نوري المسماري .. المنشق الأهم عن القذافي

لم ينل انشقاق "نوري المسماري" الذي شغل منصب المسؤول الأول عن تشريفات القذافي ولمدة طويلة، وكان يعدُّ بنك معلوماته، وعُرِف بكونه حلقة الوصل (المترجم) بين القذافي- الذي لا يجيد اللغات الحية، ويدعو الليبيين إلى تعلم الميتة منها، كالسواحلية وما (يرطن) به سكان الأدغال من القبائل الأفريقية من لهجات محلية- وبين ضيوفه من الرؤساء والموفدين الرسميين من قِبل حكومات العالم، فلم يكُن مجرد مترجم بل مخلصاً لا يتوانى عن خدمة سيده إلى درجة أنه لا يشعر بأيِّ حرج لو أُظهـِر عن قصد أمام شاشات التلفاز، حاملاً المبخرة بين يديه، ويحصن قائده ببعض التمائم والطلاسم، وهو يدور حول معبوده الأول، كسادن يطوف بصنم في العصر الجاهلي، فلم ينل هذا الحدث اهتماماً من المحللين السياسيين في حينه، ومرّ مرور الكرام، وظنـّه البعض مجرد حادث عرضي لا قيمة ولا تأثير له، لأنّ القذافي تظاهر بأنه غير مُبالٍ وألا يُعيره عناية، وأظّهر نفسه متماسكاً بعد ذيوع خبر انفصال "المسماري" عنه، غير أنّ زمن وأسباب والمكان الذي اختاره لنفسه بعد انشقاقه- حيث يمم وجهه شطر (فرنسا) عبر إحدى الدول الأفريقية، التي كان يزورها رفقة القذ...