الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

فيسبوكيات (18)

اعتزال

عاد إليها يغني "سلامات يا دار الحبايب جيتك".. فوجدها قد تزوجت، لأن "محمد السليني" اعتزل الغناء، فاعتزل الوطن.

عرض

يا زنتان هاتوا سيف وخذوا الفيل.

اختمار

عجين الديموقراطية دقيقه مستورد من الغرب، وقد اختمر في ليبيا، نحتاج فقط إلى كوّاش لا يكوّش علينا، حتى نستلذ بطعمها.

اعتياد

اعتدنا القذافي حتى بعد رحيله، فجعلنا المساجد تقفل بعد كل صلاة، اعتدنا القذافي وثبتنا سعر الدولار على السعر الذي وضعه هو، اعتدنا القذافي وجعلنا صورته تتدفأ ويدب فيها نبض قلوبنا وهي مخبأة كدنانير في جيوبنا، اعتدنا عمالته وخيانته، ثمة بيننا عملاء كثيرون صنيعهم يدل عليهم.

اغتيال

المجتمعات السياسية التي تحدث فيها اغتيالات سياسية، تحدثني بأنها كيانات مخترقة خارجياً، فوراء أي اغتيال من هذا النوع يدٌ كتفها في الخارج وكفها في الداخل وعقلها في النفوذ والاستحوذ، هي يد عميلة وآثمة وغادرة ومغادرة لاحتواء الوطن.

بساط الريح

دماء الشهداء صارت وروداً وبساطاًأحمـ(ر)ي يختال عليه الفارون، وصيّروه بساطاً للريح ليطيروا به إلى أعالي الهرم السلطوي.

مرسكاوية

ناوضني ناوضني غيّاتك ما هاونني ..
ناوضني يا ظريف يا بوخشيم اتقول (سيف)
يا بولبسة ع الخفيف خزرات عيونك رزني
ناوضني ناوضني.
لا أجدها تنطبق على سيف أبيه.

شيطنة

لست ممن يشيطينون المسؤولين الجدد، ويريدون البروز على وجه الساحة الإعلامية كمعارضين فسح لهم زملاؤهم الآخرون المجال بعد نضالهم ضد القذافي، ولشعورهم بالنقص والمعيبة والجبن لما رأوا كيف سقط نظام التخلف سريعاً الذي أبان على أنه نمر من منديل، شعروا بمدى سخفهم، وبأنهم قد اقترفوا إثماً في حق الوطن والشعب، لذلك صاروا يخونون ويشيطينون المساعي الجديدة لبناء دولة الديموقراطية التي نسعى إليها، هل يكفي هؤلاء المثقفون أن نقول لهم أنتم شجعان وقد قمتم بواجبكم ضد القذافي حتى يرتاحوا من تعذيب الضمير؟.. ولكي نستفيد وتستفيد البلاد من لجم حماقاتهم، لقد ظهروا في وقت الصمت وصمتوا حين الكلام، وما كلامهم إلا ضجيج بدائي.
حضانة
ثمة أطفال كبار مهرجون يعبثون ويعيثون الفتن والدسائس في الشوارع، ولا يسمحون لماما ليبيا أن ترتاح وتداوي جراحها، أرجعوهم إلى ديارهم أو افتحوا لهم حاضنات مانعة للتفقيص وأمنعوا عنهم الحرارة الاصطناعية، لئلا ينتج لدينا نوعٌ من الديكة التي لا فائدة منها حتى عند الآذان والتكبير في فجر الحرية، ولا تجيد سوى مسح مناقيرها على الأسفلت كلما شبعت وتدفأت في أحضان الدواجن.

ثرثرة

أينما ذهبتُ أجدهم يثرثرون ثرثرة سياسية، ويرددون كلام السّاسة على الشّاشة، يشكرون شلقم لأنه بكى لأجلهم، ثم يسبونه لأنه صدق حينما حذر من دور قطر، أحدهم وجدني مرة جالساً في الحديقة ذات يوم نشرت فيه مقالة صحفية عن شلقم فوبخني: "تي كنك مع شلقم لولاه راهو ثورتنا ما صرتش منها.. يلعن جد الموقف اللي داره وخلاص خنقتني العبرة وخلا رايس تضبطه وتبكي وبان كي مون يضبطهما ويشهق ويبكي".. أشعرني بأن كواليس الجلسة تحولت إلى مأتم ليبي للتعديد والشلاء".. وجدني اليوم فقال: "ريت شلقم الـ.... ايش قال على عرب قطر؟.. خزي عليه .. لنقنه يخطانا وشكر الله سعيه".. انتظر مني تعليق، فتجاهلته بالرد على اتصال هاتفي لموظف في الخارجية الليبية كان قد استدعاني لأجل الموضوع نفسه في حينه ووبخني: "شلقم سياسي محنك.. كيف اتقول عليه هكي.. لما هو دخل السياسة أمك ما زالت ما جاباتك.. فيجب أن تعتذر له عبر الصحيفة التي نشرت فيها مقالك وفي نفس الصفحة".. ليقول على التلفون: "اعتذر منك يا استاذ زياد لقد كنت محقاً بحق شلقم".. وضعت يدي على الزر الأحمر في النقال وقبل أن أقفله بقليل طلبت إليه: "انشر اعتذارك ليّ في الصفحة 12 من نفس الصحيفة".. نهضت ورددت على الواقف جنبي بعطسة ونفضة منديل.
الراجل نفسه الذي في الخارجية نفسها، استدعاني بحب في المكان نفسه، وانتقدني بالصرامة- (بمعناها الشعبي)- نفسها: "كنك مع عمر الحسن البشير راهو السوادين زعلانين منك.. كيف اتقول عليه مجرم حرب؟".
وبعد ...........................................................................
اتصل بي ليخبرني: أنت مدعو لحفل عشاء في القنصلية البشيرية.
- أنا لا أجلس على موائد الطغاة.، فما حصل شيء وقناعتي شيء آخر.

احتباس

الساسة الليبيون مثل من كانوا محتجزين في فم غولة وخرجوا منه بعدما عطست، ومنهم من جراء العطسة سقط على ظهره وانفرطت عقد عموده الفقري واكتفى بالصراخ والهرج والمرج وسيدي خليفة، اأما الآخرون أخذوا يركضون نحو اتجاه اختاره كل واحد منهم لنفسه، خوفاً من العودة إليه.. سيلزمهم وقت طويل حتى يطمئنوا ويجتمعوا في مكان واحد ويتفقوا.. وحتى ذلك الموعد، امنحوهم ماءً وأنفاساً و... في الصباح.
تلوث بيئي
التلوث البيئي في ليبيا وبنغازي كعينة، بدأ في منتصف الثمانينيات، صاحب وتواقت مع تلوث سياسي خطير، أصاب البلاد في صميمها وعمقها، متى اختفى الثاني تخلص هواء وبحر بلادنا من الأول، سأعرف أن بلادنا صارت نقية وديموقراطية بعدما تعود بحيرتها إلى سابق عهدها، حينما كنا نصطاد منها السمك بأكياس البصل ويعوم فيها الدرفين.. بينما كنت أمضي أنا والشاعر "الحبيب الأمين" بجانب ميدان الشجرة المقطوعة كان يسألني متى تتحسن الأوضاع؟ فأجيبه بسؤال: هل رأيت عمود الإنارة هذا النائم بالقرب من النافورة الصدئة؟سيختفي القذافي متى رُفع هذا العمود.. وقد رُفِع، مع أنني كنت أعيب على إدارة مصرف الوحدة أنها لم تقـُم من طرفها بإقالة هذا العمود عن التناوم هناك.
أحمد منصور.. عجيب أمرك!
رأيته في برنامجه، حلقة أمس عبر قناة الجزيرة، مثل خليفة عباسي بين المغنين والقيان، جالساً لوحده ويستمع إلى الأغاني القومجية التي سُجلت في عهد جمال عبد الناصر، وهو يتفاعل معها بوجدانه وأحاسيسه، خصوصاً أغنية "صوت الجماهير" و"وطني حبيبي".


قصة الحاج الأمين العيساوي

كان لديه محل لبيع الخضار ضمن سلسلة محلات قديمة في منطقة البركة إبان الاحتلال الفاشستي، بين الحين والآخر، يقوم جنرال إيطالي ظالم وقاسِ بحملات تفتيش فيعبث ببضائعهم البسيطة، جلس وبقية التجار يتناقشون حول هذا الجنرال المستبد، فتوصلوا إلى حل اجتمعوا عليه جميعاً وهو أن يقوموا بضربه، فوقف الحاج الأمين ذو البشراء البيضاء والجسم الضخم والقامة الطويلة، وطلب إليهم أن يتراجعوا عن ذلك، يتركوا المهمة له وحده كي لا يتعرضوا للعقاب جميعاً فيتوقف حالهم وحال عيالهم، واشترط عليهم أنه لو حُبس أن يتذكروا أبناءه ويقيموا بواجبهم نحوهم وفاءً لأبيهم، فعاهدوه وأقسموا له بالإيمان الغليظ على ذلك، في صباح أحد الأيام جاء ذلك الإيطالي وأخذ يبطش بالتجار وسلعهم، فقام الحاج الأمين بطرحه على الأرض وكسرله خشمه.. أخذوه إلى السجن وبعد غياب ومحاكمة حكم القاضي الإيطالي العادل ببراءة الأمين ونفي الجنرال الإيطالي وإرجاعه إلى بلاده التي اتي مها، ولما خرج الحاج الأمين من السجن إلى بيته وجد بيته مليء بالخيرات والزاد وعلم من اهله بان التجار اوفوا بعهدهم إليه، فلم يشعر بالندم على ما فعل.

...........................................

المثقف لم يأخذ المواثيق من الشعب على أن يكافؤه وأهله إذا سُجن من أجلهم وبمحض إرادته لكن ما يحزنه هو عدم الوفاء له ولا السؤال عنه لا في سجنه ولا بعد فك أسره.

تريثوا يا عبيدات

مقتل اللواء "عبد الفتاح يونس" رحمه الله- بلا شكّ- كارثة فـُجعنا كلنا بها، وعلى الانتقالي الذي وعد بفتح التحقيق لكشف الغموض عنها بعد المهلة التي طلبها أمام أسرة المرحوم والشعب الليبي ككل- وقد انقضت- أن يكون عند وعده.
ومهما طالت المدة على أسرة الشهيد وقبيلته- خصوصاً وأن جهاز القضاء لم يفعّل بعد- حبذا لو أدركوا أن غياب الحقيقة لا يعني أن يُفخخ الموقف وتفسد البلد، فلا داعي للخروج في الفضائيات ولا لهذا الاعتصام الذي يشحن النفوس ويوغل الحقد ويزيد من التوتر، ولهم ولنا جميعاً في اغتيال عمي العقيد "إدريس العيساوي" بتاريخ 10/12/1962 الذي كان يشغل منصب القائد العام والآمر الأول للكلية العسكرية في العهد الملكي عبرة يعتبر بها الوطنيون، إذ لم يُكشف النقاب عن تفاصيلها حتى تاريخ اليوم، أي بعد مرور 49 سنة عن حدوثها، وقد قيدت القضية ضد مجهول عاش وربما ما يزال يعيش بيننا، ولعلم من لا يعلم قد حاول القذافي استغلال هذه القضية لتشويه العهد الملكي وزرع الفتن بتوجيه الاتهام إلى بعض رجالات المملكة في حينه، حيث جعل من ضمن الاتهامات التي وجهت لشخصية نافذة آنذاك هذه التهمة كحق عام، لأن جدي ووالدي رحمهما الله رفضا توجيه أي اتهام لأي شخص ولو من باب الشك، وحتى المرحوم وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة في المستشفى، سأله ابن عمه النقيب "المهدي العيساوي": (من الذي أطلق عليك النار يا إدريس؟)، فأجابه رحمه الله: (اللي طلق عليا النار نعرفه كويس.. ولو ربي عطاني عمر تو نعرف كيف ناخذ حقي منه.. وانكان متت تو انحسابه يوم الدين).. كما ان الملك "إدريس" رحمه الله قال لجدي بالحرف الواحد: (والله يا حاج سعد وجعني إدريس واجد وخاطري ناخذله حقه من اللي قتله لكن ما نبوش ناخذو حد بالظن).. وكان بمكنة الوالد وجدي أن يستعينوا بأبناء عمومتهم في الزنتان، لكنهم غلّبوا الحكمة عن التسرع عاملين بالقول المأثور: (ما قتل مستعجلاً في بوه).
..............................
ذكري لهذه القصة الواقعية ليس من باب التفاخر بعائلتي لأنني من باب الصدفة كنت قد ذكرت لكم قصة الحاج "الأمين العيساوي" في تدوينة سابقة، لكنّ الشيء بالشيء يذكر.. (زياد العيساوي).
.............................
الصورة المرفقة لجنازة المرحوم العقيد "إدريس العيساوي" وهي من مقالة للأستاذ "سالم الكبتي" هذا نصها:
يوم الاثنين 10/12/1962، دوت طلقات من الرصاص عبر الطريق الجانبي المؤدي إلى مقر الكلية العسكرية الملكية في بنغازي المتجه إلى بنينا.. كان الوقت ليلاً مظلماً، والجو بارداً، وكانت تلك الطلقات (المجهولة المصدر) مصوّبة في الأساس نحو العقيد "إدريس العيساوي" نائب رئيس الأركان العامة للجيش الليبـي الذي يستقل سيارته (المرسيدس)، فأصابته في مقتل لكنه لم يمت في حينها، أُسعف ونـُقل إلى مستشفى ويفل في السلماني، وكان يتبع قوات الجيش البريطاني في بنغازي وهو أقرب مستشفى لمكان الحادث، في محاولة لإنقاذه.. غير أن الموت كان أسرع، وتوفي عقب لحظات من وصوله ، وأعلنت حالة الطوارئ في صفوف الجيش بأمر من رئيس الأركان.. وإدريس أحمد بوشناف الغرياني وُلِد في المرج عام 1918 وتربى لدي أخواله آل العيساوي في البركة ببنغازي وغلب عليه لقبهم، تلقى تعليماً أولياً في صباه، واشتغل سائقاً في شبابه ، وعندما نشبت حرب فلسطين عام 1948 كان من أوائل المتطوعين الليبيين الذين شاركوا فيها وحضر العديد من المعارك، ونال رتبة ملازم أول.. في ضحى اليوم التالي، الثلاثاء 11/12/1962 مرت جنازة مهيبة في شوارع بنغازي بعد تحركها من مقر رئاسة الأركان أمام معهد دي لاسالي في شارع فيومي (الجزائر الآن) للعقيد العيساوي، حيث دفن في مقبرة السيد عبيد بمراسم عسكرية.. كان في مقدمة المشيّعين اللواء نوري الصديق رئيس الأركان، ومحمود بوهدمة والي برقة، ويونس عبد النبـي بالخير وزير الدفاع، وخليفة بوشناف شقيق الفقيه، وأقاربه، وثلة من الضباط الجدد الذين وضعوه في مقره الأخير.. وجمع آخر من المواطنين.. فيما وصلت التحقيقات التي أجريت إلى طرق مسدودة.. وأبواب مغلقة!.


مراحل

الثورة الليبية ممتدة مرت بعدة نقلات على مرحلة واحدة ولم تهدأ.. البناء يستلزم الهدم والمعاول كانت كلاشنكوف.. الثورة المصرية مرت بمرحلتين الأولى تنحية مبارك، أخطأ من ظنّ بأن نظاماً سياسياً مثل الذي في مصر بمكنة ثورة مليونية أن تسقطه في 18 يوماً في صالة المناسبات- أقصد ميدان التحرير- كانت الدعوة الفيسبوكية عامة لشعب كثير وكثيف فلم يتسع الميدان له، فعوّل على معاول الفنون-الرقص، الغناء، الرسم- المخلفون، وفرحوا بقدوم حرس الحدود لحراسة ميدان التحرير، فرحوا وهم يعرفون حجم خيانته في الحرب، فرحوا ولم يتساءل المزدحمون ألهذه الدرجة نحن نشكل خطراً على البلاد أكثر من خطر الماكث خلف كثبان سيناء؟.. لم يحمهم في موقعة الجمل، خلع خاتم "حسني" ولم يخلع أو حتى يحشو خاتمه لمنه الصداع والتصدع، واعتبرهم خوارج، أحسوا بمدى خيانته فعادوا إلى بيوتهم خادعين أنفسهم بنصر واهم وواهن مثل انتصار أكتوبر، رأوا المُشير يشير ويلوّح بعصا غليظة، ويعطّل من صيرورة نجاح الثورة الليبية وتغابوا وتغافلوا عن الحقيقة، إلا أنّ ثورتنا الليبية هي من ألهمتهم وجعلتهم يرجعون إلى صالة الأفراح، غير أن النجاح يستعصي عليهم لأنه يقتضي أرضاً ممتدة غير محصورة ولا محاصرة، السير في دروبها لا وقفات ولا محطات فيه، المشوار فيه مرحلة واحدة حتى منتهاه.

اعتدال

التجربة الإسلامية في تركيا، ليست أقصى النجاح الذي بمكنة الإسلام الوسطي تحقيقه، وليست الأولى في العصر الحديث، فقد سبقت المملكة الليبية الدولة التركية إلى ذلك، بينما شهدت الساحة التركية الانقلابات العسكرية وقتذاك، ما زال في الإسلام ما هو أبدع وأروع ولا يجب أن يكون حد طموحنا ما يجري في تركيا الآن.. فتركيا تضطهد الأكراد وتتعقبهم حتى داخل الحدود العراقية، وهل يرضى الأتراك أن يدخل الأكراد الانتخابات ويصلون إلى الحكم؟ قطعاً لا.
انتخاب
الشعب صعب وملّ التعب.. يريد أن ينتقل من الفرجة إلى اللعب.. كان بوده أن يشكّل منتخبنا الوطني من كل الفرق، ولا يستثني حتى فرق الدرجة الثانية ومن ضمنها (نجوم إجدابيا والسواعد والنجمة) التي عادة ما تكون في مناطق نائية، لكنه سيرضى بالفرجة على مهارة اللعب الجماعي غير الفردي، وإلا احتفظ بالكرة وأوقف اللعب حال سقوطها إلى المدرجات بفعل تسديدة أنانية متشنجة، وسوف لن يعيدها إلى اللاعبين حتى لو تدخلت مفرزة الأمن المتواجدة في الميدان.. سيفر بالكرة التي صنعها يوم 15 فبراير عبر شارع البحيرة، ويصوّر بها وجوه الإعلاميين الموجودين في (طلوز) تيبستي (بشوطة بونتة) من الصبع الكبير، كي تنده وتستحي أو كي تفزع وقتما تحطم زجاج مكاتبهم المظلمة، ثم يسددها في تمثال "جمال عبد الناصر" ككرة جلّة لتعلو وترتد حتى تتدحرج فيكبر حجمها شيئاً فشيئاً من جراء التصاق الأوساخ، لتصل فيما بعد إلى ملعب (الستاك)الموجود على أرض ساحة الحرية لتبدأ المباراة الأصلية من جديد.. فمرّروا الكرة بينكم وأقيموا المعسكرات الوطنية ولا تحرموا الجمهور من التفاصيل، العبوا حسب الخطة التي يرسمها الجمهور لا المدرب، واصطفوا لنا معلقاً جيداً يخبرنا بما كان وسيكون وبالفرص الضائعة والخطط التكتيكية القادمة، وتعلموا التسديد جيداً لتحرزوا أهداف الثورة، وأي لاعب يضيع فرصة ثمينة سيستبدل ويطرد من اللعب نهائياً.. وعلى المعلق ألا يُسمعنا هذه العبارة الثمانينية: "فرصة وضيّعها غُنيم" فغنيم هو من عادل النتيجة ومن ضيّعها هو لاعب الهلال "زيو".

تيارات سياسية


(يمين- وسط- يسار):

لاعب الوسط ارتكازي ومحوري هو من يستلم الكرات ويمررها بحسب الأولويات والجدوى، يجب ألا يحتفظ بالكرة كثيراً بين قدميه، ولهذه الخصائص، حبذا لو تحلّى ببعض صفات لاعب الوسط، وهي النجابة وسرعة البديهة والدبلوماسية العالية في التعامل مع الكرة، هو صانع أهداف ولا يسعى إلى إحرازها، مكانه في دائرة الوسط يستدعي منه أن يكون قنطرة الوصل بين خطي الدفاع والهجوم، هو أكثر لاعب يتعرض إلى الخطر لاحتكاكه بلاعبي الخصم، المفترض به أن يكون مراوغاً جيداً وعند اللزوم ولا يبالغ في المراوغة ولا تنطيط (ترقيص) الكرة، وفي الوقت نفسه يجيد التسديد من مسافات بعيدة، يعرف كيف يختلس اللقطة ويستفيد من زلة الخصم فيجعلها قاتلة (هادفة) حينما يختار من هو في مركز التهديف اليسار أم اليمين بحسب ما تتطلبه اللحظة بلغة الرياضة والفترة بلغة السياسة، فيعدل بينهما أو يعطي فرصة أكثر لأحدهما متى استوجب الأمر، على أن يكون ذا جدوى.. لاعب اليمين مراوغ جيد، أما اليسار فهو خاطف ومخادع لحارس المرمى.. فعليه أن يدرك هذا جيداً، وفي حال انتفاء توافرها في احدهما أو كليهما يتعين عليه أن يطالب بتغييرهما، كما فعل (مارادونا) لما طلب إلى إدارة نادي (نابولي) الإتيان باللاعب الرازيلي (كاريكا) فأحسن طلبه واختياره.. لاعب الوسط بحسب خبرتي الكروية يكون متمكناً إذا أجاد اللعب بالقدم اليسرى (جطلاوي) مثل (مارادونا) و(عمر القزيري) وشقيه (بوفا) فعلى الوسطيين أن يُميّلوا الاتزان جهة اليسار أفضل لهم ولبلادنا.

مصالحة

عن قناة الجزيرة: حكماء ليبيا يجتمعون في مدينة الزاوية بغية المصالحة الوطنية.
ومعمر رعى أكثر من مؤتمر لأجل الأمر ذاته.. وفي شوارع بنغازي ترأس هتاف المظاهرات اليومية المندفعة حتى ساحة التحرير، هذا الهتاف للرد عليه: (لا شرقية ولا غربية ليبيا وحدة وطنية واحدة).
وقد ردّدت عليه بمقالة في حينه قلت فيها: (نحن متصالحون فيما بيننا واختلافنا معك).
لكن مؤتمر اليوم أبان عن خلاف كبير كان بيننا .. ألا تباً للغة الشعارات.


ـــــــــــــــــــــــــــــ

زياد العيساوي

بنغازي: 26/11/2011

♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية