إني آراها بيضاء
إنّي آراها بيضاء، نهاراً، وفي المساء، مُبرقـَعة بنجمة وهلال في سماء "مصر"، هو رآها سوداء، في حرب الخليج الثانية، إبان غزو العراق للكويت، فأناط بنفسه دور الناصح الأمين لـ "صدام حسين"، بعد أنْ ناشده باسم العروبة والإسلام الانسحاب منها، غير مُدرك بأننا كلنا، كنا على يقين تام بهزيمة "صدام حسين" وقتذاك، وحتى وقت قريب، كان إعلامه يروج ويتباهى بأنه حاكم عقلاني وحكيم وواقعي، ميّالٌ إلى الاعتدال. لعبة ساعة: تفاقم الأزمة في "مصر" في هذه الأيام، مرهونٌ بعامل الزمن، فإذا أصرّ الشعب المصري المُتحلق حول دبابات النظام الرابضة في ميدان التحرير، والمنتظرة الإشارة من القائد الأعلى للقوات المسلحة هناك ـ ما يزال "حسني" هو من يشغل هذا المنصب حتى الآن ـ للفتك بالشعب، لا أظنها ستتورع عن ذلك، إذا ما تحصّل على اللون الأخضر من الإدارة الأمريكية، التي نراها في هذه الأيام، تصدر بياناً تلو الآخر، وكأنّ "مصراً" هي الولاية الواحدة والخمسين، لاسيما أنها تساوي في مساحتها ولاية "تكساس" ـ مليون كيلومتر مربع ـ وتشابه خريطتها الجغرافية، خريطة هذه ال...