الخميس، 23 فبراير 2012

فيسبوكيات (27)

دولاب
أنا في جريدة.. الجريدة في دولاب.. “ياما في الدولاب مظاليم”.. على رأي “فريد الأطرش”.
فوارغ
كلما وجدت ظرفاً (فارغاً) على قارعة الطريق، تأكدت بأن الكلام (الفارغ) مازال يسيطر على البلاد.
خرق
الدستور السوري الجديد المعلن عنه، يُعيد المادة المتعلقة بعمر رئيس الجمهورية إلى 40 سنة بعدما عدل على عمر بشار عام 2000 وهو في منتصف الثلاثينات، أي يجب أن يكون عمر الرئيس قد خرج من فترة الشباب إلى الكهولة.
ريشة
عرفت ما الذي يجعل بشار الأسد طويلاً، لأن روسيا والصين بـ(فيتوهما) المزدوج، جعلتا على رأسه ريشة.. فهما تريان بضرورة أن يتأسد الأسد على السوريين، وببقائه على عكس الساقطين الثلاثة.
.
.
.إلى نبيل العربي.. رسالة بلون الدم القاني
إذا صدقت نيتك ومن معك من وزراء خارجية العرب في مجلس الجامعة العربية لنصرة المدنيين من الشعب السوري، عليك أن تضع إصبعك على مكمن الداء الذي يمنع من وقفتكم الجادة ويحقق مطامح الشعب السوري في الحرية وحفظ دماء الأبرياء، لسنا على علم بما دار في كواليس جامعتكم منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، كنا نراكم فقط وأنتم تصعدون سلالم مبنى الجامعة إلى غرفة الاجتماع التي حان الوقت لتكون غرفة عمليات تصلون فيها ليلكم بنهاركم، نراكم تتحدثون إلى بعضكم البعض ولا ندري فيمَ تخوضون، ولكن في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن سمعنا كلمات المندوبين على الهواء مباشرة، وعرفنا نحن الشعوب العربية من الذي يمنع في غير مرة استصدار قرار يدين النظام السوري، وبات الأمر مفضوحاً، بدليل أن المندوبين الفرنسي والألماني والبرتغالي قرأ إدانتهم للموقف الروسي من ورقة معدة سلفاً تشي بإدراكهم لما سيكون عليه الموقف السوري.
فيما مضى عجزتم عن نصرة الشعب الفلسطيني، لأن المانع على الدوام هو الفيتو الأمريكي، فهل ستسمحون لعضوين آخرين من الدول الخمس الدائمة أن يسيرا على نهج السياسة الأمريكية ويناقضا طموحاتنا العربية في مرات قادمة، نعم فهذا ما سوف يحدث إذا مررتما لهما هذا الموقف المجرم، من دون أن يكون لكم موقف حازم وحاسم تجاههما، لم تستطيعوا أن تمارسوا أية إجراءات عقابية ضد أمريكا لحاجة العرب الدائمة لهم في مجالات الحياة والتقنية والعلمية، لكن ماذا سينقصكم لو لوحتم بسياسة العقوبات ضد روسيا حليفة الاتحاد السوفييتي وحليفة النظام الأسد والصين؟ لن ينقصكم من الأولى سوى الكلاشنكوف أداة الحروب الأهلية في العالم كله، ومن الثانية إلا كل مُقلّد ومزيَّف، فروسيا إلى جانب موقفها السياسي المتطرف تمد الأسد بالأسلحة الخطيرة أي أنها تميل إلى طرف واحد على عكس ما تدعي.
غوّار بيننا
حيّل مراوغات تزوير تلفيق مقالب.. ثمة بين الثوار مغاوير و(غواوير*).
*غواوير: جمع غوّار
تطعيم
حدثت المعجزة، فليبيا امرأة لم تنجب ووصل عمرها إلى 42 سنة، لكنها قبيل سن اليأس- اليأس من إصلاح البلاد- بثلاثة أعوام، أنجبت في عملية قيصرية بعدما نزفت دماءً غزيرة، طفلة جميلة في 17 فبراير 2011 بعد علاج طويل، أسميناها ثورة، نعم فالثورة الليبية مثلما المولود الجديد، علينا قبل أن تفكر في تحقيق مطالبه ومطالب أمه من ملابس وغرفة نوم صغيرة، أن نعمل بدايةَ على حمايته من أي مرض قد يداهمه بالتطعيم الصحي.
خوارج
سيظلّ الثوّار- في نظري وسمعي وبقية حواسي الخمس- من الخوارج عن الثورة والقانون، طالما احتفظوا بالسلاح في أيديهم وبيوتهم، وطالما تجاهلوا النداءات بتسليم السلاح التي يصدرها الانتقالي والانتقالية، تحت الإدعاء بأنهم سيحتفظون به لخشيتهم على الثورة، فهم ليسوا بأحرص منا عليها، وإن كانوا صادقين وثائرين بحق، يتعيّن عليهم أن يعلموا بأنّ السلاح هو الذي يشكل الخطر الأكبر على ثورتنا
إدلاء بدلو مثقوب
ما يجري في المملكة البحرينية من احتجاجات لا يمكن وصفه بثورة شعبية لأجل نيل الحرية، ذلك أن وراءه تدخل خارجي بنعرة طائفية، على شيعة البحرين أن يدركوا بأن حالتهم السياسية والاقتصادية- تحت حكم آل خليفة المتسامح نوعاً ما مقارنة مع حكم ملالي طهران، على الرغم من كون دولتهم أفقر دولة في الخليج- هي أفضل حالاً من حالة الإيرانيين أنفسهم على الصعيدين السياسي والاقتصادي.. هذا ما صرّحت به لمراسل إحدى القنوات العربية لما بادرني: “وأنت تعيشون غمرة الفرحة بمرور عام على انطلاق ثورة 17 فبراير المباركة، ماذا تقول لإخوتك في البحرين الذين يتوقون للحرية؟”.
مباغتة
الثورة الليبية مباغتة ولم يخطط أحد لها، بل إنها فرضت نفسها حتى على المتأخرين وغير المتأهبين لها، خصوصاً وأن هناك ثورتين عربيتين سبقتاها، والدليل أنها أخذت الجانب التحريري الحربي.
إجازة لحمل السلاح
لست مع حمل السلاح بترخيص تمنحه الداخلية لمن أراد من المواطنين، فالترخيص لا يعني بألا يستعمل السلاح المجاز ضد أمن المواطنين الآخرين.
صناديق
صناديق خبز.. صناديق تبرعات.. صناديق أحذية.. صناديق الضمان الاجتماعي.. قد تصادفك هذه الصناديق إلا صناديق الانتخابات، فلا نجّار لها في ليبيا.
“سايسه وأنت تحكي معاه”
إذا نصحك ليبي من كبار السن وأنت تطالب بحقك من غيره بهذه العبارة، فذلك يعني أن تطالب بحقك بهدوء وبعيداً عن التشنُّج.. فالمتهورون والعصابيون لا يجيدون السياسة.
مقاولات
ليبيا تحتاج إلى مقاول كبير وراءه جيش عرمرم متسلح بالفؤوس والمطارق يدق يدق يدق عند فجر كل يوم فيوقظ المغفلين من سباتهم، مقاول يهش وينش ولا يغشّ ولا يغلوش عليها، لصيانة مجارير الخيانة، يدفع لهذا ويهشم ذاك ويبلط (يكذب) أحياناً، وعند اللزوم يستقيم، ليبيا تحتاج إلى مقاول كبير يعالج جدران (الجضران) ويملأ الفراغات، يغطي السقوف المكشوفة ويسلحها بعوازل تسريب الإشاعات، ويقطع آذان الحيطان المتصنتة فيكتم الناعقين خارج السرب العائد من هجرته، يحفر الفتشات ليرمي في سحيقها سحق الكذابين وفضلاتهم ولا يجعلها تطفح على أسفلت الشوارع حينما تتظاهر وتسافر بغلها، يرتقي بعيدان الميدان والأعمدة ويدعمها بخوازيق مدببة، ايليس المتليس أصلاً كمضغة زائدة في أول حفرة زائدة عن الحاجة، يعدّل من ميل السقوف حتى لا يبقى سراب عليها، وبعدما ينهي عمله يأتي بجلاية قوية الطرد، ينظف بها ما علق بأرضنا من أوساخ وليجلي لنا الرؤية الحقيقة، لتكون أرضيتنا بعد كنسها صلبة الموطأ وناعمة اللمس وكاشفة لنتوءات الهمس، فيجتثها غير مأسوف عليها بدوائر الاقتلاع.
الكفرة تناديكم
-حوار بين شيخ الشهداء ويوسف بورحيل في مشهد من فيلم عمر المختار: “من الأشجع أحياناً ألا يموت المرء، ما ضاع قد ضاع، نحن نعرف أن عائلتك هناك، لكن الدفاع عن الكفرة يعني الموت هناك”.
-نظراً لشحة الأنباء والتفاصيل الواردة على سنام إبل المخبرين من الكفرة، وبطريقة التخمين، أستطيع تفسير ما يجري هناك على أنه خصومة مسلحة بين قبيلتي الزوي والتبو، غير أن تدخل العنصر التشادي على الخط هو ما يجعلني أذهب بالتخمين إلى أنه استعانة قبيلة التبو الليبيين- ولا أحد يشكك في انتمائهم لهذا البلد الطيب بإبناء قشرتهم في تشاد، وهذا يُعدّ في العرف السياسي خيانة كبرى ويجرمه قانون أية دولة مستقلة، ولإنهاء هذه المشكلة التي أخذت طبع التناحر والاقتتال بين الإخوة، يجب الدفع إلى حالة المصالحة وتعهد التبوي بانتفاء الاستعانة بالأجنبي حتى إن كان أبن عمومته.
-ربما تدخل التبو التشاديين ليس بمباركة من النظام التشادي، لكن عليه أن يضبط حدود بلاده التشادية البعيدة عن العاصمة (أنجامينا) ليثبت لنا حسن نيته، فيبدو ليّ أن المسؤولين الليبيين على مستوى الانتقالي والانتقالية يخشون الاصطدام بحكومة تشاد، خصوصاً وأن إمكانات بلادنا العسكرية والمالية لا تسمح لها بالدخول في مواجهات مع قوى مجاورة، لذلك لا يرغبون في تصعيد الموقف وامتصاص الضربة.
نظام “إدريس دبي” إرهابي، وقد أسهم منذ مجيئه في عام 1991 وبكل ثقله في حروب أهلية وإقليمية كثيرة منها مثلاً ما جرى في دارفور وجنوب السودان والكونغو وأوغندا ، وهو ولا شك يوطف كعميل لقوى من خارج القارة لها مصالح في أفريقيا كإسرائيل التي ما برحت تضرب به استقرار السودان، والآن تستعمله كيد طولى جهة لا أستطيع تبيان هويتها للعبث بليبيا.
-في غفلة من الثوّار الذين نزلوا من على قمة الجبل، وانشغلوا بتجميع الغنائم، حدث الهجوم على الكفرة.. قلت في تدوينة سابقة: قبل العمل على تحقيق مطالب الثورة عليكم بحمايتها أولاً.
-سؤال بريء وجريء: ثوار المنطقة الغربية من سرت إلى راس جدير مروراً بمصراتة ونزولاً إلى الجبل الغربي ثم ارتفاعاً إلى غريان، هل شاركوا إلى جنب ثوّار المنطقة الشرقية في الكفرة لحماية الوطن من فلول إدريس دبي؟ لكي تتأكد لحمة الوطن.
-على القادمين الجدد في الدولة الليبية أن يعملوا على إسقاط النظام التشادي و الإتيان برئيس جديد يختاره التشاديون بنفوسهم، يحترم علاقات حسن الجوار، وذلك لا يستدعي إرسال أبنائنا للقتال على الأرض التشادية بل بالتمويل، ومحاولة إصلاح ما أفسده القذافي بدقه لأسافين العداوة بين الشعبين الذين جمعتهما علاقة حسن الجوار والجهاد، ذلك أن “إدريس دبي” حاول إجهاض الثورة الليبية ووقف كحليف للقذافي إبان حرب التحرير، حيث فهو ممن لا يؤمن جانبهم، وفي إطالة زمن بقائه على سدة الحكم في إنجامينا مبعث قلقنا.
-الأمن القومي أولاً: ما يؤثر بالسلب على استقرار أية دولة هو التهديد الآتي من وراء حدودها قبل الداخل ومن يتكفل بإزالة هذا التهديد هو القوات المسلحة النظامية (الجيش) ولأن هذا الكيان الحيوي لم يتشكل بعد في بلادنا لضرورات عنادية، حبذا لو قامت حكومتنا الانتقالية برفع مذكرة دعوى ضد النظام التشادي في مجلس الأمن وذلك بعد تجميع واستيفاء الأدلة الدامغة وذا أضعف الإيمان.
الوزير الشهيد
أعرفه على الصعيد الشخصي، فقد استأجر مني محلاً، أراد أن يجعله صحياً خدمياً كأول محل يعمل بهذا النشاط، وبعدما سلمته المفاتيح رجع إليّ بعد شهر يعلمني بأنه لم يتحصل على ترخيص وليس بحاجة إلى المحل، ثم وضع يده في جيبه وناولني إيجار الشهر الذي لم يعمل به، فأرجعتها إليه وعرفت بأنه إنسان يعرف الحقّ وطيّب.. ذاك هو الدكتور “سُهيل الأطرش”.
.
.
حسابات جارية
حسام سليمان الضراط: صادف يوم 7 فبراير ذكرى هبوط طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية بدون عجلات هبوط بقيادة الكابتن علي أزرقة البرغثي في مطار روما عام 1978 بطائرة البوينغ 727 في سابقة تحدث لهذا النوع من الطائرات في تلك الفترة دون اصابات في الركاب ولا اضرار جسيمة لحقت بالطائرة والتي عادت للخدمة بعد فترة وكانت هذه الحادثة نقطة انطلاق لشهرة الخطوط الليبية وطياريها على مستوى العالم.
الفضيل الأمين: إمرأة يجب ألا ينسى الليبيون أسمها أبداً.. هل تعرفون أن من قاد حملة دعم ليبيا في البيت الابيض واقنعت الرئيس أوباما هو السيدة الرائعة “سيمانثا باور” وهي المستشارة الخاصة للرئيس في شؤون العالم والقضايا الانسانية لقد تحدث عن ليبيا البارحة وكانت تغالب دموع الفرح وهي تذكر يوم التحرير
تحية لهذا السيدة الرائعة التي يجب الا ينسى اسمها الليبيون ابدا.
.
عصام الصابري: زمان ايام سوق الخضاره لما تشري دحي من سيدي رجب بن حريز ايجيب سطل زينقو مليان اميه وايحط فيه الدحي واللي تطفح فوق يعني خاربه ياخذها ويرميها وايبيعلك اللي غاطسه, سبحان الله امانه في البيع والشراء , بس الموضوع هذا صعب تطبيقه على من يتقلد المناصب العامه, ولكن تركيبة الماء هي يد 2 أ, واليد رمز للقوه والألف رمز للألفه, فهل لكي نطبق مبدأ النزاهة يكون معيار القوة 2 ومعيار الألفه1.
أفانين
قد تـُعجب أحياناً بلاعب قبل بداية المبارة أو في الاستراحة بين الشوطين، لما تراه ينطط (يرقص) الكرة على رأسه وأنفه وكتفه ويمررها على خلف رقبته حتى تصل إلى كعبه.. لكن حينما يلعب ضمن فرقته أو فريقه تكتشف أنه لا يجيد حتى استقبال ولا إرسال الكرة.
نصير شمّا، يعزف بهذه الطريقة هو يجيد ترقيص الأوتار .. لكن ما ينتجه من معزوفات وجمل لا تعجبني كإحساس على الرغم من تفننه في تنفيذها.. عموماً هو في الأيام الماضية بحسب ما قرأت في الصفحة الأولى في صحيفة أخبار بنغازي، كان مع فرقته (تخيّل) في احتفال تقيمه دائرة الثقافة والمجتمع المدني بمجمع المرحوم “سليمان الضراط”احتفاءً بالذكرى السنوية الأولى لثورة 17 فبراير.
..ز
.
.العود شرقي المنبت ولا يعجبني إلا إذا رنً الوتر بالرصد والبياتي والصبا والكورد وبإحساس وأنفاس وجمل منسابة لا شذرات، العازف الجيد كاللاعب الذي يحسن المراوغة والتصويب من بعيد وقريب وتمرير الفرصة واقتناصها كذلك، العازف في الأغنية العربية هو من يلتزم بالنوتة المشدودة أمامه بشدادات الملابس فلا يخرج عن اللحن، أما خارج الجوقة فعازف العود الانفرادي عليه أن يبحث عن جملة مفيدة متكاملة ومقنعة.. يعجبني “إبراهيم عزام” أكثر من “نصير شمّا”، لأني أراه عازفاً عارفاً بأصول الغناء العربي.
زياد العيساوي
بنغازي: 23-2-2012
♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com
♦ صفحة الكاتب على الفيسبوك: http://www.facebook.com/profile.php?id=100002322399992

الأحد، 12 فبراير 2012

عنوان ما خطّه عطوان .. أسوأ بكثير ممّا خطّط له الساعدي

لن أبدأ مقالتي هذه بخلفية مسبقة وبنية مبيتة ضد الكاتب "عطوان" لكني سأدلف مباشرة إلى ما ورد في مقالته المعنوّنة بـ(ظهور الساعدي.. شؤم لليبيا) المنشورة بتاريخ 10/2/2012 في صحيفته القدس العربي بالشرح والتشريح وسيظل الحكم للقارئ.
يقول الكاتب صاحب المقالة في مستهل حديثه: "الأوضاع في 'ليبيا الجديدة' على درجة من السوء، بحيث انها ليست بحاجة الى ظهور السيد الساعدي القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل، لزيادتها سوءا واضطرابا، فالبلاد تخضع لسيطرة الميليشيات، والمجلس الانتقالي الليبي اضعف من ان يسيطر عليها، ناهيك عن فرض شرعيته وهيمنته على البلاد المترامية الاطراف.. اتصال السيد الساعدي بقناة 'العربية' في دبي دون غيرها من القنوات الاخرى، من مقره الحالي في نيامي عاصمة النيجر، وحديثه عن احتقان شعبي ينتظر ساعة الصفر للانفجار على شكل انتفاضة شعبية، يرش الكثير من الملح على جرح الفوضى الامنية النازف حاليا في ليبيا، وينبئ بالمزيد من المتاعب للحكم الجديد في البلاد".
- التعليق: جاء في كلمته بعدما وضع اسم ليبيا الجديدة بين مزدوجين، كأنه مستهزئ بهذه التسمية لفظاً وواقعاً: "بأن الأوضاع على درجة من السوء"، لكنه لم يبين ما هي درجة هذا السوء، أهي عالية أم خفيضة؟ وكم تساوي بلغة النقاط على المقام عشرة؟.. كما أنه يزعم بوجود احتقان.. في حين أن لا يوجد مراسلون على الأرض الليبية لصحيفته "القدس" وأضعها بين مزدوجين على طريقته، لأن هذا الاسم المقدس والطاهر استغله سيادته كاسم براق ليروج لمطبوعته وليوحي بأنه هو من يحمل هم فلسطين على عاتقه، في حين أن إيران لها فيلق بهذا الاسم، ولم تحرك هذا الفيلق ساكناً باتجاه القدس، لكن باتجاه سوريا، حيث إن الأنباء الواردة من هناك تخبرنا بإرسال نظام الملالي لخمسة عشرة ألف جندياً ينتسبون إلى هذا الفيلق لتقتيل السوريين بدافع الحقد الطائفي، وكذلك صدام كان له جيش بهذا الاسم وبعث به لاحتلال الكويت، أي أن ثلاثتهم (خمينئي وصدام وعطوان)  تاجروا ويتاجرون بثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين، ولا ننسى "القذافي" أيضاً الذي جعل من كلمة القدس كلمة الـسر والشر بينه وبين الضباط والجنود الذين شاركوه الانقلاب.الغريب أن "عطوان" لم يستهجن ظهور الساعدي على قناة إعلامية مشهورة، وهو يعرف بأنها بهذا التصرف تقوم بتهديد أمن الليبيين الذين يحمل همهم بين جناحيه كما يحاول أن يظهر.
يقول أيضاً: "ولكن من المؤكد ايضا ان الليبيين، ونسبة كبيرة منهم، اصيبوا بخيبة امل كبرى من جراء ممارسات الميليشيات الدموية، وفشل المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي، والمجموعة المحيطة به، في تقديم حكم بديل ديمقراطي وشفاف، رغم قرب احتفال انصاره بمرور عام على انطلاق".
-    التعليق: وهنا ينطلق "عطوان" ويعطي من عندياته نسبة الخائبة آمالهم من الليبيين، إذ اعتبرها كبيرة، وبهذا يكون قد أفصح بسبابته وإبهامه عن الإبهام الذي لفّ قيمة الدرجة العالية من السوء التي استهل بها مقالته، وهو لا يدري بأن ما يجعل الليبيون لا يستاؤون من طيش وحمق الميلشيات كما يسمي (الثوار) هو أن النسبة الأهم من الليبيين تدرك بأن الثوار، هم أبناؤهم وقد ربّوهم على محبة ليبيا، وهم ليسوا بعملاء وسرعان ما يتحِدون على الرغم من اختلافاتهم وخلافاتهم ضد أي عدو يريد ببلادهم وثورتهم سوءً، وهذا هو السوء الذي يخشاه الليبيون لا سوءك عالي الدرجات، وهذا ما تؤكد عليه بقلمك في هذه الفقرة: "الامر المؤكد ان الغالبية الساحقة من الليبيين لا تريد عودة نظام العقيد معمر القذافي، بأي صورة من الصور، بسبب فساده وتخلّفه وديكتاتوريته".
ثم يجيء سيادته على فكرة النسبة الكبيرة من الليبيين عطفاً على اعترافه السابق، لكنه يجعلها أكبر من نسبة المستائين والخائبة آمالهم، فصارت كبرى جداً في هذه المرة، لكأنه يريد أن ينسخ اعترافه ويرقعه حينما يمضي قائلاً: "ولكن من المؤكد ايضا ان الليبيين، ونسبة كبيرة منهم، اصيبوا بخيبة امل كبرى من جراء ممارسات الميليشيات الدموية، وفشل المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي، والمجموعة المحيطة به، في تقديم حكم بديل ديمقراطي وشفاف، رغم قرب احتفال انصاره بمرور عام على انطلاق الثورة في مدينة بنغازي.
-    التعليق حضرته لم يعِ بعد ما يجري في ليبيا ويبدو ليّ بأنه لم يطلع على ما جاء في الإعلان الدستوري، حيث ليس من صلاحيات "عبد الجليل"- غريمه الذي يريد أن يقاضية- أية صلاحية في رسم خارطة الطريق السياسية خارج ما تمّ الاتفاق عليه في ورقة الإعلان الدستوري، كما أنني استغرب من قلمه أن يعتبر الذكرى الأولى للثورة، فترة يمكن الحكم من خلالها على أداء الانتقالي، وما يدل على أنه درس في القسم الأدبي لا العلمي، أنه خلط بين ذكرى انطلاق الثورة ونهايتها، إذ أن الثورة استمرت مدة ثمانية أشهر تقريباً ما يعني أن العملية السياسية في ليبيا (الانتقالية) بدأت منذ أربعة أشهر فقط، وهذا ما يجعلني أتجاهل نسبته الكبيرة والكبرى والدرجة العالية التي بدأ بها مقالته.
ثم حاول "عطوان" أن يستشهد بنسبته على الاحتقان، فهذا هو ديدن الكاتب الصحفي الموضوعي، بواقعة الاعتداء على مبنى الانتقالي في بنغازي وعلى "غوقة"، لما ذكر: "المتظاهرون الذين هاجموا مقر المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي مصدر شرارة الثورة، وحطموه، وكادوا ان يفتكوا برئيسه لولا هروبه من الباب الخلفي، وقبل ذلك المجموعة الطلابية التي هاجمت نائبه عبد الحفيظ غوقة في جامعة بنغازي، واعتدت عليه بالضرب ودفعته لاعلان استقالته على الهواء مباشرة، في حديث لقناة الجزيرة الفضائية، هذه الاحتجاجات تؤكد الوضع المزري في ليبيا، وهو وضع يحاول انجال الرئيس الراحل استغلاله حاليا لتجميع انصارهم في هجوم مضاد".
-    من هرب من الثوّار هو أنجال القذافي، أما عبد الجليل فقد جلس معهم وفاوضهم ولم يفر كما تتخرص ويا ليتك تخرس عن الأفك، ولك في استقالة "غوقة" على الهواء مباشرة برهان ساطع على أن البلاد لا خوف عليها، وأن المستقيل امتثل إلى إرادة الشعب.
-    ثم يحاول الكاتب أن يعترف غصباً عنه بمدى الجرم الذي ارتكبه القذافي والفساد الذي طال ليبيا على أيدي أبنائه، التي بُتر منها أصبع أو أصبعان وفرت الأصابع الأخرى إلى النيجر والجزائر، لكنه لا يبرّر مُضي حكام ليبيا الجدد على المنوال نفسه في هذه الفقرة: " لا احد يجادل بأن النظام الليبي السابق كان غارقا في الفساد والافساد، ولعب انجال العقيد معمر القذافي الدور الأبرز في هذا الاطار، حيث استولوا على كل المعاملات والوكالات التجارية تقريبا، وانفقوا الملايين ببذخ على متعهم الشخصية، والمجموعة المحيطة بهم، ولكن ما هو مستغرب، بل مستهجن، ان يواصل من امسكوا بزمام الحكم بعدهم المسيرة نفسها، وان ينهبوا، او بعضهم، ثروات البلاد في وضح النهار.
السيد حسن زقلام وزير المالية الليبي في حكومة الدكتور عبد الرحيم الكيب كان شجاعا في تعليق الجرس، ودق ناقوس الخطر، عندما اكد في مقابلة مع تلفزيون 'ليبيا الحرة' الرسمي، بأنه لن يرضى ان يكون 'طرطورا' في وزارته وهو يرى مليارات بلاده تهرّب الى الخارج. وقال حرفيا 'لا يشرفني العمل في هذا المكان لانه خيانة لليبيا، وانا نادم على مطالبتي بالتسريع بالافراج عن ارصدة ليبيا في الخارج (200 مليار دولار)، لان الجزء السائل الذي وصل منها جرى تهريبه الى الخارج، واصبحت ليبيا محطة عبور فقط لهذه الاموال.. منظمة هيومان رايتس ووتش اوقفت عملياتها في مدينة مصراتة بسبب عمليات القتل والتعذيب المرعبة التي تمارسها الميليشيات ضد خصومها، اما منظمة العفو الدولية فتحدثت عن اكثر من ثمانية آلاف معتقل في طرابلس وحدها، في سجون مؤقتة تحت اشراف الميليشيات، (هناك من يقول ان هناك 142 لجنة عسكرية متنافسة في العاصمة وحدها) وان هؤلاء يتعرضون لمختلف انواع التعذيب والقتل، كما تحدثت منظمات حقوقية وانسانية اخرى عن مقتل العشرات، وربما المئات من ابناء تاورغاء بسبب بشرتهم السوداء واتهامهم بالولاء للنظام السابق".
-    فقد ذكر المبلغ المجمد من رزق الشعب الليبي الثائر في الخارج، وكذلك عدد اللجان العسكرية المتنافسة في وعلى طرابلس، على لسان وزير المالية السيد "زقلام" ومنظمة (هيومن رايتس ووتش)، وفي حقيقة الأمر حبذت أن يكون الكلام المنسوب إلى السيد "زقلام" أكثر وضوحاً، فهو لم يبين تماماً كيف تتم عملية تهريب الأموال ولا إلى أين، وإلا صار طرطوراً بالفعل، أما عن تقرير المنظمة المذكورة، فنحن الليبيين وبنسبة كبيرة منا، بل كبرى نستهجن هذا العمل، وندعو الثوّار إلى ضبط وربط النفس وانتفاء العودة إلى هذه الأفعال المشينة التي نعتبرها طيشاً وحميّة ثورية يجب أن يوضع لها حداً، كي لا يأتي من يزايد علينا بمسألة الحرص على مصلحة شعبنا وثورتنا، مثلما تطوع "عطوان" وأراد أن يذكرنا لعلنا نسينا بأن بني وليد وسرت هما مدينتان ليبيتان ويستنكر ما فعله بهما الثوار في الأيام الأخيرة للثورة، لما تباكى عليهما بقطرات من حبره: "لا ننسى، بل لا يجب ان ننسى ما تعرضت له مدينتا بني وليد وسرت من قصف سجادي فوق رؤوس اهلها، من قبل حلف الناتو وصواريخ وقذائف طائراته، او قذائف مدفعية كتائب المجلس الانتقالي التي كانت تحاصرها، فهؤلاء ليبيون ايضا علاوة على كونهم عربا ومسلمين، والشعب الليبي ثار احتجاجا على انتهاك حقوق الانسان والتمييز بين ابناء الشعب الواحد، وغياب الحريات ومؤسسات الدولة العصرية والقضاء المستقل، وها هم الحكام الجدد يرتكبون جرائم مماثلة، ان لم تكن اخطر من جرائم النظام السابق".
-    هنا سقط بين يديه، إذ حاول أن يصوّر مجريات الحرب وما تستلزمه المعارك التي دارت هناك على أنه انتقام، لا كونه من مقتضيات السيطرة وبسط النفوذ، خصوصاً بعد ما أُشيع عن اختباء القذافي وأبنيه في هاتين المدينتين العزيزتين- وهذا ما تأكد له ولنا- على النسبة الكبيرة بل الكبرى من قلوب الليبيين، وفي واقع الأمر، إن الثوار الميامين في الميادين، لم يستهدفوا المدينتين كنفوس بل الذين يحتمي بهم القذافي، الذي فقد شرعيته وأُعِد مجرماً منشقاً عن السيادة والشرعية الليبية والدولية، حتى أن محكمة الجنايات الدولية وعلماء الأمة جرّموه.
يدخل "عبد الباري عطوان" بعد كل ذلك إلى صندوق الغموض والتناقضات، وهذا ما يستشفه أي قارئ وقتما يطلع على هذا الكلام الفارغ في صندوق الغموض والغلوشة: "ربما يكون كلام السيد الساعدي وتهديداته بتفجير انتفاضة ينطوي على الكثير من المبالغات في نظر البعض، ولكن هذا لا يعني عدم التوقف عندها باهتمام. فنظام العقيد القذافي سقط، وانصاره استسلموا لأنهم كانوا يواجهون القوة العسكرية الاعظم في التاريخ، اي حلف الناتو، وبالتالي كانت معركتهم خاسرة رغم محاولاتهم اليائسة للصمود، ولكن الآن، وبعد ان انتهت مهمة الحلف في ليبيا فإن الصورة قد تكون مختلفة تماما".
-    فهو يقلل من شأن تصريح الساعدي في نظر البعض، ولم يبين هل أن هذا البعض هو بعضنا أم بعضه هو؟، فأما بعضنا الأكبر، فهو يعرف بأن ما جاء في كلمة "الساعدي" الذي لم يساعد حتى نفسه محض أمانٍ لن تتحقق، فهذا الفاشل لا قيمة ولا أنصار له في ليبيا، وأن ما قام به لا يندرج إلا تحت مسمى الحماقة والغباء، ببرهان أن النيجر التي تأويه، قيّدت حركته وزادت من جبر إقامته من حجز في بيت إلى غرفة ومنعت عنه وسائل الاتصال كطفل قاصر في قصر.. ويظهر ليّ بأن "عطوان" يأمل أو يرجّح- لست أعرف ضبطاً- بأن يعود أزلام وعظام النظام المنهار إلى القتال بعد أن حيّدت طائرات الناتو، وهو الذي أقرّ بهزيمتهم.. ثق يا سيادة رئيس التحرير بأنهم أجبن مما تتصوّر ولو رأيت إصرار وتحدي الثوّار- غداة التصريح المشؤم كما وصفته- ووجوبهم بمراكبهم في بنغازي شرارة الثورة والمدن الأخرى، لمسحت ما طبعته في صحيفتك قبل أن تنشره، ولأدركت بأن من يريد أن يبعثهم الساعدي من قبور جبنهم لن يجرأوا أبداً عن ارتكاب أية حماقة يعرفون عواقبها، بل إنهم صاروا يلعنونه إلى يوم الدين والعرض على الله، بمن فيهم من اعتبرتهم أنصار القذافي، الذين سوّغت لأسباب انتفاضتهم المزعومة بهذه الخلفيات والأماميات: "لا يمكن ان نصدق ان النظام الليبي السابق الذي حكم البلاد لأكثر من اربعين عاما ليس له انصار، او قبائل ما زالت تشعر بالغبن والضغينة والرغبة بالثأر له ولنفسها، بسبب ما لحق بها من خسائر مادية وبشرية واهانات قبلية، وما الانتفاضة الاخيرة في بني وليد الا احد الارهاصات في هذا الصدد".
-    ولست أدري لماذا تصرّ أنت وغيرك من رؤساء وملوك التحرير على أن تحصروا الشعب الليبي في زاوية القبلية، وأنت تعلم بأن هذه الثورة جاءت ضد حكم القذافي وأعوانه ككل، وليس ضد قبيلة بعينها، وتمنيت أن تعلم بأن ما جرى مؤخراً في بني وليد، لم يكُ حركة مضادة لثورة الليبيين ككل، بل نزاع داخلي وتمت معالجته، لكن ماذا أفعل لك وأنت تصرّ كديدنك على الدوام على أن ما أشعل فتيل ثورة 17 فبراير هو عامل النزاع القبلي، وهذا دليل على فهمك هذا، وبمكنة أي مهتم منصف أن يلمحه من خلال سطورك هذه التي بدأتها بالخطأ الأكبر: "الخطأ الاكبر الذي ارتكبه حكام ليبيا الجدد هو عجزهم عن تحقيق المصالحة الوطنية، والوقوع في المصيدة نفسها التي وقع فيها النظام السابق، اي الاعتماد على القبائل الشرقية التي اهملها العقيد القذافي، واشهار سيف العداء في وجه قبائل كانت محسوبة على النظام السابق مثل الورفلّة (اكبر قبائل ليبيا) والمقارحة والقذاذفة".
-    والخطأ الأخطر الذي ارتكبته في مقالتك هذه، هو وضعك لاحتمال لا تنبؤ  بوقوع حرب أهلية في ليبيا ووقوف القبائل التي سميتها في الخندق الأمامي ضد العهد الجديد، ولكأنك لا تعلم بأن هذه القبائل مسّها الضرّر هي الأخرى بقدر ما مسّ قبائل الشرق وأن المنتفعين هم بعض أبنائها ممن والوا القذافي إلى يوم تحرير ليبيا منه، وليس لك الحق في أن تجادلني وتطلب مني أن أكتب لك نسبة من يعادونه من هذه القبائل، لكنها على درجة عالية بكل توكيد، وسيعذرني القارئ على ذلك، لأنه يعرف بأنني لن أقول لك ليبياً ولكني قبل انتمائي إلى بلدي، فأنا أقيم بها وأعرف ذاك تمام المعرفة.
إذاً ليس بغريب على السيد "عطوان" أن كتب هذا الكلام بهذه العبارات المترنحة في الفقرة التي قدّمت لها بالرد السابق: "وفي حال انفجار الحرب الأهلية سيكون هؤلاء- يقصد قبائل الورفلة والمقارحة والقذاذفة- في الخندق المقابل للعهد الجديد الهش حتما.. ابناء العقيد القذافي، او من تبقى منهم احياء (الساعدي في النيجر، ومحمد وهنيبعل وعائشة في الجزائر، وسيف الاسلام المعتقل لدى كتائب الزنتان) يحلمون بالعودة الى الحكم قطعا، وهي احلام شبه مستحيلة، ولكنهم بعودتهم الخجولة هذه قد ينجحون في تعكير الماء الليبي العكر اصلا، ومحاولة خلق اضطرابات، اقلها التمرد المسلح، وهم يملكون ثلاثة امور مهمة في هذا الاطار، الاول: المال والذهب، والثاني: الخبرات العسكرية، والثالث دول جوار معادية للنظام الجديد في ليبيا مثل الجزائر والنيجر وتشاد ومالي".
-    وقبل أن أسهب في تعليقي، أحب أن ألفت انتباه "عطوان" إلى أن من وضعتهم من أبناء القبائل التي ستقف في الصف المضاد لحكام ليبيا الجدد وبرّرت لذلك بما تعرضوا له من تنكيل، هم يعيشون الآن في بنغازي ومدن الشرق كلها وكذلك الغرب، ريثما تعود مدنهم إلى حالتها الأولى بعد ما تعرضت له من دمار جرّاء الحرب التي دفعنا إليها القذافي وقادها أبناؤه.. وددت في ختام هذه الفقرة أن أسألك عن ماهية كلمة (الخجولة) التي نعت بها (عودة) أبناء وبنت القذافي، وأنت بنفسك قد اعتبرتها ضرباً من ضروب الاستحالة.
-    فشل حكام ليبيا الجدد، في إنجاح المصالحة الوطنية اعتبرته سوء في أدائهم، لكنك لم تشِر من قريب ولا قصي إلى مسبباته، لكنك بقلمك في النهاية أقررت ومن حيث لا تنتوي بوجود عراقيل كثيرة تقف حائلاً في هذه الاتجاه، لما جئت على ذكر "عبد الله السنوسي" وما نهبه من أموال الشعب الليبي، لكنك لم تصفه بالسارق، والدول التي تحدّ ليبيا من الجنوب والغرب (تشاد والنيجر والجزائر) وكلها دول دكتاتورية، لا يسرها وجود حالة ديموقراطية على حدودها.
أنهيت مقالتك بهذا الختام: " نخشى على ليبيا من مستقبل محفوف بالفوضى وربما الحرب الاهلية، فالامريكان الذين اثبتوا دائما انهم خبراء في الهدم وليس البناء، نجحوا في اسقاط النظام الليبي، مثلما نجحوا قبل ذلك في اسقاط صدام حسين، ولكنهم فشلوا في الحالين في وضع خريطة طريق آمنة لمرحلة ما بعد السقوط.
اعترفوا بهذا الخطأ في العراق، واعتقدنا ان هذا الاعتراف سيؤدي الى عدم تكراره في ليبيا، ولكن كم كان اعتقادنا خاطئا".
وليّ في ذلك نظر في سطر أو بضعة سطور: اخشى الله قبل أن تخشى على ليبيا، واعلم يا هذا بأنّ من نجح في إسقاط القذافي هم الليبيون، وإن كان من شريك دولي في هذا الإسقاط، فهم العرب أولاً ممثلين في جامعتهم ثم الأوربيون، أما الأمريكان فدورهم كان محدوداً وعلى استحياء، وإذا استمررت واستمرأت على هذا المنوال فسيكون اعتقادك وجزمك على الدوام خاطئاً في ليبيا.
وبالمناسبة أريد أن أسألك في تتمة تعليقي على حديثك: هل تم سداد الدين الذي لديك على سيف أبيه القذافي وشركته ليبيا الغد من مبيعات صحيفة القدس؟.. قف عن العك يا عكوان.
رابط المقالة في القدس العربي: http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2012\02\02-10\10z999.htm
ــــــــــــــــــــــــ
زياد العيساوي
بنغازي: 11/2/2012
للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com
صفحة الكاتب على الفيسبوك: http://www.facebook.com/profile.php?id=100002322399992

الخميس، 2 فبراير 2012

فيسبوكيات (26)

تماثل
مثلما الإرهاب لا دين له، فإنّ الديموقراطية لا هويّة لها.
خير الكلام
فل: باللبناني.
حل: بالليبي.
خير الكلام ما قلّ ودلّ وحلّ المشكلات.
ديمومة
الثورة السورية بنت الثورة الليبية في كل شيء، ومن هنا كانت عظمة ثورتنا، وستأخذ الثورة السورية أهميتها من موقعها ودور سوريا الإقليمي والعربي والإسلامي منذ فجر الإسلام، لم أجد أي تناص بين الثورة في سوريا وثورتي تونس ومصر، لا في مسبباتها ولا في تفاصيلها.
قيام – جلوس
جهزوا منذ الآن من يدخل على المجلس الانتقالي- فقد اقترب الموعد- ليصيح في أعضائه: "قياااااام" بعد جلوس متفقٌ عليه.. فالمفتش قادم، لذا على أستاذ المجلس الانتقالي أن يحضر نفسه جيداً لقدوم المفتش أو المُوجّه، فإن لم يجيبوا عن أسئلته سيسوّد وجهه وتسجّل عليه ملاحظات خطيرة، المفتش سيكون حاسماً وحازماً معهم، لأنه الشعب.
حصانة
بمفهومه:الحصانة أنثى الحصان.. تحصّل الرئيس اليمني على الحصانة وسيمتطي الحصان، ويغادر على سرج الرياح في ليلة لا سراج لها.
وجدتها في البيت، كانت في كيس جلدي ضمن 10 إطلاقات صدئة لمدفع 14.5 غنمتها من صبية خارجين بها من مبنى كتيبة الفضيل بوعمر ليلة سقوطها، سلّمت 9 منها في الأيام الأولى للثورة في مبنى الأمن الداخلي المجاور لمبنى المحكمة العليا، امتثالاً لنداء الأئمة لمحاربة الطاغية الذي راح يعد العدة ويفرز حقده من غدة حسده، ضلّت طريقها فظلت عندي، شكلها مرعب، تشبه مستوعبة حقنة طبية زجاجية تـُكسر من رأسها بدقة من ظفر الوسطى، فكرت أن أتخلص منها بتسليمها للجيش الوطني، فتذهب ربما كرصيد لمعركة داخلية عند استيلاء بعض الأوباش عليها، خطرت ببالي فكرة رميها في البحر فتبتلعها سمكة، أو أن أعطيها لصديقي كي يساوم بها آمره البوعجيلي، فتذكرت بأن "يوسف الترهوني" مقاوم لا مساوم، فتحت غطاء غرفة الصرف الصحي العميقة، معتبراً إياها من فضلات نظام متعفن، وارتحت.
في الذكرى السنوية الأولى للبوعزيزي
(1)في الذكرى السنوية الأولى للبوعزيزي، بلغني أن جميع أجهزة الإطفاء في العالم العربي، في حالة استنفار واستفسار عن أخر مبادر، فقد كثر الظُلّام، والظلام بات في حاجة إلى اشتعال، وتغافلوا على من يسرق ويريد أن يحرق آثار جرمه وأصنامه حتى (ايطرشق) حطبه و(اتطرشق) عقولنا، كما فحمة متسوسة .
(2) البوعزيزي لم يبـِع الخضراوات في ذلك اليوم، بل كان يبرّح: "معانا ثورة.. معانا ثورة.. فمن يتبضع مني؟".. وعندما لم يبتاع أحد من سلعته الباهظة الثمن والأرواح، اشترى بضاعته لنفسه بحرٍّ دمه، وثار على سوق الثورة الكاسدة والفاسدة.. فراجت سلعته وكثر البائعون من بعده، وفـُتحت عدة فروع لسلعته في أكثر من دولة عربية، وما يزال الوكلاء في تزايد والبورصة في ارتفاع.

(3) شعرة البوعزيزي(*)
"دزتني معلمتي على راس بصل .. طاح مني انكسر
علقتني في الشجر.. والشجر عروف عروف
مدّي يدك يا عروس.. بين النحلة والدبوس" (**)
تعليق: لا المعلمة أرسلت، ولا رأس البصل انكسر
الشعرة لا تنكسر، لكنها تُقطع أو تُقلع من بصلتها، الشعرة تطول وتستطيل، حتى تميل على أختٍ لها، الشعرتان تتلاحمان، فتولدان مع ثالثة "ضفيرة".. الضفيرة تتضافر مع أخرى، فتغزلان جديلة، تتسامى من المسامات "جدائل" كثيرة إلى الأسفل، ملتفّة حول بعضها البعض، فتزداد لُحمتها، تبرق لزمن بزيت الزيتون، الذي تشربه وتشّرأبه، يمرُّ عليها أربعون عاماً وينوف، فتبّيض، لكنّ ظلها يظلّ و"أصلها ثابت وفرعها إلى الأرض" إذاً فللشعرة أصلان ولا فرع لها، للضفيرة أصول ولا فروع لها، وبالمثل للجدائل ما لهما، وما هو ليس لهما. إذاً بعد إذاً، فللشعرة أصل هي فيه وأصلٌ تبحث عنه، تنجذب إليه من جذرها المثبتة فيه فوقاً، إلى أصل آخر تحتاً، هو ضالتها، فما ضرّ فعل الحلاق بشعورنا، فهي تسقط، فتصل إلى حيث بُغيتها.
الخواطر هي من تنكسر، فلا ينفع معها لا جبرٌ ولا هندسة ولا حساب مثلثات، ولا حتى "السحلب".. جبرُ الخواطر مسألةٌ صعبةٌ، وينوء حلّ عُقد ضفائرها وحفظ جداول جدائلها على المتجبرين، يوم الامتحان العسير.
في تاريخنا وثقافتنا: "الشّعرة تقصم ظهر البعير".. الشّعرة شعرة "معاوية".. "الشّعرة الحدُّ الفاصل بين العقل والجنون".
الشّعرة يسهل إخراجها من العجين. الشُّعيرات الساقطة من رؤوسنا على كراسي الحلاقين، تمسح وتكنس من على سطح الأرض جمعاء، ولا مكنة لانتشالها إصبعياً فرادى، الشعرة تعلق فينا، وتتعلق بنا حتى آخر لحظة ولفظة، الشعرة آخر ما يبيد من أجسادنا تحت التراب، الشعرة هي من كانت صمام أمان انفجار "البوعزيزي" الشّعرة هي من بإذن الله، سوف تنجيه من عذاب قتل النفس، هل منكم من فكّر، بأنه ربما قد فقد عقله، وجنّ جنونه لحظتئذ، فلن يؤاخذه الله على ما فعل، وستكتب له عملية استشهادية من طراز مُبارك؟ هذا والله أعلى وأعلم ، بشعرته وشعوره ومشاعرنا.
"عجبت ممن ينتحرون ـ وهم بكامل قواهم العقلية والجسمانية ـ تحت وفي سحيق بئر السلم في مكان آخر، كيف يعطون سند الذريعة لقامعيهم، لأنْ ينعتوهم بالمُدمنين؟".


عُقد (***)
وأنا طفلة..
كنتُ أستجدي خالقي
كي يساعدَني
علي فَكّ عُقدة ضفيرتي
ولم أكُن أعلمُ..
بأنني سأدخل عالماً..
مليئاً..
بملايين العُقَد المضفورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): مقالة عمرها عام نشرتها في المواقع الإلكترونية.
(**): أهزوجة شعبية بنغازية، كنا نسمعها من البنات، اللواتي تربينّ من صغرهنّ على حقيقة أنّ أفضل ما لهنّ هو الزواج، فانتظرنّ حتى ابّيضت شعورهنّ وأسّودت مشاعرهنّ، وقد سمعتها مرة، من فتية في غيطة بنغازية يبتغون من وراءها رفع وتيرة الإيقاع.
(***): ومضة للشاعرة الليبية "سعاد يونس".
حُرِق المعبد وتـُرِك الصنم
يهدمون أضرحة الصالحين، الذين لم يسيؤوا لهم في يوم.. معمر في بداية الثمانينيات شنّ حملة عسكرية واستخباراتية شرسة على الأولياء في أضرحتهم- بعدما هجم على التقازات في الفندق البلدي، كأول عمل إصلاحي برأيه ولحق بهنّ حتى منطقة توريلي واعتقل العديد منهن- فأزال ضريح بمنطقتنا، هو سيدي داوود ومقبرة الصحابة، كنا في صغرنا نلعب في هاتين المقبرتين.. استهجن الناس عمله في حينه وقالوا:"ستصيبه لعنة هؤلاء الصالحين".. واليوم وبعد الثورة كرّرنا ونسخنا العمل ذاته، فقد هدموا ضريح سيدي خليفة وعبد الله وغيرهما، لكنهم تركوا صنم "سيدي جمال" امطلز كيف طلوز ابريكة، مع أنه هو من أساء لهم، لما نصّب القذافي كنصب تذكاري أليم على الوحدة والقومية العربيتين، هل لأنهم جبناء ويعرفون بأن صنم "سيدي جمال" يقع في وسط البلاد ويخشون من العقاب.. النخلة التي بجانب هذا الصنم هي من في عراجينها الإجابة، وستطول ويتقزم بجوارها هذا التمثال النصفي المقطع.

صور فيسبوكية
برج بنغازي المائل
الفنان "باسط الحاسي" في مهرجان بنغازي للأغنية الليبية، في أول زيارة له إلى مدينته بعد غربة دامت لأكثر من عشرين عاماً
تساقط التبروري رداً على تساؤلي: هل يقدرون على وضع الصياغة الأخيرة لقانون الانتخابات؟
شرفة ميدان الشجرة: تشرب الرقاب عطش النافورة لمائها، وتشّرأب الأعناق هذه الشرفة لإلقاء كلمة النصر، فمن سيخطب منها يوم تحقيق المطالب؟
ــــــــــــــ
10 يناير 2012

الأربعاء، 1 فبراير 2012

فيسبوكيات (25)

أولى الأولويات
قبل تحقيق مطالب الثورة، وجبت حماية الثورة.
ذبول
الشهرة مثل زهرة تفاح سرعان ما تذبل بتلاتها.
قضية
إذا سمعت بأنّ ملف أية قضية أُحيل إلى التحقيق.. فاعلم بأنه سيضيع وتـُطوى القضية.
توازن
سأمسك قلمي من المنتصف، وسأظل إلى الأبد، كما مايسترو في موسيقا الشرطة العسكرية لا أمسك العصا إلا من المنتصف، لا أحب مايستروات الجوقات السيمفونية فهم لا يمسكون العصا إلا من طرفها.
مهارات مطلوبة
سأمسك قلمي من المنتصف، وسأظل إلى الأبد، كما مايسترو في موسيقا الشرطة العسكرية لا أمسك العصا إلا من المنتصف، لا أحب مايستروات الجوقات السيمفونية فهم لا يمسكون العصا إلا من طرفها.
سوريات
ملخص حالة: سوريا من القتل في السر قبل الثورة إلى القتل في العلن بعدها.
بشرى: بدأ نظام الأسد يتآكل وقبضته الأمنية تنحل وتُشلّ بسبب الشد العضلي والعصبي الذي أصاب أصابعه الشيطانية، الأيام القادمة ستكون أفضل بالنسبة للثوار.
الشبيحة في سوريا: أُطلِقت هذه التسمية على أقارب حافظ الأسد، لأنهم هم أول من ركب سيارات الشبح في الثمانينيات، وقد كانت فترة عصيبة على السوريين من التاحية الاقتصادية.
وصفة النصر: حكمنا القذافي بالسلطة والثروة والسلاح، ولما انتزعنا منه السلاح فككنا السلطة منه وفي طريقنا إلى استرجاع الثروة بالثورة.. هذا ما يجب على السوريين فعله.
تصحيح
الزيادة من الخير والوفرة، من يتشدق ويتخشم بالوطنية، هو غير مزايد بل مناقص، فلا خير ولا زيادة تنتظر مما يفعل.
قناعة
اعطوني العدل.. وخذوا الديموقراطية لكم.
ذاتية
سوء (الاعتقاد) يؤدي بالعقل إلى حالة (اعتقال).
مصيبة
سوء التقدير مصيبة، يُعرَف بها الحائك الغبي، فيقصّر بمقصه الطول أكثر مما ينبغي، فيفسد الثوب.. لأنه تحوّل إلى خيّاط قبل أن يُصفع غير مرة على خدّه ويركل على بطنه وهو في طور الصبي لدى معلم.
تعريف
الديموقراطية مطلب سياسي وتنظيمي، تضع نهاية لمعضلة النزاع على السلطة وتفسح المجال- وتسمح- لحرية الرأي، لكنها لا تحقق بالضرورة العدالة الاجتماعية.
أصل الشجرة
أظن بأن الرئيس اللبناني حينما أهدى بلادنا من خلال الملك "إدريس" شجرة الميدان، قد أخبره بأن الهدية لا تـُرد لا تـُجتث ولا (تـُستبدل).
زيتونة الميدان
لو زرعوها شجرة مباركة، لتذكروا بأنها لا شرقية ولا غربية، ولأنتجت ثمار الثورة بدلاً من الشجرة المستوردة.
مقاربة
الثوّار قضوا على الطاغية، والمثقفون لم- ولن أقول لن- يحييوا ليبيا، فلا تسلموهم مصيركم، لأنهم ليسوا عند مستوى المرحلة.. استعينوا بالخبرات الدولية، خيرٌ لبلادكم.
بيان
الدعوة إلى الاعتصام ضد الانتقالي ليست عبقرية من لدُن مكتشف سياسي، كان أي واحد منا يستطيع أن يدعو إليها، لكن ربما ما جعلني مثلاًَ انصرف عنها، هو قبولي بما تمّ الاتفاق عليه بيننا كشعب وكسلطة شرعية ينتهي عمرها بانتهاء العمل بالإعلان الدستوري وخوفاً من أن تنزلق البلاد والعملية السياسية إلى هاوية الهاوين والغاوين.
ممنوع
انعطافة واحدة على دوّار الشجيرة قد تؤدي بك إلى التصادم مع عائق واقف أو سائق قادم من جهة الممنوع- الممنوع أن يكون لك رأيي آخر- مع إنهم لم يضعوا إشارة المنع المروري، بل علقوا جسد لافتة من عنقها شنقا حتى التلفان، تقول: "الديموقراطية: أن تسمعني وأسمعك".
العلاقة بين ليبيا ومصر
بقاء أزلام النظام الفارين بأموالنا في مصر وتمنع المجلس العسكري الذي سلّم السلطة الشرعية مؤخراً إلى البرلمان، هو ورقة رابحة أراد أن يضغط بها على الانتقالي وبلادنا من بعده بهدف أخذ مكاسب أكثر مما قد في وسع بلادنا أن تدفعه، وهذه سياسة خبيثة مارستها الأنظمة العربية بعضها ضد بعض منذ ستين عاماً، إذ يحتفظ كل نظام بمعارضي نظام آخر للمساومة بهم، ثم يبيعهم إليه بأغلى الأثمان ومن دون ضمير ولا حياء.. والأمر ينسحب أيضاً على تونس التي وعد رئيسها المنتخب بتسليم "البغداداي المحمودي" إلى الى بلادنا متى اطمأن على محاكمة عادلة له، وثمة أخبار تفصح عن إمكانية نقله إلى جنوب أفريقيا التي منحته اللجوء السياسي.
تسليم المطلوبين
سوء أداء الانتقالي والانتقالية للمطالبة بتسليم المجرمين المحسوبين على القذافي، يحتاج إلى أن يكونا ضمن دولة قوية، لها كلمتها على الصعيد الدولي، فالمطالبة بالرؤوس الكبيرة هناك، قد يكون له مردود سيئ وعكسي يعود بعواقب وخيمة على البلاد، إما بابتزاز حكومات هذه الدول للانتقالي، أو قد يوقض الطمز من عين النعرة القبلية لدى قبائل من فرّوا إلى الخارج، يكفينا من مصر وتونس والنيجر والدول الثلاث الأخرى التي تحدنا أن تلجم المجرمين عنا على أقل تقدير.
وذكّر
-العدالة الاجتماعية تحققت حتى في ظل الدكتاتورية، في عهد الخلافة الراشدة تمثلت العدالة، مع أن نظام الحكم سُمّي في العصر الحديث بأنه دكتاتوري مع أنه تبنى نظام أو قانون الشورى تماشياً مع نص القرآن الكريم، والدكتاتورية ليست مسبّة بل هي تسمية لآلية حكم، وتعني بقاء الحاكم في السلطة حتى وفاته.
-في الأنظمة الديموقراطية الحديثة العالية التطبيق والتنفيذ لم تتحقق العدالة الاجتماعية كما ينبغي فثمة فقير وغني في ظل النظام الرأسمالي الذي تتبناه الأنظمة الديموقراطية.
احتكام
لما يزل القضاء غير مُفعّل، وعند غياب القاضي، أنصح المتنازعين إلى الاحتكام إلى لغة العقل.
وصف
استطيع أن أصف الفترة الانتقالية بأنها متسامحة ولم يقم فيها المجلس الانتقالي والحكومة الانتقالية بقتل أي ليبي، بل حافظا على أرواح الليبين على الرغم من كل شيء، وهذا يشتجر مع ما قام به المجلس العسكري المصري الذي سحل النساء في الميدان.
فيش وتشبيه
بعد (أربعين) عاماً، ثار شعبنا فلا نظير لثورتنا، وإن خُلِق من الشبه (أربعون)، فإنّ في الفيش والتشبيه مضيعة للوقت، للجهد، للدم، للتضحية، لا بصمات إبهام لا بصمات عين، ولا جينات وراثية غير المديونية بيننا وبينهم، وإن تآخينا في الدم والموروث القمعي.
روابط
في غياب الوصلة، يصعب النقل من العين إلى المخ، فلا تتضح الصورة.
في غياب الطريق يصعب الهروب، فلا تسمع حتى صوت المستغيثين.
في غياب الجسر يعزّ الجهد وتذهب الصرخات في غياهب الأعماق السحيقة.
في غياب الربط، تتعقد أمور ما كنا نعتقدها.
في اضمحلال الأضلاع لا تتشكل زوايا للنظر.
حذر
كلما اقتربت المرحلة الانتقالية من منتهاها، سيزداد الهرج والفوضى، فثمة من يسعى من الخارج والداخل لحرمان الليبيين من تسليم السلطة الشرعية من المجلس الانتقالي إلى الحكومة المنتخبة، على نحوٍ ديموقراطي ومدني ومتحضر.. إثارة الفزع متوقعة وستتخذ عدة نموط إجرامية من خطف وقتل ورفع للراية الخضراء التي تلونت بالخمج.. كلما اقترب موعد تسليم السلطة من الانتقالي إلى المؤتمر الوطني .. هذا توقــُّع بتوقيعي، فعلى الجميع- جهات وأفراد- أن يتوقوا الحيطة والحذر.
الربيع العربي
ثورة تونس في ديسمبر = شتاء.
ثورة مصر في يناير = شتاء.
ثورة ليبيا في فبراير = ربيع.
ثورة سوريا في مارس = ربيع
إذاً الربيع العربي بدأ في ليبيا، واخضّر في سوريا.
البارحة
البارحة وُجهت إليّ تهمة تهديد أمن البلاد في السلم وقد قُبض عليّ بالجرم المشهود (في يدي كاميرا).. بدأت القصة عند ميدان الخالصة بينما كنت اتخذ زاوية نظر جيدة لتصوير قصر المنار، قرصني في أذني صوت يتقدّم من خلفي ويسألني: "ماذا تفعل يا شاب؟" وعندما التفت إليه سألته بابتسامة المعتقد بأنه يريد أن يلتقط لنفسه صورة: "هل التقط لك صورة معي؟".. وبعد حوار استغرق 10 دقائق اعتذر مني وطلب إليّ أن التمس له العذر لأنه يقوم بعمله وواجبه الوطنيين، واستغرب من كوني حاولت أن أفهمه بأن مسألة التصوير وخطورته عفى عليها الزمن.. واصلت مسيري إلى ساحة الحرية وعندما وصلت إلى جامع بن كاطو تفطنت إلى صوت منادٍ التفت وجدته هو نفسه ومعه ثلاثة أشخاص، رحّبت به- توقعت أن اللقاء جاء بمحض الصدفة-، قالوا ليّ: أين بطاقتك الصحفية؟- نسيت أن أخبركم بأنني أجبته في المرة الأولى بأنني صحفي كي يغرب عن وجهي، مع إنني لست صحفياً، بل كاتب فقط وأنشر ما أدونه في صحيفة وحيدة "أخبار بنغازي"- أجبته ليست معي، حينها طلب مني مرافقتهم حاولت أن أنصحه بأن لا يضيع وقته معي، وأن يتركني في حال سبيلي ويهتم بما هو أهم، أصرّ بأسلوب لبق: "يا ليت تركب معنا".. تحديته: "وإن رفضت ماذا بوسعك أن تفعل؟" صمت.. جاءتني رغبة ملحة بالموافقة، ولغاية في نفسي هي (الكساد) ركبت معهم ومضى السائق بنا حتى نقطة الشرطة بقصر المنار، وفي الطريق مدّ ليّ سيجارة وطلب مني أن اعذره من جديد، حاولت إقناعه بأنه يضيع وقته، أخبرني بأنه متفرغ وفي سبيل الوطن لا يكترث بوقته.. حينها جاء المحقق ووجدني أصور بعض الإعلانات التي علقوها على حوائط المبنى، سألني: ماذا تفعل يا أخ .. شوفة عينك، ظننتها معرض تصويري.. سألني عن اسمي، فاخبرته "زياد العيساوي" قال الاسم هضا مار عليا.. شنو تشتغل؟: كاتب .. أخرج من درجه صحيفة أخبار بنغازي وفتح على صفحتي واعطاها إلى المخبر الذي قبض عليّ، فبادرني على الفور: "مرحبا أستاذ زياد ليّ الشرف أن تعرفت إليك.. ثن نظر إلى رئيسه بأنّ طريقة في المشي ونظراتي هي من جعلته يشك بيّ".. أمره سيده بأن يوصلني إلى البيت بعدما اعتذر كثيراً وطلب أن أجد لهم العذر. وعاتبني لأنني لم أعرّف المخبر على نفسي- وهو لا يدري بأنني في حياتي الطبيعية انفصل عن كوني كاتباً- لم أناقشهما وسامحتهما ورفضت فكرة أن يقلني بالسيارة، وفي قلبي حسرة على صورة جميلة كنت أريد التقاطها في ساحة الحرية، لتضاف إلى 20 مليون صورة قام الليبيون بتصويرها في أيام الثورة.
اليوم
المخبر نفسه مرّ بحذوي اليوم عند الميدان نفسه، بينما كنت ألاعب أطفالاً صغاراً بكرتهم، اشترك معنا وصار يدردش معي: ها يا استاذنا ممكن اتصورني؟.. جاءتني رغبة شديدة في أن أصوره صورة غير ملونة تطبع بمحلول تحميضته البارحة عليّ بـ(شوطة مع الصبع) للكورة على وجهه.. لولا لباقته التي جعلتني أخرج من كيسي تفاحة تشيليه وارميها إليه فالتقطها ببراعة لا يتقنها حتى حُراس المرامي والغايات.
حسابات جارية
محمد الأصفر: المطالبة بالدستور والاصلاحات والانتخابات في الاعتصامات لا تعني أن الثوار لا يكونون في الموعد إن حاول أياً كان أن يمس ثورتهم ودماء شهدائهم بسوء.. الثوار يختلفون أحيانا إلى حد الصدام لكن عندما تلوح بصقة دكتاتورية في أي مكان يسحقونها كعقب سيجارة نفد تبغه وجمرته ماتت.
وليد السكران: كان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول ": لولا مالي بالحجاز لنزلت برقة فما أعلم منزلا أسلم ولا أعزل منها " . وبشر ( عمر بن العاص ) أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن برقة قد فتحت سلماً دون قتال فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " اللهم احمي برقة ورجال برقة أهل الرحمه والشفقة ".
خالد الرقيعي: أن تتدخل روسيا ، وأيران وتابعها في لبنان ، ويقايضون ويسمسرون
في الدم السوري فهذا أمر طبيعي ، أما أن يصرخ الشعب السوري طالباً الإستغاثة مِن مَنْ يمكن أن يحقن دماءه النازفة ، فهذه عند أحافير القومية وديناصوراتها خيانة ومطالبة بالتدخل الأجنبي .
أيها السادة ، جميع الشعارات تسقط وتنهار على رؤس أصحابها ، عندما يُراق دم الإنسان وتنتهك كرامته.
الشاعرة السورية ريد السباعي: منذ أحد عشر شهراً ونحن مسلسلنا قصف ودم ودموع أمهات .. لقد نسينا المسلسلات وآلية متابعتها.. أهل حمص يُقتلون وغيرهم يتابع المسلسلات.. حقاً إنكم أذناب للمؤامرة الكونية التي تُحاك ضد الوطن.
إيناس المنصوري: ان تؤمن بالاخر بحقه الكامل في الوجود ، ان تؤمن بانك مستعد ان تموت لاجله او بجانبه كي يبقى الوطن لكما معا ...يجمعكما معا .بعيدا عن الرؤى الضيقة ، بعيدا عن الاقصائية ... هو ما يمكن بلا شك ان يجعل من البقعة المشتركة بينكما ان تنضج شروط الحياة فوقها .. لكن ان تؤمن انك انتَ الاحق من الاخر في الوجود ..وان تستاسد وفي مخيلتك دائما تبني هرما تصنفه لطبقات تضع نفسك اعلى وغيرك تشتته على المساحات الدنيا الباقية ..هو ما يقتل بدون ادنى شك رغبة الانسان الحر في التقدم ...هو ما يشيع الحرب "بكل انواعها ".
صور فيسبوكية
في حوار مع صورة شهيد  الحرية المهندس "موسى خليفة العبار"
هذه النبتة علامة بنغازية، تثيرها رياح القبلي فتكشف عن نفسها، عندما تنضج بذورها, تستعد لطرحها,فتقوم بإضعاف جذرها المتصل بالأرض,وتنتظر الريح لتقوم بدحرجتها,وأثناء ذلك تبدأ في نثر البذور في أماكن أخرى على طول درب دحرجتها وإن كانت الأرصفة كما في هذه الصورة.