أعين وأنوف
لا أتذكر وجود باب بمصرعين أسودين من حديد، لا يشف من وراءهما ضوء ولا صورة ولا حتى خيال، بمحاذاة قاعدته مصطبة من عتبة واحدة إسمنتية متعرجة تضغطه ستة طوابق إلى أسفل، في الجهة المماثلة من المبنى يبدو مدخل آخر للخروج الطارئ عند ذروة الازدحام به باب حديدي أسود أيضا، جعلت له سطيحة تحمل خمسة أعمدة بينها مسافة تسمح بالكاد لمرور اليد إلى الداخل، تشخص عدة مقاعد خشبية من لوح فاخر غرست في مساندها وإلى أعلى علامة من وراء قطعة بلاستيك شفافة مكتوب بداخلها (milano) على مساند هذه المقاعد لطالما ارتخت الأجساد ومدت الأقدام على حواشيها في استهتار وعنجهية، لا تنتهي إلا عند تسلل المشرف (صاروخ) القابض على مصباح يدوي (بيلة) يبهر الأبصار في عتمة المشاهدة والمتعة. في وسط الواجهة ثمة باب أتذكره بعرض أربعة أمتار مثبت على سكة ينزاح مصراعاه إلى اليمين واليسار محدثا فارقا في المنتصف، يلج من خلاله القادمين، في لحظة الدخول، يقابلك باب خشبي بمقابض ذهبية يجلس أمامه عامل إلى جانبه صندوق خشبي يرمي في عمقه قصاصات التذاكر، وعلى يمين المدخل ثمة يافطة كهربائية تلصق عليها الأفيشات للأفلام التي ستعرض بعد إسبوعين، وإلى...