الجمعة، 27 مايو 2011

نهاية الحرب ستكون مع بداية شهر يوليو

ما تزال الحرب في ليبيا مُستعرة بين "القذافي" و(؟).. لا ليس كما توقعتم أن أكتب، فهي ليست إلا بين "القذافي" والشعب الليبي، على الرغم من دخول قوات حلف الناتو على خط النار، كأداة تنفيذية لقرار الأمم المتحدة رقم 1973، إذ أنّ ميلشيات القذافي، لم تستهدف بنيرانها إلا المواطنين العُزّل، ولم توجّه مباشرةً إلى طائرات الحلف، ولم تطل حتى بوارجه الرابضة على شواطئ ليبيا على (قرب) عشرين كيلو متر، فلا أسقط طائرة ولا أغرق بارجة، ولا قدر على إيقاع ضحايا بين أفراد هذا الحلف، كل شيءٍ كنت أتوقعه، إلا أنْ يأتي يوم علينا نحن الليبيين، نرى ونسمع فيه الغرب الأوربي وأمريكيا، يرجوان "القذافي" أن يكفّ أذاه عنا، وهو مصرٌّ على ترويعنا وتقتيلنا، بل واللحاق بنا حتى في مخيمات "تونس"، فصار الشعب الليبي في هذه الحرب، كالذراع التي يصرّ "القذافي" على ليِّها، كي يغيض ويوجع بفعلته الغرب، لكأنه يريد أنْ يصل إلى غاية معينة أجهلها، لكنها بكل توكيد هي مسعاه، وربما لا تتجاوز كونها رغبةً منه في إعطائه الأمان حال خروجه من البلاد، لا أقصد خوفه من ملاحقتنا له، فهو لا يعيرنا أية قيمة، ولكنها خشيته من أنْ يصبح طريداً لكلاب صيد الغرب في منفاه بأدغال أمريكا اللاتينية، أو أنْ تتسلق إليه في كوخه فوق أشجار غابات السافانا الأفريقية، أو أنْ تطارده في روسيا البيضاء (بيلا روسيا) وهي تجرُّ وراءها عربات التزلج على الجليد، لتضعه فيها هو وعصابته، فإذا ما ضمن ذلك، سيتوقف عن قتال الغرب، أقصد قتالهم بقتله لنا، ولكي يخرج من البلاد بصورة الوطني والمجاهد، الذي لم يثـُر عليه الشعب، بل الأجنبي الغازي، أي بقصد أنْ تنتهي مرحلة حكمه لليبيا بصورة مخالفة للتي انتهى بها الرئيسان التونسي والمصري، وربما هذا ما قصده ابنه "سيف الإسلام" عند بدء الثورة في خطابه الموجّه للداخل والخارج، لما صرّح بأنّ أبيه- لعن الله والداً وما ولد- يختلف عن "مبارك" و"بن علي"، فانظروا كم هو مريض ومستبد، لا تهمه دماء الشعب الليبي، بقدر ما يعنيه أنْ يوهم نفسه بالانتصار.
هذه أول حرب من نوعها، في أسباب اندلاعها وحيثياتها وحجمها وأهدافها ومردودها على المنطقة، إقليمياً ودولياً، إذ أنها ستخلّص الدنيا من هذا المعتوه، وذا ما يفسر ربما، أن العالم بأسره لم يشهد، أية تظاهرات شعبية مُندِّدة بها، سواء في الدول التي اشتركت بقواتها في عُدتها وعدادها أو غيرها، فحتى الدول التي كانت تحسب على "القذافي" في تحالفاتها حتى وقت قريب، لم تخرج فيها أية مسيرات احتجاجية ومتعاطفة معه وتطالب بوقف هذه الحرب، ولم ترفع فيها أية لافتة تؤيد هذا المجرم وتعتبره بطلاً، والسبب معروف، هو أنه يقتل الشعب الليبي، فلم تكُ حرباً ظالمة ولا عدوانية، ولم تتخذ أي مظهر استعماري، ولعلّ "القذافي" قد راهن على هذه التفاعلات الدولية والشعبية، غير أنه قد صُعق ببلادة المشاعر تجاهه، حتى بعد إدّعائه بمقتل ابنه، وبردّات الفعل المُخيبة له، والمناصرة لاستمرارية هذه الحرب، أو دعوني أقول، العمليات الجراحية المحدودة، التي فرضتها وحشية هذا الظالم، وكلنا نتذكر غليان شعوب العالم وسخطها على المشاركين في حرب تحرير الكويت، وإخراج الجيش "صدّام حسين" منها، مع أنه مارس أمقت شيئاً كادت الشعوب أن تتناساه وهو الاحتلال- فأنكأ جراحها- بُعيد الحرب العالمية الثانية، كما أنها تضامنت مع الرئيس العراقي بعد العدوان، الذي شُنّ عليه في عام 2003ميلادية، لأنه بريء مما نـُسب إليه بخصوص حيازته على أسلحة الدمار الشامل ودعمه لتنظيم القاعدة، ولأنّ تلك الحرب لم تكن شرعية أبداً بعد معارضة (فرنسا/شيراك) لها، إلى حدِّ استعمالها حق النقض (الفيتو) في كواليس جلسة مجلس الأمن، غير أنّ عناد (بوش) الابن، هو من أشعل جذوة تلك الحرب العدوانية.
دلفاً إلى عنوان المقال، سأفصّل بشيءٍ من الحقائق العسكرية، التي بنيت عليها ترجيحي المُتعلِّق بموعد نهاية هذه الحرب، ففي حرب الخليج الثانية، لم يستطع الجيش العراقي، الذي أُعِد يومها من أكبر جيوش العالم، عدة وعديداً، أنْ يصمد في حرب متكاملة عليه، لمدة ثلاثة أشهر أمام القصف الجوي المكثّف على حشوده وتحصيناته ودوشمه في الكويت، التي أعتبرها من محافظاته، أو هي بعض الهكتارات المنزوعة من مزرعته الخاصة، وكذلك منشآته ومعسكراته داخل العراق في العملية الأولية، التي تسبق أية حرب نظامية، بتحيّيد طيران العدو- ومن ثم- كسب سماء المعركة، فبدأ التحالف القصف الجوي لتسعين يوماً تقريباً، ثم أُعطي الأمر بتدخل جيوش التحالف الثلاثيني على أرض الكويت، وتقدُّمها حتى اختراقها للحدود العراقية، وهي تلاحق فلول "صدّام" الذي اغترّ بجيشه، بحسب الوزير اليمني "حيدر أبوبكر العطّاس" حينما حاول إقناعه بسحب جيشه طواعية، وأن يُبعد شبح الحرب على المنطقة، وما ستجره تداعياتها على العرب، لأنّ هناك دولاً عظمى ستستهدف جيشه، فردّ عليه "صدّام": "العراق أيضاً دولة عظمى" وهو التعبير غير المنطقي ذاته، الذي اتخذه "القذافي" في خطاب أو زلة- زلقة- (زنقة زنقة) وقتما وضع نفسه في مصاف الدول العظمى وهو يبرر لما سيقوم به من جرائم في حق شعبنا، بذكره لما اقترفه جيش الاحتلال الأمريكي بمدينة (الفلوجة) العراقية من مجازر، والصيني في قمع اعتصام الشباب في ساحة ميدان السماء، والروسي ضد البرلمان في عهد (يلتسين).. أيضاً فإن الجيش اليوغسلافي، لم يصمد أمام ضربات حلف الناتو في عام 1998ميلادياً، وهو أهم وأقوى من ميلشيات "القذافي" وجيش "صدّام" الجمهوري والشعبي، وأكثر تنظيماً منهما، والمُتمتِّع بخطوط الإمداد السالكة من جارته الحليفة (روسيا الاتحادية) إلا لمدة ثلاثة شهور، من هنا أخلص إلى نتيجة واحدة، مؤداها أنه بنهاية شهر يونيو (6)- لمن أنساه القذافي ترتيب هذا الشهر بتسمياته الشهرية- ستكون الحرب على ميلشيات "القذافي"، قد قطعت مدة زمنية تزيد على ثلاثة أشهر، ولكن عند مقارنتي لهذه المدة بنظيرتيها في العراق ويوغسلافيا (صربيا) نجدها أطول، لكون هذه الحرب هي محدودة الأهداف وتتركز في منطقة جغرافية بعينها، هي التي ما يزال يتواجد فيها "القذافي" وقواته، ومما لا ريب فيها، أنه على الرغم من محدوديتها، إلا أنها أوجعت "معمر" وحدّت من فاعلية قوته كثيراً، لكنه يكابر ويثابر على الكذب والاستعلاء.
النهاية الحتمية لهذه الحرب، قد تسبق الموعد الذي حدّدته، في حالة استجابة "القذافي" للضغوطات الدولية وإقراره بالهزيمة التي حلّت بميلشياته، ولكنه إذا استمرّ في تعنته بعد ذلك، ستعلن كتائبه الهزيمة النكراء في نهاية شهر يونيو غصباً عنها.
26/5/2011





1 تعليقات:

في 28 مايو 2011 في 12:18 ص , Anonymous غير معرف يقول...

امين

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية