القلم نذير شؤم
"وجهُ الكتابة، مثل وجه المرأة العربية الحسناء اللعوب، على خدِّها، تقبع حسنة (شامة شامية أو خال لخليجية) ما تـَزال- لا تـُزال- بعمليات التجميل، على عكس الأوربيات، وعلى خدِّها الآخر، ثمة أكثر من سيئةٍ، ومن ليست على خدِّها حسنة، تطبعها بسن قلم كحلها، ولأنّ الحسنات يُذهبنّ بالسيئات، ينخدع الرجال وراء إغواء وإغراء حسنات الحسناوات، ومن ثم، القراء وراء ما يقرؤون".. "أنا". كلماتي، تتسطر، تتمطر، تتشطر، تتعطر، تتقطر، تتوتر، كلماتي تتبعثر، تتنثر، وتأبى أنْ تؤطّر، ضمن سياقٍ لكادرٍ واحدٍ، سيُرمى به، يوماً ما، خارج الملاك الوظيفي، ولو زُيّن بخطوط الذهب وخيوط الفضة، لا أحبُّ الكوادر ولا الشوادر ولا الصور، فهي يقيناً، ستصبح إطاراً تذكارياً لشخصٍ ما، يُلقى به، بعد عمرٍ ما، مثلما يقذف الصبية الإطارَ المثقوب، لعربةٍ خرِبة من أعالي المنحدرات، أو يُحرق في ليلة (الميلود) في منطقة (اللثامة) تحت أشجار النخيل، ذوات البلح الأصفر. لا أحتفظ بصورة لوالدي، من يدخل إلى بيتنا، لن يجد في أية زاوية منه، آثاراً لتذكار واحد له، ولا لجدّيّ، فالصورُ، لن تعزينا فيمن فقدنا، أحلامي هي المُعلَّقة في كوادر ...