الجمعة، 21 يناير 2011

هلال ونجمة

علم المغرب
علم تونس


علم موريتانيا

علم الجزائر



"الضوءُ نجمة، والهلال إسلامٌ ونعمة"
"أنا" ..

هلال ونجمة، قطعاً، ليسا ببطلي لمسلسل تركي، وقصَّاً، لست بعان، ناديي "النجمة" و"الهلال" الليبيين ببنغازي، لكوني صرت غير معني بالرياضة كثيراً، ولأنني بالأساس "نصراوي" الهوى، غير أنّ حتى ناديي، الذي فتحت عينيّ من صغري بين جنباته، لقربه من بيتنا، ما عاد يهمني، حتى لو تحصّل على أفضل لقب، محلياً أو عربياً أو أفريقياً، بتّ أمضي بجوار مقر هذا النادي، ولا أنظر إليه حتى من باب الفضول، ولا من بابه الرئيسي إلى ملعبه ـ الذي التهمه مشروع المحال الفاشل ـ ولا إلى مبنى إدارته، الذي صار بائساً، وقد أُنزلت حتى الصور من جدرانه المُتشققة، لم يعُد مطعمه كما مضى، أيام كان يديره "الحاج سرور" هجرت الرياضة منذ أنْ نخرها سوس الفساد، وظلم الحكام لنادي "النصر" وأندية أخرى، ليتني ما عشقت ولا تتبعت أخبار وأحبار الكرة، ولا أسرفت وقتي في متابعتها.. ذات مرة مُرة، ذهبت إلى ملعب المدينة الرياضية، لمشاهدة لقاء حاسم بين فريقي "النصر" و"الاتحاد الطرابلسي" أيام عزّ اللاعب "فوزي ........" حيث سجّل في هذه المباراة هدفاً، لن تمحوه السنون من أنظار ذاكرتي أبداً، إثر ضربة زاوية "ركنية" نفذها اللاعب الوسيم "عز الدين بالقاسم" أو كما كان يتهكم ولا يُعلّق صاحب الصوت من وراء الشاشة: "اللاعب حامل غلالة رقم أربعة" ليصعد إليها حامل الغلالة رقم "10" كما الفهد الضاري، الذي أراد اصطياد طائر خفيف وسريع الحركة، سمع هسيس خطواته من وراء الأغصان، وعزم على أن يفرّ بريشه من مخالبه.. يا لروعة تلك القفزة، التي رأيته فيها، وأنا خلف المرمى الآخر، وهو يصعد ويخترق سلم الفضاء، بلياقة ورشاقة فائقة، جعلته يرتقي، إلى أنْ علا يدي حارس المرمى "سويدان"ـ هل لاسمه علاقة بالسويد؟ ـ القافز من نقطة وقوفه، بل ومن دون مبالغة، علا حتى العارضة، ليصطاد تلك الكرة الطائرة من بين قفازي هذا الحارس، ليودعها في الشباك، محرزاً بذلك هدفاً لا نظير له، تاركاً الهواء في قبضة "سويدان".. نعم نعم، تذكرت، فقد كانت المباراة، بتاريخ شهر 6 من عام 1984 ميلادياً.. بُعيد الهدف بقليل هتف الحضور في أزمة، بلازمة: "انهيها يا حكم.. الشوط الثاني تم" ثم وضعوا أصابعهم في الأفواه، حذر المفاجأة مُصفرين، إشعاراً للحكم بأنّ الوقت قد أزف، غير أنه، لم يأبه لهم، ولم يرفع الصافرة السافرة عن خسّته، والتي تتـّدلى على صدره، إلى فيه،إلى أنْ مضت الدقائق: 46 و47 و48 و49 و50 و51 و52 و53 و54 و55:20 من الشوط الثاني حسوماً، أي حتى استغرقت المباراة زمن 100:20 دقيقة، فأطلق الحكم صافرته الخرساء، لتنتهي المباراة بنتيجة 1 ـ 1 رغم كيد المُصفـّرين وصفير الصفريين، فكان حكماً عادلاً، لأنه جعل المبارة تنتهي بالتعادل، بإطالة وقتها وتمديده، حتى يحرز الاتحاديون هدف التخاذل، عن طريق اللاعب "العريفي".. عدنا إلى نادينا، وهناك وضعت أغلبية الجمهور اللوم على خط الدفاع، لأنه لم يستطع الإبقاء على النتيجة كما هي، بالتوبيخ ومحاولة البعض النيل من اللاعبين بضربهم ومعاقبتهم، وهم لا يدرون بأنّ اللاعبين لو كان لهم ما للجمل من جلد وقوة، فسوف لن يقووا على الاستمرار في اللعب لزمن كهذا.. كنت مضطراً لأنْ أوضّح لكم، سبب عزوفي عن الرياضية الجماهيرية في الجماهيرية، وهناك تجاوزات أخريات، ربما سنتطرق إليها ذات موضوعة أخرى، أسّهمت في جعلي، لا أنظر إلى مبنى النادي من الداخل حين مروري بحذوه، وأغلبها تحكيمية، أما الآن، فحتى لو صلح حالها، لن أتابعها، فليس لدي الوقت الكافي، للانشغال بتفاهات الكرة، فهناك ما يحيرني ويقضّ مضاجعي.

...

أبحث عن نقش، عن صورة، عن رسمة، فيها هلال ونجمة، أبحث عن نجمة، خلال هلال، عن هلال حنون، يلتف حول نجمة، يخشى عليها حتى من نسمة في الفضاء الجوي، أبحث عن نجمة وهلال، يشعراني بانتمائي إلى محيطي ومساحتي، طولاً وعرضاً، وبارتفاعي، الذي هو من سموهما ـ لأعرفَ بالإضافة إلى البعدين السابقين ـ حجمي ونجمي، أنا مغاربي، أتمذهب لـ "مالك" جدودي يرتدون الجرد والشنة، أمهاتنا يصنعنّ لنا الكسكسو، هنا وهناك أجد عوائلنا "الترهوني، العبيدي، العريبي، المزوغي، ..... آل نحن جميعاً" فلا بد ليّ من هلال، يحتضن ويتأبط نجمة، أنا ضالٌ، وسأهتدي بنجمتي القطبية، كما غنى "رابح درياسة" وهلالي الذي أضعته في صومي وعيدي، ما زلت أبحث عن هلالي ونجمتي، بين هذه النجوم والأهلة.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية