المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2025

نتائج حرب غزة

(مظاهر الفرح) إنّ احتفال الفلسطينيين في قطاع غزة بوقف إطلاق النار، لا تفسير له بتصوري، سوى أنهم قد تأذوا من هذه الحرب، وما يؤكد هذه الفرضية- ولا ازعم بالحقيقة- هو أن هذا الاحتفال لم يسرِ على اليهود. (ارتداد عكسي النتائج) بظني، لم يستفِد الشعب الفلسطيني من عملية طوفان الأقصى في شيء، بل كانت الاستفادة لصالح الشعبين في سوريا ولبنان ومن دون حُسبان، فمن تداعيات هذه الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، هو سقوط النظام المستبد في دمشق، وفقدان حزب الله في لبنان لقوته، واضمحلال النفوذ الإيراني في المنطقة، وهذه الاستفادة ستعم من ثم على الشرق الأوسط بأسره. وهي نتائج عظيمة، لم يكُ في الوسع تحقيقها ولا حتى تخيلها قبل ذلك. وقد تكون المصلحة الفلسطينية الوحيدة المترتبة على هذه الحرب للجانب المضاد لحركة حماس ومن لفّ لفّها، إذ أن هذه الحرب قد أضعفت- ولا شك- الحركة عسكرياً وسياسياً، وربما حتى اجتماعياً. (أسباب الحرب) لهذه الحرب أسباب مُعلنة، وأخرى يُبرَّرها مؤيدو حركة حماس. فور انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتور من العام المنفرط، أعلنت حركة حماس جهاراً نهاراً، بأنها اضطرت إلى القيام بهذه العمل...

النقطة الحرجة

في علم التفاضُل، وهوَّ أحد أقسام علم الرياضيات، ثمة بابٌ يُعنى بالمنحنيات، حيثُ يقسّمها المختصون وذوو الشأن بهذا المجال العلمي إلى نوعين، هما المُنحنىٰ المُقعَر إلى أعلىٰ والمُنحنىٰ المقعر إلى أسفل، والأول منهما، هو كل مُنحنىٰ يكون فيه اتجاه الحركة إلى أعلىٰ، أي بشكلٍ تصاعدي، ثم فجأةً يصبح اتجاه الحركة إلى أسفل، ويحدث هذا الانقلاب المُفاجئ في شكل الحركة، بعد الوصول إلى قمة هذا المُنحنىٰ، أي عند أعلىٰ نقطة فيه، وتُعرَف بالنقطة الحرِجة، التي يختلف موقعها في المُنحنىٰ الثاني عن الأول من حيث تواجدها، فهي توجد في الدرك الأسفل له، وتمثّل أسفل نقطة فيه، ويتغير أيضاً عندها اتجاه الحركة من كونه تنازلياً إلى تصاعدي، على أية حال، فما يهمنا في هذا الشأن، هو التنويه إلى النقطة الحرِجة، وما تعنيه. وعلى خلفية ما ورد في المقدمة، نودُّ معرفة النقاط الحرجة لمعانٍ كثيرة، سنأتي على ذكرها في خاتمة هذا المقال، وذلك بعد قراءة القول المأثور: "إذا زاد الشـيء عن حـدِّه، انقلب إلى ضدّه".. لاحظ كلمة (حـدِّه) و(ضدٍّه)  اللتين جاءتا في سياق هذا القول، فالمعنى الذي نستشفه منه: أنّ لكل أمر حداً أو درجةً معي...

حكــايـة الإنـســــان

لكلِّ بدايةٍ نهاية، تفصل بينهما حكاية، تُروى بألف رواية، نجدها في صفحات الكتب، تحتمل الصدق والكذب، الإيجاز والتفصيل، الأخذ والعطاء بالتأويل. فمثلاً، بداية الكلمة هي حرف ونهايتها هي حرف آخر وما بينهما معناها، وبداية الجمل الاسمية هي المبتدأ ونهايتها الخبر، أما الجمل الفعلية، فتبدأ بالفعل وتنتهي بالفاعل، وإلا سوف تكون جمل غير مفيدة ولا معاني لها، والخلق كانت بدايته كلمة (كُن) وهي جملة فعلية أسلوبها أمر، لأنها ابتدأت بفعل أمر وهوَّ (كُن) وانتهت بالفاعل وهوَّ ضمير مستتر تقديره (أنت)، وما بين البداية والنهاية هنا هي حياة الدنيا، كانت هذه الأمثلة للبدايات والنهايات لحكايات أردناها مقدمة لمقالنا هذا. إلا أنّ هُناك حكاية تختلف كل الاختلاف عمَّا سبقتها من حكايات، وهيَّ حكاية الإنسان، فحكايته تبدأ بميلاده وتنتهي بوفاته، والفاصل بينهما حكاية عمره، ونهاية الإنسان (المنية) هي البداية الحقيقية لحكاية أُخرى، أو بمعنى آخر، هي بداية الفصل الثاني والأخير من حكايته، لأنّ الإنسان يولد من العدم بقدرة الله تعالى وينتهي به المقام إلى اللحد، أي إلى حالة العدم ثانية، ثُم يُبعَث مجدداً، فيكون مبعثه بدايةً لحكاي...

رحلة الكلمات على خطّ الأعداد

ما هما الرقمان اللذان إنْ قُمت بجمعهما، فسوف تتحصل على الرقم ستة كناتج لهذه العملية؟.. عزيزي القارئ، خذ هذا السؤال، وقُم بطرحه على أربعة أشخاص ممن يحيطون بك، وبعد ذلك، انظر إلى ما سوف يجيبونك به عنه، ستجدهم وفي طرفة عين، يأتونك بأربع إجابات متباينات تساوي في مجملها عدد هؤلاء الأشخاص، وعلى الرغم من كونها مختلفات، إلا أنها صحيحات، حينما يذكرون لك هذه الإجابات: (0+6)، (1+5)، (2+4)، (3+3).. ثم اسألهم: هل من مزيد؟.. ستراهم يهزون رؤوسهم سلباً، قُم بعد ذلك بتغيير العملية الحسابية من كونها جمعاً إلى طرح، وبادر شخصاً آخراً بهذا السؤال: ما هما الرقمان اللذان إنْ طرحت أصغرهما من الأكبر، فسوف ينتج لديك الرقم ستة باقياً؟.. ستجده وفي لمح البصر، يكيل إليك سيلاً جارفاً من الإجابات التي تفوق الحصر، ما من شأنه أنْ يرغمك على الاكتفاء ببعض منها وعن رضا، ومن بين هذه الإجابات التي سترد على لسـانه ومـن ثم إلى مسامـعك: (7–1)، (8–2)، (9–3)، (10–4)، (11-5)..إلخ. ماذا بعد؟.. دع الخمسة وشأنهم، وابقَ معي لشأن آخر، فلعلك لاحظت معي، إنَّ الإجابات الناتجة عن العملية الثانية (الطرح) أكثر بكثير منها التي نتجت عن العملي...

الكتابة بالأرقام والحروف

             (1) بالحروف فقط تُدوَّن أسماؤنا، وبها بعد الأرقام تُكتب المبالغ المالية في الصكوك المصرفية، وبالأرقام من دون الحروف تُحسب سنو أعمارنا، وبهما معاً تُثبت النظريات في العلوم التطبيقية، فكما يُقال: (الحروف لغة الآداب، والأرقام لغة العلوم ).                (2) (ب) حرفٌ أبجدي يظلُّ على حاله جامداً بلا معنى ولا مدلول، ما لم يرتبط به آخر ويكونان معاً كلمة، وفي حالته هذه (المنفردة) نستعمله فقط كرمزٍٍ عند تقسيم البنود أو المحاور المُرقمَة في الكتب إلى أجزاء وتفرعات في أشراط الموضوعات (علاماتها) أي أنَّه يسدُّ مسدَّ الرقم في هذه المهمة وينوب منابه، لكنك إذا كتبت حرفين جنباً إلى جنب، قد تتولد لديك كلمة في أوقات وربما لا تصل إلى شيء مما يُذكر في أوقات أخرى، أي بحسب جهة إسناد الحرف الثاني إلى الأول، تبسيطاً لهذه المسألة، أضف حرف (الحاء) مثلاً إلى ميمنة الحرف الأول ستحصل على كلمة (حُبّ) أما إذا كانت جهة الإضافة هي اليسار، فسوف تكون الكلمة الناتجة لديك هي (بح) وهي كلمة ليس لها أصلٌ في معاجم اللغة العربية الفصحى،...

الوجه الآخر للإنسان

الوجه الآخر للقمر لا نراه، فصورته تبدو لنا واضحة وثابتة، حتى حين اكتمال استدارته في نصف الشهر القمري، فهو يقبع هنالك، خلف الوجه المنظور منه، ومرجعية ذلك عائدة إلى أنَّ زمن دوران القمر حول نفسه مساوٍ لزمن دورانه حول الأرض، التي نحيا عليها ونقف على سطحها بزاوية النظر إليه، فهذا هو التفسير لهذا المانع من حيثُ الناحية العلمية. أما الشمس، فتبدو لنا غير واضحة المعالم، فما هي إلا نجمٌ يتوهج إشعاعاً، بالكاد نستطيع النظر إليه بالعين المجردة فقط لثوانٍ معدودة، بفعل التفاعلات والانشطارات النووية التي تحدث في جوفها، فالنظر إليها يُبهر الأبصار ويُصيبها بشيءٍ من الغشاوة، بل أن مؤداه إلى العمى (عافاكم الله) إن أطلنا النظر إليها، لاسيما في ساعات الذروة، ومع ذلك لا يستطيع أحد منا أن ينكر ما للشمس من أهمية في رؤية الأشياء التي تُحيط بنا، فهي لا تتيح لنا فرصة النظر إليها، بقدر ما تساعدنا على رؤية الأشياء التي تبدو من حولنا، ومن بينها وجه الإنسان. فالإنسان ليس له إلا وجهٌ واحدٌ مرئي وواضحُ الملامح، ويمكننا النظر إليه ورؤيته من جميع زوايا الرؤية ومن جوانبه كافةً، وعن كثب، فكل جوانبه تبدو لنا ظاهرة للعيان ...

ما سرّ غلاء الذهب؟

هل لكونه برّاقاً، ويأخذُ بالأنظار و يأسر الألباب؟ أوَليس النحاس هو الآخر يلمع، والألومنيوم لا يصدأ كذلك؟ فما سرُّ غلاء الذهب؟ هل لأنَّ هاتين الخاصيتين تجتمعان فيه معاً؟ ولكنْ إذا ما سبكنا النحاس بالألومنيوم، ألنْ تنتج لدينا سبيكةٌ هي من صنعنا وتتوافر فيها كلتا الخاصيتين؟ فما سرُّ غلاء الذهب؟ ولِمَ يُقدمه البعضُ منّا ويدفعه قُرباناً، لينالَ به رضا الزوجة؟ بل لماذا نطلبه مهراً لبناتنا؟ ثم ألسنا نعلم بأنه مُحرَمٌ على الرجال، ويقتصر التزين به على النساء وكفى، إذاً ما سرُّ غلاء الذهب؟ أفلا يوافقني الجميع، إنْ قلت: (إننا نستعمل غيره من المعادن بشكلٍ أكثر، وعلى نطاقٍ أوسع في صناعاتنا؟).. فهل هو أقوى من الحديد مثلاً، أم أنَّ الألومنيوم أثقل وزناً منه؟ أم ماذا يا ترى؟ حقاً أريدُ أنْ اعرف، ما سرُّ غلاء الذهب؟ ولماذا لا يُصنَّع إلا في صورة قلائد وحُلي؟ إذا ما عرفنا إنه يُصنّف في قائمة الفلزات، وهي المعادن التي يحوي الغلاف الخارجي لذراتها عددَ أربعة إلكترونات أو يزيد، والتي من خواصها الطبيعية، توصيلها الجيد للحرارة والتيار الكهربائي، فما سرُّ غلاء الذهب؟ إنْ كان شأنه في ذلك شأن النحاس والألومنيوم،...