المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2011

نوري المسماري .. المنشق الأهم عن القذافي

صورة
لم ينل انشقاق "نوري المسماري" الذي شغل منصب المسؤول الأول عن تشريفات القذافي ولمدة طويلة، وكان يعدُّ بنك معلوماته، وعُرِف بكونه حلقة الوصل (المترجم) بين القذافي- الذي لا يجيد اللغات الحية، ويدعو الليبيين إلى تعلم الميتة منها، كالسواحلية وما (يرطن) به سكان الأدغال من القبائل الأفريقية من لهجات محلية- وبين ضيوفه من الرؤساء والموفدين الرسميين من قِبل حكومات العالم، فلم يكُن مجرد مترجم بل مخلصاً لا يتوانى عن خدمة سيده إلى درجة أنه لا يشعر بأيِّ حرج لو أُظهـِر عن قصد أمام شاشات التلفاز، حاملاً المبخرة بين يديه، ويحصن قائده ببعض التمائم والطلاسم، وهو يدور حول معبوده الأول، كسادن يطوف بصنم في العصر الجاهلي، فلم ينل هذا الحدث اهتماماً من المحللين السياسيين في حينه، ومرّ مرور الكرام، وظنـّه البعض مجرد حادث عرضي لا قيمة ولا تأثير له، لأنّ القذافي تظاهر بأنه غير مُبالٍ وألا يُعيره عناية، وأظّهر نفسه متماسكاً بعد ذيوع خبر انفصال "المسماري" عنه، غير أنّ زمن وأسباب والمكان الذي اختاره لنفسه بعد انشقاقه- حيث يمم وجهه شطر (فرنسا) عبر إحدى الدول الأفريقية، التي كان يزورها رفقة القذ...

رسائل مغلفة بطابع الثورة

صورة
  1- إلى الثوّار غير المنضبطين الكثير من الناس يضعون اللوم على أداء المجلس الوطني الانتقالي، حين حدوث أي اختراق أمني من الطابور الخامس، بحجة أنّ أعضاء المجلس واللجان المنبثقة عنه، ليسوا مؤهلين لإدارة الأزمة، والحقيقة التي تراءت ليّ من خلال المتابعة، أنّ بعض هذه الاختراقات تنجم عن أخطاء بديهية، ولا أظن مجرد الظن، بأنّ حتى الأطفال يقعون فيها فما بالكم برجالات المجلس، فممّا لا ريبة فيه أنّ الإخوة في المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي به، قد تداركوها منذ البداية هذه الثغرات وحاولوا ترميمها وكانوا يتوقعونها، فهم من النخبة المثقفة والمتعلمة في أغلبهم، فمثلاً الانفجار الذي حدث منذ فترة في ساحة التغيير (الحرية) نتيجة لقنبلة يدوية، أنحى البعض بمسؤوليته على اللجنة الأمنية التابعة للمجلس والمسؤولة على توفير الأمن هناك، ولست أشكّ أبداً في أنّ هذه اللجنة أعطت الأمر قبل وبعد الانفجار إلى عناصرها لمنع دخول السيارات ببرهان أننا لاحظنا التكثيف الأمني الذي جرى بعد هذه العملية الخسيسة، حيث أقفل شارع "عمر المختار" بموانع إسمنتية وتمّ الحظر على دخول السيارات إلى مكان التجمع والاعتصام، وق...

إيمان وعبد الفتاح

صورة
الاعتداء على المواطنة "إيمان العبيدي" في طرابلس، أُريد به التشفي من الشهيد "عبد الفتاح يونس العبيدي" الذي كان لانشقاقه وقع الخزي على "القذافي" ومن معه، خصوصاً بعد فشل محاولة اغتياله التي نفذها أزلام "معمر" وراح ضحيتها أحد حراسه ورجاله، فبسبب العجز الذي أصيب به الجهاز الاستخباراتي، لجأ إلى تلك الحادثة الدنيئة، انتقاماً من الشهيد "يونس" وقبيلة العبيدات بصفة عامة. ويجدر بنا أنْ "القذافي" في غير مرة أعلن وعلى الملأ بأنه هو من أعطى الشهيد الإذن لينضم إلى الثوّار حرصاً على سلامته، وفي هذا التصريح، يكمن دهاء شيطاني أراد من خلال نفثه، الوقيعة بين الثوّار و"عبد الفتاح يونس" فطالما أنه انضم مجاملة وتقيّة كما حاول أن يُظهر "معمر"، فذلك معناه أنه ما يزال موالياً للقذافي، وبذلك ابتغى إهدار دمه ليقتل بتهمة الخيانة والعمالة لمن انشق عنه منذ بداية الثورة الليبية المباركة. ثار الجدل والتشكيك حول عملية اغتيال "يونس" وثمة قاعدة تحقيقية وقضائية تزيل هذا الشك والريبة وتقطعهما باليقين، ومفادها: "أنْ ابحث عن المستف...

دعُه يتفاوض دعُه يتنحى

لا أدري لماذا كلما قامت أية شخصية اعتبارية، تحظى بتأييد واحترام محليين لدى بعض الليبيين من الداخل أو الخارج، بعرض أفكار سياسية وتفاوضية تريد من خلالها الوصول بماراثون الأزمة الليبية إلى شريط النهاية في طرابلس، بتنحي القذافي وزبانيته وزبالته عن مقاليد الحكم، ينبري البعض منا بالتصدي لها، وقد تصل به هذه الممانعة إلى تخوين هذه الشخصية وإقصائها من أية حسابات ومشاركة سياسية آنية ومستقبلية، على الرغم من أنها قد تكون تتفاوض مع بقايا عظام النظام بمباركة دولية في الخفاء؟. لما خرج الشباب في ثورتهم كان هدفهم الأول إسقاط نظام العقيد، ولا يعني إمعانه في تقتيلنا أنْ نمضي في مسار آخر غير مسارنا المستقيم، الذي قد ينحرف بثورنا إلى تفرعات تتولد منها تشعبات مُضادة، حتى يصبح المشهد الثوري في بلادنا أشبه ما يكون بمتاهة لها بداية بلا نهاية، فالتفاوض لأجل تنحي "معمر"، هو انتصار كبير لثورتنا، لو استطاع أي مفاوض محنك تحقيقه، فذلك يعني بأنّ "القذافي" قد خسر معركته معنا، شرعياً ثم عسكرياً ثم سياسياً، أي نكون بذلك قد هزمناه على ثلاث ساحات لا واحدة وبضربة واحدة من شعب واحد، أجمع مسبقاً على ...

لتزدهر الحياة بالحريقة والبريقة

 ثمة خطة إستراتيجية ومنهجية مهمة لردع "القذافي" وهزيمته، وهي خطة مُحكمة البنيان، نتائجها مضمونة (امصوقرة) وخسائرها طفيفة، ولها ميزة مختلفة، حيث إنها تضمن للشعب الليبي في المدن المُحرَّرة استمرار الثورة بانتعاش الحياة الاقتصادية فيها، على الرغم من التوتر الظاهر على سطح البلاد، وتجمُّد المفاوضات- مع حكومات الدول المُعترِفة بمجلسنا الوطني الانتقالي، وتلكؤها في سقاية حلوقنا العطشى، ولو بانتهاج وسيلة التقطير للريّ- بخصوص الأموال المُجمَّدة، على الرغم من إعلانها عن تعاطفها معنا.. "حنان الوز بلا بز". حينما كانت البريقة ورأس لانوف في حوزة الثوّار، طلبت إليهم أنْ يُطفئوا محركات سياراتهم ويتوقفوا هناك، بعدما يقيمون المتاريس والدُّشم، ولم ابتغِ من ذلك تقسيم البلاد، لكن ليقيني بأنّ "معمر" هو مجرد موظف يعمل على إدارة المؤسسات النفطية، وبمجرد فقدانه السيطرة عليها سُرعان ما يفقد قوته وتخور عزيمته، ولن يجد السند والدعم، حتى من أكبر الشركات والحكومات التي تنتعش خزائنها من عوائد هذه الثروة، وخاصة روسيا والصين، اللتين وعدهما هذا الموظف بالنصيب الأوفر من عقود الإنتاج، بل ...

لغم المصالحة الوطنية

مازال "معمر" مصرّاً على زعمه وعزمه، وهو يحاول إضفاء مسحة أخرى ومغايرة للواقع المعيش والفعلي على ثورتنا المجيدة، فطوراً يعتبرها تمرداً مسلحاً، وفي طور آخر، يدّعي- عبر قنوات وقوات إعلامه المُدجَّجة بترسانة الكذب والتلفيق- بأنّ ما يدور في البلاد ما هو إلا حرب أهلية بين القبائل في شطري البلاد الشرقي والغربي، فيصدّر- من ثم- هذه الصورة إلى المجتمع الدولي، معتقداً بانطلاء هذه الفريّة على الجميع، فالحرب الأهلية التقليدية لها عدة أشكال لا تخرج من أطرها، فهي إما أنْ تكون نزاعاً بصيغة وصبغة إثنيّة أو عرقية أو طائفية أو مذهبية أو قبليّة، وفي الغالب الأعم، تكون صراعاً شرساً على السلطة، لما يحاول الجزء من إحدى هذه التعريفات المكونة لأيِّ مجتمع السيطرة على الكلِّ بمنطق القوة، فمصطلح المصالحة الوطنية في العادة، ينهض على أطلال أية حرب أهلية استنزافية، تجري رحاها على إحدى هذه المُسبِّبات، حينما تـُنهَك الدولة فتحاول القوى الفاعلة بها، إيقاف نزيف الدم وهدر المال العام، بالتفاتة من أطياف النسيج المجتمعي إلى الداخل واحتواء الأزمة لما تصل إلى حقيقة مؤداها أنّ لا فائدة من وراءها، والملاحظ من خلال ت...

خذها نصيحة من لاعب شطرنج قديم

صورة
ضع في ذهنك جيداً، أنّ من يحكي معك الآن، قد تحصّل على بطولة دوري رمضان، الذي صادف سنة 1985ميلادية، المقام بنادي النصر، وفاز بصحن محلابية مرشوش عليها خليط من الألواز الأربعة وبأصبعين من بلح الشام الغارق في القطر، حتى لكأنني به صار رطب الشام، من يد الحاج "سرور" القائم على كافتيريا النادي، ولم يتجاوز عمره آنذاك الثلاثة عشرة عاماً، وصرع ببيدقه ملك ملوك (زمانو) في لعبة الشطرنج البالغ من العمر ستين عاماً. اسمع مني ما أقول، فإنّ إطالتك لزمن حرب التحرير، لا يعني بأنك قوي وبأنّ جيشك العرمرم جيشٌ لا يُهزَم، فلقد كان بإمكان قادة الصرب بمن فيهم (ميلوزوفيتش و(كازاديتش) أن يطيلوا من زمن مقاومتهم لضربات الحلف الأطلسي، لو أرادوا وجعلوها معركة استنزاف، لكنهم لم يكابروا ويتعنتوا، إزاء مطالبات المدنيين من شعبهم، فرضخوا للشرعية الدولية، وأوقفوا منهزمين تهديدهم للمسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفو، مع أنّ حربهم ضدهم لها ما يبرّرها ولا يبرّر الجرائم التي اقترفوها في حقّ المسلمين العزل، ولو بحجة الحفاظ على وحدة أو اتحاد الجمهوريات اليوغسلافية، لكون صربيا هي الجمهورية الأكبر بين جمهورياته، إلا أنّ (مي...

هو يزرع الألغام ونحن نحصدها بالأنغام

صورة
الشهيد البركاوي: الصادق الشويهدي جريمة حرب أخرى، يضيفها "معمر" إلى سجله الدامي والحافل بالدمار والإجرام، وهذه المرة في صحراء (البريقة)، تنفيذاً لخطته الأربعينية الرامية إلى تعمير الصحراء الليبية بنبتات الموت الشوكيّة، التي تحصد الأرواح بوفرة، هذه الخطة التي ترجمتها على نحو فني مرعب فرقة يمنية على مسرح خشبي، دُقّ في مجمع المرحوم "سليمان الضراط"- الذي أقامت فيه لجان "معمر" الشعبية والثورية، حفلات الغناء بمناسبة الانقلاب على الشرعية الدستورية، وبيع الأضاحي، وإقامة مهرجان النهر الصناعي للعبة حمل الأثقال، وإجراء القرعة للفوز بحقّ أداء فريضة الحج- في اليوم نفسه، الذي أُعدِم فيه المناضل "الصادق الشويهدي" ظلماً وعدواناً، بكلمات تنمُّ عن سوق هذا القائد لأفراد الشعب الليبي كأسرى يسيرون وراءه إلى حتوفهم، ومن دون مقود، بل بالسير في طابور طويل في مشهد يظهر الواحد منهم وهو مربوط إلى الآخر بأصفاد، بينما حبل من الخيش طوله أقل من مترين ما يزال يتدلى، مثبت من أعلاه بعارضة عريضة وفي أخره حلقة مفرغة: سير سير وعمّر .. شعبك بعدك يا معمر تشير الأنباء الواردة من هنا...

السياسة النبيلة إطار تعاملنا مع المجتمع الدولي

السياسة النبيلة لا تـُدرَّس في المعاهد والأكاديميات السياسية العُليا، فكل ما يُحشى في عقلية طلبة العلم من المتدربين على السياسة، هو تكريس تعريفها لديهم على أنها فنّ المُمكن، والمُمكنُ هنا هو كسب المصالح الخاصة لدولة ما على حساب مصالح شعوب الدول الأخرى وحقوقها في العيش بحرية وكرامة، وقد يصل بنا هذا المُمكن إلى درجة لا يمكن تصورها وقبولها، حينما يدفعنا إلى ممارسة المجاملات السياسية، حينذاك يُعرف السياسي الذي يُمارس هذا النوع من فنّ التعامل المشبوه بأنه داهية سياسية، ومن أولئك الساسة الذين عرفوا بهذا اللقب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق (هنري كسنجر) خصوصاً ما قام به لصالح الكيان الصهيوني في رحلاته المكوكية إبان حرب أكتوبر من عام 1973 ميلادية على حساب الفلسطينيين والعرب، وكذلك الرئيس السادات الذي تنكر للفلسطينيين لقاء قيام علاقة سياسية طبيعية بينه وبين ما يُسمى بإسرائيل إلى حدّ اختياره وتفضيله للعلاقة معها وقبوله بمقاطعة العرب لمصر بعد مؤتمرهم في بغداد، ولا ننسى في هذا المقام رؤية "القذافي" العوراء لما جرى في أفغانستان نتيجة لاحتلال الاتحاد السوفييتي لها في الفترة ...

شؤون ثورية

(1) لعبة الأغلبية: في الأيام الأخيرة للثورة المصرية، وقع الثوّار في مصيدة سياسية خطيرة، جرّهم إليها النظام البائد قبل أنْ يهلك، وهي الخوض معه في خضم التحشيد والتظاهرات، حيث صار يُخرج أنصاره من حين إلى آخر في الميادين المجاورة لميدان التحرير، الذي اكتظّ بالمنتفضين بالقاهرة، التي ركزت عليها وسائل الإعلام أكثر من المدن الأخرى، التي اكتسحت فيها الثورة ميادينها وساحاتها ولم يبقَ للنظام فيها أثر واحد، وصار التنافس على أشده على العاصمة المصرية من الطرفين (شباب الثورة والحكومة)، فلم تجد تلكم المدن اهتماماً من القنوات الإخبارية العالمية لإظهار روح الثورة فيها، ما أوقع الثوّار في لعبة الديموقراطية، التي ما كان عليهم أنْ يزاولوها مع هذا النظام القمعي في أساسه، فأكسبوه لبوساً لا يليق به حجماً ولا شكلاً، فأضفى على النظام الشرعية من دون دراية منهم، فالثورة هناك كما هنا، لم تقـُم إلا ضد نظامين مستبدين ودكتاتوريين، لا يعترفان بالأغلبية ولم يُلبيا رغبة الشعبين قبل خروجهما في التظاهرات الأولى ضدهما. وما يقوم به الآن ما تبقى من بنيان كيان "القذافي" المُنهار، من تحشيد وإظهار للمتجمهرين، هو محاول...

تقييم الوضع الراهن وطرح أفكار ذات بعد سياسي

مازال الوضع السياسي في ليبيا على حاله، ولم يخرج من حالة الثورة، واستمرار حرب التحرير في المرحلة الثالثة منها، التي بدأت وخرجت سلمية لنيل حقوق المواطنة والعيش في ظل حياة كريمة يكتنفها المساواة والعدل، إسوة ًبشعوب العالم التي تتمتع بالمناخ الديموقراطي، غير أنّ قمع "القذافي" لها، هو من جرَّها إلى الثورة المسلحة للدفاع عن النفس ودفع الضرّر في مرحلتها الثانية، ولأنّ روح اللحمة الوطنية تجسدت في أجلى صورة لها مع اندلاع هذه الثورة، كان لزاماً على المدن المُحرَّرة، أنْ تنتقل بثورتها إلى مؤازرة المدن المحاصرة، فأرسلت بشبابها الثائر لأجل فكّ الحصار وتطهير هذه المدن من براثن الدكتاتورية، لكي تلتحق بعربة الثورة، ما أدى إلى تدويلها، وجعلها قضية دولية بعد تحولها إلى مجلس الأمن والسلم الدوليين. لقد كان المشهد السياسي في ليبيا في ظلّ حكم العقيد القذافي استثنائياً، ما جعل من ثورة 17 فبراير ثورة استثنائية هي الأخرى، فاتخذت هذه الأطوار الثلاثة، لتكون ثورة جامعة ومانعة لكل مظاهر الثورات، محركها الدافع الذاتي الذي جمع بين الشعب بعامة، وهو تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات الاضمحلال لا النمو، ...