أنا و المجنونان
' انبيوة ' و ' انجيوة ' شابان طيبان ، تعرفت إليهما منذ سبع سنوات خلت ، في إحدى المناسبات الاجتماعية ، و صرت كلما التقيهما ، أتبادل معهما أطراف الضحك بشدة ، حتى تتشقق أشداقنا من فرطِه .. يعجبني فيهما إقبالهما على الحياة ، و تطلعهما إلى مستقبل واعد و سعيد ينتظرهما .. بعد أنْ أكملا دراستهما في أحد المعاهد العالية ، دعياني إلى حضور حفل تخرجهما ، الذي أقاماه في بيت ' انجيوة ' الفسيح المُعدِّ لمثل هذه المناسبات ، حيث إنهما اشتركا في هذا الحفل ، لكون أصدقاء ' انجيوة ' هم أنفسهم أصدقاء ' انبيوة ' و احتفظ كل منهما بحقّ دعوة أقاربه و معارفه ، كان حفلاً مهيباً ، لم يغِب عنه أحد من أصدقائهما و لا معارفهما و لا أقاربهما ، فبارك لهم الحضور بهذا النجاح البارع ، وسط تدفق زغاريد النسوة ، و قام البعض منهم ، من النافذين ، بعرض خدماته عليهما ، لأجل إيجاد وظيفة لكليهما ، و سمعت ' انبيوة ' يردّ : ( بشرط تلقولنا عمل في مكان واحد ) فيدعو الجميع : ( ربي ايخليكم لبعضكم و ما ايفرّقكم ) . بعد ذلك الحفل غير العادي - الذي خُتم بـ ( قرّاية ) شارك فيها الجيران من...