الثلاثاء، 19 يوليو 2011

هو يزرع الألغام ونحن نحصدها بالأنغام

الشهيد البركاوي: الصادق الشويهدي
جريمة حرب أخرى، يضيفها "معمر" إلى سجله الدامي والحافل بالدمار والإجرام، وهذه المرة في صحراء (البريقة)، تنفيذاً لخطته الأربعينية الرامية إلى تعمير الصحراء الليبية بنبتات الموت الشوكيّة، التي تحصد الأرواح بوفرة، هذه الخطة التي ترجمتها على نحو فني مرعب فرقة يمنية على مسرح خشبي، دُقّ في مجمع المرحوم "سليمان الضراط"- الذي أقامت فيه لجان "معمر" الشعبية والثورية، حفلات الغناء بمناسبة الانقلاب على الشرعية الدستورية، وبيع الأضاحي، وإقامة مهرجان النهر الصناعي للعبة حمل الأثقال، وإجراء القرعة للفوز بحقّ أداء فريضة الحج- في اليوم نفسه، الذي أُعدِم فيه المناضل "الصادق الشويهدي" ظلماً وعدواناً، بكلمات تنمُّ عن سوق هذا القائد لأفراد الشعب الليبي كأسرى يسيرون وراءه إلى حتوفهم، ومن دون مقود، بل بالسير في طابور طويل في مشهد يظهر الواحد منهم وهو مربوط إلى الآخر بأصفاد، بينما حبل من الخيش طوله أقل من مترين ما يزال يتدلى، مثبت من أعلاه بعارضة عريضة وفي أخره حلقة مفرغة:
سير سير وعمّر .. شعبك بعدك يا معمر
تشير الأنباء الواردة من هناك، إلى أن الفلاحين زرعوا بذور الشر بعشوائية ومن دون خرائط تبين أماكن تواجدها، لكي تتيح للعسكري العودة إليها متى انتهت المعركة وخرج منها منتصراً، ولعلّ في ذلك بُرهان على أنّ الفلاح الأول "القذافي" أدرك نهاية حكمه في هذه المعركة بين العدوين التقليديين (الخير) الذي نمثله و(الشر) الذي يتقنه، وما فتئ يزرع بذوره في بلادنا، من فتنة وإفقار وعمالة، ذلك أنه لو كان مؤمناً بالنصر، لجعل لهذه الألغام مراجع يعود إليها متى ينتصر، لكن فعله ينبئ بحقيقة أنه مثل أي محتل بغيض لا يخلف وراءه سوى الموت الزؤام، لكننا الآن في موسم حصاد خيرات الثورة، وسنزيل كل الحشائش والأعشاب السامة باقتلاعها من جذورها، محققين بذلك التغيير الجذري لا الفرعي، فليس لبذور الألغام سيقان ولا فروع تخرج من الأرض لكنها تمكث في الأرض، حتى نحصدها بالمنجل والمطرقة، اللذين سيسقطان من علم وريثة الاتحاد السوفييتي الشيوعي (روسيا) التي ستقلب لـ"معمر" ظهر المجن، بمجرد أنْ يفقد السيطرة وتـُطرَد ميلشياته من أرض البريقة ورأس لانوف والسدرة، ونحن نغني وننشد أهزوجة الحصاد، بهذا البيت من إحدى نفحات سيدي عبد الرحمن المجذوب:
يا زارع الخير حبة يا زارع الشر ياسر

مولى الخير ينبا و مولى الشر خاسر..











































































1 تعليقات:

في 20 يوليو 2011 في 9:56 ص , Anonymous غير معرف يقول...

كلما تأملت حالنا اليوم مع هذا المخلوق لا يخطر ببالي إلا مسلسل الكرتون الشهير ( السنافر) فشخصه يتجسد في شخصية شرشبيل وكيف يحاول ان يقضي على (السنافر) بكل مايملك من مقدرة حتى لو استعان بالسحر او المعدات أي كان نوعها.
فلو ترجع لأيام الطفولة وترى (السنافر) بعيون الكبار ليس كما رأينه صغار لرأيت الشبه واضح جداَ وخصوصا الجملة الشهيرة (سأقضي عليكم ولو كان هذا آخر عملاً في حياتي ) مع القهقهة المخيفة التابعة لهذه الجملة ..أما القط (هرهور) فيمثل مساعديه ممن فقد عقله وغيبه عن التفكير الصحيح ولا يزال يرافقه ويصدقه ويلبي له مطالبه حتى لو كانت هذه المطالب مستحيلة والضحية والهدف المطلوب هو إبادة السنافر
فهذا حالنا اليوم ولكن الفرق الوحيد ان مسلسل السنافر حتى في الحلقة الأخيرة انتهى والصراع لازال قائماً أم نحن سينتهي بنصرنا بإذن الله ونقضي على شرشبيل ليبيا.
رحم الله شهدائنا من عام 1969 إلى ان ينتهي صراع الخير والشر واسكنهم الله الفردوس الأعلى
والنصر قريب بإذن الرحمن
قرأت...... وفي كل مرة يزداد إعجابي بما تخاطب للفكر من أفكار وتحليل سياسية موفقة ومقالات رائعة جدا ويشهد الله اني فخورة بكل ماتكتب.
وفقك الله وسداد خطاك
وكـم اشتـــــــــاق لهدوء الشتاء
لك تحيتي

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية