المشاركات

عرض المشاركات من 2017

الكتاب الإلكتروني الثاني للكاتب زياد العيساوي

الكتاب الإلكتروني الثاني للكاتب زياد العيساوي بعنوان (من بدائع الغناء العربي وروائع الغناء الليبي) مقدمة الكتاب: (يمزج الكاتب بين الأدب والموسيقا والغناء في مقالاته بهذا الكتاب، كما يحاول أن يقارب ويربط بين روائع الأغنية الليبية وبدائع الأغنية العربية، وهو في هذا المزج يعتمد على مزاجيته وذائقته الفنية وفيض الجمال الذي اكتسبه ليسبر أغوار تطور الغناء في موطنه الذي وجده ماثلا في تقفي خطوات الرواد والمحدثين الأوائل، مثل فريد الأطرش وفيروز ووديع الصافي ومحمد عبد الوهاب وغيرهم الكثيرون ممن لا تتسع لذكرهم صفحات كتابه هذا). لشراء الكتاب ادخل على هذا الرابط: https://www.morebooks.de/store/gb/book/من-بدائع-الغناء-العربي-وروائع-الغناء-الليبي/isbn/978-620-2-34530-9

الهتش

فرش أسنانه بفرشاة وصابون سوسي ثم طبق فكَّه العلوي على السفلي ونظر إلى المرأة.. رأى النصاعة تنتقل من مقدمة أسنانه حتى نابه الأيمن الذي يلمع كنجم في سماء الصحراء الكبرى.. خلّل أصابعه في مقدمة شعره فأرجعه إلى الخلف ثم أسدله على جبينه الذي لم تعد فيه مساحة خالية من الندبات وبلّل سبابته بلعابه ومرّره على حاجبيه ثم رفع سرواله إلى حد السّرة وأحكم خناق الحزام ومضى إلى الشارع.. لم يك يدور في بال مرزوق شيء سوى أن يجد احميده ابن الجيران في ناصية الشارع ليصعد خلفه على مقعد الدراجة فيجوبان أحياء بنغازي وقد وجده في انتظاره قاعداً على كرسيها (السيلة) وقدمه تلامس الأرض والأخرى على (البيدالي).. انطلقا بسرعة بطيئة بسبب البنية التحتية السيئة في شوارع حيهما الغارقة بالماء الآسن حتى دلفا إلى الشارع العام قام احميدة بتعديل المرآتين الجانبيتين وأطلق رنيناً من جرس الدراجة وزاد من سرعتها ومرزوق منتشياً بالريح التي تغازل شعره وقميصه المفتوح الأزرار قد صار مثل (برشوت) منتفخ من الهواء في ذيل طائرة حريية هبطت لتوها على متن حاملة الطائرات (جورج واشنطن) وسماعات الهتفون في أذنيه كقطعتي قطن طويل التيلة وهو يستمع باست...

الصنبور

سئمت   دورانه   في   اتجاه   عقارب   الساعة،   وخشيت   من   ضياع   ثوانٍ   من   القلق   أدخرها   لغير   هذه   الأزمة ..  نزعت   الخرطوم   ا ﻷ بتر   من   حلقته،   كما   ستنزع   الخرطوم   من   حكم   البشير   عما   قريب،   فكرت   في   أن   أضع   إصبعي   في   حلقة   مجراه   ا ﻷ خيرة،   لأتحسس   برودة   وبللاً   يؤذنان   بمجيء   الماء،   دنوت   البصمة   إلى   عينيّ   حتى   لامست   مني   الرمش،   فوجدتها   قد   تخضبت   بحناء   الصدأ . أجريت   شرخاً   قصيراً   في   فوهته،   وأحكمت   ربط   الخرطوم   كما   يحكم   البشير   الخرطوم   منذ   ربع   قرن   تيس   شارد   في   أم   درمان . انبطحت   كمن   يجري   تمرين...

كتاب إلكنروني (آصالة الأغنية الليبية بين الشكل والمضمون)

صدور كتاب إلكتروني للكاتب زياد العيساوي بعنوان (آصالة الأغنية الليبية بين الشكل والمضمون) تقول مقدمة الكتاب : لم يسعَ مُؤلف هذا الكتاب إلى التوثيق للأغنية الليبية، بقدر ما حاول تسليط الضوء على نقاط مهمة في تاريخها، فمنطلقه يعتمد على الذائقة الفنية خاصته التي بنى على ما تنكه به من فيض الجمال رأيه الفني وتصوره للنهج الذي كان على رواد الأغنية في بلاده السير عليه، حيث يعرض في كتابه هذا لمجموعة من الأصوات التي أدت- صوتاً ولحناً وكلمة- الغناء الليبي بأسلوب الغناء العربي المتقن والصحيح والصحي، وواكبت الطفرة الغنائية التي بدت مع استهلالة القرن العشرين في الشام ومصر وأقطار أخرى. عند قراءتك لهذه المقالات التي بين دفتي هذا الكتاب، ستخلص إلى حقيقة واحدة قد حاول المؤلف الوقوف مراراً عندها وتوكيدها تكراراً، وهي تصحيح مسار العمل الفني الغنائي في موطنه وتهذيبه. 2 https://www.morebooks.de/store/gb/book/آصالة-الأغنية-الليبية-بين-الشكل-والمضمون/isbn/978-3-330-96549

ضياق علم

فتحت الحزام بمقدار عين واحدة، كنت قد ثقبتها فيه برأس شوكة الطعام (الفرقيتة).. في الشوكة أربعة أسنان متقاربة، جئت عند المتواجدة في الطرف، وأبعدتها بإنحناءة بإصبعي، ثم وضعتها على اللهب، حتى احمرت، وبرأسها المتوهج حفرت الحزام البني الذي زاد من الضيق على خصري، أخذ الطرف الخارجي له يتدلى فقد قصر عن حلقة البنطال الشبيهة بعروة الكأس، فكرت في أن أخلع هذه العروة من مكانها الأصلي وأدنوها بإتجاه زر البنطال المعدني غير أن في الأمر مشقة بالغة، عند ذاك قدحت في خاطري فكرة، تمثلت في أن أضع هذا الطرف في عمق الجيب لأتخلص منه. القلق الخوف الارتياب الحزن وأشياء أخرى، يتسع لها ضيق العلم على الرغم من ضيقه. مازلت أشعر بضيق في خاطري حتى بعدما فتحت ربطة العنق وأزحت الجوارب، من أين يأتيني هذا الشعور بالكدر يا ترى؟. من القلب واللا العين اصل الغية؟ لا فهذا ليس سؤالي. ضيقة العلم في القلب أم في العقل؟ بل هذا هو سؤالي. القلب جد صغير والعقل أكثر اتساعا من كل شيء، العقل به قسمان، قسم منهما يحسب ويفكر ويصل إلى نتائج رقمية ومنطقية، وفي خلفه يوجد جزء شاسع يتخيل ويبحر في أعماق التصور، الجزء الأخير يبدو...

كلينكس

حذائي الأسود تعفّر بالتراب الأبيض، وأفل بريق لمعته، لم أجد منديلاً في محل قريب، دخلت إلى مقهى صادفني، طلبت إلى النادل طرف (كلير) ناولني إياه بدينار من غير منديل، كنت ابتغيه من وراء دخولي، لأن الكيس نفد من محتواه بحسب قوله، ولم يجد فيه ورقة واحدة. صرت بحاجة إلى قطعتي منديل، فقد تلطخ أنفي بالشيكولاتة و(شنابي) بكريم الكلير، فكرت في أن أمسحهما بطرف كم كنزة القطن التي أستر بها صدري، غير أني تذكرت صديقي بوعجيلة وهو يفعل هذه الحركة المقزّزة، صرفت هذا الخاطر وجلست في مكاني، وضعت رجلاً على أخرى، وكم كان المنظر سيئاً، وأنا أمعن النظر إلى حذائي، الحاجة وليدة الاختراع وكم كنت في مسيسها إلى منديل، ضمّمت يديّ على ركبتي، وجعلت شيئاً فشيئاً أدنو بوجهي من الحذاء، فكرت في أن أمسح أنفي و(شنابي) في عنق الحذاء وأتخلص من هذه اللطخة باللقطة هاته. لا علي،ّ فلست أكترث بأحد في أيِّ تصرف أقدم عليه في حياتي ولا أقيم لغيري وزنا،ً مادمت مقتنعاً بما أفعل، فكل أفعالي مدروسة وتخضع لمراجعة ذاتية، لكن تلاقي الأنف بالقدم أكثر استحالة من تصادم متوازيين. أين ذهبت المناديل؟ قطعة الكلينكس كفضائح ويكليكس، على جنبا...

أعين وأنوف

لا أتذكر وجود باب بمصرعين أسودين من حديد، لا يشف من وراءهما ضوء ولا صورة ولا حتى خيال، بمحاذاة قاعدته مصطبة من عتبة واحدة إسمنتية متعرجة تضغطه ستة طوابق إلى أسفل، في الجهة المماثلة من المبنى يبدو مدخل آخر للخروج الطارئ عند ذروة الازدحام به باب حديدي أسود أيضا، جعلت له سطيحة تحمل خمسة أعمدة بينها مسافة تسمح بالكاد لمرور اليد إلى الداخل، تشخص عدة مقاعد خشبية من لوح فاخر غرست في مساندها وإلى أعلى علامة من وراء قطعة بلاستيك شفافة مكتوب بداخلها (milano) على مساند هذه المقاعد لطالما ارتخت الأجساد ومدت الأقدام على حواشيها في استهتار وعنجهية، لا تنتهي إلا عند تسلل المشرف (صاروخ) القابض على مصباح يدوي (بيلة) يبهر الأبصار في عتمة المشاهدة والمتعة. في وسط الواجهة ثمة باب أتذكره بعرض أربعة أمتار مثبت على سكة ينزاح مصراعاه إلى اليمين واليسار محدثا فارقا في المنتصف، يلج من خلاله القادمين، في لحظة الدخول، يقابلك باب خشبي بمقابض ذهبية يجلس أمامه عامل إلى جانبه صندوق خشبي يرمي في عمقه قصاصات التذاكر، وعلى يمين المدخل ثمة يافطة كهربائية تلصق عليها الأفيشات للأفلام التي ستعرض بعد إسبوعين، وإلى...