الخميس، 2 فبراير 2012

فيسبوكيات (26)

تماثل
مثلما الإرهاب لا دين له، فإنّ الديموقراطية لا هويّة لها.
خير الكلام
فل: باللبناني.
حل: بالليبي.
خير الكلام ما قلّ ودلّ وحلّ المشكلات.
ديمومة
الثورة السورية بنت الثورة الليبية في كل شيء، ومن هنا كانت عظمة ثورتنا، وستأخذ الثورة السورية أهميتها من موقعها ودور سوريا الإقليمي والعربي والإسلامي منذ فجر الإسلام، لم أجد أي تناص بين الثورة في سوريا وثورتي تونس ومصر، لا في مسبباتها ولا في تفاصيلها.
قيام – جلوس
جهزوا منذ الآن من يدخل على المجلس الانتقالي- فقد اقترب الموعد- ليصيح في أعضائه: "قياااااام" بعد جلوس متفقٌ عليه.. فالمفتش قادم، لذا على أستاذ المجلس الانتقالي أن يحضر نفسه جيداً لقدوم المفتش أو المُوجّه، فإن لم يجيبوا عن أسئلته سيسوّد وجهه وتسجّل عليه ملاحظات خطيرة، المفتش سيكون حاسماً وحازماً معهم، لأنه الشعب.
حصانة
بمفهومه:الحصانة أنثى الحصان.. تحصّل الرئيس اليمني على الحصانة وسيمتطي الحصان، ويغادر على سرج الرياح في ليلة لا سراج لها.
وجدتها في البيت، كانت في كيس جلدي ضمن 10 إطلاقات صدئة لمدفع 14.5 غنمتها من صبية خارجين بها من مبنى كتيبة الفضيل بوعمر ليلة سقوطها، سلّمت 9 منها في الأيام الأولى للثورة في مبنى الأمن الداخلي المجاور لمبنى المحكمة العليا، امتثالاً لنداء الأئمة لمحاربة الطاغية الذي راح يعد العدة ويفرز حقده من غدة حسده، ضلّت طريقها فظلت عندي، شكلها مرعب، تشبه مستوعبة حقنة طبية زجاجية تـُكسر من رأسها بدقة من ظفر الوسطى، فكرت أن أتخلص منها بتسليمها للجيش الوطني، فتذهب ربما كرصيد لمعركة داخلية عند استيلاء بعض الأوباش عليها، خطرت ببالي فكرة رميها في البحر فتبتلعها سمكة، أو أن أعطيها لصديقي كي يساوم بها آمره البوعجيلي، فتذكرت بأن "يوسف الترهوني" مقاوم لا مساوم، فتحت غطاء غرفة الصرف الصحي العميقة، معتبراً إياها من فضلات نظام متعفن، وارتحت.
في الذكرى السنوية الأولى للبوعزيزي
(1)في الذكرى السنوية الأولى للبوعزيزي، بلغني أن جميع أجهزة الإطفاء في العالم العربي، في حالة استنفار واستفسار عن أخر مبادر، فقد كثر الظُلّام، والظلام بات في حاجة إلى اشتعال، وتغافلوا على من يسرق ويريد أن يحرق آثار جرمه وأصنامه حتى (ايطرشق) حطبه و(اتطرشق) عقولنا، كما فحمة متسوسة .
(2) البوعزيزي لم يبـِع الخضراوات في ذلك اليوم، بل كان يبرّح: "معانا ثورة.. معانا ثورة.. فمن يتبضع مني؟".. وعندما لم يبتاع أحد من سلعته الباهظة الثمن والأرواح، اشترى بضاعته لنفسه بحرٍّ دمه، وثار على سوق الثورة الكاسدة والفاسدة.. فراجت سلعته وكثر البائعون من بعده، وفـُتحت عدة فروع لسلعته في أكثر من دولة عربية، وما يزال الوكلاء في تزايد والبورصة في ارتفاع.

(3) شعرة البوعزيزي(*)
"دزتني معلمتي على راس بصل .. طاح مني انكسر
علقتني في الشجر.. والشجر عروف عروف
مدّي يدك يا عروس.. بين النحلة والدبوس" (**)
تعليق: لا المعلمة أرسلت، ولا رأس البصل انكسر
الشعرة لا تنكسر، لكنها تُقطع أو تُقلع من بصلتها، الشعرة تطول وتستطيل، حتى تميل على أختٍ لها، الشعرتان تتلاحمان، فتولدان مع ثالثة "ضفيرة".. الضفيرة تتضافر مع أخرى، فتغزلان جديلة، تتسامى من المسامات "جدائل" كثيرة إلى الأسفل، ملتفّة حول بعضها البعض، فتزداد لُحمتها، تبرق لزمن بزيت الزيتون، الذي تشربه وتشّرأبه، يمرُّ عليها أربعون عاماً وينوف، فتبّيض، لكنّ ظلها يظلّ و"أصلها ثابت وفرعها إلى الأرض" إذاً فللشعرة أصلان ولا فرع لها، للضفيرة أصول ولا فروع لها، وبالمثل للجدائل ما لهما، وما هو ليس لهما. إذاً بعد إذاً، فللشعرة أصل هي فيه وأصلٌ تبحث عنه، تنجذب إليه من جذرها المثبتة فيه فوقاً، إلى أصل آخر تحتاً، هو ضالتها، فما ضرّ فعل الحلاق بشعورنا، فهي تسقط، فتصل إلى حيث بُغيتها.
الخواطر هي من تنكسر، فلا ينفع معها لا جبرٌ ولا هندسة ولا حساب مثلثات، ولا حتى "السحلب".. جبرُ الخواطر مسألةٌ صعبةٌ، وينوء حلّ عُقد ضفائرها وحفظ جداول جدائلها على المتجبرين، يوم الامتحان العسير.
في تاريخنا وثقافتنا: "الشّعرة تقصم ظهر البعير".. الشّعرة شعرة "معاوية".. "الشّعرة الحدُّ الفاصل بين العقل والجنون".
الشّعرة يسهل إخراجها من العجين. الشُّعيرات الساقطة من رؤوسنا على كراسي الحلاقين، تمسح وتكنس من على سطح الأرض جمعاء، ولا مكنة لانتشالها إصبعياً فرادى، الشعرة تعلق فينا، وتتعلق بنا حتى آخر لحظة ولفظة، الشعرة آخر ما يبيد من أجسادنا تحت التراب، الشعرة هي من كانت صمام أمان انفجار "البوعزيزي" الشّعرة هي من بإذن الله، سوف تنجيه من عذاب قتل النفس، هل منكم من فكّر، بأنه ربما قد فقد عقله، وجنّ جنونه لحظتئذ، فلن يؤاخذه الله على ما فعل، وستكتب له عملية استشهادية من طراز مُبارك؟ هذا والله أعلى وأعلم ، بشعرته وشعوره ومشاعرنا.
"عجبت ممن ينتحرون ـ وهم بكامل قواهم العقلية والجسمانية ـ تحت وفي سحيق بئر السلم في مكان آخر، كيف يعطون سند الذريعة لقامعيهم، لأنْ ينعتوهم بالمُدمنين؟".


عُقد (***)
وأنا طفلة..
كنتُ أستجدي خالقي
كي يساعدَني
علي فَكّ عُقدة ضفيرتي
ولم أكُن أعلمُ..
بأنني سأدخل عالماً..
مليئاً..
بملايين العُقَد المضفورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): مقالة عمرها عام نشرتها في المواقع الإلكترونية.
(**): أهزوجة شعبية بنغازية، كنا نسمعها من البنات، اللواتي تربينّ من صغرهنّ على حقيقة أنّ أفضل ما لهنّ هو الزواج، فانتظرنّ حتى ابّيضت شعورهنّ وأسّودت مشاعرهنّ، وقد سمعتها مرة، من فتية في غيطة بنغازية يبتغون من وراءها رفع وتيرة الإيقاع.
(***): ومضة للشاعرة الليبية "سعاد يونس".
حُرِق المعبد وتـُرِك الصنم
يهدمون أضرحة الصالحين، الذين لم يسيؤوا لهم في يوم.. معمر في بداية الثمانينيات شنّ حملة عسكرية واستخباراتية شرسة على الأولياء في أضرحتهم- بعدما هجم على التقازات في الفندق البلدي، كأول عمل إصلاحي برأيه ولحق بهنّ حتى منطقة توريلي واعتقل العديد منهن- فأزال ضريح بمنطقتنا، هو سيدي داوود ومقبرة الصحابة، كنا في صغرنا نلعب في هاتين المقبرتين.. استهجن الناس عمله في حينه وقالوا:"ستصيبه لعنة هؤلاء الصالحين".. واليوم وبعد الثورة كرّرنا ونسخنا العمل ذاته، فقد هدموا ضريح سيدي خليفة وعبد الله وغيرهما، لكنهم تركوا صنم "سيدي جمال" امطلز كيف طلوز ابريكة، مع أنه هو من أساء لهم، لما نصّب القذافي كنصب تذكاري أليم على الوحدة والقومية العربيتين، هل لأنهم جبناء ويعرفون بأن صنم "سيدي جمال" يقع في وسط البلاد ويخشون من العقاب.. النخلة التي بجانب هذا الصنم هي من في عراجينها الإجابة، وستطول ويتقزم بجوارها هذا التمثال النصفي المقطع.

صور فيسبوكية
برج بنغازي المائل
الفنان "باسط الحاسي" في مهرجان بنغازي للأغنية الليبية، في أول زيارة له إلى مدينته بعد غربة دامت لأكثر من عشرين عاماً
تساقط التبروري رداً على تساؤلي: هل يقدرون على وضع الصياغة الأخيرة لقانون الانتخابات؟
شرفة ميدان الشجرة: تشرب الرقاب عطش النافورة لمائها، وتشّرأب الأعناق هذه الشرفة لإلقاء كلمة النصر، فمن سيخطب منها يوم تحقيق المطالب؟
ــــــــــــــ
10 يناير 2012

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية