الفتنة أشد من القتل
اليوم 'باسط' غاضب جداً ، بسبب ما لاكه ويلوكه الروافض وأخرهم 'ياسر الحبيب**' بحقّ السيدة 'عائشة' رضي الله عنها، وعن أبيها الصدّيق، المُبرَأة من فوق سبع سماوات طِباق، بقرآن- في سورة النور- يُتلى ويتعبد به أبناؤها المؤمنون إلى يوم الدين.
وجدته يشاهد قناة (صفا) أو هي (وصال) اللتين استطاع من خلالهما، أنْ يلمَّ بأصول وفروع المذهب الصفويّ، فما يُميزُ هذا الشاب، هو قدرته المدهشة، على حسن القراءة و الالتقاط والاستنباط والإحاطة بالأمور من جوانبها كلها، في ظرف قصير، يشي بألمعية وذكاء منقطعي الشبيه، على الرغم من كونه، لا يحوز في ملفه الإداري، الذي يبحث به عن عمل، من شهادات، سوى شهادة النقل، من الصف الأول إلى الثاني الإعدادي، وهذه الخاصية يهبُها المعطي لمن يشاء من عباده.. أذكر منذ عامين في إحدى الندوات التي تـُقام في محله- الذي يتحول بقدرة قادر، أحياناً وفجأة، من مقهى إلى منتدى عام، يتطرق إلى الشؤون الرياضية والفكرية والجدلية والفنية والمتصلة بالشأن المحلي، محاولاً إيجاد حتى الحلول الناجعة للمشكلات الاجتماعية والمعيشية المستعصية على الشعب الليبي بخاصة، والعربي بعامة، وأخر هذه المعضلات، التي خيض في شأنها كثيراً وطويلاً، ما تناهى إلى مسامعه، وما يُشاع مؤخراً عن زيادة الأسعار بخصوص خبر الخبز- أذكر أنه يومها، قد أحجم عن المشاركة في النقاش، الذي دار بيني وبين أحدهم، في مسألة ضرورة التفطن إلى الخطر الصفويّ المُحدِق بنا، الذي باتت أذرعه تستطيل وتمتدّ، برعاية دولة 'إيران'- أنه اكتفى بسياق تعليقه هذا: 'يا جماعة الخير.. راهو المذهب الشيعي له تاريخه.. وكلنا مسلمون وانحبو بعضنا.. ولا تنساقوا وراء دُعاة الفتنة'.. وما قال ذلك، إلا لأنه لم يكُن قد أطلع وأُحيط علما،ً بهذه العقيدة المنحرفة والضالة، التي تتبطن بشهادة 'لا إله إلا الله محمد رسول الله' لكنه من النوع، الذي يعدل عن خطئه، ولا يتعنت ولا يكابر، إذا ظهرت له الحجّج والأسانيد، وحتى ذلك، تجده يكتفي بالصمت، لأنه لا يحب أنْ يهرف بما لا يعرف، وهذه خصلة حميدة يعمل بها.. ومن خلال هاتين القناتين الفضائيتين، استشعر 'باسط' بحجم ومدى خطورة هذا المعتقد، وصار نهماً للاستزادة والاقتراب أكثر من جُبّ الأفعى، ليدرك حيلها ومكرها وخبثها، ليُحذر- من ثم- روّاد المقهى، من هذا الفكر الدخيل الباطني، فاهتمامه في هذه الفترة، صار منصبّاً ومنكباً على هذا الموضوع، وغير مكترث بشيءٍ عداه، بعدما أصيب بالذهول، نتيجة لما توصّل إليه من معلومات وحقائق، يغفل عنها الكثيرون، وتهدّد عقيدتنا وتبتغي نسفها.
ما لم يكّن يعيه 'باسط' أنذاك، هو أنّ أصل الخلاف، الذي بات يعرف بالاختلاف بين المذهبين الشيعي السني، في بدئه، كان خلافاً سياسياً فقط، بعد الفتنة الكبرى، التي تلت مقتل واستشهاد الخليفة الثالث 'عثمان بن عفان' رضي الله عنه، التي أوقد نارها اليهودي 'عبد الله بن سبأ' الذي هيج الرعاع في الأمصار المسلمة، بحجة ظلم الخليفة الواقع على آل البيت، حتى وفدوا إلى مدينة الرسول في موسم الحج، وطلبوا إليه أنْ يتنازل من طوعه عن الحكم، بعد بيعة المسلمين له، غير أنّ هذا الاختلاف، قد أخذ منحى آخراً، وتشكّل بلون مقيت، وصار الخلاف بين الفرقتين، خلافاً في الأصول قبل الفروع، بعد مجيء التركي 'إسماعيل الصفوي' -(907 – 930) هـ - وإنشائه لدولة الصفويين، التي تبناها الفرس في بلاد فارس، التي كانت أساساً على المذهب السنّي، وهي دولة (شعوبية***)- استهدفت ولما تزل النيل من العرب- امتهنت تقتيل أهل السنة في 'إيران' وإجبارهم بحدِّ السيف، على هذا التشيّع الصفوي، الذي استوجب لعن الصحابة الكرام في الشوارع والطرقات والأسواق وعلى المنابر، إلى حدّ أنه، أباد في بضع سنين، أكثر من مليوني سُنّيّ، وبعد أنْ دانت له بلاد فارس، وتوطدت أركان حكمه هناك، انتقل سريعاً إلى 'بغداد' وفعل فيها وبأهلها الأفاعيل، حيث إنّه أمر شيعته، ومن تشيّع معه من أهل 'إيران' بهدم مسجد 'أبي حنيفة النعمان' في مدينة 'الأعظمية'- التي ما تزال إلى يومنا هذا سنية، رغم كيد الكائدين، أحفاد هذا الشاه الصفوي- ونبش قبره، وقتل كل من ينتسب لذرية 'خالد بن الوليد' رضي الله عنه، لمجرد أنهم من نسبه، ولأنه من ردّ الردّة على أعقابها، في عهد الخليفة الأول 'أبي بكر الصديق'.
1 - الولاية للإمام 'علي' كرم الله وجهه، ومن بعده أبنيه، 'الحسن' و'الحسين' وأبناء الثاني من زوجته الفارسية، وذلك بالطعن في أهلية ودين الشيخين 'أبي بكر الصديق' و'الفاروق' رضوان الله عليهما، وعلى سائر الصحابة، الذين هم خير أصحاب لخير نبي.
2 – مظلومية السيدة 'فاطمة الزهراء' المفتعلة، والتي ليس ثمة دليل واحد على صحتها، التي يقول بها سدنة ومراجع الصفويين، بخصوص كسر ضلعها، وإسقاط جنينها، بأمر من الخليفة الثاني، والتي نستطيع أنْ ندحضها، لو أننا أمعنا التفكير قليلاً، فقد جاء في أمهات كتبهم كـ 'الكافي' الكافي للشيعة، كما يزعمون بالقول عن المهدي، أنّ اسم الجنين هو 'محسن' فكيف عرفوا باسمه، طالما أنها سلام الله عليها، أُجهِضت به، أم أنهم اشتقوه من الجذر(حسن) الذي منه أُشتقّ اسمي ابنيها 'الحسن والحسين' هذا ناهيك عن أنّ حكاية فتحها للباب، الذي عُصرت وراءه، مُنافٍ لعادة العرب أنذاك، فهم لا يسمحون لزوجاتهم ولا لأخواتهم ولا لبناتهم ولا لأمهاتهم بفتح الباب، في وجود الرجال، وهذه الرواية، تثبت أنّ مصدرها فارسيّ، لأنّ ذلك شائع بينهم، وليس فيه أي وجه للغرابة.
3 – القول بتحريف كتاب الله، الذي سوف لن يُظهره إلا صاحب الزمان 'المهدي' المنتظر.
الغريب، هو أنْ تعلو بعض الأصوات الخجولة من المثقفين، وممّن يدّعون بأنهم يمثلون أهل السنة والجماعة، في هذا الوقت بالتحديد، وبعد أنْ تبيّنت لها حقيقة هذا المذهب، بل هذا الدين الجديد، وتطالب بالنأي عن إذكاء نار الفتنة بين المسلمين، وتحاول توجيه عناية المسلمين إلى الخطر الصهيوني، معتبرة أنّ من يذود عن دينه، ويذبُّ عن عرض الرسول صلى الله عليه وسلّم وصحابته، كمن يصبُّ الزيت على هذه النار، التي يحاول إشعالها المجوس من جديد، بعد أنْ أطفأها 'عمر بن الخطاب' الذي دكّ دولتهم على أيدي 'سعد بن أبي الوقاص' و'خالد بن الوليد' و'القعقاع والعاصم التميميين' في حين أنني أرى، أنّ العرب صاروا بين مطرقة وسندان الخطرين الصهيوني والصفيوني، على حدٍّ سواء، فإذا كان في هذا الدفاع عن رموز الإسلام، إشعالٌ للفتنة، فإنّ الفتنة عن الدين- فتنة الشبهات لا الشهوات- أشد من القتل.
جلست اليوم، عند عتبة المقهى، ولم أتجرأ على الجلوس على كرسي الشرف، الذي هو بجانبه، وهو عبارة عن كرسي بلاستيكي، إحدى قوائمه الأربعة مكسورة، ومع ذلك فهو يستهوي الكثيرون، من مثل 'عادل غربال' الذي بمجرد أنْ يراني قادماً، يترك الكرسي ليّ وغيره كـ 'خريستو' و'رفيق خطاوي' وأخي 'أسامة' الذين لايتركون هذا الكرسي أبداً، حتى ينصرفوا.. حضّر ليّ قهوتي مع أنه متضايق، غير أنّ أصالته دوماً، تجعله يقوم بالواجب، ولو على مضض منه، وفتح ليّ ومعي موضوعاً، عزز من يقيني، بأنه متبرم من وجودي:
- ما صار شي.
- يا راجل عدي اقرا خيرلك.. بيش تصقل موهبتك في الكتابة.. وتقعدلك منزلة اجتماعية وعلمية.. تستطيع في يوم من خلالها.. أن تنشئ صحيفة حرة وخاصة.
- تي اين صحيفة حرة يا ابسوطة .. 'راك في ليبيا.. في ليبيا.. في ليبيااااااااااا****'.
- لنقنا في ليبيا.. وشد ما جاك.
قصد من ذلك، صديقه الذي رآه مُقبـِلاً نحو المقهى، من خلال إحدى واجهاته، فسألته:
- من هضا يا ابسوطة؟.
- اهني.
- من اهني؟.
- هذياهي اللي يشتغل مع هذكياهي.
- من هذكياهي؟.
- هذكياهي.. اللي يشتغل عنده هذياهي.
- تي من يا راجل هبلتني؟.
- 'جلال ابعي'.. اللي كل يوم ايجي ايفرّح فيا بأخبار.. ويقولي يبي ايصير وايصير وما رينا شي.. تعرف يا زياد.. من الأسباب اللي خلتني نمشي لمصر وانطول غادي.. هو أني هاج من هذياهي.. أنا مش عارف ليش ديما ايوزع في الابتسامات ومُقبـِل ع الحياة بس ؟.. لنقنه حصلة.
دخل 'جلال ابعي' الذي بدا ليّ، أنه لم يرَ 'باسطاً' من قبل سفره إلى 'مصر' وأول ما نطق به من وراء الباب: 'ابعيييييييي.. يا ابسوطة.. شنو جوك؟.. وعاش من شافك.. تي وين يا خويا.. كنك طوّلت غادي؟.. واللهي شكيت في الموضوع.. قلت زعمك باسط ايوج علينا.. وداير روحه ماشي ايعالج في شيابه.. وهو واخذهم معاه.. بيش ايدوروله انثاية من مصر؟' ثم جلس على كرسي الشرف.. ليبادره 'باسط' بهذه القذائف الكلامية، بعد أنْ جهّز له عصير الفروبيه، لأنّ 'ابعي' من النوع، الذي لا يشرب إلا المشروبات المفيدة، فصار يتكلم وهو يضيف ملاعق السكر إلى العصير:
هي الأوله يا ابعي.. راهو أنا عندي أناثي ليبيا.. خير من أناثي العرب كلهن.. فهمت؟ وهي الثانية.. عندي أمنا عيشة بأناثي الدنيا كلهن.. وهي الثالثة.. فكنا من الأخبار السارة امتاعك.. راهو أنا عندي معيار واحد دايرة لصلاح البلاد.. هو لما انشوف دراجيح في اجنينات بنغازي.. بس ابشرط.. انهن ما ايكوننش زي دراجيح زمان امتاع (شيّع.. وطي).. لاجن كلمة (شيّع) اتخطر عليا في التشيّع.. وبعدين راني كنت في مصر.. وشفت فيها طرحات دراجيح (غشّة) وقوية بكل.. مع انهم ديما لما يبوا ايقيمونا.. ايديرو في مصر مقياس لنا.. وهي الرابعة يا زياد.. زي ما قلت لنقنا في ليبياااااااا.. وشد ما جاك.. اهو جماعة الزواق الخضر.. جايين شورنا.. وضع الغطاء على علبة السكر و(سكّر) المحل و(حل).. بعد أنْ أفرغ كل محتواها في عصير 'ابعي' من دون أنْ يحسّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذه المادة كتبتها، منذ أكثر من سنة، وقد وجدت السانحة لأنشرها الآن، بعد المستجدات الأخيرة، وللعلم، فإنّ جماعة الأخوان المسلمين في مصر، قد استنكرت مشكورة، ما قام به المشبوه 'ياسر الحبيب' بتاريخ متأخر نوعاً ما، وكذلك حركة 'حماس' قامت بذلك، لكنها لم تشر لا من قريب ولا من بعيد، في نص هذا البيان الموجود على هذا الرابط : http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=402457
إلى المراجع- ككتاب القـُمي مثلاً- التي استقى منها المدعو 'ياسر الحبيب' هذه الفرية، التي تقوم دولة الملالي بإعادة طبعها، وتنشئة الشيعة منذ رطوبة ألسنتهم، على القذف بها، ومع كل ذلك، فإنّ ما يُعاب عليها، هو ارتباطها بدولة الملالي في إيران، وارتماؤها في حضنها غير الحنون- لتخاذل العرب- بحجة رفع لواء المقاومة، لكن ما يجب أنْ تراعيه هي وفصائل المقاومة كلها، أنّ من يطعن في عرض الرسول الأعظم وبصحبه، لن يأتي منه النصر أبداً، فبقدر ما كان 'ياسر الحبيب' فاسقاً، بقدر ما كان معنا صادقاً، والصدق هنا يأخذ منحى الصراحة، حيث إنه لم ينتهج معنا أسلوب التقية، مثل 'خامنئي' وغيره من 'علماء الشيعة' الذين لا أرى أية علاقة لهم بالعلم، بل الدجل، وأعتقد بأنّ ما جعل الشيعة يصدرون بيانات يفسقون فيها هذا المجرم، ليس إلا بسبب فضحه لهم ولمعتقدهم.
(**): بعد احتفاليته بذكرى وفاة أم المؤمنين، التي اعتبرها عيداً يحتفى به، انبرى علماء السنة وعامتهم، إلى النيل منه، والدعاء عليه، وأظن بأنّ ذلك لن يعود عليه بالوبال، لشيء واحد فقط، هو أنهم سبّوه، ودعوا عليه باسم غير اسمه الأصلي، بل بما نبزوه به من ألقاب، من مثل 'ياسر أو خاسر الخبيث'.. فادعوا عليه باسمه الحقيقي.. وهذا ما حمد به الرسول، الله، حينما كانت تسبُّه امرأة أبي لهب بغير اسمه الأصلي، بل بما نعتته به 'مذمماَ' فقد عصمه الله من أذائها.
(***): بغض العرب وتفضيل الأعاجم عليهم.
(****): عبارة للفنان 'ميلود العمروني' في إحدى عروضه المسرحية.
تعليقات
إرسال تعليق