السبت، 16 أبريل 2011

سنوات التيه



بنغازي: 2/4/2011
شرقيّ مصر، في شبه جزيرة وفي شبه صحراء، تاهت بنو إسرائيل في سيناء، لأنها عصت كليم الله "موسى" عليه السلام، بعدما رحل، وحلّ بها سوط عذاب.. وتـُهنا نحن في لـُجّة سراب رمال الصحراء الكبرى، لأننا أطعنا حلافاً مهيناً.. بعدما غرق فرعون، غرقنا في أوحالِنا، أوحالاً صنعها لنا دجّال، استخفنا وأخافنا وطعننا، فأطعناه وما أطحناه.. سوَّمنا سُمَّ العذاب، فكنا بالنسبة له كما الأغراب.. كغرابُ البين، نعق بين ظهرانينا، يوم فتح فاتحه غير المُبين، وصدح صوتُ خرابـِه، ببيانِه الأول، بإيذانه الفقر علينا، فتـُهنا أربعين عاماً، ومن يعِشها لا أب وأم  لك يسأم.. تسأم الروح غطاءَها، فتنفضُه عنها، لتحلق منه إلى باريها، بعد حياة بلا حياء، شهيدة وشاهدة على ما كان.. هل مات فرعون، وماتت حكايته وعظته وخاتمته، أم لفرعون أكثر من شكلٍ ولونٍ ونهاية؟.. سمتُ الإنسان إنه عجول وملول، فعجّل اللهم، وارفع ثقل الملل والكلل والزلل والخلل والعلل من على كواهلنا، فقد كهلت منا الأجساد والأرواح.. هو نيرون من يحرقنا، هو فرعون من يخوّفنا، بالتيهِ من بعد غرقه.. نفضنا اليوم، شَعار وشِعار الخزي عنـّا، وتدثــّرنا بغضبة ممّن اغتصب قلوبنا وعقولنا.. ها قد نهض فرعون في غربيّ مصر، بعد كابوسٍ قد رآه، نصحه مُنجموه بحقن أطفالنا، لأنّ من بنغازي، سوف يولد مارد الثورة، الذي سيغرقه في بـِركةٍ وبَركةٍ من دمائنا.


0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية