المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2010

بقايا إنسان

"الشعب الليبي.. ما ايريح منه شي.. اللي ايودر افلوسه.. ايقولوله: ياخذن سوّك.. واللي تنقلب عليه القهوة.. واللا يتعرض لقصف عشوائي من طائر في الجو أفرغ كل حمولته.. ايقولولهم: جياّتكم افلوس.. واللي ينهبل عندهم.. يحسبوه في عِداد لمّرابطين*". وبالفعل، نحن نهذي بهذا، مع معرفتنا أحياناً، بأنّ مُضيع مالـَه وما لهُ، قد يكون إنساناً طيباً، ولا سوءاً فيه، وبه، وقد سّدد ما عليه، ونزداد هذياناً، حين تصبيره بعبارة مُلحَقة، تحتاج إلى تأكيد صيغتها، في شكل أسلوب شرطي عامي، قبل الإتيان بجواب الشرط، عند ضياع- بل- وسلب كل شيءٍ منا: "انكنهو رزق حلال؟.. توا ايرد" فماذا إذا ضاعت الحقوق والأموال العامة؟ ولم ترد لأصحابها، فهل سنغلق مخازن أفكارنا بأقفال هذا الخرف الصدئ، ونعتبر أنّ هذه الأموال، ليست من رزق حلال، ولا من كسبه؟ وهي ممّا لا مرية فيها، أموالٌ حلال زلال بنصاعة لون زُلال البيض، لأنها لا تـُكتسَب بالغش والاحتيال، وإنما بإخراجها بسيناريو وتصوير تكنولوجي وتقني معروفين، من جحيم باطن الأرض، ما يعني أنّ فرص الغش مُنعدِمة هنا أصلاً، ولا ثمة مجالٌ للعب بكُرتِه، على أرضٍ غير معشوشبة.. ونغثي بذ...

سوائل بنغازية

1 - دم: عيادة السكر، بسيدي حسين.. تعجُّ بالمرضى وترتجّ.. ولا ثمة من يحتجّ.. العجُّ القادم من كلِّ فجًّ، يتزاحم هناك، ويتراحم على حياة العمّ نِظام.. اعوجاج الأفجاج في الطوابير، بتدابير طبّية ليبية، يُفاقم من فرط حلاوة الدم الخاثر في عروقهم، من كثرة ما ارتوت به (جذورهم*) ولن تجفّ منه أغصان وبراعم (فروعهم**) حتى صرنا- وبلا فخر- بلد المليون جوال سكر مُتحرك.. العدم ينزف بتقاطر من شبابيك ونوافذ صرّافي بنك الدم (البوخوخية) المظهر.. أرصدة الدم الجامدة والمتجمدة، لا تـُودع في حساباتها، عند منسلخ كل شهر، الدّم القاني الأحمر، لا يُصرف على الأحمر- ولو بنظام فوضى الفائدة، من دون فائدة- ولا يُقتصّ من حواسيب حسابات الدم الجّاري والسّاري المفعول.. هناك يصل المُسعِف لاهثاً، منتظراً الحصول على جائزته المارثونية، فيسقط على عتباته، وفي يده صكٌّ، عليه زُمرة الدم المطلوبة، بتوقيعٍ لا يُوقِع بالطبيب في شرك شرّ أعماله وإهماله، فيصرفونه- بدلاً من أنْ يصرفوا له حاجته المحتاجة- خالي الوفاض: "لا رصيد لدينا لزُمرتك".. فيزمر قصياً عنهم.. غير أنهم، لا يُحيلون الطبيب بأنيابه إلى النيابة، بتهمة صرف صكٍّ يصطك...