المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2011

إني آراها بيضاء

إنّي آراها بيضاء، نهاراً، وفي المساء، مُبرقـَعة بنجمة وهلال في سماء "مصر"، هو رآها سوداء، في حرب الخليج الثانية، إبان غزو العراق للكويت، فأناط بنفسه دور الناصح الأمين لـ "صدام حسين"، بعد أنْ ناشده باسم العروبة والإسلام الانسحاب منها، غير مُدرك بأننا كلنا، كنا على يقين تام بهزيمة "صدام حسين" وقتذاك، وحتى وقت قريب، كان إعلامه يروج ويتباهى بأنه حاكم عقلاني وحكيم وواقعي، ميّالٌ إلى الاعتدال. لعبة ساعة: تفاقم الأزمة في "مصر" في هذه الأيام، مرهونٌ بعامل الزمن، فإذا أصرّ الشعب المصري المُتحلق حول دبابات النظام الرابضة في ميدان التحرير، والمنتظرة الإشارة من القائد الأعلى للقوات المسلحة هناك ـ ما يزال "حسني" هو من يشغل هذا المنصب حتى الآن ـ للفتك بالشعب، لا أظنها ستتورع عن ذلك، إذا ما تحصّل على اللون الأخضر من الإدارة الأمريكية، التي نراها في هذه الأيام، تصدر بياناً تلو الآخر، وكأنّ "مصراً" هي الولاية الواحدة والخمسين، لاسيما أنها تساوي في مساحتها ولاية "تكساس" ـ مليون كيلومتر مربع ـ وتشابه خريطتها الجغرافية، خريطة هذه ال...

الجرابيع تفترش الياسمين

بقلم الموهبة : نسمة الفرجاني تونس الخضراء كساها بياض الياسمين.. تأبطه شعبها بيد، هاتفا باليد الأخرى بسقوط النظام.. فتسلق الياسمين الأسوار والحوائط والشرفات، فأكسب مسيرته الهاتفة منظرا حضاريا جميلا في ضوء النهار .......كلنا يعلم بأن الثابت الوحيد في هذا الكون هو التغيير، فمرحبا بتغيير يكسوه الياسمين رمزا للحب والوفاء، ففي الثقافة الفرنسية رمز الياسمين إلى الرباط المقدس بين الزوجين حاضرا بقوة في حفلات الأعراس، ويعتبر رمزا للتفاؤل بدوام الزواج ومباركته ...ومن شروط عقد الزواج القبول والإيجاب وهذا ما طالب به الشعب التونسي، وهو حقه في قبول حكومة جديدة، يتم اختيارها بحرية، اتخذ شعارها بياض الياسمين ..   هذه ثورة الياسمين في تونس، استثار عبيرها النفاذ ارض الكنانة، فانطلق الشعب المصري حاملا الياسمين بمباركة ( كاما ) آلهة الحب في الأساطير الهندية، فهذه الآلهة كانت توقع بضحاياها من خلال ضربهم بسهام ملفوفة بزهر الياسمين، فتوقعهم في شركها واحدا بعد الآخر ...حولت كاما ثورة الياسمين إلى شرك الياسمين ...فالياسمين يحسن المزاج ويساعد على الاسترخاء والهدوء، وهو نبته محبة للضوء والحرارة ... فأين شع...

الثورة قائمة لعن الله من نوّمها

حينما تكون الثورة ضد الظلم، فهي تسير في طريق صحيحة، ومتى كانت الثورة الحقيقية، تتـّجه في غير هذا المسار غير الدوّار؟ بل في خط مستقيم أفقي، من نقطة الموات إلى الحراك، أو على نحو متجه عمودي، سهمه، يُرسم من الأسفل إلى الأعلى، لما تصعد وترتقي بمطامح الشعوب إلى أعلى، وتوفـّر على المجتمعات، عناء التضحيات الفئوية والنخبوية والمثقفة، التي جرّبت الشعوب العربية الاعتماد عليها طيلة ستين من سنين الحراك ـ أو قـُل هو الخوار السياسي العربي ـ من دون فائدة، لأنّ هذه الأساليب المناهضة للقمع والمُطالبة بتعدّد الحريات، لا تأتي بالنظم الديموقراطية، بل الأخيرة هي من تأتي بها، وترعاها وتوفر لها الفضاء الواسع لممارستها. الثورة حقيقة، أدركتها الشعوب المسحولة تحت أحذية قامعيها، بعد فترة سُبات وجبن وتواكل طويلة، بعدما تأكدت من نجاعتها، واختصارها لوقت طويل في صراعها ضد أنظمة الفوضى السياسية، التي لم تألوا ديناً ولا ذمة في تعاملها مع شعوبها، إذ أنها لا تؤمن حتى بأسلوب الحوار مع الحركات الوطنية، ونجدها على الديمومة، تفرض أجندتها الحوارية بأسلوب "عنز ولو طارت" معتمدة في ذلك على ما حصّلته في فترة حكمها من ...

هلال ونجمة

صورة
علم المغرب علم تونس علم موريتانيا علم الجزائر "الضوءُ نجمة، والهلال إسلامٌ ونعمة" "أنا" .. هلال ونجمة، قطعاً، ليسا ببطلي لمسلسل تركي، وقصَّاً، لست بعان، ناديي "النجمة" و"الهلال" الليبيين ببنغازي، لكوني صرت غير معني بالرياضة كثيراً، ولأنني بالأساس "نصراوي" الهوى، غير أنّ حتى ناديي، الذي فتحت عينيّ من صغري بين جنباته، لقربه من بيتنا، ما عاد يهمني، حتى لو تحصّل على أفضل لقب، محلياً أو عربياً أو أفريقياً، بتّ أمضي بجوار مقر هذا النادي، ولا أنظر إليه حتى من باب الفضول، ولا من بابه الرئيسي إلى ملعبه ـ الذي التهمه مشروع المحال الفاشل ـ ولا إلى مبنى إدارته، الذي صار بائساً، وقد أُنزلت حتى الصور من جدرانه المُتشققة، لم يعُد مطعمه كما مضى، أيام كان يديره "الحاج سرور" هجرت الرياضة منذ أنْ نخرها سوس الفساد، وظلم الحكام لنادي "النصر" وأندية أخرى، ليتني ما عشقت ولا تتبعت أخبار وأحبار الكرة، ولا أسرفت وقتي في متابعتها.. ذات مرة مُرة، ذهبت إلى ملعب المدينة الرياضية، لمشاهدة لقاء حاسم بين فريقي "النصر" و"الاتحاد الط...

اعتذار من السادة القراء

تم حذف التعليقات السابقة من دون قصد ، لذا أرجو أن تتقبلوا اعتذاري وأسفي الشديدين.

شّعرة البوعزيزي

"دزتني معلمتي على راس بصل .. طاح مني انكسر علقتني في الشجر.. والشجر عروف عروف مدّي يدك يا عروس.. بين النحلة والدبوس*" تعليق: لا المعلمة أرسلت، ولا رأس البصل انكسر. الشعرة لا تنكسر، لكنها تـُقطع أو تـُقلع من بصلتها، الشعرة تطول وتستطيل، حتى تميل على أختٍ لها، الشعرتان تتلاحمان، فتولدان مع ثالثة "ضفيرة".. الضفيرة تتضافر مع أخرى، فتغزلان جديلة، تتسامى من المسامات "جدايل" كثيرة إلى الأسفل، ملتفـّة حول بعضها البعض، فتزداد لـُحمتها، تبرق لزمن بزيت الزيتون، الذي تشربه وتشّرأبه، يمرُّ عليها أربعون عاماً وينوف، فتبّيض، لكنّ ظلها يظلّ و"َأصلها ثابت وفرعها إلى الأرض" إذاً فللشعرة أصلان ولا فرع لها، للضفيرة أصول ولا فروع لها، وبالمثل للجدايل ما لهما، وما هو ليس لهما.. إذاً بعد إذاً، فللشعرة أصل هي فيه وأصلٌ تبحث عنه، تنجذب إليه من جذرها المثبتة فيه فوقاً، إلى أصل آخر تحتاً، هو ضالتها، فما ضرّ فعل الحلاق بشعورنا، فهي تسقط، فتصل إلى حيث بُغيتها. الخواطر هي من تنكسر، فلا ينفع معها لا جبرٌ ولا هندسة ولا حساب مثلثات، ولا حتى "السحلب".. جبرُ الخو...