الأربعاء، 3 أبريل 2013

فيسبوكيات 54



عزل
العزل السياسي: تقاعد إجباري.
تنفيذ
انتظروه ليطبّق القانون بحذافيره، فطبقه في جيبه بحوافره وغادر.
دكاكين
بعض دكاكين السياسة تذكرني بمحال الملابس النسائية التي يديرها الرجال.
سحلب
الشعب الليبي يحتاج إلى محيطات من السحلب، كي تجبر خواطره، والمقريف يرش عليها القرفة.
خِطابة
أن يتحوّل السياسي على منصة الاحتفالات ومنصة النفط إلى شاعر وخطيب هذه مشكلة كبيرة.
معارض وموالٍ للثورة
الأول: دقها ليا خضرة لو صار منك.
الثاني: وانت دقها ليا نجمة وهلال انكان صار منك.
سوريا
موسكو تبحث للأسد عن مكان آمن حال تخليه عن السلطة، ولن تجد له غير أدغال أفريقيا أو سيبيريا، هذا إن كان أسداً بحقّ.
تصحيحات
كل أخطائنا صرنا نصححها، فنضع اللوم على التطبيق، ونبرئ الفكرة من كل سوء، ما عدا دور القبيلة الذي اختصرناه في القيادات الشعبية، مع أنها في الأصل مظلة اجتماعية وطنية.
جحود
جورج واشنطن مصوّر على الدولار لكن الأمريكيين لا يمجدونه بل يكرمونه، إشادة بدوره في تأسيس بلادهم.
الملك "أدريس الأول" هو من حرّركم، وأسس لكم الدولة، فلماذا تنكرتم له؟.
طين
الطين إذا شرب وروى تمتزج أجزاؤه ويتحول إلى وحل يسد الأرض في وجه الماء متكلساً لتجري وتتدفق فوق بساطه إلى جداول أخريات، العقول طوراً لا تنهل ولا تشبع من معرفة الحقيقة، لكونها في رؤوس الجهلة الظالمون أصحاب الأفكار المسبقة فتتحول فروة رؤوسهم إلى مانعات تحول بينهم والحقيقة.
تأخُّر
الضباط في الجيش وفي الشرطة، القضاة، المحامون، التفلزيونيون، يعملون على مأسسة الدولة الآن بلا فائدة، ولم يهمسوا بها في عهد القذافي على أكثر تقدير.
كلامهم آنذاك كان أثمن من فعلهم الآن لو تكلموا في حينه.
المتموّج
جالس على شط البحر، مقعده وفخذاه على مستوى واحد، وبطنه متعامد مع الشمس ومحاذٍ لذقنه، يقبض حفنة من تراب ويرفع يده إلى أعلى من رأسه، فتّساقط حبات الرمل، مُبيّنة له اتجاه الرياح والتيار السياسي الذي عليه أن يسلكهما.
حلواء جبريل
نبرة الدكتور "محمود جبريل" وآليته في الكلام، تحسسني بأنني في رياض الأطفال، مع إنني لم أُسجل فيها في صغري، حتى أتخيل في نهاية الحوار معه بأنه سيوزع علينا قطع حلواء من مصنع كانون.
من يلوم الآخر؟
من يلوم الآخر، الساكت الذي يطلب ممن يكتب عن المهمشين أن يصمت أم العكس؟.
من يلوم الآخر، الذي شارك في انتخاب المؤتمر الوطني وسكت، أم من رفض بشدة هذه الانتخابات على خلفية عدم تساوي المقاعد ويحاول الآن رأب صدع جدار العملية السياسية الذي أوقعنا فيه من يلوم الثاني؟.
غيطة
امغير اكبر يا العيل بس
انديرولك عدة وفرس
***
امغير أكبر يا العيل بس
اندخلوك في المؤتمر الوطني
انطلعوك من البرّاكة
نشرولك براية
انديرولك محاية
انجيبولك كراسة
امغير أكبر يا العيل بس
انشربوك سيزر
نشرولك سيارة
انرقدوك في ريكسوس
انشيلوك للحج
بس أكبر يا العيل بس
واكتبلنا الدستور
***
كأنني سمعت هذه النوبة الغيطاوية في مسرحية المستشفى بصوت "حسّونة" أبن "بو معيرقة".
تبادل أدوار
1- المعارض صار حاكماً.
2- الحاكم صار معارضاً.
3- عاصمة الثورة استحالت عاصمة الأزلام.
4- عاصمة الأزلام أضحت عاصمة الثورة.
5- ساحة الحرية صارت ساحة أفراح.
6- الساحة الشهباء جُعلت ساحة الشهداء.
7- مدينة الاستقلال للاستغلال.
8- مدينة الأزلام تحقق الأحلام.
9- المخطئ بات يلوم الأنقياء.
10- إقليم النفط يجوع.
11- إقليم العفط في تخمة.
عواذل
جماعة (يا عوازل فلفلو) من الملتهين في هذه الأيام بالعزل، صاروا يشتغلون شغل الحواري، مثل (معلمات) تتنابز من شرفات حارة- والناس من تحتهن تحوقل- والأيدي تتوسط خصورهن: يا بنت ياللي ماشية مع النظام من عام 77، دنا أشرف من الشرف.. والأخرى ترد عليها بموشح من الشتائم: روحي يا خطافة الأزلام من عام 69 يا مُفترية، وتتبع شتيمتها بكلمة (يا دلعدي) التي لم أعرف لها تفسيراً حتى الآن.
طفولة
أعضاء المؤتمر الوطني، يذكرونني بالأطفال حينما تبعثهم إلى محل، يغيبون عنك طويلاً، ولما تتبيّن السبب تكتشف بأنهم أثناء مسيرهم تشاجروا فيما بينهم وسقطت الدراهم من جيوبهم، تحرث التراب لتجد دراهمك فتسمع أحد الشيوخ الجالسين يقول لك: "ما اتغبرش علينا" فترجع خالي الوفاض إلى بيتك، بعد أن تجري وراءهم لتعاقبهم وهيهات لك أن تصلهم.
حالة العزل التي هم منهمكون فيها الآن ذكرتني بالأطفال، حيث كنت أفعل فعلهم.
انهماك
كنت اتابع تعليقاتكم عبر الموبايل، دخلت إلى المقهى، وجدت صاحبه الأبله يشغّل المكيّف الذي لا أستطيق هواءه حتى صيفاً، ارتعدت فرائصي من البرد، اضطررت للخروج وعيني على شاشة الموبايل الصغيرة.
حسناء جميلة وجدتني أمام سيارتها، صبرت على حماقتي، لم انتبه إلا إلى صوتها وقد تنكّه بضحكة رقيقة: "ها.. كمّلت يا أستاذ؟" اعتذرت منها، فمدّت ليّ قطعة من شكولاطة (دوبلو) تناولت هي نصفه، ومازال غلاف إصبعه الثاني يخشخش في جيبي، شرّعت لها الطريق وانصرفت.
صعدت الرصيف، منهمكاً في وضع الإجابات على تعليقاتكم بمتعة لا توصف، وعند قراءتي لتعليق "صفاء عطية" الذي نصّه: "ههههههههههه الشعر تنتيش وليس تخبيش" ، سرت في قدميّ برودة شديدة، وجدتني في وسط البركة في بركة من الماء، اضطررت إلى العودة إلى البيت، وقد فسد مخطط خروجي اليوم.
حمدت الله بأنني لا أملك آي باد ولا حتى لابتوب.
وقدة
دخلت فراشي، تغطيت رأيت صورة الوردة البيضاء في كهف لحافي المظلم، دفئت سخن مخي، تذكرت لوم الملام عليّ، الذي لا يستحي على دماغه المكلس بطبقات الغباء السميكة العازلة للفهم، ها قد وضعنا في هذا المطب الذي يقلب عربات أحلامنا على طريق من شوك، بقيادة من رشّحهم لنا، ونسى طرقعة يده على صدره كبائع حمام لا عهد له، يوشوش في أذن الحمامة قبل بيعها: أن عودي إليّ.
زارني هذا الخاطر المعزول عن لوم الاخرين والعمل على انتشال البلاد من بئر سحيقة.
يكفي أن نضع معياراً للعزل وأن نديم عمل لجنة النزاهة بهذه النقاط التي وضعت لها:
ألا يكون المسؤول قد أوغل في دماء الليبيين وأموالهم وأعراضهم.
***
لن أتغطى قبل النوم حتى أجدني ساحباً اللحاف على جسدي من حيث لا أحتسب، كي لا أقلقكم بهواجسي.
فخّ
أحياناً لا ترغب في شيء ما غير أن شريك في الحياة أو العمل أو البيت يرغبه ويصرّ عليه وحينما يذهب باتجاه ما يراه ويريده يعجز عن تحقيقه، فتجد نفسك قد أُقحمت فيه من دون ان ترغب، لأن خرابه سينعكس على حياتك.
لمن لم يفهم أسوق المثال الآتي:
ربما لا تكون راغباً في وجبة عشاء ومن معك يقول لك أريد أن أعد مكرونة ويعجز عن إعدادها، فتجد نفسك في المطبخ تشرف عليها رغماً عنك وحينما تنضج تقدمها له وتكتفي بكسرة خبز تأكلها فتنام.
الأمر نفسه لما أوجه المؤتمر الوطني الذي راهن عليه البعض، وقد فشل في القيام بما هو منوط به، وجعله غيرك من المنتخبين أمراً واقعاً رغماً عنك واختبأ هو لأنه يدرك عمق الوحل الذي أغرقنا فيه، ما يضطرك إلى أن تستلم المسؤولية عنه بالرغم من كونك تستطيع أن تتراجع وتجلس مرتاحاً لأنك كنت أذكى منه ولم تدخل في هذه اللعبة القذرة والظالمة منذ البداية ولست ملاماً عن إخفاقاتهم البائنة للعقل، ومع ذلك تتسامى على حماقة الأطفال وتحاول إدراك ما يمكن إدراكه لئلا تضيع البلد.
ثناء إرغامي
الملك الصالح "إدريس الأول" هو من حرّر بلادكم وردّ لكم كرامتكم وبنى لكم دولة اسمها ليبيا، لاحظوا يا أصدقائي بأن حتى من يكرهه، لا يستطيع أن يفصح عن مكنون مشاعره، لأنه سيبدو شاذاً عن قاعدة الحب والإخلاص، ما يجعله ينافق ويترحم على روحه كذباً وفي قرارة نفسه يلعنه ألاف اللعنات.. ليس كل من أثنى على الملك إدريس الأول يتقبله.
ذكرى الاستقلال
-الاستقلال حاك لنفسه اليوم أحلى حلة، إذاً قولنا:"ما ينفع في البايد ترقيع" قول غير صحيح، أو أن القذافي وكل من ردّد وراءه قولة"العهد البايد"هم الكاذبون.
-شاهدت جانباً من العرض العسكري في الذكرة الواحدة والستين لاستقلال ليبيا، وما هالني هو مرور سيارات الدفع الرباعي.
أعتقد بأنّ أصحاب معارض السيارات هم من شاركوا بها للترويج للسيارات.. وتمّ الحجز عند أخر المنصة.
-الطامع في المنصب والثروة لنفسه الأناني الذي لا يخجل، يفعل كل شيء لضمانة مصالحه المستقبلية، مثل هذا الأفاق هو من أصدر التعليمات لتزوير تاريخ الجهاد في ليبيا، وسرقة الفضل من الأبطال الحقيقيين الذين جاهدوا وضحّوا بأرواحهم وأموالهم من قبل.
المتقاعس عن الجهاد والوطنية يدرك فضل الاثنين في الدنيا والآخرة إلا أنه تملص من أدائهما وهما فرض عين لا كفاية على كل مسلم ومواطن، والآن يعمل المستحيل لينسب الفضل إلى أجداده لينعم بزخرف الدنيا.
يُجرّدك من شرف البطولة ويلصق وسامها على صدره، بخسة متناهية مع الصغر والوضاعة، يستغل بعدك عن مركز السلطة، ويُعيّن بأمر حاسد من (بلدياته) سفيراً فوق العادة وهو حتى الأمس القريب كان من المتجمهرين في الساحة الخضراء تحت وهج الشمس حتى طيف القمر يهتف بروح قائده.
في طرابلس يصمت الناس هناك على الأزلام بعكس بنغازي وبرقة كلها التي لفضتهم إلى منفاهم الأخير، كفضلات عضوية في مجارير التاريخ السوداء، في طرابلس يعلم البعض مدى تورط الأشخاص في قتل الليبيين ويسكتون عنهم خشية إملاق وقطع الأعناق والأرزاق، يجب عزل المواطن الجبان الذي استكان بل ورشّح الأزلام فيما يُسمى بالمؤتمر الوطني العام، ما كان لمثل هذا المواطن الحق في أن ينتخب لأن معايير الثورة والوطنية لم تنطبقا عليه إلى التو، أقول متحدياً: هاتوا ليّ اسم من أعضاء المؤتمر الوطني عن بنغازي وبرقة جميعها يشار إليه ببنان التبعية للقذافي.
24 ديسمبر يوم برقاوي بمدى المقاييس، ففي برقة أُعلنت راية الجهاد، ولاقى عربها الويلات من التقتيل والتشريد والنفي والتعسُّف، منها دخلت راية الجهاد منطلقة من مصر بعدما تحالف الملك الصالح الحكيم مع الإنجليز والحلفاء، في الوقت الذي راهن فيه سياسيو طرابلس على محتلهم الإيطالي والمحور الألماني الياباني، استقلت برقة قبل الولايتين الأخريين، وعمل أميرها على استقلال ليبيا ككل، من بنغازي أُعلِن الاستقلال في يوم مهيب، يتنكر له البعض من ذوي القلوب السوداء الذين كل همهم الظفر بالمغانم من دون حياء.
عرس الاستقلال لا تنير أضواؤه ولا تــُسمع معازفه إلا في مدينة المنشأ "بنغازي" التي ما كانت ولا تكون ليبيا إلا بها، هذا الحدث التاريخي الجلل سطر بيانه وصدح به الملك العادل من هنا من مدينة الملح بنغازي ووفاءً لها لا ينبغي على الاحتفاء به إلا من قصر المنار هذا الصرح الوطني الكبير، فمن حق بناة ليبيا من رجالات الملك أن نترحم على أرواحهم الطاهرة من هنا، ونستمطر شأبيب الرحمة عليهم من هنا.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية