المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2014

من مذكرات رئيس أمريكي سيغادر البيت الأبيض

بقلم زياد العيساوي 14 أغسطس 2008 *** قـُبيل نهاية ولايتي الثانية من الرئاسة ، أعلنت مخاطباً الأمة ، أمام مرأى ومسمع من العالم ككل ، بأنّ على الولايات المتحدة الأمريكية ، أنْ تحاول ما وسعها الجهد والعمل من أجل تحسين وجهها الدميم ، الذي  يراها عليه كل العرب ، من حيث كونها تقف حجرعثرة  وصخرة تسدُّ السبيل أمام سيل طموحات الشعب العربي ، و تطلعاته في التحرير والتقدُّم العلمي والتقني ، فقد فاحت رائحة مؤامرات جهاز استخباراتها المركزية النتنة على الشعب العربي منذ أكثر من خمسين عاماً ، بعد أنْ رُفـِع غطاء السّرية عنها ، وما قامت به من دسائس وحيكٍ للمؤامرات في داخل العالم العربي ، ولا ننسى كذلك أننا كنا كلما ناصر مجلس الأمن الدولي القضايا العربية ، نستعمل حق النقض ( الفيتو ) لأجل تعطيل أيِّ قرار، وإنْ كان يدين ( إسرائيل ) وكفى ، فقد كنـّا على الدَّوام ، نكيل بميزانين ، كي نفتَّ في عضد المقاومين من العرب والرافضين لسياسة التبعية ، وكم من مرةٍ ، دعونا فيها إلى إقامة الدولة الفلسطينية ،جنباً إلى جنب مع الدولة العبريةالتي أوجدناها وأقمناها على الباطل في منطقة العرب ولكنْ دونما ج...

لسان حذاء

الحذاء رياضي أبيض، مقاسُه اثنان وأربعون سنتميتراً، على كل جانب في خفيه خطّان أسودان متوازيان، ويحمل كلِّ واحد منهما ثماني فتحات متقابلة، يخترقها خيط طويل، يزيد عن الحاجة حتى يلامس طرفاه المهذبان بالنايلون الأرض، وعند ربطّه بإحكام يشكّل فوق لسان الحذاء مظهر وردة.  وضعت منتصف الحذاء على حافة الرصيف، ثم أخذت أنحني إلى أنْ تراصف رأسي مع الأفق، لربط شسع الحذاء حتى انكمش لسانه، فلسان الحذاء ر اضٍ بالخرس أصلاً، ووظيفته فقط، هي تخليص الكاحل من ضغط الخيط عليه، تركت الثقبين العلويين من أحد خفي الحذاء متنفسين للضيق، فالمشوار يتطلب راحة ويسراً في السير. كنت لا أتقن هذه المهمة من بين أترابي، الذين عادةً ما يتطوعون لتخليصي من هذا المأزق المُحرج، حينما أطأ على الخيط فأتعثّر، ولا أفقه من أبجدياتها سوى ربط العقدة اﻷولى، لأنّ الثانية صعبة وأعجز عن ليّ رقبة كل خيط على حِدة، ثم القيام بعملية التضفير والامتشاج، اﻷمر الذي يضطرني دوماً إلى اﻹمساك بأطراف الخيطين اﻷربعة وحشرها ما بين الجوارب وجلدة الخف، ثم أسدل عليهما طرفي البنطال حتى يلامسا اﻷرض، وتظهر نتائج هذه العادة في نهاية طرفي البنطال الذي أح...

رعب

الضرب في البرج.. أي برج؟ برج التوانسة.. أي توانسة؟.. اللي منهم من شارك مع الثوار في الحرب.هكذا تعالت صيحات فجر الأحد، اندلفت إلى الشارع.. مدفعية يتلوها مباشرةً صفير كصرير باب في قلعة قديمة يخترق السماء بسرعة ثم انفجار لا تتبعه صرخات ولا استغاثات.. شققت ببصري الفضاء والأفق، ثمة غبار أبيض كضباب ينفث إلى أعلى كفقاعة سامة من مخلفات كلب، لم ينكشف البرج أمامي.. بحثت عنه بين الشوارع الضيقة، حتى وصلت  إلى الطريق السريع، فألفته شامخاً على حاله الأولى.الصبح أخذ يسفر عن نوره ويقشع السماء ورائحة البارود وصلت ولوثت الفضاء.12345 عدد ما رصدته أذنايّ من صفير للصواريخ.جيد.. أن الصواريخ تنذرك بصفيرها فقدومها قبل وقت قصير ولا تقتلك على حين بغتة، تمنحك شعور بالخوف والقلق والتحري ثم التخفي.. لا أحد أتى بالخبر اليقين.. نقطتا الانطلاق والسقوط مجهولتان.. البعض مذهول والآخر غاضب والثالث مغلول على المجرمين.في أي حي سقطت؟ في أي حي استهدفت الحي وصرعته ميتاً؟.لدى الشعب الليبي الذكاء والفطنة إلا في مثل هذه الحالة الطارئة، فالكل لا يدرون بشيء إلا أنهم سمعوا صوت الصفير.بجانبي أشرف انطلق صوت الانفجار البداية ...

تكييف

مثل كل وأي صباح.. بكبسة مفتاح المصباح الخارجي في جهة off يتدرج تلاشي وميضه، أخرج وقبضة من بهرته ماتزال تغطي نظري بلطخة بيضاء.. أمزقها بإغماضات سريعة حتى تنكسر.. انطلق إلى الطلق بخطى متكاسلة.. تشرد أذناي بعيدا حيث أصوات زغاريد من ألسنة نار يتبعها زمجرة طائرة ميغ غبية معلقة في السماء فألعن الشيوعية ومنتجاتها الفاشلة..لا توجد صفارات إنذار في مدينتي تشعرني بقدوم الخطر ولو وجدت ما كنت خرجت.أشحن م ن هواء الصباح البارد شهقات متتالية.. كل ما دخل الفم من السوائل والصوالب يفطرك لكن الهواء لا طعم له ولا يمكث في الجوف.. أمعن في الاستنشاق حتى تمتلئ رئتاي ثم أزفر واستغفر واستنفر حواسي كلها.. أمر تحت شرفات عمارات سيدي حسين وقطرات المكيفات تنعشني حينما تتكتك (تك تك تك) على قطع النايلون والمقوى.. تستهويني القطرات والناس نائمون . أضبط جيدا تقدير خطواتي حتى تتقاطر على ذراعي وظهري وتتخلل شعري.. أنحني قليلا حتى تسقط منه على اﻷرض.. وتحت مكيف آخر لمحل مقفل يتناهى منه آي الذكر الحكيم ظن مالكه بأنه سيطرد الحسد.. ألملم في كفي قطرات وقطرات أمسح وأبرد بها وجهي، خطاي باتت لا تتساوى كأعرج وأنا أتصيد هذه القطر...