السبت، 12 مايو 2012

فيسبوكيات (32)


صور
صور الشهداء على الحيطان لم تترك للمروجين متسعاً.
رأي
الكلمة تفرق و لا تجمع بين مثقفين اثنين، وإن رأيتهما مجتمعين، فاعلم بأن سلك النفاق الواهن هو من يربطهما.
تأهيل
مستلبو العقول وممسوحو الأدمغة تصعب إعادة تأهيلهم.
سراب
لدينا.. أغلب المعلومات المُسرَّبة سراب لا يبتل منه شعر الآذان.
مكوث
كثر الزبد والرغي وسيذهبان جفاءً، ولن يمكث في رمال الأرض إلا دماء الشهداء.
قول وفعل
ما يجب فعله بعد الثورة معروف، فلا داعي لكثرة التوجيه والتوجيع.
تقليم
بصراحة: ميدان الشجرة سبب في احتقان شديد، وعلّم الجميع أن يعتصموا، حتى الأطفال صاروا يغلقون الشوارع بعدما حموها يوم 19 مارس 2011، ويهتفون: "اعتصام اعتصام حتى يعطونا حقنا".. حان فصل تقليم الأشجار.
حرارة
حينما تشتد البرودة تحتقن الإشاعات وتحتشد وتنتظر حتى تفوح القذارة في فصل الصيف لتنتشر كما صراصير كمنت لفصلين في بالوعة كبيرة تتوسط المدينة فتتعذر السيطرة عليها مهما كثر الدائسين.
اختيار
كل واحد يرقد على الجانب الذي يريحه، ومن أراد أن يستلقي على بطنه سيعوّج عموده الفقري وهو حرٌّ، سأستلقي وعيناي إلى السماء دائماً.
رسالة إلى الخارج
عبد الجليل يوجه خطاباته إلى الخارج ، لما قال إنه سيستخدم القوة ضد الفيدراليين، لأنه تعهد للمجتمع الدولي بالعمل والحفاظ على وحدة ليبيا منذ تأسيس المجلس الانتقالي، فلا تأخذوا كلامه على محمل الجدّ.
رسائل من سوريا
تأتيني رسائل من سوريا تحتج على هجومي على بشار الأسد ودعمي للثورة هناك، ويحاججني أصحابها برسائل تصلهم من أصدقائهم الليبيين المرجفين الانهزاميين الذين بصورون لهم الأمر بعد تحرير ليبيا على أنه أسوأ من قبل.
سلعتان نادرتان
خلوص النية والإنصاف صارا سلعتين نادرتين في سوق السياسة، على الرغم من اختفاء الرماديين (الحرس البلدي).
وقار
الغناء بطبقة القرار لمن تجاوزوا الخمسينات أو العقد السادس من العمر، هو احترام للنفس.. فلطبقة الجواب سن تقتضيها وهي مرحلة الشباب.
استفتاء
-في غياب الاستفتاء، سأستفتي قلبي بعيداً عن الهوى.
- كل التظاهرات سخيفة في وجود الاستفتاء الشعبي.إذا حضر الاستفتاء بطل التظاهر.
آلية الحوار
لن أتحاور مع غيري إلا بآلة موسيقية، فمن لا يملك آلة أرجو ألا يحاورني.
الآلة تعني الذوق والأدب والإصغاء والمتعة حين الحوار.
العرف حل مؤقت
اعطوا فرصة لمشائخ القبائل، كي يجتمعوا ويجدوا الحلول لمشكلات يصعب حسمها في ظل المجتمع المدني الهشّ، الذي أخذ يتشكل بعيد قيام الثورة وليس مؤهلاً بعد، ففي غياب القضاء تلجأ المجتمعات دوماً إلى العرف، لكونه برأيي القادر على وضع حلول ناجعة والتوافق على مسميات كثيرة.
تجارب الشعوب في الثورات وعند تعطيل القانون بعد انهيار جسم الدولة، تقول بأنّ الميلشيات تخضع لسيادة القبيلة، فإذا اجتمع أعيان القبائل الوطنيين واتفقوا على رأي واحد يسري على أبنائهم جميعاً، فإن عديد القضايا ستحل في بلادنا وأولها مشكلة السلاح المنتشر على نطاق واسع.
أريد أن أرى اعتصاماً يبدأ من الغد ولا يفضّ حتى نتخلص من شبح الأسلحة، يطالب فيه المعتصمون مشائخ قبائلهم بوضع حد لأزمة السلاح، وللدفع بهم من أجل التعجيل بهذا الصدد، وليكن في كل قبيلة مستودع لتسليم السلاح يقوم عليه الراشدون بها، هذا التوجه لا يعني بأني أعزز دور القبيلة في دولة المؤسسات، لكن لفترة مؤقتة حتى يتشكل الجيش الوطني الذي سينقل هذا البلاء إلى مخازنه الأولى، فأنا أثق بآبائنا وعقلائنا وسأسلمهم سلاحي لو كنت أملكه وكلي ثقة بأنه بين أيادٍ أمينة.
صنّاع الثورة
ثوّار الكلمة قبل ثورة 17 فبراير الذين دفعوا باتجاه هذه الثورة، لم يقصوا أحداً وتركوا الباب موارباً أمام الكثيرين لكي يلتحقوا بهم، غير أن أغلبهم فضل التسابق على خط المكافآت ونيل الدعوات للسياحة الثقاقية بحضور المحافل الثقافية في الداخل والخارج، هؤلاء الثوار- ثوار الكلمة- يعرفهم الجميع وسيظلون نبض ليبيا والثورة، هم الذين انتصروا بنجاح هذه الثورة مع أنهم كانوا قلة قليلة وسط أشباه مثقفين من عبّاد المال والسلطان وهم الكثرة، وقد عادوا إلى صنيعهم الأول المداهن والمهادن والباحث عن مصلحته الخاصة.
إنصاف
التناصف رسم الخطوط من المنتصفات.
والإنصاف هو العدل وأخذ الحق حتى للعدو من الأخ القريب، وإرضاء المظلوم وردع الظالم.
هذا ما يجب أن نتحلى ونتسكر به كي تزول الإشكالات كلها، بغير ذلك لن تستقيم أمورنا.
ولن تقوم لكم دولة ما عاش في ظلكم وبينكم مظلوم ومغبون ومقهور مادياً ومعنوياً.
أدب
المقالة نص يحلّ عقد الآخرين وعقد المجتمع على الصعد كافة، والرواية عقدة يصنعها الراوي ويقوم بحلها بنفسه لأنه يملك طرفي الحبل والحيّل، لن أضيع وقتي في قراءة نص مطوّل وبتفاصيل كثيرة مصنوعة من فراغ وشطحات في مغلف رواية.
لا يهمني إلا القارئ الليبي، لذا لن أكتب رواية ولا شعراً لأعبر عبر كلماتهما إلى قلوب في مكان آخر لا أسعى لبلوغه، ستظل المقالة الواسطة بيني والليبيين.
أزمة ثقة
مصيبتنا ومشكلتنا ومعرقلتنا في خط جزائنا (عدم الثقة).. الشعب لا يثق في الانتقالي والانتقالية حرجانة من الانتقالي ولا تثق فيه وتشك بأنه سيتزوج واحدة أخرى عليها لأنّ عينة (زايغة) بعدما يطلقها كما أشاع "شمام" الذي غالباً ما يبتني معلوماته على الإشاعات من االجارة (النشوالة) وخرابة البيوت، والشرق لا يثق في الغرب.. وهلم جرا وهلم شقاقة.
صنّاع الحياة والجمال
الدراونة يصنعون الجمال في بنغازي، بعدما صنعوا الحياة لها في يوم 19 مارس 2011، فها هم قد أعادوا الجمال إلى أهم حديقة في بنغازي، بضخ الماء في نافورتها، الدراونة شجعان وأنيقون ويحبون الجمال.. أكثروا لنا من ياسمين درنة البلدي أيها المدهشون ولا تنسوا نافورة الميدان.
دربكة
في الدقيقة الأخيرة، الكرة داخل خط الثماني ياردات، حدث نوع من الدربكة والربكة وتشابكت وتشاركت الأقدام لواحد وعشرين لاعب.. ارتطمت بالقائم ثم بظهر الدفاع وعادت إلى خط الهجوم فسددها من جديد فضربت رأس المدافع الآخر ولمست أكثر من يد، تشوشت الصورة ولم يعرف الحكم الذي وقع في خضم الدربكة أرضاً ما يفعل بعدما صفعته الكرة في وجهه، فصفر طالباً تشافيه، حدث ذلك للحكم بوختالة حينما (صوره) منعم العيساوي في مباراة ثمانينية.. وهذا ما يجري الآن لكرة الثورة في مكان ضيق للغاية.
الفيدرالية بمنظوري
 - تدوينة بتاريخ رجعي: لغياب الإنترنيت عنيّ لخمسة أيام تقريباً، تواقت مع التظاهرة المطالبة بالفيدرالية، سأحاول أن استرجع ما فكرت به ومُنعت من تدوينه في حينه:
لن أسامح من أدمع مآقي بنات بنغازي المشاركات في يوم المظاهرة المطالبة بالفيدرالية، كنّ جميعهن رائعات ومتحضرات غير أن صبية السوق الذين مُلئت جيوبهم الممزقة بالمال من حسابات الجبناء، هم من أفزعوهن، ليس ليبياً كل من أرعب بناتنا وحاول أن يظهر رجولته المزعومة بإخافتهنّ.
-  لست أهتم بالتفاصيل كثيراً، حتى في المسلسلات إذا تجاوز المسلسل خمس عشرة حلقة أتركه وأحرص على مشاهدة الحلقة الأخيرة منه، ومنها أستطيع ربط التفاصيل كلها، المشهد الأخير من مسلسل عين السمكة، يقول بأنّ رئيس العصابة تافه وحقير وكل من صفق للمرتزفة أصحاب الجيوب الممزقة هو محض شيطان أخرس وأفلس، وفي النهاية سنكتشف بأن عين السمكة عوراء.
- ثمة من يظن بأنني حين انحيازي للفيدرالية، فإنني أغلّب مصلحة مدينتي عن المدن الأخرى، في حين أنني أرى في هذا المفهوم مصلحة للمدن كلها بمنظوري الوطني، فبذا تكون طرابلس قد ارتاحت من تخوين المدن الأخرى لها وتتخلص من حملها خصوصاً البعيدة منها، واستطاعت كل مدينة أن تبرز مواهبها وإمكانياتها بالقسطاس والقرطاس، فالأمر أشبه ما يكون بتوزيع أسهم بين أخوات منه توزيع تركة.
- من لا يشعر بتعب شيوخ وعجائز وأبناء مدينته ولا ينتخي لهم و يقول: "لا للفيدرالية" .. فليأتِ لنا بنظام يضمن حقوقنا وليسميه حتى (برويطة). وإلا صار مهرطقاً. هؤلاء الفتيات الجميلات أروع من كثير من أنصاف وأرباع وأعشار الرجال لأنّ في قلوبهنّ الرحمة والرأفة بأهلهن، هل يصدّق من يراهن بأن في التظاهرة راجمات إلا إذا أفزعته لافتاتهنّ.
- "حب الوطن من الإيمان".. عقيدة تربينا عليها.. فلا تلزموني بالمنطق في زمن المنطق المناطقي.
- لن يصدق الحب بين ذكر وأنثى إلا بعقد مصدق عند مأذون شرعي، الحب خارج الدساتير قلة أدب وكلام فارغ بل لا حاوي له ومحض مجاملات اجتماعية ومعاملات تجارية.. "أنا"..
ضعوا هذا الاعتبار في شرعتكم التي تعدون لها، كلما أعلنت مدينتان محبتهما أو التوأمة بينهما.
- سيكتشف الليبيون بأن الفيدرالية التي في عرفي هي أول لبنة لبناء ليبيا الموحدة على أسس الأخوة والمحبة والعدل، لأن الوحدة التي صنعها الأولون، شوهها القذافي ومن والاه إلى يوم 20/10/2011.
- إن من موجبات الثورة القضاء على المركزية، والفيدرالية بلا السنوسية مطلب لدى الكثيرين، فهاتوا من عندكم نظام آخر يلغي هذه المركزية واختاروا له أي اسم وليكن حتى (برويطة) ونحن سنوافق عليه، لكن بشرط لا تتأخروا كثيراً وقبل سنّ الدستور، الفيدرالية ليست وقفاً على السنوسية ولم تبتدعها بل هي نظام عالمي معروف.
- المثقف العاطفي الذي يود أن يبرز نفسه كوطني بلجم كل من يطالب بحقوقه في الحياة الكريمة قبل حتى السياسية، هو خائن لأبناء مدينته ومعاناتهم ولا يحس حتى بإخوته المتواجدين على الأطراف وفي نقاط بعيدة عن مركز الدائرة، لأنه طعن في الفيدرالية ولم يعمل على إيجاد حلٍّ آخر ينهي معاناة العجائز والشيوخ وهم يترددون على الدوائر الحكومية في انتظار مرتباتهم أو حتى مسوغ ورقي، بل صمت حتى لما عرف وتأكد من خلال عدد المقاعد بأن شبح المركزية ما يزال يوقظ أهله من راحتهم.. أعيد وأقول أنا مع الفيدرالية لكني سأذعن لنتيجة أي استفتاء تنهينا من هذه الإشكالية.
-أخر شيء أقوله في الفيدرالية والمركزية ومن غير (سو): ليبيا ملك لنا جميعاً، لن نبيعها تحت مسمى المركزية ولا الفيدرالية ولن نتقاسم ثمنها كإخوة ورثوا من أبيهم مزرعة وتخاصموا على ملكيتها، بأي سبب (ليس شرطاً بسبب الزوجات).. لكنّ سنتقاسم زرعها وحصادها بالعدل والتساوي من دون أن نفرط في شبر منها.
وصية أم
بنغازي بنتي البارة، أفنت عمرها لأجل خدمة أمها وأخواتها الأخريات اللواتي تزوجنّ وكل واحدة منهن حضنت زوجها (وخذت وجهها)، صار عمرها الان 42 سنة، فسجلت في وصيتها: "اعطن بنغازي قطعة الأرض التي في برقة ودعوها تستمتع بباقي حياتها، ولا تخفنّ منها لأنها حنون و(ودادة) ولن تنسى شقيقاتها.
19  مارس 2011
- قالوا ليلتها الكتائب في المقرون، فوجدت نفسي مستلقياً على ظهري ولوحدي في حديقة عامة، أعد العيون المضيئة في السماء والساعة بجنبي تذكرني بقهقهات الأطفال المتزحلقين عليها الراضين بها بديلة عما يلهيهم في الملاهي، غير أن حارمهم لم يكتفِ إلا بقتلهم، كانت المقاعد الخشبية فارغة من العاشقين الذين تقطعت بهم سبل اللقاء والحلال، غير أن حارمهم لم يكتفِ إلا بقتلهم، فأبت سنة الله في خلقه إلا أن تعود لوضعها الطبيعي فتنتصر للمظلوم من المستبد، رجعت لبيتي والطريق تسير عليها الرياح وفي صوف معطفي شوك واخضرار.
-كنت على يقين تام بفشل ذلك الرتل القادم لغزونا، ذلك أن السيطرة على المنطقة الشرقية تستلزم جيشاً قوامه وعديده على الأقل نصف مليون جندي.
- لم أهب الموت، بقدر ما حزنت أن تجهض ثورتنا، وتكسر أنوفنا لو دخل فيلق ميلشيات القذافي، كنت على يقين بأن القذافي لن يستطيع السيطرة على بنغازي وما شارقها، لكن حالة الربكة التي رأيت عليها الأهالي هي من جلبت ذلك الشعور ممسكة إياه من يده.
- غداة دحر الغازي لبنغازي، جلست وحيداً في الحديقة فرأيت الطفل مؤيّد يلعب مع أقرانه، حضنته لأنه ما يزال حيّاً، واشتريت لهم جميعاً (شيبس بالجبنة).

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية