الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

فيسبوكيات 4

لــيــبــيــا
ليبيا: 5 حروف على 5 أصابع تشتعل ألقاً.




 المنطق المناطقي
 


منتخب ليبيا سنة 1986كان يضم في معظمه لاعبي فريق الأهلي الطرابلسي، بالإضافة إلى اللاعبين فوزي العيساوي/النصر - علي البشاري/أهلي بنغازي - أبوبكر باني/الاتحاد - ساسي العجيلي/المدينة، أي أن عدد لاعبي نادي الأهلي الأساسيين بلغ 7 لاعبين، بالإضافة إلى المتواجدين منهم في دكّة الاحتياط، غير أن نخبة المنتخب الليبي شُكِّلت من هذا الفريق، مع أنه يوجد في الأندية الأخرى لاعبون مهرة كثيرون، ولأنّ الحكومة في ليبيا هي النخبة السياسية المفترض بها قيادة البلاد، فلا ضير البتّة في أن تكون هي كذلك من مشكاة واحدة، أي من مدينة واحدة، طالما أن الفيصل في ذلك هو الكفاءة، فمسألة التمثيل الوزاري المؤسس على المنطق المناطقي، هي محض تزييف للديموقراطية التي لا تقبل بهذه الآلية.
مراهقون سياسيون
أشد من يضحكني هم السّاسة الليبيون، لأنهم يريدون أن يوهموا العالم بأنّ لهم باعاً طويلاً في السياسة، وأن الصراع فيما بينهم احتدم وبلغ ذروته، هم يعيشون الدور خصوصاً منهم من درس العلوم السياسية وحرمه (اعميرينه) من ممارسة هذه العادة السرية السياسية.. أشعر بأنهم في الكواليس يجتمعون معاً ويتبادلون القهقهات علينا، لما يجدوننا انقسمنا صفوفاً مع كل واحد منهم، وتزداد الصفوف انشطاراً حتى يتولد في بلادنا صفاً خامساً.. أحسن ما يجب فعله لما نسمع باختلافاتهم التي لا أساس لها أن نقول: (وييييييييييييي ويييييييي.. راكم اجدد ع الصنعة).
غِفارة
كل من يتسنم ظهر السلطة في ليبيا سيكون مجرد غفير على حقول النفط يجلس على كرسي بلاستيك أبيض وبجانبه (صطل) يضع فيه ريع مبيعات النفط، فيذكرك بالعجوز التي توزع الخلوط عند باب الصالة في الأفراح وتتقبل (الزلوف) من المغادرات، لذلك لن أصفق له.. سأصفق لأي حاكم ينقلنا من حياة البؤس الاجتماعي والاقتصادي والعلمي لا العلماني مثل "مخاتير محمد" في ماليزيا.
معمر ومواليد السبعينيات
جوّعهم في صغرهم.. حرمهم من أبسط حقوقهم.. منعهم من تعلم اللغات الأجنبية في المدارس.. زجّ بهم في المعسكرات والخدمة الوطنية وخطفهم كل شهر من كل سنة في شهر الجمع العسكري.. اتهمهم بالزندقة.. منعهم من منحة السفر.. كل ذلك لشيء واحد فقط، هو لأنهم من جيل أبنائه الذين أغدق عليهم كل الخير ليتفوقوا على هذا الجيل، لكن الله أبى أن يكون الشرف إلا لجيلنا الذي دوّخه.
حصة وواجب
من يُطالب بحصّة من الكعكة الليبية، عليه أنْ يعلم بأنّ عليه واجباًَ في مدرسة الثورة ينبغي تأديته، وإلا سيُعاقب في بداية الحصة الأولى بالجلد على رؤوس الأصابع والأشهاد.
ألحان متسلقة
نحنا اللي انقول؟.. وين الملايين؟.. يا ليبيا يا جنة.. كيف تطالبون بإبطال ثقافة النظام السابق وأنتم مازلتم تتغنون على ألحان زمّار وطبّال وعوّاد القذافي "علي الكيلاني"؟ مع أنها بأذني أحطّ وأسذج الأنغام الليبية.
تهويل
مساكين الليبيون يهرولون وراء من يهولون الأمر ويظنون بأنّ أمر بناء البلاد سياسياً وثقافياً واقتصادياً سيكون صعباً.. نعم سيكون كذلك إذا فقدنا الثقة بالنفس أو تخيلنا أنفسنا مثل البلاد الأخرى، لما ينخدع العض ويظن بأن ثمة عوائق بيننا وبين هذه الأماني.
لبس
الحكومة لا تـُمثل من كل المناطق والأقاليم.. يحدث ذلك فقط في البرلمان.. فذرونا من المجاملات، فهذا لبس أو هو عري سياسي.
كراهية
ثمة نوع من الكشّاكين الذين لا أحبهم.. هم بُناة الأكشاك في الحدائق العامة وعلى النواصي في زمن الثورة.
أطر
لا أحزاب في ليبيا.. لا تجمعات سياسية في ليبيا.. لا شيء في ليبيا إلا شعب واحد.. فلنبدأ العمل لسنّ قانون الأحزاب وليعلن كل حزب عن مشروعه السياسي بكل شفافية.. لا أقبل بالتسويف في هذا الشأن تحت أي مسمى، ولا نحتاج إلى دراسات ولا مراجعات.. اعملوا بأنضج وأحدث ما وصلت إليه الدول الديموقراطية في العالم بما يتناسب مع خصوصياتنا.. فبلادنا في حاجة إلى ذلك.
استثمارات دولية في ليبيا
في الأيام الأخيرة للنظام علمنا بأنه أجرى اتفاقيات كثيرة يُفتح بموجبها الباب لاستثمارات دول الخليج وغيرها في بلادنا وقد شُرع في العمل بها، وقد أوجعني هذا الأمر كثيراً على الرغم من فرحة الكثيرين به، ومرجعية وجعي أن بلادنا غنية وليست عاجزة عن أن تقوم بنفسها بهذه المشروعات الاستثمارية سواء القطاع العام أو الخاص، فبدلاً من أن ترتهن أرضنا إلى الأجانب نحن ولا شكّ الأولى بها، وإن كانت الدولة لا تريد أن تتورط في هذه المشروعات عليها أن تفتح الاعتمادات وتمنح القروض للمواطنين لأجل إقامة هذه الاستثمارات التي في جُلها خدمية وريعية تشمل بناء المساكن والمنتجعات، إذاً على دولة العهد الجديد ألا تـُفرِّط في حقوق الليبيين وترضخ لمساعدات الأجانب كشرط لكسب عطاءات هذه المشروعات.
مطامح
من أراد أن يكون مسؤولاً ينطبق عليه القول: "اللي ايدير روحه قنطرة ايتحمل الدوس" لا تجعلوا الساسة يستغلونكم فلا تصطفوا وراء أحد منهم، دعوا المعركة السياسية المزعومة بينهم تصل إلى نهايتها بالشرعية الديموقراطية، وتفرجوا عليهم من بعيد.
صغار وكبار
الساسة في صراعهم مثل الأطفال.. ونحن الشعب نحن الكبار.. إذا تشاجر الصغار فإنهم سيتصالحون ويصطلحون على الهدنة حتى لو طرشقوا أصابعه لبعض (قصّوا لبعضهم) لا تتكتلوا وراءهم بين مؤيد ورافض.. نحن الكبار وهم الصغار فلو عرفتم ذلك لتذكرتم مأثور شوارعي يعقب كل عركة بين العيال: ايديروها الصغار ويوحلو فيها الكبار.
الساسة في الأعلى ونحن في الأسفل.. لكننا نحن الكبار وهم الصغار، أتدرون لماذا؟ لأنّ من لديه اللياقة البدنية ويجيد التسلق والتشعلق دوماً هم الصغار.
دعوة فيسبوكية
متى تصلني هذه الدعوة: في يوم كذا أنت مطالب بالتظاهر في أهم مظاهرة لتطالب فيها بنزع السلاح.. متى؟.
صحوة
ثمة من يقول: قاطرة قطر تجرُّ ليبيا إلى الخطر، والسائق قد نعس في الطريق.. لا نبتغي من يوقظه، أريد فقط أنْ أطمأنكم بأنها على مشارف الأمل.
صحافة ومكاتب
كلما مرّرت بالحافلة (ربع دينار) بالقرب من فندق تيبستي، أجد أسر وعائلات من تاورغاء تعتصم هناك مطالبة بحق العودة إلى مدينتها، وهي في تواجدها في هذا المكان تريد من وسائل الإعلام والصحافة الاهتمام بمأساتها، غير أن المتواجدين في غرفهم ومكاتبهم من الصحفيين الليبيين بالذات منشغلين بالتملُّق لوكالات الأنباء العالمية لكي يتحصلوا على فرص عمل معهم.
طواجين ساحة الحرية
كلما همّ أحدهم بالصعود على المنصة، يُسمعه رواد ساحة التحرير هذا الهتاف: "يا معمر يا جبان.. افلان في الميدان" لكن أحد هؤلاء الذين ظنه الحضور شجاعاً، كان أول الهاربين- كما كان أول القافزين من سفينة الطاغية- بعدما سمع انفجار جولاطينة لم يألفه سابقاً، إذ قفز من هناك ونزل على أربعة، وعندما جاء ليطلق ساقاه للريح خانته قوته البدنية وعمره فتشنكل واشتكل عليه الأمر، فلم يصعد الركح أبداً.
أخر مراسلة
كانت بيني وبين الشهيد البطل "خالد مفتاح الفاخري" وهو يتلقى العلاج في مصر:
7 سبتمبر 2011
خالد مفتاح المهابي الفاخري:
"السلام عليكم أخي زياد، زياد هل تذكرنى ؟ مدرسة قرطبة وأبى عبيدة .وحديثنا الجميل ونحن فى طريقنا للمدرسة .كنا صغارا لكن كانت احلامنا كبيرة".
زياد العيساوي:
"وعليكم السلام يا خلودة والله في الأول ما عرفتك أنا نعرفك خالد مفتاح الفاخري ولقب المهابي هذا جديد عليا.. لقد كنت رائعاً في قناة ليبيا أولاً".
خالد مفتاح المهابي الفاخري:
"لأنها الحقيقة التي حاول الطاغية طمسها فهي تصل للقلوب دون خوف الآن".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخر ما دوّن البطل على حسابه هذه العبارة: "سبحان مذل الجبابرة" وهذا حساب الشهيد على الفيسبوك:
http://www.facebook.com/profile.php?id=10000241250282
شهيد*



-سألوني: هل تعرف من يكون؟.
-أجبت: نعم وأعرف اسمه الثلاثي.
-أعطِنا اسمه إذن.
-اسمه: شهيد ليبيا الحرة.
-قالوا لي: ليبيا هي أمه ولا ينسب الابن إلى الأم.
-قلت لهم هو : شهيد الوطن البطل.
الطالب المُجنَّد



زياد العيساوي
العمر 13 سنة
سنة 1986 ميلادية
أولى إعدادي مدرسة قرطبة - الرويسات – بنغازي
الصورة تبدو بائدة لأنها من العهد البائد زمن تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية.
مقترح من صديقي صالح

ينصح بإنشاء وزارة وحقيبة جديدة في الحكومة بمسمى (وزارة الإرشاد) يُناط بها العمل على تأهيل فئة من الشعب، التي لم تستوعب الحدث بعد.
سفترة ثورية
شاب في العشرينات من عمره يقف أمام باب المصرف الموصد، يطلب إلى الشرطي بالداخل أن يفتح له الباب، الشرطي يخبره: وقت الدوام انتهى تعالَ غداً، يصرُّ الشاب وهو يهزّ الباب الحديد بيديه: افتح الباب خيرلك راني انهده عليكم.. يتحداه الشرطي: زعميتك تقدر اتديرها.. الشاب في أعلى درجات التفاخر: تي نحنا اللي هدينا الكتيبة.. نبو نغلبو في مصرفكم!.
الرماديون



مع أن القذافي ألغى نظام البلديات البديع في ليبيا، إلا أن الحرس البلدي في عهده ظلّ يحمل هذه الصفة، لكن أين هؤلاء الرجال الذين يحبون كثيراً منطقة الأقواس في الفندق البلدي؟ وهل كانوا يحبون التواجد في هذا الفندق لأنه المكان الوحيد الذي حمل نفس صفتهم؟ عرفت السبب فلم يعُد هناك باعة للدقيق والسكر والأرز والطماطم والزيت، بل سلاح ورصاص ليس إلا، لقد اختار هؤلاء الرماديون لوناً هو بين الأبيض والأسود، سمة الانحياز والتذبذب.
هكذا أنا
كل ما أخطه ها هنا، ما هو إلا قناعاتي ورؤاي، ولست مُلزماً البتّة بإقناع أحد بما أرى، وسيظلُّ الزمن العامل الفيصل الوحيد بيننا، حتى نعرف من كان أقرب إلى الرأي السديد، ومثلما أحبُّ أن أقرُّ بحصافة كل رأي مخالف ليّ بالرهان المادي والتجربة، أودّ أيضاً ألا يتنكر أحد لأيِّ تصريح تنبأت من خلاله لمآل أي أمر خالفني حوله.. هكذا أنا.
طواجين
كلما همّ أحدهم بالصعود على المنصة يُسمعه رواد ساحة التحرير هذا الهتاف: "يا معمر يا جبان.. افلان في الميدان" لكن أحد هؤلاء الذين ظنه الحضور شجاعاً كان أول الهاربين بعدما سمع انفجار جولاطينة لم يألفه سابقاً إذ قفز من هناك ونزل على أربعة وعندما جاء ليطلق ساقاه للريح خانته قوته البدنية وعمره فتشنكل واشتكل عليه الأمر، فلم يصعد الركح أبداً.
تشبيه
الأصدقاء غير المتفاعلين معنا الذين يقفون على شرفات الفيسبوك يذكرونني بالأيام الأولى للثورة في بنغازي، فبينما الثوار كان يقارعون أجهزة القمع في شارع البركة، وقف لفيف ممن يحسنون الفرجة يسقطون أنظارهم عليهم من على جسر نادي النصر والذين في الأسفل من الثوّار يهتفون : (واحد اثنين الرجالة وين؟) فنزلوا من علٍّ، ولو قلتها الآن ما ظننت بأنّ غير المتفاعلين سينزلون إلى صفحتي بل سيتراجعون من الشرفات إلى النوافذ وخلف الستائر.
زيادة المرتبات
تحسين الظروف المعيشية في ليبيا، هو أحد مسببات وموجبات الثورة، لكنه ليس غاية أهدافنا، فلو تدارك "القذافي" الموقف وقام بالعمل على الارتقاء اقتصادياً بالشعب الليبي هل كنا سنكف عن الثورة؟ عن نفسي كنت ومازلت أقول أن مشكلتنا مع هذا المخلوق الغرائبي ليست مادية بقدر ما هي أخلاقية ومبدئية، فالقصاص منه بات ديناً معلقاً في أعناقنا تجاه من أوغل في دمائهم من أبنائنا وأبائنا منذ تسنمه على ظهر السلطة.. لذا أودّ ألا يلتهي الشعب بهذه الزيادات عن مطلب تحقيق الحرية والديموقراطية.
آلية لتجميع السلاح
بالنسبة للثوّار يبقى السلاح في حيازتهم ما استمرت مقاومتنا لميلشيات القذافي، شريطة انضواء هؤلاء للجيش الوطني والعمل تحت إمرته، بالنسبة للمسلحين داخل البلاد الذين لا هم لهم إلا التفريغ في الهواء، يجب نزع السلاح منهم بأسلوب الدفع المسبق أي بشرائها منهم بسعر يضعه المكتب التنفيذي ويبقى العرض سارياً لمدة محددة ومن ثم حزم الأمر مع من لا يمتثل لهذا القانون بفكفكة السلاح منه عنوة وإجباره على دفع غرامة مساوية في قيمتها لما يدفعه المكتب للمذعنين لقراره.
قصور
القصور في الفهم يبني قصوراً مؤثثة بطابع الجهل في منطقة مربع المخ، فمن يفكرون بعقلية التصعيد والتعصيد التي مازالت هي المسيطرة، يبدو ليّ أنّهم هم من يتزاحمون ويتشاجرون على الحقائب الوزارية، لأنهم ما برحوا يشتغلون بالعقلية العشائرية والمحاصصة، هم والله أغبياء فدولة القانون تلغي كل هذه الأفكار الرجعية، دولة القانون تضمن حق المواطن حتى لو لم يكن هناك وزيراً من عشيرته أو مدينته.
مكافأة للثوّار
الثوّار ما كان همهم عرض الدنيا .. لقد أرادوا الشرف والحرية لبلادهم .. فلا تفسدوا ذممهم بالوعود المالية والمناصب؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): الصورة نـُشرت في العددين الخميس والأحد: (2344 – 2345) من صحيفة أخبار بنغازي، ولقد تمّ التوصل إلى اسمه الحقيقي من خلال أسرته التي تعرفت على صورته: خليفة الدرسي – 40 سنة – الليثي القديم.
ـــــــــــــــــ
زياد العيساوي
بنغازي: 22/9/2011
♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com
♦ مدونة "تفاعُل" للكاتب: http://tffaool.blogspot.com/
♦ صفحة الكاتب على الفيسبوك: http://www.facebook.com/profile.php?id=100002322399992




الخميس، 22 سبتمبر 2011

فيسبوكيات (3)

قبول
شهادة الخلو من السوابق، لا تصدرها مراكز وأقسام الشرطة ولا المحاكم ولا جهاز البحث الجنائي، بل الشعب الليبي، لكل من يرغب أو يدفع بنفسه لتقلد أي منصب ريّادي، بأنْ يُعلق اسم المترشّح لمدة ثلاثة أشهر في الشوارع والنواصي وفي مقار الدوائر الحكومية، وحال عدم الطعن فيه يُمنح )طابو( الإجازة والمرور.
مفاضلة
لن أخرج في أية مظاهرة تؤيد مسؤولاً وتعاضده على خلفية أي انتقاد، أفضّل أن انضم لحملة نظافة عامة وأرجع إلى بيتي متسخ الثياب على أن أرجع منفوخ الأوداج.
إما .. أو
إما أن نجرّم كل من عمل مع القذافي، أو نتركه طليقاً يمارس حقه في التعبير والمواطنة، لكن ما لا يجوز هو أن نطلق سراحه وكلما أبدى برأيٍّ نذكره بأنه كان مع القذافي.
كأس الثورات العربية
النتيجة حتى الآن: أفريقيا (3) – أسيا (0) .. سجّل الألقاب، تونس ومصر وليبيا
بنغازي
في استفتاء سنوي تقوم به منظمات عالمية مختصة، جرى حول أكثر مدينة في العالم تمّ تداول اسمها في عام 2011، فكانت النتيجة بنغازي، لأنها هي مركز ليبيا خلال 6 شهور وأخذت أنظار الصحافة والإعلام و السياسة.
طرابلس
تذكروا هذه الحقيقة: تحرير طرابلس كان سيتم لكنه سيطول لولا تعهد أعضاء المجلس لأعوان النظام بالعفو عنهم حال انضمامهم إلى الثورة أو دعونا نقول عند مساعدتهم على تحريرها.
تريّث
أما وقد أجمعنا على قيادة الانتقالي والتنفيذي لهذه المرحلة، فالمطلوب هو الهدوء والتريّث والتروي، وإعطاء الوقت الكافي للانتقالي والتنفيذي من دون إزعاج وهذا لا يعني عدم مراقبة الجهازين، فحتى السبّاك إذا كلفته بشغل في بيتك وصرت تزعجه سيترك العمل وينصرف.
انتقائية
إذا كنت من أتباع النظام السابق وسرقت من أموال الشعب الليبي، ودفعت إليه بعد الثورة عشر معشار من ثروة المجتمع التي سرقتها، فإن لا أحد من مدينتك بالذات سيطالب بالقصاص منك وستحسب على المناضلين.
شعبيات
هناك الكثيرون ممن ينطبق عليهم المثل القائل : (وكّلناه قطع عيلتنا). ولا يمكن فسخ عقد التوكيل معهم. وقد صاروا بموجبه يمثلوننا.
ناقوس
اهتمامنا بسيرة المنشقين يذكّرنا بحادثة تحطيم صنم "صدّام حسين" في بغداد، فبينما كان الكل منشغلاً بذلك من خلال القنوات الفضائية أخذ المتسللون والمتسلقون ينهبون متحف بغداد والسجلات السرية، فلا تجعلوا هذه السيرة تعميكم عن حقائق أخرى، فلنهتم بما هو أهم، برفاهية الشعب وبسن الدستور والقوانين المنظمة لتسيّير البلاد، دعونا من سيرة المتسلقين فيكفي أن نمنع بيع السلالم في الأسواق.
إحصائية
عدد الشهداء في ثورة 25 يناير في مصر بلغ (800) شهيداً، يساوي من نسبة السكان واحداً من كل مئة ألف مواطن مصري، أما عدد شهداء ثورة 17 فبراير في ليبيا حسب أخر حصيلة تقريبية بلغ (30000)، يساوي من نسبة السكان واحداً من كل مئتي مواطن، ومازال العدد في تزايد.
اتجاه
أحب السير في الشوارع الممتدة ناظراً صوب الأفق.. لا تغريني التفرعات ولا الالتواءات الفرعية ولا الخصرية، أتسلى أحياناً في مسيري بالدندنة.. غير دندنة واحدة لا تغريني وهي الدندنة على الجهوية.. لا تعنيني الاتجاهات ولا الجهات غير جهة واحدة هي (الأمام).
زواج
ليبيا مثل عروس في حاجة إلى هدوء واستجمام، بعد زواج فاشل استمر 42 عاماً، تحصلت على ورقة طلاقها غيابياً من قاضٍ عادل، وهي في مسيس الحاجة لأن تنهي عدتها الشرعية في سلام، حتى تتزوج من جيل الثورة الشُّبان.
فم وأذنان
أشد من يزعجني هم الأغبياء سياسياً، خصوصاً منهم الذين لا يحبون أن ينصتوا وقد جعل الله لهم أذنين وفماً واحداً، ليسمعوا أكثر مما يتكلمون.
أنوف
ذوو الأنوف الكبيرة أصواتهم جميلة (أم كلثوم/ عبد الوهاب/عبد الحليم/فيروز قبل عملية التجميل/صباح فخري).. ذوو الأنوف الطويلة شمّامون نمّامون طماعون كذابون مثل سيف أبيه وغيره إلا ساركوزاي.
رد جميل
نحن شعب لا يقبل جميلاً من أحد عليه، إن شاء الله بعد تستضيف دولة قطر كأس العالم، نرسل إليهم رئيسنا والله يعلم من يكون حينها لكن بكل تأكيد ليس معمر، ونعطيه مبلغاً يساوي ما أنفقته هذه الإمارة الطيبة على شعبنا في هذه الثورة، مضافاً إليه ضعفه- ليس ربا- لكن زلوف فوق الدين المعلق في رقبتنا كسلسال لؤلؤي، مع رسالة مكتوب فيها: اجعنا ما نفقدوكم، وكل شيء على البركة، ونوصيه بأن يرجع ذوايح ليبيا اللي مازالوا مادين وجوههم غادي .. خلاص عاد ثقلتوا ع العرب .. الجماعة مش فاضيين وراهم مناب كبير ويبوا قناتهم.
أزمة ملحنين
الشعر قد يكون مُركباً ومُنافِقاً، فلا صدق ولا رهافة فيه ولا ينبع من القلب، لكن اللحن بكل توكيد يصدر من نبضه ودفقه.
17 فبراير، ثورة مجيدة وأحداثها عظيمة إلا أنها لا تؤدى إلا على لحن واحد، هو لحن أغنية (انشجع في نادي في بالي هو الوحيد نادي النصراوي) بصوت المطرب "أحمد المدني" وكلمات زميل الدراسة "محمد المحجوب" وهذا اللحن نفسه تكرّر في أكثر من أغنية ثورية، لعلّ أروعها أغنية (تعلا في العالي) وغيرها الكثير.. ما يؤكد على قضية فنية نوهت إليها كثيراً في مقالاتي الفنية، وهي أنّ الليبيين يهتمون بالكلمة أكثر من اهتمامهم باللحن، فهم على عكسي تماماً.
مشعان الجبوري
بدلاً من الالتهاء بقضايا لا طائل منها كالمنشقين والخوض في أول مدينة ثارت (بنغازي) أو سواها، طالما أنها قد سُجلت في الأرشيف الدولي وصار مفروغاً من أمرها،علينا أن نحذر من شر هذا الجبوري ونطالب بمحاكمته قبل إقفال قناته، لقد كانت هناك تجربة سابقة لهذا المجرم عبر قناة (الزوراء) التي ارتدت ثياب المقاومة في العراق وعندما خُلع عنها الثوب كُشف عن تفاصيل جريمة الفتنة التي زادت من إشعالها هذه القناة، ها هو اليوم يرتزق من أموالنا المنهوبة من قبل القذافي، وصارت الصوت الوحيد الذي يعبر القذافي من خلاله عن مشروعاته الإجرامية، يجب أن نضع حداً لهذا الجبوري الذي يستهدف أمننا وسلمنا في وطننا، ففي أخر تصريح صريح له قال: إنهم سيعملون على زعزعة الأمن في ليبيا بعد حكم معمر.. أي أنه اعتبر نفسه طرفاً في هذا الصراح بحجة (قومة) القومية- بدأ يفوح (شياطها)- التي أزكم دخانها الأنوف في خربة وقمامة التاريخ العربي السياسي.
خلوه يولد وسموه
عمر الانتقالي 7 أشهر فقط، أي هو عمر نطفة مخلوق في رحم أمه، لم يرَ النور بعد، دعوه حتى يلد و(سمّوه).. لا تجهضوا أمه بتشكيككم وفريكم وتحاملكم، فلا يجوز الحكم عليه وتقييمه وهو ما يزال في هذا العمر القصير، ترفقوا به، لكن لا تصمتوا على اختراقه لأيٍّ من الثوابت، امنحوه الوقت كي ينجز ما عليه خصوصاً بعد الإفراج على الأموال، فبرأيي أن أي تشكيك في خطواته هو محض فتنة ستذهب بكل إنجازاتنا.
تحية إلى روح الشهيد
خالد مفتاح الفاخري (1973-2011)
صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها منذ أيام قليلة في معركة الوادي الأحمر، المرحوم من سكان البركة أي جاري وفي آنٍ كان زميلي في المرحلتين الابتدائية والإعدادية والثانوية كذلك، وقد عُرِف بدماثة أخلاقه ونجابته وتفوقه في الدراسة لمدة تسعة سنوات درسنا معاً في مدرسة (قرطبة) بمنطقة الرويسات، وكان في كل عام دراسي يفوز بالترتيب الأول على زملائه، وأيام دراسته بجامعة قاريونس كلية الهندسة تم القبض عليه وسُجنه لعدة سنوات في سجن بوسليم بتهمة إشرافه على صحيفة حائطية وسُرعان ما لُفِقت له تهمة انضمامه إلى تنظيم إسلامي متشدد، حيث تعرض هناك لصنوف من القهر، وعندما فرّ من السجن من بداية ثورة 17 فبراير ألتحق بالثوار في البريقة وأُصيب بجروح فعولج على إثرها في مصر وبمجرد أن تشافي عاد إلى الجبهة لينال الشهادة التي طلبها طويلاً، في شهر رمضان الفائت استضافته الإذاعية "زينب الزائدي" في قناة (ليبيا أولاً)، حيث روى تجربة معاناته في السجن وعن ظروف تواجده بمصر وهو يتلقى العلاج.
لم أرَ المرحوم منذ عام 1996 ولقد وعدني عبر رسالة فسيبوكية برؤيته فور عودته مع الثوار من الجبهة، إلى جنات الخلد أيها الفتى النجيب والتقي والشجاع، وصبّر أسرتك وجيرانك وأصدقائك على فراقك.
برهان غليون
هذا المثقف السوري عاب على ثورتنا كثيراً كونها طلبت الحماية الدولية، وطالب ثوّار سوريا بالاستمرار في ثورتهم السلمية، لكنهم منذ أيام خرجوا في مجاميع كبيرة في جمعة أسموها (جمعة الحماية الدولية) مطالبين الأسرة الدولية بلجم عصابات الأسد عنهم، وهذا يدلل على عمق الهوّة بين الثائر والمثقف العربي.
إستراتيجية
أثبتت هذه الحرب، بأنّ القوة الضاربة والسطوة دوماً في المعارك لسلاح الجو، ولأنّ شعبنا محدود العدد، ومن الصعب تأسيس جيش منه عديد القوام، من الأفضل لنا تقوية سلاحنا الجوي بالطائرات الحديثة واستبعاد المقاتلات الروسية الفاشلة التي استطاع ثوارنا إسقاطها بمدفع 14.5 ، سيكون لهذا السلاح الرادع دور مهم في ردع أي متسلل إلى بلادنا من مرتزقة النظام بتحريك أسراب الطيران على مدار اليوم فوق الصحراء الليبية واستهداف كل مخرب.
منزلية تعليم الثورة في طرابلس
لستة أشهر وثوّار طرابلس يشاهدون ساحة الحرية في بنغازي ويتلقون ويتلقنون الدروس الثورية والمناهج التي وضعها صنّاع الثورة في بنغازي، حتى تحصلوا على درجة الامتياز في الهتاف والغناء والالتزام بوضع اليد على الصدر أثناء إنشاد السلام الوطني.
نضال
التاريخ النضالي لا يشفع لأحد، فقد رأينا نضال الخميني وهو في العراق وباريس وكيف تحوّل إلى مستبد كهنوتي لما وصل إلى سنام السلطة في طهران، التاريخ النضالي شيء والعمل الوطني شيءٌ ثانٍ، كل ما كان يحدث من المعارضة لم يتجاوز القول وها هو مجال العمل قد فتح الثوّار مصراعيه أمامهم لنرى ما سوف يقدمونه للوطن، لقد انبهر الكثيرون ببعض الشخصيات المتواجدة في المهجر وبعد وفودهم إلى العراق مثلاً اكتشفوا أنهم ليسوا سوى قوّالين ومقاولين.
سطو عمراني
لم يبنِ القذافي حتى مراكز للشرطة والبحث الجنائي وما يسمى بمقار لجانه ومؤتمراته الشعبية بل سطا على كل المباني التي خلفها وراءهم الأتراك والطليان.
ملعب السياسة
لا أحب أن يدخل المتنافس إلى الملعب السياسي المعشوشب بالأشواك، وهو لا يحسن اللعب،  بهذه العبارة الصبيانية: "أنا صاحب الكورة.. يا لعبوني يا انخربها".. صاحب الكرة قد يوازيه في ثورتنا من يدّعي بأنه قدّم ضحايا أكثر.
طرازانيون
تعلموا التسلق والتشعلق على أشجار غابة زمن فوضى القرارات، هم كما طرازان غير أنهم لم يرضعوا من ثديي ذئبة بل من ثديي ليبيا حتى بعد فطامهم بمر مذاق صبّارها، ويصرخون بصرخته إذا تلاقوا على شجرة عالية مثل (قرود)، يبسطون كفوفهم لبعض ومن يتبقى منهم في الأخر مستعدين لتركه وقطع الألياف النباتية فوق الخـُلَّص.
محمد عمر المختار
أربعة عهود من الحكم عاصرها هذا الشيخ المبارك- ابن شيخ الشهداء- الإيطالي والملكي والقذافي والاستقلال الثاني، وكان القذافي يستغله باعتباره من وجهاء ليبيا في أعياده ومناسباته وعند عقد صفقاته السياسية، ولقد رأيناه من طوعه يزور الجبهات بعد اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير، ولقد أمد الله في عمره لنراه يوم 16 سبتمبر في الحفل التأبيني الذي أقيم عند ضريح أبيه الذي سيعاد تشييده.
خسّة
معمر القذافي طفرة ملعونة ومجنونة وخبيثة لن تتكرر، وإن حاول ذلك بأمره لميلشياته بزرع نطفته في أرحام نسائنا، لقد دفنا في لهيب رمال صحرائنا آخر حيوان منوي لعين قد يسفر عن نسخة طبق الأصل والفصل عنه.
تهديد مرخي
وصلتني رسالة تهديدية من أحد سكان طرابلس هذا مفادها: (نهارك أحرف لو فكرت اتجي لطرابلس بعد القصة اللي كتبتها)، وأظن بأنّ مصدرها هو الحب والترغيب في سفري إلى هناك.
مواليد الفاتح
أنا من مواليد 15 سّبمعمر (سبتمبر) لكني لم أسجّل اسمي في رابطة مواليد الفاتح كي أحصل على سيارة كما فعل الكثيرون، ومنذ سنتين نصحني أحدهم: "أبحث لنفسك عن شابة من مواليد شهر 9، لأنّ مواليد هذا الشهر سيصرف لكل واحد منهم مبلغ 5 ألاف دينار معمريّ، وسيقام لهم فرحاً جماعياً في الساحة الخضراء بطرابلس"، فردّدت عليه: "وماذا عن مواليد الأشهر الأخرى؟، أليسوا أولاد تسعة هم الآخرون؟"، فمضى قائلاً: "لا لا .. المستهدفون من هذا الفرح الجماعي، هم مواليد شهر 9 فقط".. يا رجل ما هذا قصدي ولكن ما عنيت هو ألم تحمل بهم أمهاتهم لتسعة شهور مثلنا؟".. فصمت.

السبت، 10 سبتمبر 2011

مأساة الدكتور مصطفى العراقي

مأساة الدكتور مصطفى العراقي
عيب عليهم .. عيب علينا
القانون (يحمي) المغفلين، خصوصاً إذا كان أحد هؤلاء المغفلين متغرباً عاش في بلادٍ أُستغفِل شعبها قبل الآخرين، من قِبل حاكم دجّال جمع حوله الأفاقين ومنعدمي الضمائر الحيّة الذين اغتصبوا حقوق الشعب؛ القانون يحمي المغفلين إذا كان هذا القانون يسدُّ الطريق أمام كل صاحب حق طالب به، ولم يجد أية ثغرة يلج منها ولو تحايلاً، كي يعترف بقضيته أمام محاكم الزيف والباطل.
هذه مأساة دكتور عراقي تواجد على أرض ليبيا منذ عام 1976م، بكلية الهندسة، وكان له دورٌ فاعل في تأسيس كلية الهندسة بجامعة قاريونس، قدم إلى بلادنا بعد أن أُبرم معه العقد أثناء تواجده بإحدى جامعات بولندا إبان الشيوعية المقيتة، هارباً من رمضاء "صدّام حسين"، وهو لا يدري بأنه سيستجير بنار بومنيار منه، خرّج العديد من الدفعات وكبار المهندسين لدينا تتلمذوا على يديه وعلمه، بدأت مأساة الدكتور "مصطفى" حينما التقى بأحد طلابه في مطار طرابلس أثناء سفره لرؤية زوجته وبنيه في العاصمة وارسو، فعرض عليه استضافته في منزل عائلته في مدينة الزاوية، لم يتوقع هذا المُغفل- بلغة القانون، لأنه على قدرٍ عالٍ من العلم والمعرفة- بأنّ هذا الطالب المتنفذ في الجهاز الأمني، سينهي مستقبله العلمي ويجعله بائساً يتجرع ما تجرعه أهل هذا البلد من جور وظلم زبانية القذافي، الذين سلطهم بسلطته الشعبية على الشعب الليبي قبل حتى الأجانب.
تفاصيل القصة طويلة، ومضى عليها أكثر من خمسة وعشرون عاماً، عانى خلالها هذا الدكتور الحرمان والذل وشظف العيش والبعد عن أسرته التي لم يرها منذ ما تعرض له، وجدته ذات مرة يلتقط الخبز الحافي واليابس من على أرضية الكورنيش يتقاسم والأسماك رزقها الذي يرميه إليها المتسلون والعشّاق على الرصيف، بدا عليه أنه إنسان فاضل لكن مصائب الدهر عصفت وحاقت به في بلدنا.
خاطب جهات الاختصاص وتحصل على عدة قرارات في صالحه، إلا أنها لم تجد طريقها إلى التنفيذ في عصر قمع الجماهير، قبل بأية طريقة تمكنه من إرجاع حقه إليه البالغ (295) ألف دولار، ولو بالعملة الليبية بسعر الصرف القديم بعد أن أُرغِم على ذلك غير أن شيئاً لم يكُن، فانطبق عليه القول (رضينا بالهم وما رضا بينا)، وعن طرق أبواب الجهات الدولية كان له رأيٌ وطني لم يُعرَف به حتى بعض الليبيين مفاده أنه لن يسيء ويشنع ببلاد عاش فيها وأكل من خيرها على الرغم من حثّ بعض معارفه من عراقيي المهجر بالإسراع في هذا الدرب، صبر وصابر إيماناً منه بأنه ذو حق وأنّ حقه لن يضيع، تقدّم به العمر وساءت أحواله الصحية والمعيشية وهو في مسيس الحاجة إلى من يعوله من أبنائه المقيمين بالخارج، بقي في بنغازي وروحه تنازعه شوقاً إلى أسرته.
عرفت الدكتور "مصطفى" منذ أربعة أعوام وشرح ليّ تفاصيل حكايته، وصارحته بأنّ حقوقه لن تعود إليه في عصر هادم القوانين وآكل حقوق الناس ووعدته بأنّ هذا النظام لن يستمر طويلاً وقد يئسنا منه حتى نحن الليبيين، وأن أملنا منعقد على عهد جديد لن يطول انتظارنا له، وها هي الثورة قد اندلعت ونجحت ونرجو من الله تعالى أن يعجل بخلاص المحرومين والمظلومين من الليبيين والعرب الذين اكتووا بظلم ذلك العهد الفاسد.
كنت أستطيع بعلاقاتي الخاصة ومعارفي أن أسعى جاهداً لإنصاف هذا الرجل، لكني خشيت من أمر آخر قد يفسد ما أنتويه لأجله إذ قد يفسر البعض سعيي هذا إلى فائدة أطلبها لنفسي من وراءه (عمولة) فوجدت بأنني قد أقدر على إرجاع حقه إليه عن طريق طرق باب الصحافة الحرة التي بها قد يصل هذا الدكتور إلى حقه، من دون تعطيل طالما أن القرارات تؤيده، فباعتباره من الرعايا الأجانب أظن بأن وزارة الخارجية أو الأخ المسؤول بالمكتب التنفيذي على الشؤون الخارجية، هو من يستطيع تمكينه من وضع نهاية سعيدة لقصته الأليمة.
عيب على القذافي أنه لم ينهِ مأساة هذا الرجل وسيكون العيب علينا أكثر لو لم نقُم بما يمليه الضمير والدين علينا بشأنه.
فلتكُن هذه القضية أول امتحان في مدرسة حقوق الإنسان يتعرض لها (الانتقالي) و(التنفيذي) ومنظمات المجتمع المدني هي كذلك في امتحان لإنصاف هذا الرجل ولو من باب ردّ المعروف إليه لإسهامه الكبير في تعليم أبنائنا.
زياد العيساوي
0926284437        

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

فيسبوكيات 2


سكينة
لست أخاف على مستقبل ثورتنا التي ستبني الدولة الليبية من العدم، مهما وُضِعت في مسارها العراقيل، وهذا لا يعني أن تتصير السكينة إلى استكانة.
أين معمر؟
ليس رأيي لكنه قراءة لحالات سياسية مشابهة: "إن الخطة الموضوعة بأجندات أمنية وسياسية تقضي بأن يظلّ معمر مختبئاً حتى يرسم الملمح السياسي في ليبيا ليبقى معمر فزاعة لكل صوت ناهض ومعارض" أعيد وأقول هذا ليس رأيي، لكنه مبني على القياس العراقي، إذ ظل "صدّام حسين" مختفياً لفترة طويلة حتى استطاع الشيعة وعملاء إيران الصعود إلى سدّة الحكم في غفلة من الشعب العراقي.
أستوديو التحليل
المثقف في أثناء الثورة، يصبح كما المُعلِّق الرياضي تماماً، حينما تطمس صوت التلفاز تستمر المباراة من دونه، فعليك بطمس صوت المثقف وتأكد بأنّ الثورة ستستمرّ وتستقرّ، أما غرف التحليل السياسي، فهي تماماً مثل أستوديو التحليل الرياضي بين الشوطين أو في نهاية المباراة حينما يجتمع المراقبون حين توقف اللعب، ويقومون بإعادة اللقطات المثيرة والفرص الضائعة والأخطاء المرتكبة تكتيكياً وتحكيمياً، ومع ذلك لا اللاعبون ينصتون إليهم ولا المدربون يلقون لهم بالاً، بذريعة: انزل إلى الملعب وأرِنا شطارتك يا (أسطى).
شبيه معمر الأفريقي
ثمة رئيس أفريقي شاب، يذكرني بالعقيد المخلوع "معمر القذافي" لجهة تصرفات كثيرة يقوم بها، فهو عدواني له عدة تحرشات سياسية بجيرانه، يحشر أنفه في شؤون الدول الأخرى الأكبر والأهم من بلاده قارياً، فلقد تدخل في شؤون الكونغو وحاول أن يضغط على مصر بورقة النيل لحساب إسرائيل كما جرّب في أكثر من مرة قلب نظام الحكم في السودان، ولعلّ أكثر تشابه فيه مع "معمر" هو قمعه لشعبه والعمل على تجهيله وتجويعه ليكون زعيم لمافيا أخرى ثانية في أفريقيا بعد مافيا معمر وأبنائه، هو الرئيس الأريتري (أساسي أفوركي).
كتائب القذافي
لم أرَ وأسمع في حياتي عن جنود قاتلوا مع زعيمهم كما فعل المسجلون في كتائب القذافي، فبالفعل قاتلوا وقُتِلوا لأجله وفدوه بأرواحهم إلى أخر درجة في سلم الموت مع علمهم بمدى ظلمه وعدوانه وكفره، فو الله ما صحّ لحاكم جنوداً مثل هؤلاء.
ترسبات
أحسّ بأنّ ما أصابني في عهد "معمر" من كآبة وكدر، ليس من الممكن التخلص منه في وقت قصير إن لم يكن أبداً، فعبارة (الفاتح أبدا)ً صدقت لجهة النكد والغم والكآبة أبداً، حتى لو سقط معمر، لذا فإنّ أبناء جيلي الذين عانوا أعتى صنوف وممارسات القهر التي تنوعت بين التعذيب العسكري والتجويع والعوز والحصار والتجهيل الثقافي بحاجة إلى رعاية نفسانية من نوع فريد.
الشـّكل بعد حول*
الإقصاء والاجتثاث لا أراه في هذه المرحلة مجدياً، فالحماسة الثورية التي يبديها البعض قد تفسد أكثر مما تنفع، فتعيين أزلام النظام في مناصب الدولة الجديدة، لا يعني برأيي بأنّ في ذلك التفاف على الثورة ومحاولة سرقتها، بشرط أن يظلوا في مناصبهم لفترة قصيرة جداً ريثما تستتب الأمور، ولست أظن بأن أعضاء الانتقالي والتنفيذي بأغبياء حتى يضعوا أنفسهم محل الريبة، وليس دفاعاً على أي منهم، أجد أنّ في التروي والتريُّث بُعداً جيداً سيصل بالثورة إلى مبتغاها من دون الوقوع في وحل الثورة المضادة التي يدعو إليها البعض، فباعتقادي تواجد هؤلاء المنشقين في هذه المناصب سيكون لفترة قصيرة جداً، وهو ليس تكريماً لهم على انشقاقهم بقدر ما يلمس في ذلك معاقبتهم خصوصاً وأنهم قد أقسموا للقذافي على خدمته وفدائه بأرواحهم، تكليف هؤلاء بهذه المهام جاء لكونهم يملكون مفاتيح لأقفال كثيرة عليهم أن يقوموا بفتحها قبل أن يغادروا ثم يحاكموا.

تصريح عسكري
متحدث عسكري باسم الثوّار، يعد إيواء النظام الجزائري لبعض من عائلة القذافي عملاً عدوانياً، فأرجو ألا ينجرّ الانتقالي وراء هذه التصريحات ويكتفي بأخذ العهود والمواثيق على الحكومة الجزائرية بألا تسمح لهؤلاء بزعزعة الاستقرار في بلادنا.
لوم على الآباء
لماذا سجلتم أبناءكم في الكتائب بدلاً من الكتاتيب؟ لأنّ من انضووا في كتائب القذافي اتضح أنهم لا يحفظون حتى فاتحة الكتاب، لكنهم يحفظون فاتحة الفاتح (افتح يا فاتح).
تبرير وتغرير
معارض ليبي عتيد برّر انضمامه إلى مشروع الإصلا(ع) الذي قاده سيف أبيه، بأنه جاء نتيجة ليأسه بعد انخراطه وعمله الطويل في صفوف المعارضة، فوجد بحسب ما أشاع في انضمامه الأخير وسيلة جيدة لافتكاك بعض حقوق الشعب الليبي؛ يبدو أن هذا المعارض القديم والإصلاحي المغرّر به، ظنّ بأن أمر التغيير في ليبيا متوقفٌ عليه ورهن لما يتخذه من مواقف ثم صحا على شيء مهم كان قد تناساه وهو الثورة التي لا يقودها إلا الشعب.  
تصحيحات عقائدية وسياسية
لقد صحّحنا كل أخطائنا الأيديولوجية والسياسية بحجة واحدة هي : "الفكرة صحيحة لكن التطبيق هو الخاطئ" فحتى القذافي حاول تبرير فشل فكره وكفره الأخضر بهذه الحجة، لدرجة أن أزلامه اعتبروا أنّ مردّ فشل النظرية العالمية الثالثة كما يسمونها هو الشعب، فهو ليس أهلاً لها فاستكثروا علينا مبدع هذه النظرية وتمنوه لسويسرا مثلاً التي أعلن عليها الجهاد لاحقاً.. كل شيء تم تصحيحه بهذه الحجة إلا الفكر القومي الذي بات يعرّف بالقومجي، ذلك أن من نادوا به هم مجموعة من الحكام المستبدين (عبد الناصر - معمر – الأسد- صدام حسين) ومبعثهم في ذلك تخوين كل مناهض.. لذا لن أخجل حينما أقول أنا قومي وبتعريف آخر (عروبي).
الحنان عند ولي الأمر
نحن بحقٍّ في مسيس الحاجة إلى (حاج) ينضح قلبه بالحنان ليحكم البلاد فيرأف بالعباد ويجبر خواطر المنكسرين والمنكسرات، لذا اشترط في كل من يتقدّم لإدارة ليبيا الحرة بعد انتهاء فترة المرحلة الانتقالية أن يشهد له الناس بالحنان، وهذه الصفة لا تنفي أن يتمتع المترشّح بالفطنة والضبط والربط، لكن ليس بمعزل عن الصفة التي حدثتكم عنها، لأن الأخريين عادة ما يستعملان لتكريس سلطة الحاكم، فالطغاة من لدن آدم عليه السلام وإلى الآن لم يعرفوا لهذا المصطلح أي معنى.   
عن استقدام العمالة العربية
ثمة أخبار شبه مؤكدة عن رغبة وحاجة (التنفيذي) إلى استقدام مليوني عامل مصري، ما يعني بأنهم سيدون حاجة العمل الليبي ومن ثم لا يُفسَح المجال أمام العرب الآخرين ممن وقفوا إلى جانب شعبنا في محنته لإبان بداية ثورة السابع عشر من فبراير وإلى الآن، فتونس الدولة الفقيرة قامت بتقديم المساعدات الكبيرة للنازحين وأوت بناتنا ونساءنا وشيوخنا، ولأننا لسنا بقوم جاحدين أوصيكم بالشعب التونسي خيراً، فلا تنسوا إخوانكم في تونس من توفير فرص العيش لهم والعمل على إعمار الجنوب التونسي تلك المنطقة التي لجأ إليها أهالينا على أقل تقدير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: مثل شعبي، يعني بأنّ على المرء ألا يحكم على شيء حتى يبلغ من العمر عاماً وحينئذ ستتضح ملامحه وإشكالياته.