".
-    التعليق: وهنا ينطلق "عطوان" ويعطي من عندياته نسبة الخائبة آمالهم من الليبيين، إذ اعتبرها كبيرة، وبهذا يكون قد أفصح بسبابته وإبهامه عن الإبهام الذي لفّ قيمة الدرجة العالية من السوء التي استهل بها مقالته، وهو لا يدري بأن ما يجعل الليبيون لا يستاؤون من طيش وحمق الميلشيات كما يسمي (الثوار) هو أن النسبة الأهم من الليبيين تدرك بأن الثوار، هم أبناؤهم وقد ربّوهم على محبة ليبيا، وهم ليسوا بعملاء وسرعان ما يتحِدون على الرغم من اختلافاتهم وخلافاتهم ضد أي عدو يريد ببلادهم وثورتهم سوءً، وهذا هو السوء الذي يخشاه الليبيون لا سوءك عالي الدرجات، وهذا ما تؤكد عليه بقلمك في هذه الفقرة: "الامر المؤكد ان الغالبية الساحقة من الليبيين لا تريد عودة نظام العقيد معمر القذافي، بأي صورة من الصور، بسبب فساده وتخلّفه وديكتاتوريته".
ثم يجيء سيادته على فكرة النسبة الكبيرة من الليبيين عطفاً على اعترافه السابق، لكنه يجعلها أكبر من نسبة المستائين والخائبة آمالهم، فصارت كبرى جداً في هذه المرة، لكأنه يريد أن ينسخ اعترافه ويرقعه حينما يمضي قائلاً: "ولكن من المؤكد ايضا ان الليبيين، ونسبة كبيرة منهم، اصيبوا بخيبة امل كبرى من جراء ممارسات الميليشيات الدموية، وفشل المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي، والمجموعة المحيطة به، في تقديم حكم بديل ديمقراطي وشفاف، رغم قرب احتفال انصاره بمرور عام على انطلاق الثورة في مدينة بنغازي.
-    التعليق حضرته لم يعِ بعد ما يجري في ليبيا ويبدو ليّ بأنه لم يطلع على ما جاء في الإعلان الدستوري، حيث ليس من صلاحيات "عبد الجليل"- غريمه الذي يريد أن يقاضية- أية صلاحية في رسم خارطة الطريق السياسية خارج ما تمّ الاتفاق عليه في ورقة الإعلان الدستوري، كما أنني استغرب من قلمه أن يعتبر الذكرى الأولى للثورة، فترة يمكن الحكم من خلالها على أداء الانتقالي، وما يدل على أنه درس في القسم الأدبي لا العلمي، أنه خلط بين ذكرى انطلاق الثورة ونهايتها، إذ أن الثورة استمرت مدة ثمانية أشهر تقريباً ما يعني أن العملية السياسية في ليبيا (الانتقالية) بدأت منذ أربعة أشهر فقط، وهذا ما يجعلني أتجاهل نسبته الكبيرة والكبرى والدرجة العالية التي بدأ بها مقالته.
ثم حاول "عطوان" أن يستشهد بنسبته على الاحتقان، فهذا هو ديدن الكاتب الصحفي الموضوعي، بواقعة الاعتداء على مبنى الانتقالي في بنغازي وعلى "غوقة"، لما ذكر: "المتظاهرون الذين هاجموا مقر المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي مصدر شرارة الثورة، وحطموه، وكادوا ان يفتكوا برئيسه لولا هروبه من الباب الخلفي، وقبل ذلك المجموعة الطلابية التي هاجمت نائبه عبد الحفيظ غوقة في جامعة بنغازي، واعتدت عليه بالضرب ودفعته لاعلان استقالته على الهواء مباشرة، في حديث لقناة الجزيرة الفضائية، هذه الاحتجاجات تؤكد الوضع المزري في ليبيا، وهو وضع يحاول انجال الرئيس الراحل استغلاله حاليا لتجميع انصارهم في هجوم مضاد".
-    من هرب من الثوّار هو أنجال القذافي، أما عبد الجليل فقد جلس معهم وفاوضهم ولم يفر كما تتخرص ويا ليتك تخرس عن الأفك، ولك في استقالة "غوقة" على الهواء مباشرة برهان ساطع على أن البلاد لا خوف عليها، وأن المستقيل امتثل إلى إرادة الشعب.
-    ثم يحاول الكاتب أن يعترف غصباً عنه بمدى الجرم الذي ارتكبه القذافي والفساد الذي طال ليبيا على أيدي أبنائه، التي بُتر منها أصبع أو أصبعان وفرت الأصابع الأخرى إلى النيجر والجزائر، لكنه لا يبرّر مُضي حكام ليبيا الجدد على المنوال نفسه في هذه الفقرة: " لا احد يجادل بأن النظام الليبي السابق كان غارقا في الفساد والافساد، ولعب انجال العقيد معمر القذافي الدور الأبرز في هذا الاطار، حيث استولوا على كل المعاملات والوكالات التجارية تقريبا، وانفقوا الملايين ببذخ على متعهم الشخصية، والمجموعة المحيطة بهم، ولكن ما هو مستغرب، بل مستهجن، ان يواصل من امسكوا بزمام الحكم بعدهم المسيرة نفسها، وان ينهبوا، او بعضهم، ثروات البلاد في وضح النهار.
السيد حسن زقلام وزير المالية الليبي في حكومة الدكتور عبد الرحيم الكيب كان شجاعا في تعليق الجرس، ودق ناقوس الخطر، عندما اكد في مقابلة مع تلفزيون 'ليبيا الحرة' الرسمي، بأنه لن يرضى ان يكون 'طرطورا' في وزارته وهو يرى مليارات بلاده تهرّب الى الخارج. وقال حرفيا 'لا يشرفني العمل في هذا المكان لانه خيانة لليبيا، وانا نادم على مطالبتي بالتسريع بالافراج عن ارصدة ليبيا في الخارج (200 مليار دولار)، لان الجزء السائل الذي وصل منها جرى تهريبه الى الخارج، واصبحت ليبيا محطة عبور فقط لهذه الاموال.. منظمة هيومان رايتس ووتش اوقفت عملياتها في مدينة مصراتة بسبب عمليات القتل والتعذيب المرعبة التي تمارسها الميليشيات ضد خصومها، اما منظمة العفو الدولية فتحدثت عن اكثر من ثمانية آلاف معتقل في طرابلس وحدها، في سجون مؤقتة تحت اشراف الميليشيات، (هناك من يقول ان هناك 142 لجنة عسكرية متنافسة في العاصمة وحدها) وان هؤلاء يتعرضون لمختلف انواع التعذيب والقتل، كما تحدثت منظمات حقوقية وانسانية اخرى عن مقتل العشرات، وربما المئات من ابناء تاورغاء بسبب بشرتهم السوداء واتهامهم بالولاء للنظام السابق".
-    فقد ذكر المبلغ المجمد من رزق الشعب الليبي الثائر في الخارج، وكذلك عدد اللجان العسكرية المتنافسة في وعلى طرابلس، على لسان وزير المالية السيد "زقلام" ومنظمة (هيومن رايتس ووتش)، وفي حقيقة الأمر حبذت أن يكون الكلام المنسوب إلى السيد "زقلام" أكثر وضوحاً، فهو لم يبين تماماً كيف تتم عملية تهريب الأموال ولا إلى أين، وإلا صار طرطوراً بالفعل، أما عن تقرير المنظمة المذكورة، فنحن الليبيين وبنسبة كبيرة منا، بل كبرى نستهجن هذا العمل، وندعو الثوّار إلى ضبط وربط النفس وانتفاء العودة إلى هذه الأفعال المشينة التي نعتبرها طيشاً وحميّة ثورية يجب أن يوضع لها حداً، كي لا يأتي من يزايد علينا بمسألة الحرص على مصلحة شعبنا وثورتنا، مثلما تطوع "عطوان" وأراد أن يذكرنا لعلنا نسينا بأن بني وليد وسرت هما مدينتان ليبيتان ويستنكر ما فعله بهما الثوار في الأيام الأخيرة للثورة، لما تباكى عليهما بقطرات من حبره: "لا ننسى، بل لا يجب ان ننسى ما تعرضت له مدينتا بني وليد وسرت من قصف سجادي فوق رؤوس اهلها، من قبل حلف الناتو وصواريخ وقذائف طائراته، او قذائف مدفعية كتائب المجلس الانتقالي التي كانت تحاصرها، فهؤلاء ليبيون ايضا علاوة على كونهم عربا ومسلمين، والشعب الليبي ثار احتجاجا على انتهاك حقوق الانسان والتمييز بين ابناء الشعب الواحد، وغياب الحريات ومؤسسات الدولة العصرية والقضاء المستقل، وها هم الحكام الجدد يرتكبون جرائم مماثلة، ان لم تكن اخطر من جرائم النظام السابق".
-    هنا سقط بين يديه، إذ حاول أن يصوّر مجريات الحرب وما تستلزمه المعارك التي دارت هناك على أنه انتقام، لا كونه من مقتضيات السيطرة وبسط النفوذ، خصوصاً بعد ما أُشيع عن اختباء القذافي وأبنيه في هاتين المدينتين العزيزتين- وهذا ما تأكد له ولنا- على النسبة الكبيرة بل الكبرى من قلوب الليبيين، وفي واقع الأمر، إن الثوار الميامين في الميادين، لم يستهدفوا المدينتين كنفوس بل الذين يحتمي بهم القذافي، الذي فقد شرعيته وأُعِد مجرماً منشقاً عن السيادة والشرعية الليبية والدولية، حتى أن محكمة الجنايات الدولية وعلماء الأمة جرّموه.
يدخل "عبد الباري عطوان" بعد كل ذلك إلى صندوق الغموض والتناقضات، وهذا ما يستشفه أي قارئ وقتما يطلع على هذا الكلام الفارغ في صندوق الغموض والغلوشة: "ربما يكون كلام السيد الساعدي وتهديداته بتفجير انتفاضة ينطوي على الكثير من المبالغات في نظر البعض، ولكن هذا لا يعني عدم التوقف عندها باهتمام. فنظام العقيد القذافي سقط، وانصاره استسلموا لأنهم كانوا يواجهون القوة العسكرية الاعظم في التاريخ، اي حلف الناتو، وبالتالي كانت معركتهم خاسرة رغم محاولاتهم اليائسة للصمود، ولكن الآن، وبعد ان انتهت مهمة الحلف في ليبيا فإن الصورة قد تكون مختلفة تماما".
-    فهو يقلل من شأن تصريح الساعدي في نظر البعض، ولم يبين هل أن هذا البعض هو بعضنا أم بعضه هو؟، فأما بعضنا الأكبر، فهو يعرف بأن ما جاء في كلمة "الساعدي" الذي لم يساعد حتى نفسه محض أمانٍ لن تتحقق، فهذا الفاشل لا قيمة ولا أنصار له في ليبيا، وأن ما قام به لا يندرج إلا تحت مسمى الحماقة والغباء، ببرهان أن النيجر التي تأويه، قيّدت حركته وزادت من جبر إقامته من حجز في بيت إلى غرفة ومنعت عنه وسائل الاتصال كطفل قاصر في قصر.. ويظهر ليّ بأن "عطوان" يأمل أو يرجّح- لست أعرف ضبطاً- بأن يعود أزلام وعظام النظام المنهار إلى القتال بعد أن حيّدت طائرات الناتو، وهو الذي أقرّ بهزيمتهم.. ثق يا سيادة رئيس التحرير بأنهم أجبن مما تتصوّر ولو رأيت إصرار وتحدي الثوّار- غداة التصريح المشؤم كما وصفته- ووجوبهم بمراكبهم في بنغازي شرارة الثورة والمدن الأخرى، لمسحت ما طبعته في صحيفتك قبل أن تنشره، ولأدركت بأن من يريد أن يبعثهم الساعدي من قبور جبنهم لن يجرأوا أبداً عن ارتكاب أية حماقة يعرفون عواقبها، بل إنهم صاروا يلعنونه إلى يوم الدين والعرض على الله، بمن فيهم من اعتبرتهم أنصار القذافي، الذين سوّغت لأسباب انتفاضتهم المزعومة بهذه الخلفيات والأماميات: "لا يمكن ان نصدق ان النظام الليبي السابق الذي حكم البلاد لأكثر من اربعين عاما ليس له انصار، او قبائل ما زالت تشعر بالغبن والضغينة والرغبة بالثأر له ولنفسها، بسبب ما لحق بها من خسائر مادية وبشرية واهانات قبلية، وما الانتفاضة الاخيرة في بني وليد الا احد الارهاصات في هذا الصدد".
-    ولست أدري لماذا تصرّ أنت وغيرك من رؤساء وملوك التحرير على أن تحصروا الشعب الليبي في زاوية القبلية، وأنت تعلم بأن هذه الثورة جاءت ضد حكم القذافي وأعوانه ككل، وليس ضد قبيلة بعينها، وتمنيت أن تعلم بأن ما جرى مؤخراً في بني وليد، لم يكُ حركة مضادة لثورة الليبيين ككل، بل نزاع داخلي وتمت معالجته، لكن ماذا أفعل لك وأنت تصرّ كديدنك على الدوام على أن ما أشعل فتيل ثورة 17 فبراير هو عامل النزاع القبلي، وهذا دليل على فهمك هذا، وبمكنة أي مهتم منصف أن يلمحه من خلال سطورك هذه التي بدأتها بالخطأ الأكبر: "الخطأ الاكبر الذي ارتكبه حكام ليبيا الجدد هو عجزهم عن تحقيق المصالحة الوطنية، والوقوع في المصيدة نفسها التي وقع فيها النظام السابق، اي الاعتماد على القبائل الشرقية التي اهملها العقيد القذافي، واشهار سيف العداء في وجه قبائل كانت محسوبة على النظام السابق مثل الورفلّة (اكبر قبائل ليبيا) والمقارحة والقذاذفة".
-    والخطأ الأخطر الذي ارتكبته في مقالتك هذه، هو وضعك لاحتمال لا تنبؤ  بوقوع حرب أهلية في ليبيا ووقوف القبائل التي سميتها في الخندق الأمامي ضد العهد الجديد، ولكأنك لا تعلم بأن هذه القبائل مسّها الضرّر هي الأخرى بقدر ما مسّ قبائل الشرق وأن المنتفعين هم بعض أبنائها ممن والوا القذافي إلى يوم تحرير ليبيا منه، وليس لك الحق في أن تجادلني وتطلب مني أن أكتب لك نسبة من يعادونه من هذه القبائل، لكنها على درجة عالية بكل توكيد، وسيعذرني القارئ على ذلك، لأنه يعرف بأنني لن أقول لك ليبياً ولكني قبل انتمائي إلى بلدي، فأنا أقيم بها وأعرف ذاك تمام المعرفة.
إذاً ليس بغريب على السيد "عطوان" أن كتب هذا الكلام بهذه العبارات المترنحة في الفقرة التي قدّمت لها بالرد السابق: "وفي حال انفجار الحرب الأهلية سيكون هؤلاء- يقصد قبائل الورفلة والمقارحة والقذاذفة- في الخندق المقابل للعهد الجديد الهش حتما.. ابناء العقيد القذافي، او من تبقى منهم احياء (الساعدي في النيجر، ومحمد وهنيبعل وعائشة في الجزائر، وسيف الاسلام المعتقل لدى كتائب الزنتان) يحلمون بالعودة الى الحكم قطعا، وهي احلام شبه مستحيلة، ولكنهم بعودتهم الخجولة هذه قد ينجحون في تعكير الماء الليبي العكر اصلا، ومحاولة خلق اضطرابات، اقلها التمرد المسلح، وهم يملكون ثلاثة امور مهمة في هذا الاطار، الاول: المال والذهب، والثاني: الخبرات العسكرية، والثالث دول جوار معادية للنظام الجديد في ليبيا مثل الجزائر والنيجر وتشاد ومالي".
-    وقبل أن أسهب في تعليقي، أحب أن ألفت انتباه "عطوان" إلى أن من وضعتهم من أبناء القبائل التي ستقف في الصف المضاد لحكام ليبيا الجدد وبرّرت لذلك بما تعرضوا له من تنكيل، هم يعيشون الآن في بنغازي ومدن الشرق كلها وكذلك الغرب، ريثما تعود مدنهم إلى حالتها الأولى بعد ما تعرضت له من دمار جرّاء الحرب التي دفعنا إليها القذافي وقادها أبناؤه.. وددت في ختام هذه الفقرة أن أسألك عن ماهية كلمة (الخجولة) التي نعت بها (عودة) أبناء وبنت القذافي، وأنت بنفسك قد اعتبرتها ضرباً من ضروب الاستحالة.
-    فشل حكام ليبيا الجدد، في إنجاح المصالحة الوطنية اعتبرته سوء في أدائهم، لكنك لم تشِر من قريب ولا قصي إلى مسبباته، لكنك بقلمك في النهاية أقررت ومن حيث لا تنتوي بوجود عراقيل كثيرة تقف حائلاً في هذه الاتجاه، لما جئت على ذكر "عبد الله السنوسي" وما نهبه من أموال الشعب الليبي، لكنك لم تصفه بالسارق، والدول التي تحدّ ليبيا من الجنوب والغرب (تشاد والنيجر والجزائر) وكلها دول دكتاتورية، لا يسرها وجود حالة ديموقراطية على حدودها.
أنهيت مقالتك بهذا الختام: " نخشى على ليبيا من مستقبل محفوف بالفوضى وربما الحرب الاهلية، فالامريكان الذين اثبتوا دائما انهم خبراء في الهدم وليس البناء، نجحوا في اسقاط النظام الليبي، مثلما نجحوا قبل ذلك في اسقاط صدام حسين، ولكنهم فشلوا في الحالين في وضع خريطة طريق آمنة لمرحلة ما بعد السقوط.
اعترفوا بهذا الخطأ في العراق، واعتقدنا ان هذا الاعتراف سيؤدي الى عدم تكراره في ليبيا، ولكن كم كان اعتقادنا خاطئا".
وليّ في ذلك نظر في سطر أو بضعة سطور: اخشى الله قبل أن تخشى على ليبيا، واعلم يا هذا بأنّ من نجح في إسقاط القذافي هم الليبيون، وإن كان من شريك دولي في هذا الإسقاط، فهم العرب أولاً ممثلين في جامعتهم ثم الأوربيون، أما الأمريكان فدورهم كان محدوداً وعلى استحياء، وإذا استمررت واستمرأت على هذا المنوال فسيكون اعتقادك وجزمك على الدوام خاطئاً في ليبيا.
وبالمناسبة أريد أن أسألك في تتمة تعليقي على حديثك: هل تم سداد الدين الذي لديك على سيف أبيه القذافي وشركته ليبيا الغد من مبيعات صحيفة القدس؟.. قف عن العك يا عكوان.
رابط المقالة في القدس العربي: http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2012\02\02-10\10z999.htm
ــــــــــــــــــــــــ
زياد العيساوي
بنغازي: 11/2/2012
للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com
صفحة الكاتب على الفيسبوك: http://www.facebook.com/profile.php?id=100002322399992

1 تعليقات:

في 12 فبراير 2012 في 8:47 م , Anonymous غير معرف يقول...

المال أّذهب عقله وأخرس لسانه عن قول الحق..

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية