المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2011

سلّم سلاحك

سلّم سلاحك عن حفظ النظام والأمن في ليبيا تخيّلوا معي هذه المشهدية: شرطي باكستاني تقف مركبته المدرعة أمام بيت أحد المسلحين في بنغازي مثلاً، يطرق الباب فيفتح له الليبي: تفضل يا أخينا الباكستاني، ماذا هناك؟. الباكستاني: بلغنا من مصادرنا الخاصة بأنّ بحيازتك أسلحة، فلو تكرمت سلّمها لنا، وسنكون من الشاكرين لك على حسن تعاونك معنا. الليبي: حاضر لدي ثلاث قطع (كلاشنكوف) و قطعتا (أر بي جي) ومخازن ذخيرة وعلبتان على هيأة علبة (سردين) مليئتان بالرصاص. الليبي لأصدقائه بعد أنْ يعاتبوه: والله وقف عليا راجل براني- باكستاني- ما قدرتش انرده.. تقعد عيبة علينا بعدين. الليبي بينما الشرطي الباكستاني مغادراً، بعد أن وضع الأسلحة في صندوق السيارة: شوية يا خويا.. هاك حتى هذي.. كنت نبي انطلع دخان لقيت أخر رصاصة في جيبي.. خذها حتى هي راهي ما تلزمنيش. سأثقب بسنّ قلمي الرصاص لا برصاصتي هذه الفقاعة المنتفخة بجانب رأسي، لأنها ولا شك، ضربٌ من الخيال الجامح. ***** قبل أنْ نرى ونسمع على القنوات الفضائية (راسموسن) يعلن من مقر حلف الناتو الذي يرأسه في (بروكسل) العاصمة البلجيكية، عن انتهاء العمليات العسكرية في ليبيا، بعد ز...

لا مصلحة لشعبنا في استعداء الجزائر

دعونا نلملم جراحنا ونكفكف دموعنا وندفن موتانا ونتفرغ لزفاف شهدائنا الذين سقطت جثامينهم وصعدت أرواحهم الزكية إلى بارئها، أعطونا الوقت الكافي لنخرج بلادنا من هذه الكبوة التي وضعنا فيها نظام الفا(ض)ـح من سبتمبر، ذرونا نحصي خسائرنا ونرتب بيتنا الليبي، قبل أن نخوض في أية مستنقعات إقليمية أخرى قد نغرق فيها، ونحن لسنا على استعداد للخوض فيها، بل في مسيس الحاجة لأن نلتقط أنفاس الحرية ونجمع قطرات دمائنا الطاهرة ونخفف من حجم ووجع المأساة على ضحايانا، ليلتفت كل منا إلى مصالحه الشخصية والوطنية وتفقد أخوانه وما يعوزهم، هذا ما أستوجبه في هذه المرحلة التي نحن فيها، وما أطالب به كل مسؤول ليبي محسوب على الثوّار، قد ينصرف إلى كيل التهم وتهديد النظام الجزائري المتورط والمتواطئ مع نظام القذافي، بدعم ثورة الشعب الجزائري- المتفائل بيوم (17)- المزمع تنظيمها في يوم 17 سبتمبر 2011، من باب التشفي في هذا النظام الذي ساند نظام القذافي حتى اليوم بالدعم اللوجستي وبالمرتزقة الذين لو لم يقُم بالإشراف على إعدادهم وإرسالهم، فإنه وبلا شك قد أغمض عينيه على دخولهم إلى بلادنا وسهله عبر حدوده الممتدة معنا، وبالسلاح الذي ابتا...

ليلة فرار القذافي

ماذا بقيّ للقذافي من عملٍ، والثوّار أضحوا على مشارف طرابلس؟، لا مراء أبداً في أنّ هذا المعتوه سيقوم باستعمال آخر ورقة ظلت بين يديه للضغط على الثوّار كي يمنعهم من فتح المدينة، وهي مسألة الرهائن الذين يعدون بالآلاف وزجّ بهم في سجونه ومخابئه السرية، فقد عمل منذ بداية الثورة على اختطاف المدنيين من كل مدينة وناحية دخلت إليهما ميلشياته، ولعلي سأكون متفائلاً جداً لو استبعدت احتمال قيامه بالتخلص منهم كأخر عمل إجرامي سيدونه في ميزان سيئاته، فادعو معي أنْ يسلمهم الله منه. لم أخمّن أبداً في قرار الفرار الذي سيتخذه "معمر" منذ بداية الثورة،على الرغم ممّا كان يتناهى إليّ من معلومات وتحليلات بخصوص أنه سيصمد- كما صرّح في غير مرة- حتى أخر رصاصة، فالمتتبع لسيرة وسياسية "معمر" سيجده قد دأب في فترة حكمه على الانصياع لما هو مطلوب منه دولياً في أخر المطاف، فما أتوقعه هو هروب هذا المجرم على مرأى ومبصر من قوات النيتو، بعد أن يأخذ الإذن منهم ومن مطار طرابلس الدولي أو من مدرج قاعدة معيتيقة بتاجوراء، ستقلع طائرته الخاصة، لكنْ ما ينبغي التركيز عليه هو ليس أمر هذا التافه، بل الأمن في طرا...

معمر يأكل أبناءه

ليس صحيحاً أنْ تأكل الثورة أبناءها، وما سجّله التاريخ زوراً عند الاستشهاد بهذه المقولة، لم يجيء في إطاره الصحيح، فغالباً ما يُساق كمثال لذلك ما يُسمى بالثورة البلشفية، وما نجم عنها من أحداث دموية، بعد اغتيال قائد الحزب الشيوعي (استالين) لرفاقه، لأنه اعتزم خطف هذه الثورة واستئثاره بالحكم الديكتاتوري، بعد نجاح هذه الثورة التي شارك فيها الشعب الروسي، لأجل الفكاك من حكم القياصرة في عام 1917 ميلادية، لتأتي بقيصرٍ آخر، أشد بغياً ممن سبقوه من أباطرة، فالثورة الروسية لم تحقق أهدافها لأنها خـُطِفت باكراً وتوجت ملكاً جديداً على روسيا بمسمى الثورة، لذلك تخلص الحزب الشيوعي من كل مخالفيه ومن ثم تآمر قادته على بعضهم البعض، حتى ساد الحكم في النهاية لـ(استالين). وكذلك ما حدث في مصر إبان ثورة 23 يوليو في عام 1952 التي أخذت طابعاً آخراً أو هو في حقيقته طابعها الأصلي الذي حاول قادة الانقلاب تسميته بمسمى آخر، غير أنّ ما أعقب ذلك الحدث السياسي أبان عن انقلاب عسكري بامتياز، إذ سرعان ما تخلص "جمال عبد الناصر" من "محمد نجيب" القائد الفعلي لذلك الانقلاب، الذي يعلوه رتبة عسكرية، بعدما قد...

معركة شارع إيطاليا

إنها رصاصة حيَّة ميتة، كحيّة رقطاء قضت في وسط حوشنا العربي وهي مُلتفـَّة حول عنقها.. الرصاص ذخيرة القلم، والبارود حشوة الرصاصة، الذي فيها روحٌ منه حتى تـُميت من تصيبه، ولا تموت إلا إذا لم تـُصِب هدفها بدقة، لتسقط على الأرض مخزيّة، فتفقد قيمتها ولا يهابها حتى الأطفال، كمثل هذه الرصاصة الصفراء التي ما تزال ساخنة في كفـّي اليمنى، وفي كفـّي الأخرى حفنة أسمنت مخلوط بالرمل، لم أعرف مصدر ولا مكان إطلاقها، سأصل إليهما حتماً حينما أعثر على ظرفها الفارغ من أية رسالة سوى هذا الكلمة (القتل)، وليس عليه سوى طابع بريد الموت.. في أعلى العمارة التي تجاورنا ينفث الغبار الذي طرح مسحوقه على بلاط باحة بيتنا من الجدار المتشقق، الذي صار كخرقة بنية مثقوبة إثر اصطدام أكثر من رصاصة به، لم أجد صعوبة في تحديد جهة الإطلاق فهي الشمالية، فسرعان ما أعلن المُرسِل عن موقعه بدويّ (صليات) بندقيته، التي لم يصل منها أية رصاصة أخرى، ما يعني أنها اخترقت الأجساد وسكنتها.. صفير احتكاك دواليب السيارات بالأرض يثير جلبة في شارعنا، ما أثار فزعي وجعلني انطلق لتبيان الأمر، وبمجرد فتحي لباب بيتنا وصلني هذا التهديد من عسكري ملثم...

إياكم أن تتأثروا بالكاريزمات السياسية

إياكم أن تتأثروا بالكاريزمات السياسية "لو انتصرت إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، لصار العالم جميلاً، لكنه سيصبح فاسداً" .. ( ونستون تشرشل) من الناس من يأسره العجب بالكاريزما السياسية، سواء من حيث ضخامة الجسد أوطول القامة أوعرض المنكبين أو الهندام أو حلاوة اللسان، فنجده يحرص على أنْ تكون الشخصية المتمتعة بهذه الميزة على الواجهة السياسية، حتى لو كان أداؤها ضعيفاً، ولا يعرف بأنّ هذه الخصائص غير مكتسبة بل هي من عطاء الله، والعرب بصفة عامة أصيبوا بهذا الداء، وهذا ما جعل العديد من الطغاة يتسلطون على رقابهم لفترات مديدات، والمخابرات الأجنبية اعتمدت على هذا الأمر عند إعداد عملائها منذ فجر السياسية، ولو بقينا في الإطار العربي، لوجدنا أنّ أغلب الدكتاتوريين العرب، أُختيروا من قِبل هذه الدوائر الاستخباراتية على هذا الأساس، فليس من قبيل الصدفة، أنْ جيء بالرئيس المصري الأسبق "عبد الناصر" وهو بهذه التركيبة الجسمانية الفرعونية، ليحكم مصر، وكذلك "القذافي" في ليبيا و"صدام حسين" في العراق، فلقد كان لثلاثتهم أجسادٌ ضخمة- طولاً وعرضاً- لإضفاء الهيبة عليهم، ولعلّ ...