بشـّار سوريا ونحّول لـيـبـيـا

بلغ الأمر بالدكتاتورية العربية، حدّاً من الاستبداد إلى درجة أن تحوّل بلدانها إلى ممالك من نوع آخر، مع أنها تدّعي سيادتها لدول تـُسمى جمهوريات، جاءت إثر انقلابات عسكرية فاشية، قوّضت حكم الملكيات، التي كان الفضل في الغالب الأعم لمؤسسيها في نزع حقّ الاستقلال من المستعمر الأجنبي بالتضحيات الجِسام والعصيان المدني، وبناء الدول الحديثة بما توافر لها من إمكانات محدودة، بل إنها لم تصل إلى عروش الحكم في هذه البلدان، إلا لتقدير الشعوب العربية لها واعترافاً بدورها في فكّ هذا الحقّ المغتصب من المحتل، وقد حظيّ هؤلاء المؤسسون الآباء بقدرٍ عالٍ من الإجماع ومباركة ومبايعة الرعية لها، ولكنْ بعد تنامي ظاهرة المنتسبين إلى تيارات (سيبيريا) الباردة من اليسار والشيوعية والتقدميين، عصفت بصقيعها المخيلة العربية، حتى تجمدت أوصالها وأصابت العقل والوجدان العربي بخدرٍ، شلّ تفكيرها وعماها عن الحقيقة، فاتجهت الأنظار صوب قيدوم المُنقلِبين العرب، الرئيس المصري "عبد الناصر"، الذي لم يكتفِ بخرقه للشرعية في "مصر"، بل ناصب العداء للملوك العرب كلهم، ففتح أبواب وأبواق قنواته الإعلامية، لكيل الشتائم بمنجن...