الأحد، 22 مايو 2011

سيناريو النهاية .. هل سيمكن الغرب الليبيين من القذافي؟

بدايات ونهايات
لكلِّ بدايةٍ نهاية، تفصلُ بينهما حكاية، تُروى بألف رواية، نجدها في صفحات الكُتب، تحتمل الصدق والكذب، والإيجاز والتفصيل، والأخذ والعطاء بالتأويل، فمثلاً: بداية الكلمة حرفٌ، ونهايتها حرفٌ آخرٌ، وما بينهما معناها، وبداية الجملة الاسمية المبتدأ ونهايتها الخبر، فهذا هو مبناها.. أما الإنسان، فيُخلـَق من العدم من نطفة أمشاج في رحم أمه، ثم تلده ويعيش عمراٌ قدّره له المُصوِّر، ثم يموت ليكون موتـُه، نهاية َالبداية في الدنيا، وبداية ًأخرى لا نهاية لها، يوم يُبعَث في يوم الحساب من رميم، ليخلد في النعيم أو الجحيم، بحسب عمله في حياته الأولى.
نهاية البداية
للبداية حكاية غير كل حكاية، ابتدأت في يوم الاثنين، الموافق 1/9/1969ميلادية، حفلت بأحداث جـِسام، مرّت على هذا الشعب، كأسود فترة في تاريخ الشعوب، إذ تجاوزت عمر استعمار الطليان لبلاده، وشهد فيها الليبيون، الصورة المطابقة لنهاية فترة قبلها، لِما تعرّضوا له، من تشريدٍ وتقتيلٍ وحرمانٍ وعوز، في فترة الاستيطان الفاشستي، في فصل آخر، كان بداية لنهاية حكم الطليان من جديد، بعد أنْ لاقوا على يد "القذافي" ومن لفّ لفـّه، من قليلي الشرف ومنعدمي الضمائر، الشيء نفسه، مما نالهم من الطليان، وكان يوم 17 فبراير 2011 بداية (نهاية البداية) لمرحلة محكوميّة هذا النظام الجائر للشعب في ليبيا.
بداية النهاية
غني على البيان، التحدث عن بداية نهاية حُكم "القذافي" لليبيا، فكما أسلفت، قد سطّر حروفها ثوّار 17 فبراير، وقد ملؤوا صفحات كتابها المفتوح على الاحتمالات كلها، بشعارات بريئة، فيها توقٌ للحريةِ، وفي دمائهم البريئة والزكية مدادُ الحرف الأول، والأخير إنْ كتب الله لهم السُّؤدد، وفي المُجمل لقد خطّوا حرفها الأخير، القاضي بزوال رأس هذا النظام المُتسرطِن مع اختلاف نوعية ونموط الخطوط، غير أنّ كيفية القضاء على هذه الرأس الخربة، تظلُّ مجهولة حتى الآن، لأنّ بداية هذا النظام، كانت بداية دولية، قد حتـّمتها مصالح الشركات الدولية ورؤوس الأموال، التي وظّفت هذا المعتوه، لأجل الحفاظ على مصالحها، ولو أدّى ذلك إلى سحل الشعب الليبي، على مدى، ناف عن أربعين سنة، حيث أتت به صغيراً، لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره، ضامنة بذلك، بقاءه في السلطة لفترة أطول قبل أنْ يهرم ويشيخ، وحرصت على حمايته واستمرارية منظومته المخترقة بفيروس الفساد، ما وفر لأسواقها الاستقرار لأبعد مدة ممكنة، وقد نجحت في ذلك، حيث قام الموظّف "القذافي" بواجبه ومَهمّته المنوطين به، من قِبل هذه الجهات الخارجية، على أفضل وجه، وهذا ما صرّح به ما يُسمى بالمتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية "كعيم" حينما جاء في معرض حديثه لوسائل الإعلام في أحد المؤتمرات الصحفية الفاشلة: "القذافي صناعة دولية"، وأرجو ألا يظنّ البعض، بأنّ "كعيماً" عنى أممية قيادة "القذافي"، فقد أثبت بما لا يدع مجال للريبة، أميته، للحدّ الذي جعل هذا الذي يُسمى بالقائد الأممي، هدفاً لأمم العالم مجتمعة، فتحالفت ضدّ أميته وجهله وحماقته، أي بقصد، أنّه صناعة (بيتروكيمياوية) دولية، حرص على مدّ بترول ليبيا لهذه الشركات المتسلطة، وأما كيميائيته، فلم تكن إلا ذات تأثير سام، ولم ينل منها الشعب الليبي، سوى الأمراض والموت الزؤام، فانعكست على الليبيين في مجالات الحياة كلها بالسلب.
إنّ بمطالعتي لمجريات الأمور، وسماعي لنبض وخفق قلوب شباب هذه الثورة المجيدة، وملامستي لإصرارهم، وثقتي ببسالة وعنفوان هذا الشعب، الذي أوقد شرارتها، وما قام ويقوم به "القذافي" تِجاهها بكل ما أوتيّ من قوة، حيث إنه لم يفتح للدبلوماسية بابها، الذي كان عليه أنْ يشرعه منذ أول أيامها، فلم نشاهد أية مبعوثية دبلوماسية عربية ولا أفريقية ولا دولية، تزور خيمته (خيبته) ليتناقش معها حول سُبل تهدئة الأمور، والأخذ بمطالب الثوّار، وفئات الشعب الليبي كلها، فقد أوصد الأبواب والنوافذ جميعها، كي لا تهب عليه رياح المناشدات، ولا يتم تضييق الخناق عليه من أي طرف ذي صلة، ولكي لا يخرج في صورة من أُقيمت عليه الحُجّة، فيظهر أمام الملأ في هيئة المُتعنِت والمُتسبِّب في الأزمة الليبية بتشنجه، وقد عُرف على "القذافي" منذ أمد بعيد، غباؤه وزيف صلابته وعناده، فعناده هو تعنـُّت- والتعنـُّت هو عنادٌ على الباطل- عادة ما ينتهي به إلى الخضوع للقِوى الأقوى، كما حدث في قضية (لوكربي) بعد تصميمه لتصاميم التصميم الزائف والمخادع، وقبلها عدوله عن التمادي في الحرب، التي شنّها على (تشاد) في الوقت الذي انطلقت فيه المناشدات الكثيرة، طالبة منه إيقاف الحرب على هذه الجارة المسلمة، فقد تعنـَّت تحت شعار الحقوق الكثيرة والكبيرة لليبيا في هذه البلاد، لكنْ بعد تدخل قوى خارجية في تلك الحرب (فرنسا وأمريكا) سُرعان ما رضخ وقبل بوقف إطلاق النار، وكفّ آلته العسكرية وأعاد انتشارها إلى معسكراتها وثكناتها، بعد عشر أعوام من قيام تلك الحرب، تاركاً الأسر الليبية، تتجرع وحدها، ويلات حماقاته ونزواته في تلك الأزمة الحربية.
مخرج الأزمة
الشاهد، بعدما رشح عن هذه الثورة المباركة والأزمة الآنية من مصائب، سبّبها بالدرجة الأولى "القذافي" نتيجة لتعنـُّته وإفلاسه السياسي والعقلاني، سوف لن يُترَك لليبيين فرصة لإسدال الستار عن حلقتها الأخيرة، فبتصوري المتواضع، أنّ الغرب سيقوم بإيجاد المخرج اللازم له، بعد أنّ مدّ معهم أنابيبه الضخمة تحت سطح الأرض، لغرض تدفق سوائل التفاهم- التي أذابت صخرة تعنـُّته بفعل الضربات الجوية لقوى التحالف، وزحف الثوار الأشاوس على قلعته الأخيرة- والمفاوضات لأجل ذلك، عقِب أقفاله لها في بداية هذه الثورة، وبعدما تأكد بنفسه من فشل كتائبه، التي كتبت بمداد من ظلام صفحاتِ أسود فترة في عمر ليبيا، بعدما عرّّض فيها هذا الكائن العجيب، الشعب الليبي لأبشع الجرائم.
خلاصة القول
 إنّ الغربَ سيعمل جاهداً غير مُجاهِدٍ، على إيجاد المخرج الآمن للقذافي، حال صحوته من أوهامه، وإدراكه للموقف البائس الذي هو عليه الآن، ولا يُحسد عليه- في مؤتمر (أبوظبي) الذي من المتوقع أنْ تحضر فعالياته خمس وثلاثون دولة، لمناقشة الأزمة الليبية الراهنة، في القريب العاجل، وإلا فسوف يقوم بنفسه باستهدافه، لتغيب معه حقيقته، والسرّ الكامن وراء إجرامه بحقِّ الليبيين، فبموته سوف ينتهي سرّه، واضعاً بذلك حدّاً، لأنْ يكتب الليبيون نهاية بداية الثورة وحُكم هذا الخائن.
على أية حال، إذا كان الغرب هو من سيتولى دور المُخرِج لهذه الأزمة، فإنّ دور الثوّار، هو الأهم، لأنهم هم من أعدّوا وكتبوا السيناريو لها بنهاية مفتوحة قابلة لأي احتمال، ولا عرضٌ ناجح من دون سيناريو بديع.






1 تعليقات:

في 22 مايو 2011 في 2:20 م , Anonymous غير معرف يقول...

why so many photos of you ? strangely , they look the same !!!!

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية