الجمعة، 29 يوليو 2011

إيمان وعبد الفتاح

الاعتداء على المواطنة "إيمان العبيدي" في طرابلس، أُريد به التشفي من الشهيد "عبد الفتاح يونس العبيدي" الذي كان لانشقاقه وقع الخزي على "القذافي" ومن معه، خصوصاً بعد فشل محاولة اغتياله التي نفذها أزلام "معمر" وراح ضحيتها أحد حراسه ورجاله، فبسبب العجز الذي أصيب به الجهاز الاستخباراتي، لجأ إلى تلك الحادثة الدنيئة، انتقاماً من الشهيد "يونس" وقبيلة العبيدات بصفة عامة.
ويجدر بنا أنْ "القذافي" في غير مرة أعلن وعلى الملأ بأنه هو من أعطى الشهيد الإذن لينضم إلى الثوّار حرصاً على سلامته، وفي هذا التصريح، يكمن دهاء شيطاني أراد من خلال نفثه، الوقيعة بين الثوّار و"عبد الفتاح يونس" فطالما أنه انضم مجاملة وتقيّة كما حاول أن يُظهر "معمر"، فذلك معناه أنه ما يزال موالياً للقذافي، وبذلك ابتغى إهدار دمه ليقتل بتهمة الخيانة والعمالة لمن انشق عنه منذ بداية الثورة الليبية المباركة.
ثار الجدل والتشكيك حول عملية اغتيال "يونس" وثمة قاعدة تحقيقية وقضائية تزيل هذا الشك والريبة وتقطعهما باليقين، ومفادها: "أنْ ابحث عن المستفيد من وراء أية جريمة في حالة غياب الحقيقة ومعرفة الجاني الحقيقي"، وثمة قاعدة أخرى تعزز الأولى، وهي حينما يسأل المحقق أول ما يبدأ في عمله لكي يصل إلى طرف الخيط الذي يوصله إلى الجاني بسؤال أقاربه: "هل وصل المجني عليه تهديد من أيِّ شخص أو أية جهة؟"، ولأننا كليبيين وثائرين أقارب لهذا الشهيد البطل، فإننا سنجيب بالآتي:
نعم ثمة من لم ينفك عن تهديد هذا الشهيد الراحل عبر خطاباته الرسمية ومن خلال إعلامه المجرم- الذي على الرغم من كسبنا للقضية المرفوعة والمدعومة بالقرائن والمستمسكات على شركة (نايل سات) أمام القضاء المصري، مازال مستمراً طوال الأربع وعشرين ساعة عبر قنواته المتعددة، يهدد الليبيين بالقتل والفتنة من دون أن تهتز شعرة واحدة من الشيب من رأس (رأس) النظام الحاكم في مصر، ممثلاً في المجلس العسكري الذي يقوده المشير طنطاوي، الذي لم يحمِ طنطا واستلم الشنطة من يد العقيد القذافي لقاء ذلك- حيث إنه في أكثر مناسبة، أعلن عن مقتله، بعد أنْ يئس من عودته إلى خيمة العقيد، وبعد أكثر من استجداء بثــّه من خلال صندوق جرائمه الأسود (تلفازه) لأجل هذا الغرض الدنيء، وهذه الدلائل كلها تدفع بالمحقق العدل إلى اعتماد هذه الحقيقة، إذ أنها تجعل الشبهات بل الحقائق تحوم حول رأس العقيد وتدينه بهذه الفعلة المُشينة.
إنّ قبيلة "العبيدات" قبيلة شريفة يمتاز أبناؤها بالفروسية ويتحلون بالأصالة والأنفس الطيبة وبروح المروءة والكرم، أما بناتها فالواحدة منهنّ حصان رزان، وقد نشأنّ في بيئة اجتماعية كريمة ومحترمة، ولن يستطع إعلام المجرم القذافي، أن ينال من محبتنا لهذه القبيلة الرائعة والمجاهدة التي دافعت عن الأرض والعرض، ولن ننسى لها نحن الليبيين جودها بالنفس والنفيس لأجل كرامتنا ونعاهدها بالنيابة عن الثوار وبالأصالة عن أنفسنا، بأننا سنتثأر عدلاً لا انتقاماً لأبنها البار "عبد الفتاح يونس" وابنتنا الكريمة "إيمان العبيدي" من شخص القذافي، ولو دفعنا أرواحنا وأموالنا مقابل ذلك، فلسنا بجاحدين الفضل علينا، ولو أدى الأمر بنا إلى أن تتحول أجسادنا إلى كرات مشتعلة وقنابل بشرية تدك حصن القذافي وتقبره في جوفه، لقد حمّلنا الشهيد وهذه القبيلة جميلاً- ومعروفاً ومسؤولية- سيبقى يتدلى من أعناقنا حتى نأخذ بثأره.
يا من أنتم محزونون على روح الشهيد ورفيقيه، تأكدوا بأنهم هانئون بالجنة، ولو كان الأمر بأيدينا لإرجاعهم بيننا لما رضوا بذلك، فكيف يستبدلون ما هو أعلى بما هو أدنى؟ فدعوهم فارحين بما أتاهم الله من فضله، واعملوا على استلام اللواء من اللواء الشهيد، حتى نصل إلى مخبأ المجرم الأول ونحن في سيرنا إليه نستبدل اللواء، كما في لعبة التتابع.
فألف رحمة عليك يا شهيد الثورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياد العيساوي
بنغازي:29/7/2011
للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com
صفحة الكاتب على الفيسبوك: http://www.facebook.com/profile.php?id=100002322399992






1 تعليقات:

في 30 يوليو 2011 في 3:06 ص , Anonymous غير معرف يقول...

أجدت فأصبت ، كلام رائع وتحليل متميز يا أستاذ زياد .

مادي الشويهدي

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية