الخميس، 22 ديسمبر 2011

فيسبوكيات (22)


احتواء

بدلاً من أن تقول للذئب لا تكون ذئباً، اعمل على حماية شياهك منه.. وبالمثل فإنّ متابعة الثوريين السابقين والمتسلقين الآن أجدها لا تجدي نفعاً فهي متاهة يسهل الولوج إليها ويصعب الخروج منها، الأولى بنا حماية أنفسنا منهم بالقانون الذي يسمح بدمج هؤلاء المتخلفين عن الركب إلى المجتمع الجديد، لأنّ من ينتج هذه الطبقة المسيئة إلى المجتمع هو رأس الهرم دوماً، فالثوريون في عهد القذافي كانوا مواطنين صالحين أو على الأقل خاضعين لقانون المملكة، وبعد مجيء القذافي وتخريبه للدولة خرجت هذه الحشرات من تحت الأنقاض ومن المجارير الطافحة في شوارعنا.. أيضاً فإنّ الألمان الشرقيين تم دمجهم بعد الوحدة في دولة القانون وصاروا مواطنين صالحين رغماً عن أنوفهم.

بين مؤيد ومعارض

في ميدان الشجرة بئر واحدة ناضبة.. وفي منطقة الأبيار مشاريع رماية كثيرة وأكثر من بئر ارتوازية أخشى أن تجرفنا سيولها العارمة.

أين يجب أن يظل المثقف الليبي؟

يبقى المثقف في المنطقة الوسطي- مش سرت- على الخط الواصل بين السلطة والشعب، فلا يميل لأيٍّ قطب منهما، لا يُستمال بالعاطفة طرف الشعب ولا ببراغماتية ناحية السلطة، فإذا تجبرت الثانية تشرست كتاباته، وإذا ضلّ الشعب أنار له الطريق، هكذا المُنبغى في موقف المُثقف.

تلقائيات

من تخفى عليه احتياجاتنا؟.. نحن أصحاب الثورة ولا نطالب الانتقالي بشيء هو يعرفه، فمطالبنا مشروعة ومعروفة وهي الدافع وراء ثورتنا، الانتقالي يعلم بها قبل حتى أن يتشكل، لذا لن نستجديه ولن نرسم له الطريق، لأننا بذلك سنشعره بأننا نظنّ بأنه لا يعرفها، فإما أن يطبقها تلقائياً وإلا سننتظر حتى تنتهي مرحلته لنحاكمه بتهمة التجاهل والعبث.

اعتقال إيرانيين

وراء كل هم عربي إيران، ماذا يفعل هؤلاء الفنيون كمازُعم في حمص؟ سوى أنهم برأيي توتير الوضع واستهداف المراقبين العرب وإلصاق التهمة بثوار سوريا، فدخول الحجاج الإيرانيين إلى الأراضي السورية عادة ما يتمركز عند الأضرحة في دمشق وغيرها.

قطر

هناك في الجهة الشرقية للخليج العربي، من صرّح بأن عودة الأمور واستقرارها في وإلى ليبيا تهمهم ومن مصلحتهم وبأنهم شركاء لا أجراء في الثورة، ولأنهم يتزعمون دولة مستقرة، احتكروا هذه المصلحة لذواتهم، هم يعرفون بأن شعبنا منهكٌ منذ 42 عاماً وقد أصابه القرح في هذه الثورة، سيحاولون استغلال حاجتنا، وإفراغ البلاد من كوادرها ودعوة أشباه السياسيين والمثقفين واستمالتهم للترويج لهذه الإستراتيجية لقاء دولارات ومقابل صمتهم غير القابل للشراء أصلاً، فهم قد صمتوا في عهد معمر بلا مقابل، لو كان الانتقالي حديث عهد بالسياسة وجب على المثقفين الذين بداخله ومن حوله تنويهه لما فيه هدايته ومصلحتنا.. (نص الطريق ولا كمالها) عودوا أفضل لكم، لأنكم لو تجاوزتم منتصفها، ستتيهون كما تهنا في سني التيه الاثنتين والأربعين.

سوبر ستار الرئاسة

التصويت علامة ديموقراطية، حين الإتيان بالأشخاص إلى الرئاسة، فيبدأ التمايز بينهم والميز بفهلوة على فلوة الديموقراطية الكحيلة، ولااعتبارات مناطقية غير منطقية، قد يفوز من هو غير جدير بهذا المنصب، لكنّ الديموقراطية تقضي بذلك وهي الفيصل وعلينا أن نحترم رأي الأغلبية.
أي أن هذا التصويت هو شبيه بالتمام لما يحدث في سوبر ستار الأغنية، حينما يخرج المطرب أو المطربة الأفضل، كما حدث مثلاً مع المطربة السورية الشابة "وعد البحري" التي خرجت في الحلقات الأولى، فلو كنت محل "إلياس الرحباني" لزوّرت في التصويت لأني كملحن أعرف بأنّ صاحبة هذا الصوت الملائكي يجب أن تبقى للنهاية وتفوز.. والبرهان أنها بعد تلك المسابقة هي التي بقيت على الساحة الفنية من بين من نافسوها لكونها الأجدر.
دعوة إلى الدفع بالشباب
ثورة 15 فبراير ثورة شابة، اندلعت بغضبهم ونجحت بأرواحهم وحان الوقت لأن ينخرط الشباب في الصراع السياسي، ولما كان ذلك ضرورياً على الليبيين أن يسهموا بأموالهم لمدّ ودعم هذا الحزب الشبابي الشعبي الوطني- من دون أية صفة أخرى، لا تقدمية ولا ليبرالية ولا إسلامية- لأنّ لا أسرة في ليبيا تخلو من أبناء وبنات من الشباب، فمصلحة هذا الحزب من مصلحة من يمثلوه في دوائر الحكم، ويبقى الدعم متواصلاً إلى أن يخلّ هذا الحزب بمبادئه العامة المنصوص عليها في الإعلان التأسيس الذي سيعد شريعة بينه وبين الأسر، يجب أن يحتوي هذا الحزب الشباب كلهم، ويكون مؤسسة عامة، مثل قناة الـ(BBC) البريطانية.

ثقة

في أسمى درجات الثقة أعلن: "انتهى زمن الاستبداد ولا دكتاتورية بعد اليوم، فلا تتوهموا ولا تخشوا أزلام النظام، لأنهم أغبياء ومشتتون ولا فكر إيديولوجي يحتويهم، فمعمر لم يستطع إنتاج عقيدة سياسية غير المقولات فقط، فشل ما نادى به، وأقرّ بفشله نجله سيف في أكثر من (20 أغسطس) ميلادية، فاحتووا المغفلين منهم وأهّلوهم في مؤسسات إعادة التأهيل، فهم معاقون فكرياً وطهروا عقولهم من العفن الأخضر وفطر قلنسوة الموت السام.

مطالب المعتصمين بالميدان

أشعر بأن الانتقاليين إلى سُدة الحكم، لما قرؤوا لائحة المطالب، علقوا: " تي وين.. لنقنهن واجد".. والحقيقة إن من ضمن هذه المطالب ما يقع في قائمة الحقوق الواجب تحقيقها من دون مطالبة.. كان على المعتصمين أن يكتبوا مطلباً واحداً مركباً من شيئين وضمنياً بتحققهما تتفعّل المطالب الأخرى، وهو: "إنّ شباب الثورة في ميدان الشجرة في بنغازي وميدان الوردة في درنة وميدان الياسمين في طرابلس وميدان الخرشوف في الأبيار، يطالبون الانتقالي بالعمل سريعاً على تجسيد الديموقراطية بالعمل على تأسيس المؤتمر الوطني وصياغة الدستور والشفافية".. أو بصيغة أخرى، يكون المطلب على شكل إقرار يلتزم به الانتقالي: "شباب الثورة في ميدان الشجرة والوردة والياسمين والخرشوف، يطالبون الانتقالي بالالتزام بما نصّه على نفسه في الإعلان الدستوري".. ذلك لخشيتي من أن يقوم هذا الانتقالي بالتركيز على المطالب الاجتماعية والاقتصادية ويحققها كمنجز من الصعب تكريسه.. ويظفر بالحب من الطمّاعين.


برّ

شجرة الميدان في حاجة إلى أن تشبّ، ليتكم سمّدتموها بدماء الشهداء، لا تنسوا أن تروها وترووها كل يوم.. المختار سينام هنيئاً في أول شارع عمرو بن العاص وهي في أخره، يراقبها ويتابع حركة نموها، برّوا بجدكم لئلا يمسسكم غضباً منه.


شجرة الأساس

هناك في الضفة الأخرى من يحتفل بإنارة شجرة الميلاد، ونحن أعدنا غرس شجرة ميلادنا، شجرة ميلاد ليبيا المخلوعة بخفافيش ليل أبريل والتدجيل، لن نضع حجر الأساس بل سنغرس شجر الأساس عند كل توكل وبسملة لبناء ليبيا.


ميادين


عادت الشجرة إلى حضنها الترابي.. وستعود الغزالة تقفز إلى مرتعها ملتفة حول نفسها وعيون الشباب تتغزلها.. والجزائر إلى حضنها الطرابلسي.. ويعود الفضيل بو عمر ليمحو عار الكتيبة بعد أن قرّت عينه بتضحيات الثوّار في بنغازي، وستزداد البركة في البركة ويحتفي به سيدي عبد الجليل والعيساوي وقنيبر وبومدين وسنقيم مولداً كبيراً لعودته.


تاج الثورة


موّال الثورة صدّاح وطووووووووووووووويل بدأ بليل وعين في ليل لا صباح له، كأنه مُقسّم من حنجرة صباح فخري.. موّال الثورة بدأ ولم ينتهِ.. ولم ينتهِ الانتقاليون عن تنقلاتهم ومقاماتهم، متى يحطوا بتاج الثورة ويسلموه للشعب فالشعب هو من نزعه من رأس اعميرينه الحليق، لترتاح حناجر المعتصمين بموّال لالالالالالا.. جو معمر لا.. لالالالالالا.. الضحك علينا لا.. هذه الـ(لا) اللوية والملوية، التي امتدت حتى التوت على نفسها واخشى أن تستغرف في امتدادها وتخنقهم.

المؤقت الزمني

حسناً أن صفة الانتقالي الـ(مؤقت) لكن يبدو أن منبه الساعة صيني، فانتظروا الدورة وجليانة حتى تعود العقارب إلى الوقت المحدد في المنبه علّه يرنّ، وإن لم يرن فانتظروا حتى تكتمل الدائرة العقاربية علّها ترن وإلا فاكملوا نومكم.. أو أصحوا عند الفجر تلقائياً كي لا يفوتكم شيئاً.. وإياكم من القنابل الموقوتة زمنياً، لأنها قد تبعثرنا وتجرنا إلى الفوضى.. فمهما يكُن في يوم ما سيدق المنبه بكل توكيد.


ثمن البقاء في السلطة

للبقاء في السلطة أثمان كشف معمر عن إحداها وهي الأموال المجمدة، لما قال: "أنا دافع ثمن بقائي هنا".. عجّلوا باسترجاعها حتى لا تكون رصيداً ولقاء لبقاء آخر.. أذكر في إحدى خطاباته بعد هزيمة صدام في عام 1991 .. بعدما استهزأ به كدأبه دوماً، أن قال معلقاً على درس هذه الهزيمة: "سنكون أغبياء لو أودعنا أموالنا في الخارج لأنها ستجمد وتستعمل ضدنا"، والحقيقة إنني صُدمت مع بداية الثورة بأن الخارجية الأمريكية أعلنت بأن أرصدة القذافي في خزائن مصارفها 33 مليار وبأنها ستعمل على تجميدها، ومبعث صدمتي أنه لم يستفد من الدرس العراقي، وسرعان ما تبدّد اندهاشي بعد أن عرفت بأنه يريد استرضاء أمريكا ليظل على سنام جمل السلطة، وتجددت دهشتي في سرعة تحويله لهذا الرقم الفلكي بمكوك الخوف لاسيما أنه لم يمضِ على تطبيع علاقاته مع أمريكا سوى ثلاث أو أربع سنوات فقط.


لا احتواء

الثورة: تراص- تناص- تحشيد- ترشيد- تنادي- تمادي- تخاثر- تكاثر- خصوبة- ولادة- تدافع- تشاسع- تعاون- تضامن- تماوج- تعاضد- تظافر- تلاحم- تراحم- مخاض- خوض- تمدّد- تعدّد- تجدّد- تواد.. بهذه المعاني بدأت ثورتنا كأية ثورة عظيمة لا يسعها ميدان، ولا مجال يحتويها.


ــــــــــــــــــــــــــــ

زياد العيساوي

بنغازي: 21/12/2011

♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com


الجمعة، 16 ديسمبر 2011

فيسبوكيات (21)

صبر

لو عرفنا بأن الآتي مهما ساء لن يكون أسوأ من عهد القذافي لصبرنا قليلاً.

إقرار خطي

يوم تسمعونني قد سافرت إلى قطر، وحضرت الندوات على شرف أميرها وقبّلت يده واستلمت 80 ألف ديناراً، ارجموني.
فمن يدعون الوطنية من الليبيين ويتقاضون المقابل والمكافآت من قطر هم الأجدر بالمظاهرات عليهم، لأن ما يقبضونه هو مال مُسيّس لمصالح غير ليبية.

سيبتموس

عودة سيبتموس سفيروس إلى الميدان، تؤذن بعودة التبغ الليبي قريباً إلى الأسواق: سفيروس اللي مليان سوس- الربان- المنار- أطلس- جفارة- الهاني.

طموح

من يطمح يطمع.. لا طموح ولا طموع لديّ إلا أن أكتب.

أزمة ثقة

ما نعانيه من مشكلات متعدّدة بين الثوّار والانتقالي، الكتائب والجيش، بين مدينة وأخرى، ناتج عن فقدان الثقة.

وصف

أعضاء الانتقالي يفتقدون الذكاء لجهلهم ليس بالسياسة فقط بل بأصول الإدارة، ومن يتصف بالغباء فلا خوف منه.

انقسام

بين مؤيد للانتقالي ومعارضه سينقسم الشعب إلى فسطاطين على غرار ميدان الستين والسبعين في اليمن، وسنلتهي بذلك.

من فمك أدينك

ثمة ضغوطات دولية وعربية على الانتقالي، لا تحملوه أكثر من قدرته، تجاوزوا عن بعض سيئاته التي أقر بفداحتها، حتى تنتهي مدته، وحينئذٍ حاسبوه وحاكموه على أي تقصير، ولا تتشددوا كثيراً.

خيار

بدلاً من التظاهر على أنفسنا وعلى الانتقالي، الأولى بنا أن نتحد ونظهر بأسنا في مظاهرات عارمة، لنطالب الأسرة الدولية بضرورة تسييل أموالنا المجمدة بالخارج.

سخف

لن تمضي الثورة الليبية إلى أهدافها حال مقارنتها بالتونسية والمصرية وتصغيرنا لذواتنا والإقرار بأنّ فيهما مؤسسات، فلو وُجِدت هذه المؤسسات فيهما، لما احتاجتا إلى ثورتين أصلاً، الثورة الليبية أعظم وستكون السورية أهم عربياً هذا ما أنا قتنعٌ به.
على خلفية الاعتصام

ثمة استفسار يطرح ويجمع ويضرب ويقسم نفسه على عدد خلايا المخ: من الذي دعا إلى هذه المظاهرة؟.. استغربت المطالبة بفضّ الانتقالي وحله الآن ممّن قرأ الإعلان الدستوري وبيان التحرير، حيث نصّا على استمرار مشروعية الانتقالي لمدة 240 يوماً، ألم يكّن بوسعهم الرفض في حينه؟.

صفة مؤقتة

للمجلس الوطني صفة مؤقتة، كيف للبعض أن يطلب توسعته وضمّه لأطياف الشعب، هذه الاقتراحات يفرضها المؤتمر الوطني والبرلمان تحقيقاً للتعددية، طالبوا الانتقالي بالإيفاء ببنود الإعلان الدستوري جميعها، وذا يكفي.

تبرير مشروع

من بيان اعتصام اليوم وجدت بعض البنود المشروعة، وهي المطالبة بالشفافية بخصوص السياسات الداخلية والخارجية للانتقالي وكذلك عن مبيعات ودخل النفط، وأيضاً محاكمة أعضاء الانتقالي بعد حلّه دستورياً.

توازن

بقاء الانتقالي في بنغازي والانتقالية في طرابلس يضمن توازناً مناطقياً مؤقتاً بين مشرق البلاد وغربها حتى سنّ الدستور، الغريب في المظاهرة هو أنّ المطالبين بحلّ الانتقالي هم نفوسهم من ينبذون المركزية، ولو على نحو شكلي، فعند فضّ الانتقالي يعني ذلك أن السلطة ستكون في قبضة الانتقالية المتمركزة في الغرب، خصوصاً وأنّ الحقائب الوزارية السيادية- الدفاع العدل- ماكثة هناك.

خاطرتان

-حسناً أن معهد علي الشعالية مقفل، لئلا تعلمت العزف وعزفت عن حب الكتابة للوطن.
-صديق طيب وعزيز على قلبي: "يا زياد لقيتلك عمل في مكتب".. فارتعدت وخفت.

لو عرفوا

لا الإسلاميون يستطيعون إقامة دولتهم- دولة الخلافة- ولا المطالبون بإسقاط الانتقالي قادرون.. ثمة قرار دولي يمنع الحالتين.. يكفي أن نلزم الانتقالي بما اشترطه على نفسه لنحده ونحله، وأن نطالب كشعب بإقامة دولة العدل المدنية ونقطع الطريق أمام الإسلاميين.. فالعدل يسبق الديموقراطية.. تجدر الإشارة إلى أن القذافي كان يقول: "الديموقراطية قبل العدل".

دولي

انضمام بقايا النظام ممن لم تتلوث أيديهم بقتل وسرقة الليبيين إلى مؤسسات دولة الثورة، شرط دولي لمساندة الثورة الليبية، عمل به الانتقالي والتنفيذي.

عينان

عينا الحرباء على جانبي وجهها، لذا فهي تسير ببطء شديد، لا تكاد أن ترفع قدمها وتخطو حتى تتراجع عنها وتبقى على الصخرة في مكانها لأن حركة عينيها إلى الجنبين والوراء تربكانها فتقيدا حركتها، وعينا الإنسان في مقدمة وجهه، وإذا أراد النظر إلى الوراء فذلك يكلفه اعوجاجاً في رقبته ومسيره، وربما سيصطدم بجسم أمامه على حين (فجعة).. أطلق العنان لعينيك لترى أفق المستقبل ولا تلتفت إلى الماضي.

هيكلة إدارية

على الانتقالي للخروج من هذه الأزمة أن يسلم الصلاحية للمجالس المحلية بالتعاون مع الانتقالية، ويسلمها الموارد المالية اللازمة لتسيير الخدمات عن طريق هذه الانتقالية، ويتولى فقط تمثيل الثورة خارجياً، فأعضاؤه في أيديهم توكيل خاص منا بذلك وليس عاماً.

انقسام

بين مؤيد للانتقالي ومعارضه سينقسم الشعب إلى فسطاطين على غرار ميدان الستين والسبعين في اليمن، وسنلتهي بذلك.

إقرار خطي

يوم تسمعونني قد سافرت إلى قطر، وحضرت الندوات على شرف أميرها وقبّلت يده واستلمت 80 ألف ديناراً، ارجموني.
فمن يدعون الوطنية من الليبيين ويتقاضون المقابل والمكافآت من قطر هم الأجدر بالمظاهرات عليهم، لأن ما يقبضونه هو مال مسيّس لمصالح غير ليبية.

تصحيح يأتي بانحراف

تصحيح المسار خارج إطاره الصحيح قد يعيد إلى الأذهان ثورة حافظ الأسد في عام 1970 الثورة التصحيحية (المجيدة) وهي في الأساس انقلاب تفرّخ وتفرّع عن انقلاب داخل القصر الجمهوري، بدعوى تحقيق الوحدة والاشتراكية والوحدة التي لم يحققها الانقلاب الأول، فتسلط هذا الأسد ونفخ صولته على السوريين وعاث في البلاد فرقة وتشتيتاً وتمذهباً ودوس لكرامة الناس.. الانتقالي الليبي أعيد وأقول: كيان هشّ من السهل التغلب عليه جماهيرياً وثورياً، لأن لا جميل ولا قبيح له علينا أما من قد يصل إلى السلطة فسوف يضع في أعناقنا جميل أنه قد عدّل المسار، فيجلس في طريق المسار مؤبداً.

يتامى القذافي

لم يكُ في ليبيا نظام سياسي حتى نخاف ممن عملوا معه بعد سقوط رأسه، فقد صاروا مجرد يتامى يبحثون عن مأوى لهم ومستعدين لأن يقدموا فروض الطاعة لأي سيد جديد.

أولويات الثورة

منذ بداية الثورة قللت من شأن المتسلقين وأعوان القذافي، فهؤلاء مثل الشياه التي مات راعيها، تشتت وتشردت وصارت تبحث لها عن مكان تعيش به فلا قدرة لهم على تهديد الثورة هم مستعدون أن يقدموا ولاءهم لأي سيد جديد فلا تخشوهم، ثم إنّ تواجدهم هو بأمر الدولي ولعلكم استمعتم إلى قادة العالم جميعاً في بدايية الثورة وهم ينصحون- يشترطون- الانتقالي بضم التكنوقراط من أعضاء النظام السابق، وإلا-تهديد مبطن- لن نقف مع ثورتكم. الانتقالي لا يخيفني مهما حاول أن يتسلط أو يخفي عنا أمور عدة، لسبب وحيد هو معرفة أعضائه بأن لا جميل ولا قبيح لهم علينا، هم مجرد وكلاء نحن من منحهم عقد التوكيل عند مبنى المحكمة، ركزوا يا إخواني على الدستور فهو الضامن لكم ولبلادنا بعد الله، علينا ألا نلتفت إلى الخلف أبداً، الأيام تتوالى والفاصل الزمني بين الثورة والدولة أخذ في التناقص، لا تعيدونا إلى النقطة الأولى.

عربادجية

عرّابو قطر وعرّابو الغرب، ليس ثمة فرق شاسع بينهم، فكلهم عربادة وعربادجية حمقى يضعون العربة قبل فرس جموح لم تسمح لهم بأن بركبوها، كالشريفة التي لا تقبل بزير يعتليها فترميه لينكسر فخاره ويتهشم، لا خبرة لهؤلاء في السياسة فسفّلوهم.


ديوان محاسبة

في ليبيا قد تجد ديوان شعر يجعلك تتقيأ، فتمر على ديوان جلوس لترتاح، ثم تبحث لك عن إيوان أثري لتستجم فيه بعد ألمك، لكنك لن تجد فيها ديوان محاسبة لتقتص ممن نغّص عليك حياتك.


بطاقة حمراء

الحكم المحلي قد يتغاضى عن بعض الأخطاء المرتكبة ويحاول أن يبرّر للمتجاوز خطأه تحت العامل الاجتماعي أو الصحي أو الاقتصادي، لكن الحكم الدولي يرى السلوك الخاطئ بعين البصر ولا يتوانى عن إخراج البطاقة الحمراء وإشهارها في صفحة وجه مرتكب الأخطاء.. الشعب الليبي قد يتجاوز عن بعض الأخطاء ويجنح إلى السلم، لكن المنظومة الدولية لن تصمت طويلاً عن الاستمرار في فقدان الاستقرار في مناطق معينة من بلادنا.


إشارة برتقالية

عندما تتغيّر الإشارة الضوئية الخضراء إلى الحمراء تمر بفاصل برتقالي قصير، البعض لا يطيق صبراً عند ومضة الإشارة البرتقالية، فيزيد من سرعته مُفضّلاً اللحاق بمن تجاوزوه فيصطدم بمتخطي الأخضر من الجهة المتقاطعة، ويعرقل مسيرتهم وأمن البلاد، لكونه لم يستطع النفاذ ولا الهروب.. هذا هو حال المتأخرين حتى عند التسلق لما يأتي في طريق الوطنيين.


استقلالنا

استقلالنا إشارة مرورية إلا لوناً واحداً، اللون الأسود لا نسمح بتخطيه، هذا ما استشعره عند كل انتظار في تقاطعات الطرق، علينا ونحن ننتظر دورنا لنمر أن نحس بأننا في محراب علمنا ونخجل من كسر النظام.


مراهنة

لو تنحى "عبد الجليل" وأوتي بأوباما محله وبالظروف نفسها التي تعانيها البلاد من فقر في الإمكانات لن يستطيع أن يحسن من أداء الانتقالي، المشكلة خارجية يا سادة، ثمة عملاء ثمة أجندات ثمة وضاعة ثمة مخفيات كثيرة.. استمروا على الخطة المتفق عليها أفضل لبلادنا.


قصيدة افتراضية مهداة إلى أمير قطر

لولا اعقالك ما تحرّرنا من اعقالنا

ولا طاح الطاغية ولا عاشوا عيالنا.

لولا اشنابك القذافي ما هابك

ولا عرفنا الوطنية ولا نجينا من اهبالنا..

ثمة مركز إعلامي ليبي في الدوحة الآن، سيصير دوحةً للشعر في الدوحة لمدح سموه من قبل ذوايح وشحاحيت قطر، لا أعرف السبب وراء تأسيسه هناك، ولا آلية اختيار من يرسلون إلى قطر!.


تكبير اشورخ.. القرضاوي في ليبيا

المتخاصمون بين القبائل والمدن ماذا يظنون؟ الغبي والموتور والمتهور، هم من يظنُّون بأنّ العداوة بين القبائل والمدن ستدوم ولن تتصالح مدينتان مثل مصراتة وتاورغاء، العيش في سلام غريزة بشرية، فلماذا ينتظرون قدوم هذا الداعية بارك الله له في علمه حتى يتصالحوا؟ ولأن المصالحة آتية لا محالة، فليقصروا من عمر الانتظار والمشاحنات وليتسامحوا من دون أية استشارة دينية أو عربية أو دولية، لن يبذل العلامة جهداً مختلفاً عن أي جهد بذله أطراف من الداخل وتمّ رفض مبادرتهم من طرف المتنازعين، فسوف يقرأ لهم آيتين كريمتين وحديثين شريفين ويؤمنون وراء دعائه ويتعانقون.. وليكُن لكم في بنغازي أنموذجاً للتسامح فقد احتشد لتدميرها الأفاقون ومع ذلك لم تطالب بالقصاص من قبائلهم.


معرقلون

العرقلات من أقدام متشجنة، تسبب في ركلات جزاء لصالح الخصم، تؤدي إلى أهداف غير أهداف ثورتنا، أهداف في شباكنا، فأبعدوا اللاعبين المتشنجين عن الاحتكاكات مع الخصوم المفترضين.

لقاء مع مناضل

المناضل "عيسى عبد القيوم" البارحة في ميدان الشجرة يعرف صديقه بيّ وهو يعلك اللوبان العربي: "زياد العيساوي يكتب مقالات فنية عن الأغنية الليبية وأظن حتى العربية، وبعد الثورة انضمّ إلى الكتابة عنها".. ربما يقصد بأنني انشققت عن الفنّ.. يلعن جد كدة وخلاص يا عيسى.


جمال

سألتني طرابلسية: ما الفرق بين جمال الشرقاويات والغرباويات؟.
فأجبت: كالفرق بين الحلويات الشرقية والغربية.
-كيف يعني؟
- الشرقاوية كقطعة حلواء شرقية كبكلاوة ككنافة محشوة بمكونات طبيعية لوز أو فستق ومقطرة بالعسل، أما الغرباوية فهي كقطعة جاتوه مغطى بشوكلاطة وكريم شنتيه فوقه حبة فراولة مجففة، أيضا كالفرق بين وقت أكلهما الشرقاوية تؤكل ساخنة، والغربية ينصح بوضعها في الفريز قبل التهامها.
-هل تحب الجاتوه؟
- أنا من جيل تعود على أكل الكنافة من حلوائي النجمة في البركة سابقاً، ثم إنّ أمي لا تجيد إلا صنع البكلاوة والكنافة والدبلة والبسبوسة.


مركزية الثقافة

تكرار الخطأ هو الخطأ بعينه، فقد جرّبنا في عهد صحافة القذافي، طباعة الصحف الصادرة من بنغازي في طرابلس، وتنازلنا عن مطلب شرعي وطبيعي، وهو توافر نسخٍ من هذه المطابع العامة في بنغازي، ومع ذلك، أثبتت تجربة إرسال واستقبال النشر (شاش) فشلها الذريع، لتأخر مواعيد وصول الصحف، وهذا وجه ثانٍ للمركزية التي طالبنا ولما نزل كمثقفين ومواطنين اعتياديين بوضع حدٍّ لها، وقد تمثلت في هذه المرة على الصعيد الصحفي.
فمسألة الإصلاح من شأن الصحافة الليبية، لا يتأتى لنا بتغيير الوجوه والأثاث عند الإتيان بالإدارات الجديدة، وإنما بالعمل على تأسيس القاعدة الصلبة وانتفاء التنازل عن أبسط الحقوق، فالعمل الصحفي عمل مؤسساتي يستلزم توفير الوسائل التي تخرج الصحف بالوجه اللائق، وأولها الفرن الذي يقدم الخبز الساخن بين يدي المتلقين، وفي هذه الحالة المطبعة الخاصة بالصحيفة ذاتها، فما بُنيّ على باطل هو باطل وعاطل ولن يمضي قـُدماً.
ثم إنني لست في استعداد لأكتب في أية مطبوعة سيّارة، إلا بعدما يتكشف أمامي الوجه الحقيقي للنظام السياسي في العهد الجديد، الذي ما برح غامضاً ولم تحدد تقاسيمه بعد.
ثمة أمرٌ آخر يستوجب مني التحدث عنه، فنحن الآن في مرحلة بناء الإطار الديموقراطي الذي ينادي به الشعب الليبي، وفي هذه المرحلة يجب على المثقف أن يشهر قلمه الأزرق كي يسهم بما لديه من معرفة لتصحيح المسارات، بدلاً من أن يخرج القلم الأحمر وينهمك في التصحيح والإشارة على ما يصله من إسهامات زملائه عند الأشراف على صفحات الصحف.
وليّ رأي آخر في هذا الصدد أدرجته منذ مدة على حسابي في شكل ملاحظة بعنوان
تراتبية: (يحدث في ليبيا فقط، ملازم يصير عقيداً بانقلاب غير شرعي، فيدخل بلاده في حروب خاسرة.. معلم صغير يقفز من أسفل درجة إلى أعلى، ليكون مفتشاً أو موجهاً في وزارة التعليم فيحوله إلى (فتـّاشة)، دعي وصبي صغير كتب في حياته مقالة هي أقرب إلى تعليق على مقالة إلكترونية لغيره، كله عار وباسم مستعار، تجد اسمه مكتوباً في الصفحة الأولى على صحيفة باعتباره رئيس تحرير.
لا يجوز أن يترأس كاتب أية صحيفة عن عمر يقل عن 50 سنة وخبرة تقدر بـ25 عاماً، وأن يكون له باعٌ ورصيدٌ من النشر في الصحافة كموهوب أولاً، ثم ككاتب معروف حتى يصعد السلم دونما تسلق ويصل إلى أعلى درجة فيه).
كان ذلك بيان انسحابي من أسرة التحرير بصحيفة الأحوال الليبية التي هي في طور الإنشاء ولم تصدر بعد.
والله يوفق الجميع إلى ما يحبُّ ويرضى.


ـــــــــــــــــــــــــــــ

بنغازي: 14/12/2011

♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com


الجمعة، 9 ديسمبر 2011

فيسبوكيات (20)

عاشوراء
طلعنا من المولد بلا حمص، ويبقى الأمل في الفول.
شمس
غياب المطر نتبرم منه، لكن غياب حاملاته الغيمات يتيح للشمس أن تسفر عن الطحالب والفطر الأخضر المتعفن والنتن الناتئ في رمالنا، فاحمدوا الله على أية حال.
صحافة
برنيق، قورينا، أويا، يوسبريدس.. أسماء صحفنا صارت آثاراً ومومياوات.
جوالان
الجيش السوري ترك الجولان، وبدأ بالجوالان على المدن السورية لحصارها ودكّها.
توتر
التصابي هو السبب وراء حمل السلاح، فأينما وجدت الكلاش فثمة فلاش وشهيق ساخن حي وزفير حارق خارق.
دياثة
الدعوة إلى فتح باب السياحة في هذا الوقت يفصح عن دياثة.. والشعب مازال لم يخرج من أزمته المالية.. النفط يكفينا.
هويّة
تمزقنا، فمنا من يميل إلى قطر وهناك إلى تركيا وغيرهما إلى فرنسا وغيرها.. لقد ذهبت الندوات عن الهويّة الليبية إلى الهاوية.
صدى
غنّت: يا وطني ما انغيرك ما انريد.. أي والله.. أي والله يا وطني.
لا أظن بأن ثمة ليبياً وطنياً.. فلا تخبروها بذلك ودعوها تبحث.. لين ايطيح سعدها.
تربية
لموا ضناكم وربوا بناتكم، ثبتوا الكوالات ودسّوا المجيرات في المحارات، ولا ترموهنّ على قارعة طريق الشط، إلى أن يزداد سعرهنّ.
واجب
على الليبيين أن يخرجوا في مظاهرات سلمية وبطريقة (زلمية)، ليطالبوا فيها المجتمع الدولي بالإفراج عن أموالهم، ويكتبون في لافتاتهم "الأموال من أجل الأمان" ولأجل مساندة وتمكين الحكومة من وضع حد لانتشار السلاح بشرائه من المسلحين.
حلاقة
لو حلقتم شعره، لوجدتم على فروة رأسه، رسماً لخطة القراصنة للانتشار على أرضنا، فثمة من البلابل من يثيرون القلاقل، لإعطاء الأجنبي سانحة للتواجد على الأرض، بذريعة الفوضى.
قدر
أن يكون معمر ليبيا مدمرها، وجبان سوريا أسدها، وفاسد اليمن صالحها، وشين تونس زينها، وبارك مصر مباركها، وموحد الجزائر مفلقها.
زجاج
لا تتسلحوا بالصمت والمُصمت من الجدران، فالشعب قلق و(جضران)، ذروا الحائل بين الحكومة الانتقالية والشعب الليبي زجاجاً، لنستطيع النفاد إلى خزينة الحقائق، فالعيون باتت تبحث عن مسقطاً لها، دعوها تجوس خلال المكاتب خلال الأجندات خلال الخٍلال، أطلعوها على حجم الدخل والديون، أوضحوا لنا كم لنا وعلينا حتى تهدأ النفوس.
تفويل النفط 
يبيعون الآن ثمانمئة ألف برميل، والخطة جارية ترمي لتصدير ثلاثة ملايين برميل يومياً في بحر عامين، هذا بطر بالنعمة وستحاسبون عليه أمام الله والأجيال القادمة، فبعد أن تدبّ الحياة في أطراف البلاد يكفينا فقط تصدير نصف مليون برميل برأيي، طالما أن سعر النفط في تزايد، لا تفرحوا بهذه الكمية المصدرة التي يزمعون تصديرها،فهي ستذهب في غير صالح البلاد، وطالما ثُبتت هذه الكمية، فمؤشر ذلك أننا سنستنزف هذه الثروة ونعتمد عليها دونما أية مشروعات اقتصادية بديلة.. النفط باعتباره من السوائل فكم يسع برميله من اللترات؟.
استغراب
تعليق البيت الأبيض على لقاء قناة ABC الأمريكية، الذي أُجري مع "بشار الأسد" على فقرة أنه لا يملك البلاد ولم يُعطِ أوامر لجيشه بقمع المتظاهرين: "يدلّ على أن الأسد يعاني إما من انفصال عن الواقع أو جنون".
الجنون وقد عبّر عنه الفنان يوسف شعبان عند دكتور الأسد الخاص: "الأسد يعاني من حالة نفسانية نتيجة لإجرائه لعشرين عملية على رأسه" وقد نقلته لكم في تدوينة سابقة.
غير أنني اكتشفت من وجهتي الخاصة من هذه المقابلة التلفزيونية بأن الأسد يمضي على تطبيق النظرية العالمية الثالثة.
ذاكرة ناضجة
في مبنى مؤسسة الصحافة في الأيام الأولى للثورة، ذهبت إلى مقر مكتب صحيفة بنغازي لأسلمه مادة، وجدت موظفين في الدور الأول يتناقشان حول ما سوف يفعله القذافي لو أن شركة النايلسات فكرت مجرد التفكير في أن تمد قناة ليبيا الأحرار بتردد خاص بها على قمرها، فعثرت على الدرج وتمسكت بذيل عجوز قدمت لتسأل على أبنها المفقود، لما سمعت أحدهما يقول: "إن سبب رفض الشركة هو خوفها من أن يقوم معمر بقصف قمرها بصاروخ عابر للأقمار".
ذاكرة حاضرة
لما كان البعض ما يزال متردداً ولم يحسم أمره تجاه هذه الثورة ويخادع نفسه بالفرجة على تلفزيون القذافي، لأنه يعرف مدى كذبه، وخصوصاً على برنامج "شاكير" مع أنه كان يسبهم بقولته: "البلاء فيكم"- من باب اتبع ظالم تلقى وجه ربك سالم.. ربما- كانت بنغازي قد تحرّرت وتظاهرت وأنشأت المؤسسات المدنية والجمعيات الخيرية وأخذت في التطوع برجالها والتبرع بحلي نسائها للجبهات الأخرى، وألفت وكتبت الشعر وغنت أفضل وأغلب أغاني الثورة التي ابتدأها المهندس والفنان "رامي الكالح" رحمة الله على هذا الشاب الوسيم، الذي جعل بأغنيته هذه (أوباما) يخاطب معمر: عليك أن تستمع إلى هذه الأغنية لتعرف مطالب الشعب الليبي.
تسويق النفس
هو يحتجّ على النفاق الاجتماعي، لأن ثمة على حدِّ قوله: "من يقبل بظهور الفتاة معه ويمنع أخته من أن تخرج مع شاب غريب" بهذا الاحتجاج يظنّ بأنه سيلاقي (لايك) على صفحته من المتضررات القابعات وراء التلفزيون ويغنينين معه- بعد أن يهتفنّ معاً: نجيه يا ربي هالمتحرّر- أغنية كتبها سيده في يوم ما: "من وراء القضبان".. فيكسبهن إلى صفه إذا فكّر ذات انتخاب في ترشيح نفسه.
معازف
الأبواق لا يمكن الاستغناء عنها في النفير، الطبّال لا يمكن الاستغناء عنه وراء ردّاحة، المزمار لا يمكن الاستغناء عنه في ترويض الأفاعي، البندار لا يمكن الاستغناء عنه حين التهافت في السوق.. وفي جوقة ومسرح والديموقراطية كل العازفين مطلوبون تحت وصاية وقيادة مايسترو واحد لغته وخطابه إليهم تحكمه وتتحكم فيه عصا وقفاز.
استحقاق
بعد الخطاب الإعلامي للانتقالي وزوجته الانتقالية، الذي لم ينل استحسان الأوساط السياسية والرأي العام في شكل مؤتمرات تلفزيونية لا صحفية، يتعين عليهما استبداله ببيان صحفي ولو أسبوعي ينشر في الصحف السيّارة (المطبوعات) والطيّارة (الإنترنيت).
علاء الدرسي أولى بالجائزة
من مواليد 2 مارس 1973 ببنغازي، أُعتقِل في سنة 2007، بعد محاولة اعتصام يوم 17 فبراير- في محاولة لإحياء الذكرى الأولى لأحدث السفارة الإيطالية- بساحة الشهداء في طرابلس، مع العديد من النشطاء السياسيين مثل الدكتور "إدريس بوفايد" و"فرج أحميد" تم القبض عليهم ومن ثم سجنهم قرابة السنتين وبعد الإفراج عنهم تحت ضغط من المنظمات الحقوقية و الدولية، عاد إلي مدينه بنغازي محروماً من جميع حقوقه المدنية ومن الدراسة، وسحب جواز سفره.. تجتمع فيه الدماثة والهدوء والطيبة والوسامة، شاب وطني من طراز سامٍ، منح وقته وقلبه وحياته لأجل التعريف بقضية بوسليم، ترك اللمز وانصرف إلى الغمز بعينه من وراء عدسته التي اشتراها بحرّ ماله وتفرغ لهذه القضية، ليعتصم مع المعتصمين، وهو الوحيد المختلف فيهم، لأنّ لا رابطة بينه وبينهم، فليس له قرابة بأي واحد من ضحايا تلك المجزرة سوى رابطة الضمير وكونه ليبياً، تركت أجهزة الأمن الفرصة مهيأة لاعتصام أهل وذوي الضحايا، وكانت تستطيع توجيه اتهام بسيط لعلاء هو: (أنت لا علاقة لك بالضحايا، فلماذا تعتصم معهم وتوثق بعدستك مظاهراتهم وتنشرها على المواقع الإلكترونية للمعارضة؟).. "علاء الدرسي" يستحق جائزة (لودفيك تريو( الدولية أكثر من "فتحي تربل"، فيكفي الأخير منصب الوزير والجائزة لعلاء الدرسي، أو من باب ونافذة الوفاء على "تربل" أن يتنازل عن الجائزة لعلاء، الذي لم يندم ويطلب أي شيء.. من سوء حظي أن تعرفت إليه بعد الثورة فقط.

الصحفي والناشط السياسي : علاء الدرسي
عند ميدان الشجرة
-مرحبا أستاذ زياد.. صحيح؟.
- نعم يا ماما.
- عرفتك على طول شكلك على الحقيقة متطابق مع صورتك.
- حسناً.. تفضلي بمَ أخدمك؟.
- أنا صحفية جديدة وبصدد إجراء استطلاع.
لم تكد تنهي كلامها حتى وجدت قطن (المايك) على شفتي.
- يا عزيزتي للمايك وقع خاص في نفسي، حينما يقترب مني، يجعلني أشعر بأنني في حاجة إلى الغناء.
- هههههههههههههه.
- اذهبي للعامة واستطلعي آراءهم أفضل لك.. مع السلامة.
رهان وكسبته
في بداية الثورة وعند تشكيل التنفيذي، تحديت الليبيين بأن يثبتوا للجميع بأنهم أهل وطنية، وأشرت إلى أن التنفيذي باستطاعته أن يصرف كل الأنظار والأسماع والأصوات من حولهم لو أنهم أغدقوا الأموال على الشعب، وها هو قبل حلّه في أيامه الأخيرة والانتقالية كذلك قد تفطنت إلى هذه الورقة الدولارية الرابحة، فبمجرد أن باعت لهم الدولار وبسعر مخالف لسعره الأصلي، أخذوا يتزاحمون على المصارف، لقد بالغت في تحديي، حيث إنّ الحكومة لم تغدق عليهم الأموال، بل بمجرد أن باعت لهم الدولار، نسوا كل شيء، ثورة 17 فبراير في أصلها ثورة حرية تسعى لبناء دولة القانون قبل المطالبة بتحسين الظروف المعيشية.
ظنّ
أغلب الظنّ أن سوء الظنّ هو خيبة ظنّ نخشى حدوثها ونتوقعها، لذا يُستحسن بنا أن نحسن الظنّ على الدوام في الآخر.. أهل الشرق تعودوا على زيت الذرة ولا يستطعمون ولا يستعملون زيت الزيتون إلا في حالات العلاج والرُّقية، غير أنهم والليبيون جميعاً لن يصمتوا على مبيعات زيت أمهم الأرض الذي تمنحه لهم بكل حنان وحب، فخذوا منا زيت الزيتون وأعطونا زيت أمنا، أنتم وكلاؤنا على زيتها، فأخبرونا بالله عليكم كم بعتم واستلمتم مقابلاً له؟ وهل بلادنا مُكبّلة بديون، وهي مُلزمة بسدادها؟.
استبدال
قلمي قد يبكي من يقرأ ليّ، لكنه لا يبكيني، في نفسي رغبة للبكاء، أريد أسمعُني حزني لوحدي، أن أدوس قلمي وأرمي بحطامه من نافذة لا قرار لها، أزيل مسحوق رصاصه من على البلاط، فبلاطي ليس بلاط سلطان، سأكون سلطان نفسي، فلم يعد يجديني ولا يجذبني قلمي ولا يعبّر عمّا يجيش في خاطري، سأستبدله بكمان، أو بقيثارة، أو بناي، أنفخ فيه ما تبقى من وجعي.
استغوال
- أصل المشكلة الخوف من المجهول الرابض عند بوابة المستقبل، خوف بعضنا من بعضنا الآخر، إذ يستحوذ على السلطة والثروة، وعملية الاستحواذ ستكون مشرعنة وفق آلية ديموقراطية غير أن الديموقراطية لا تستجلب لنا ما هو أهم منها، فقد تطبّق الديموقراطية في البلاد على نحو حضاري يؤدي بالأغلبية إلى سنام السلطة، لكن (الغلطة) حينذاك، تتمثل في توقفنا عند تحقيق هذا المطلب وانتفاء الاستمرار في المسير الديموقراطي الفعلي، الذي به نحقق أهم عاملين يمسان الإنسان في حياته وهما الحرية والعدل.
- الحرية لها عدة أوجه لذلك قد نجمعها في مصطلح الحريات، ومنها حرية التعبير وإبداء الرأي وبوجه عام، وهذه يمكن الوصول إليها بتفعيلها عبر سنّ مادة في دستور البلاد تنصّ على أحقيتها وضرورتها وضوابطها.
- أما وقد وضحت في التدوينتين الثانية بتفصيل مختصر، السبيل إلى نشر ثقافة الديموقراطية بحسب ما هو معمول به في دول العالم، التي سبقتنا بسنوات ضوئية وصوتية إلى تكريس الديموقراطية، ووضع أول اللبنات الداعمة للمجتمع الديموقراطي المدني- الحرية- وهي في النهاية حقٌ مكتسبٌ بالدماء، وفي ليبيا لا أحد يستطيع حرمان المواطن من ممارسة هذه الأولوية، لأنه دفع ضريبته بدمه، فإنّ أهم أهداف الديموقراطيات هي شيوع العدل في المجتمع وهو منتهى اللعبة السياسية، فعندما يعمّ العدل، فاعلم بأنها- أي الديموقراطية- قد تحققت وتكرست.
- الاستغوال والتكالب على المناصب ومقدرات البلاد الليبية، ما يزال قائماً على الرغم من تحقيق اللبنة الأولى في بلادنا وهي الحرية، فصارت حقاً طبيعياً ومكفولة للجميع، ومرجعية هذا الاستغوال، هي تذكر الناس على الدوام لثقافة المحاصصة في عهد القذافي، وما يقوم به المسؤول حين تقلده ووصوله إلى منصب حيوي، حيث يولي خاصته المقربة منه- وقد تكون مدينته أو جهته أو أسرته- بالمنفعة، لذا اشتدّ النزاع على هذه الوزارات المشكلة مؤخراً في حكومة الكيب، وليس ثمة سبيل للقضاء على هذا الغول سوى نشر ثقافة العدل بل تطبيق مبادئه على الأرض، وذلك بالعدل في منح الناس حقوقهم الاقتصادية والمعيشية والخدمية بالتساوي، وقتذاك سيشعر الليبي بانتفاء التمايز والتمييز بينه وبين آخر أينما كان.
المعقل الأخير
المشهد السوري الحالي تغذيه أطراف خارجية بتصفية الحساب في أخر معقل بالنسبة لكل واحدة منها، والمشهد النهائي سيطول عرضه عند مقتل رئيس العصابة فما هو إلا وكيل لمصالح قِوى خارجية، فسوريا تبقى القاعدة الأمامية والأخيرة لأجندات دول كثيرة، لأن سقوط الأسد يعني نهاية تواجد روسيا في الشرق الأوسط، والمملكة السعودية بعد سيطرة حزب الله وإيران على لبنان وحماس في غزة، سوف تخسر أوراقها في الشام، ولن يبقى لها سوى تأثير محدود في الأردن والمناطق السنية في لبنان، أما النظام الملالي في إيران، فأمريكا والاتحاد الأوربي يعصرانه بسبب ملفه النووي، وسيتقيأ في سوريا عصارة دمه الأخيرة.
تنظيم وزاري
توزير الوزير، لا يتأتى بفتح طلبات الاعتماد وقبول السيرات الذاتيات للمتقدمين الذين يأنسون في ذواتهم الكفاءة يجري ذلك فقط في المساجد وقت غياب الإمام لأمر طارئ، العمل بهذه الطريقة يتم لدى بحث المدير عن سكرتيرة بشهادات معينة وبمقاييس للجمال تناسبه من حيث الطول والباقة والرشاقة و(الطخوخية).. كان على دولة الرئيس أن ينتقي من سيثق بهم، بحيث لا يحمل وزر وزير يجهل إمكاناته عند مساءلته حين سقوط حكومته، وقد يضطر إلى إعطاء حقيبة أو اثنتين لحزب يأتلف مع حزبه أو أن يعلن عن حكومة توافقية تشمل وجوه من المعارضة فيها.
الكرسي الدوّار
منصب الوزير هو في أصله وظيفة كبيرة في الدولة، وصنعة جديدة لم يألفها ويمارسها الليبيون، أو على الأقل، الموجودون الآن في وزارة دولة الرئيس "الكيب"، لذا ستستلزم منهم وقت غير كافٍ حتى يدركوا صعوبتها وما تستدعيه من مهارة ومعرفة وخبرة، وسيظل الشكل الظاهر من حراسة وتنظير هو الرائن على أداء هذه الوزارة ووزارات مقبلة، لكون بعض الوزراء ينسى أو لا يعي بأنّ منصبه تنفيذي أكثر من تنظيري داخل حجرات التكييف ومن وراء الكراسي الدوارة.. و(يا دارة دوري بينا).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
زياد العيساوي
بنغازي: 8/12/2011
♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com

الأحد، 4 ديسمبر 2011

فيسبوكيات (19)


استفزاز
إرسال قواتنا إلى سوريا فيه استفزاز للجزائر.
المنطقة الوسطى
المنطقة بين إجدابيا ومصراتة، جُعلت منطقة عازلة بين جناحي الوطن، حان الوطن لإعمارها بسكك الحديد، درءاً للجفاء.
نداء
للذين يحتشدون أمام المصارف.. لا تنصرفوا إلى المصارف عن الديموقراطية، فهي المصرف المركزي للحريات والرفاهية.
داء ودواء
علينا قبل صرف الدواء (المصالحة الوطنية) أن نعترف بأن القذافي نجح في نشر الداء (الحرب الأهلية) في مناطق معينة.
فاسوخ
يا ليتني ما زلت صغيراً، كي أستطيع أن أطرق باب جارتنا، وأطلب إليها: "خير يا خالتي ... اتسلم عليك أمي وقالتلك ما نلقوش عندك شوية فاسوخ؟".. لا فاسوخ في البيت وحسها غامة بصفة عامة عليا.
مسرح
طارق الشيخي في مسرحية (سوبر ستار بين باريس وبوجرار ): راهو ايزرك المارينز زرة زررررررررره.. ويمعيلو بيك.
................................
على من يريد أن يحتفظ بالسلاح أن يتفرج على هذا المشهد.
محاضرة ليّ
إذا أعلنت عن محاضرة سألقيها على الحضور، بمجرد أن يوضع الميكرفون أمامي سأشعر بمسؤولية الكلمة والفكرة، فأخشى أن أكون مٌُكرّراً كالسكر، مع أنني أعرف بأن الحضور سيصفقون ليّ، وطالما أنني سأحظى بالتصفيق، سأقبض على الميكرفون وأبدأ في الغناء، لأنّ ما سيميز محاضرتي الغنائية عن الأخريات سيكون شيئاً آخراً هو الررررررررررررررقص.
حكمة
لكي تكون وزيراً يشترط أن تحمل شهادة (د) قبل شهادة حسن سيرة وسلوك و إجازة خبرة سياسية، ليس كل دكتور ينجح في السياسة، مثلما أن حامل شهادة الدكتوراة في اللغة العربية لا ينجح أن يكون أديباً، السياسي المحنك تلزمه شهادة لا تـُمنح بل هي موهبة تصقل مع الممارسة، هي موهبة الحكمة.
جواز سفر
ليس لديّ جواز سفر ولا أحتاجه، فأنا ليبي من دونه، والسفر سفرٌ في مُجلد من حجم 2011 قيقا بايـ(د)، مليءٌ بالأسفار المحرّفة، أغترب به وأرميه لأستبدله بجواز إفرنجي عند دخولي من معبر السلوم لأصعد سلوم المتسلقين.
نخاسة
النخّاس السياسي لا ضمير له، لكن له أنف ممتد حتى حدود الوضاعة، يتخنس كشيطان حتى يصل إلى سدة السلطة، ثم ينتخس ويحترف النخاسة في بضاعة ما يفترض أن يكون وطنه يبيع الممتلكات ويتصرف في المقدرات، تسمعه وهو ينعّم ويرقق من صوته فالرقيق من البشر في حيازته، ويبيع الحرائر بعدما يغتصبهن في سوق الدعارة.. بمجرد أن يظهر ارجموه بثورة النار، فلا خير فيه.
بين التنظير والعمل
كنا نراهم على شاشات الفضائيات، يحللون وينظرون ويستشرفون الوضع في فلسطين والعراق ولبنان وأفانستان، ووصل بهم الأمر إلى أن يحللوا الأزمة المالية في العالم ككل ومشكلة اليونان وسبل حلهما، ولما خرجوا من بيوتهم وعادوا إلى أرض الوطن، وتسنموا المناصب السياسية والاقتصادية والإعلامية، فشلوا حتى في عقد مؤتمر صحفي.
واجبات
الألسنة التي خرست قبل الثورة حبذا لو خرست بعدها.
الأقلام الذهبية، التي خُبئت في الجيوب قبل الثورة حبذا لو كُسرت الآن.
الأسلحة التي لم تحارب معنا وقت الجد، حبذا لو أرجعها سُراقها إلى مخازنها بعد التحرير.
في المُشاع
السلاح الليبي سيكون وقود حروب التحرير، فاستبداد الدكتاتوريات العربية بلغ مداه وصارت الثورات لا تجدي نفعاً معه، سلاحنا روسي الصنع وقد أُذينا منه كثيراً، يجب علينا نحن الليبين أن نجعله صدقة جارية لما نصيّره في المُشاع ونهبه لكل شعب عربي أراد التحرير من ربقة مستبديه ومستعبديه سندوّل وندوّر هذا السلاح، حتى يطوف بالأقطار العربية وعندما تتحرّر يكون هذا السلاح قد انتهت صلاحيته عند ذاك سنجمعه في الساحات ونحرقه نكاية في روسيا خليفة الشيوعية وحليفة المستبدين العرب، ولنبدأ بإرساله إلى السوريين، فهم كلهم مدربون تدريب عسكري إلزامي ولا يحتاجون إلى أولادنا بينهم سوى مستشارين، واللي مازال عنده ايطربق في الهوا تعته يمشي غادي وراهي واغمة والبندق والذخيرة منا، والبندق اللوز من السوريين.
فروق
المغاربة يحسنون السياسة أكثر من نظرائهم في الجزائر..
الأردنيون ...............................................في سوريا.
الكويتيون ..............................................في العراق
الفرق بين المحسن والمسيء، اختلاف أنظمة الحكم بينهم،فالممالك أكثر اتزاناً وتسمحاً من الجمهوريين التقدميين كما يزعمون.
قناعة وتشخيص
شيء لم أستطع هضمه ولا فهمه، الشيء هو مقول نظرياً: "في طرابلس التحضر والمدنيّة" هذا المقول مقبول إذا لم تكُن طرابلس استثناءً، فيحسبون هاتين الصفتين على طرابلس فقط، وفي الوقت نفسه تجدهم يعترفون بأنّ بنغازي هي عاصمة الثقافة والتجارة، ومن المعروف أن التجّار أيضاً يعدون إلى جانب المثقفين من النخبة.. دعونا من هذا وذاك لأختم بهذه القناعة: "من ثار أولاً هو المتحضر والمتمدن" بل "من ثار أولاً وحضن الثورة ودفع بشبابه وماله هو المتحضر والمتمدن"
زيارة أردوغان
لما زار أردوغان بنغازي في يوم 16/9/2011 قال مخاطباً الليبيين بكلمة ما تزال عالقة في مخيلتي: "لا تنسوا إخوانكم في سوريا".
الشعب الليبي شعب عربي أصيل منتمٍ إلى أمته الإسلامية والعربية، وهذا ما ساعد القذافي على خديعتنا بشعارات القومية الملهبة لنا أصلاً، وهي نفسها التي استطاع بها زعيم الانقلابيين العرب زرع بذور الشك في مؤسسات المملكة الليبية وألّب عليها الرأي، بتصدير ثورته وشعاراته الزائفة إلى هنا فمهّد لقدوم العسكر الفاشلون.. عموماً على أردوغان الطربان بالخطابات الحماسية أننا شبعنا من هذه الترهات والواحد منا يستطيع أن يلقنه دروساً في هذه الخطب.. ها هي سوريا بجوارك وأنت من تدعي بأنك حفيد العثمانيين، فأرِنا شطارتك ولا تقحم بأولادنا هناك، نحن الليبيين أكثر أسلمة وعروبة منك، فقط افتح لنا حدودودك المشتركة مع سوريا وسترى كيف سيضخّ الليببيون السلاح إليها، ولن نقحم بأبنائنا هناك إلا من رغب، ثم لماذا لا تدفع بجيشك لحماية المدنيين السوريين وهو الذي تحصل على مرتبة متقدمة في سلم جيوش العالم عدة وعتاداً، لما يربط شعبك من أواشج القربى وحسن الجوار بالإخوة السوريين.
خطة لعب أخضرية
المدرب: ناخذو الهجوم واندزوه لسوريا، لالا خلونا نفتحو باب التطوع أفضل وأكيد ما ايقدم ويطّوّع إلا الذكر وأنكان مات نحسبوه شهيد وانديروله حفلة سمحة وانديرو وزارة خاصة بشهداء وجرحي الليبيين في سوريا.. وأهم حاجة نكسبوها من هالقصة أننا انكونا افتكينا من الراجلة اللي ايخوفو ومن اسلاحهم واللي يفضل منهم هنا ويقعد هذوم مجرد .....
مساعد المدرب: وبعدها يا مدربنا؟.
المدرب: أه سألتني بعدها شنو ايصير؟.
ساهل .. ساعتها انكونو درنا جهاز امني زايط والراجل فيهم ايحل فمه مش يرفع سلاحه وبس.
مساعد المدرب: يا مدربنا مش قلت اللي يقعدو هنا ما ايخوفوش؟.
المدرب: أه صحيح صدقت .. الله يذكرك بالشهادة.
مساعد المدرب : شهادة شنو يا مدربنا؟ .. راني امتاع حياة حلوة راني باقي هنا مش ماشي مع المهبعين لسوريا.
19 مارس
في هذا اليوم حدث هرج ومرج في الشارع، لأن الرتل وصل الى طابللينو والكيش والمحطة الموالية كانت وستكون البركة، فزع-رعب -ترقب -توجس- قلق من الأخبار الواردة بخصوص ما فعلته آلة اعميرينة في قاريونس والرحبة وطابللينو والكيش.. خيّم بظلاله على المنطقة.
سأل أشرف بغضب: تي وين حفتر يا هو مش جا في ساحة الحرية وقال ادعولي يا جماعة راني ماشي لسرت مع قوة كبيرة؟!.
رد عليه اقدوره (باته): ما لنا إلا ربي.
عقب باسط: تي أين سرت؟.. ما تلقوه إلا تكّا على تشاد.. مازال راقيله منهم.
فضحك الجميع رغم خوفهم، وسرعان ما وصلت تباشير الانتصار من شباب المنطقة الذي فزعوا لطابللينو والكيش، ومعهم الأدلة في مقاطع النقالات، غير أن عوض لملوم المُشرف على مائدة الرحمن الذي انضم إلى كتيبة الجوارح، جاء حاملاً في قبضته مخاً بشرياً سقط من جمجمة أحد جنود الكتائب، فقام أسامة بدفنه لتعود مقبرة الصحابة في شارعنا إلى عملها الأول بعدما نبشت القبور فيها وفي مقبرة سيدي داوود سنة 1983م.
اتهام قبلي
توجيه الاتهام من الدرجة الثانية للدكتور "علي العيساوي" مع سبق الإصرار والترصُّد في قضية مقتل اللواء "يونس"، جاء إثر ما صرّح به هو نفسه في حلقة أمس من برنامج (لمة خوت) في قناة ليبيا تي في.. جيّد أن الدكتور "علي" فجّر وأثار هذا التصريح بعد صمت طويل ومغالبة على النفس، حتى خرج السيد المستشار "عبد الجليل" ومستشاره "غوقة" ليقيما مؤتمراً صحفياً بعد انتظار طويل من الليبيين وقبيلة العبيدات بالذات، ووزعوا فيه الاتهامات بالمجان على ثلاث درجات، تحت ضغط التصريح المُدلى به.. بيّّن "العيساوي" أوجهاً من التقصير عند تحرير طرابلس في أداء الانتقالي، حيث وضّح أنه كان بالإمكان تفادي وقوع الضحايا وانتشار الجثث على قوارع الطريق هناك، لو أخذوا بنصيحته بملء الفراغ السياسي الذي مرّت به البلاد بعد حلّ التنفيذي وإلى تشكيل الحكومة الانتقالية، وربما هذا ما دفع بهما إلى عقد هذا المؤتمر الذي سيعقد الأمور أكثر بتصوري، كما أنه ذكر جملة من الأدوار السياسية التي لعبها في الفترة الأولى من الثورة، إزاء أسئلة المحاورين ومعدي الحلقة، وربما الكثير منا لا يعيها من سحب للاعترافات الدولية بمساعدة ما يقوم به الثوار على الأرض من مكتسبات مهمة وأهمها الاعتراف الفرنسي.. سأصمت بعد هذه التدوينة بشأن هذه الإشكالية.. لكن ماذا سيكون موقف الانتقالي وهذه اللجنة القضائية، لم تثبت براءة الدكتور، وعندما يشعر الليبيون بأنهم قد أساؤوا لمن أخلص للثورة وكافؤه بالنكران ونالوا من نزاهته؟ سيكون الامتحان عسيراً وعصيراً حامضاً في حلوقنا.. فمثلما أثبت الانتقالي براءة اللواء وأشادوا بقبيلته، فإن كل الناس يشهدون ويشيدون بأخلاق وشرف ودور الدكتور "علي" الأكبر في الثورة، وبدور قبيلته الشريفة في الجهاد منذ فجر ليبيا الحديث.
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب).. صدق الله العظيم.
تصدير أزمات أم مجاملات دولية؟
مازلنا نخطو إلى الوراء ونعيد أفعال الأنظمة الدكتاتورية التي كلما تأزم الأمر لديها أقتصادياً، توقع مجتمعها في مستنقع أزمة آخر أخطر، وهو اختراق الحدود الدولية أو التدخل في الحروب الأهلية في دول الجوار، أو إعلان الحرب من طرف واحد على دولة ما، وما أن تنتهي الحرب وتـُرفع حالة النفير، حتى يكتشف المجتمع بأنه صار في موقف أصعب نتيجة لتداعيات الحرب والضرّر الذي لحق به.
هكذا تدخلات في الغالب الأعم تكون بفعل قرار سيادي، غير أن دعوة الليبيين إلى المشاركة في قلب نظام حكم الأسد، قد يكون وراءها قوى دولية اشترطت على الانتقالي مساندته للثورة السورية فور انتهاء نظام معمر لأنه أمر سقوطه حتمي ومرهون بالزمن، وهذا قد يفقد الليبيين استقلالهم وسيادتهم، فمعنى ذلك أن الانتقالي سيبدو في المرحلة القادمة يد طولى تصل من أفريقيا إلى آسيا، لتحقيق مآرب أجنبية.
الشرعية أولاً
حول ما يشاع عن وصول مقاتلين من ثوار ليبيا إلى تركيا ومنها إلى سوريا لا غطاء شرعي له، ما لم يصدر قراران من الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي يخوّلان لهم ذلك، وحتى حالة صدوره يجب أن يدخل ثوارنا البواسل ضمن مساهمة ووجبة من الجيوش العربية، لأني لا أتوقع دخول قوات دولية، فخارج هذه الشرعية سيعامل ثوارنا الأبطال من قبل النظام الغاشم في سوريا على أنهم مرتزقة لا حقوق لهم إذا وقعوا في الأسر، ففي حالة صدور القرار المفوّض، لن يستطيع نظام الأسد أن ينطق بكلمة لأنه هو نفسه بعث بخمسة عشر ألف جندياً إلى المملكة السعودية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي سنة 1991 م معللاً ذلك بتطبيق الشرعية الدولية.
بينما شرعت في كتابة هذه التدوينة الإجبارية- لأني وعدت بانتفاء العودة إلى هذا الأمر، إلا أني خشيت أن يشتم من كلامي رائحة القبلية العفنة- وإذا بيّ أستمع إلى هذه الآية من خلال الدعاية عن برنامج (الشريعة والحياة) في قناة الجزيرة.
............................................................................
لم آتِ على ذكر قبيلة العبيدات في كلامي بأي سوء، لكن قصدت طريقة المؤتمر وأسلوب سيادة المستشار"عبد الجليل" عند تفضيله لهذه القبيلة التي نكن لها كل الحب والتقدير عن قبائل المتهمين لما شكرها لوحدها، ونحن كذلك نشكرها على ضبط النفس والصبر اللذين تحلت بهما، إذ لم يذكر قبائل المتهمين بأية فضيلة ولم يثنِ على صبر قبيلة العيساوي على الاتهام والضرر اللذين مسّا بأبنها ووُجِها إليه قبل أي تحقيق، وصبرها على هذه الإساءة التي أدّت إلى الحد من مسيرته العلمية والسياسية، ولعلكم استمعتم بأنفسكم إلى الدكتور علي وهو يتحدث بأن من ذهب إلى سيادة المستشار هم من جيرانه وأصدقائه فقط لكي يستبينوا حقيقة ما جرى، ما يجعلني أتحسّس بأن النية مبيتة لأدانتهم مسبقاً.. هل نسى أو لا يعي دور قبيلة العيساوي دينياً وعسكرياً وعلمياً وتعليمياً وجهادياً ونضالياً ورياضياً ضد القذافي وما وقع عليها من تهميش وظلم ومصادرة أملاك وإقصاء من تاريخ ليبيا.. فليسل إذن عن: بالقاسم وعبد العزيز والأخضر وأحمد ومحمد وسعد (قضاة ومشائخ) وإدريس (عسكري) وفوزي (لاعب) وونيس (سجين سياسي/1984) العيساوي.
 مع من ستكون؟
جاءت الشبهة، فقام المسؤول رقم (1) بتحويل الأمر على السيد ممثل الشعب، الذي أمر بتشكيل لجنة من عدة أشخاص وضع على رأسهم قاضياً هو من اختاره، فقام المسؤول رقم (1) بصفته رئيساً لما يمثل رئاسة الوزراء باعتباره من ينوب عن رئيس الوزراء الموجود في الخارج، باستدعاء زملاءه (2،3،4،5،6،7) ليوقعوا على القانون العسكري المعد أصلاً لوزارة الدفاع من قبل حتى أن تقع الواقعة، وهو إجراء قانوني وإداري صرف، غير أنهم أبوا ذلك، تذكر بأنّ القانون يخوّل له التوقيع على تشكيل اللجنة لصفته الوظيفية، حدث أمرٌ خارج عن الإرادة (قضاء وقدر) فوضعوه شريكاً في مسؤولية مقتل المُستدعى إلى التحقيق.
يظن البعض بأنّ المسؤول (1) تم استغفاله والقانون لا يحمي المغفلين، والمغفل بحق هو الذي لم يعرف بأنّ القانون وكما ذكرت يكفل له التوقيع، المغفل هو من لا يعرف بأن زملاءه (2،3،4،5،6،7) هم من استغفلوا الشعب لما رفضوا التوقيع، لأنهم فضّلوا مصلحتهم الشخصية على مصلحة الثورة والبلاد، لكونهم خافوا أن يقعوا في هذه المسؤولية، أحدٌ ينبئني بما كان يجب على المسؤول (1) فعله وثمة شبهة تدور حول شخص مهم غير استدعائه والتحقيق معه حتى تثبت براءته، ولماذا انهزم المسؤولون (2،3) إلى خارج البلاد طالما أنهم فضّلوا مصلحتهم الشخصية ولم يتورطوا بحسب فهمهما وفهم بعض العامة، والغريب أن السيد ممثل الشعب تملّص من تعيينه للقاضي ونفى علمه وصلته بالحادثة.. فمع من ستكون؟.. هل من عمل بواعز وطني وتحمل تبعات هروب زملائه من المسؤولية أم مع من هربوا؟ أم مع من تنكر وتملص وتنصل؟.
جميل على الوطن
المسؤول رقم (1) يشهد له بدماثة خلقه وتعليمه، وأنه ليس ممن يحبذون الظهور على القنوات الفضائية على الرغم من توازنه في تصريحاته وأن ممثل الشعب بنفسه علق بأن المسؤول (1) هو أكثرهم دراية بالمسائل الخارجية وهم لا يفقهون في أمر السياسة شيئاً، مع أنه أعلى من زملائه (2،3،4،5،6،7) الذين بعضهم من السكّيرين الذين يتسابقون على القفز على الوقائع والشاشات، وكادوا أن يوقعونا في مشكلات خطيرة- (ويودونا في 60 داهية مضافة إلى 42 داهية من معمر)- مع دول الجوار نتيجة لضحالتهم الإعلامية والسياسية إلا أن رعاية الله هي من حمت ثورتنا هذه، كما أنهم عادة ما يغلّطون بعضهم بعضاً، حتى أن أحد الأصدقاء علّق ذات مؤتمر صحفي وعليه:"يبدو أننا بحاجة في كل مؤتمر صحفي إلى مترجم ومفسّر ومغلّط ومعتذر ومتدارك للأخطاء اللغوية والبروتوكولية".
خرج المسؤول (1) من منصبه في شهر رمضان، ولم يصرف طيلة بقاءه كنائب ورئيس فعلي للمكتب إلا أقل من 20 ألف دينار عليه وعلى المسؤولين (2،3،4،5،6،7) ويبدو أنهم خشيوا من منافسته بعد المرحلة الانتقالية، ولو أنهم تريثوا لتيقنوا بأنه وطني ولا يتبع إلى أي أجندة ليبرالية ولا إسلامية على الرغم من تدينه ولا جهوية فنصفه من بنغازي ونصفه الثاني من طرابلس، ولو يشغله المنصب لما ترك منصبه كوزير للاقتصاد في عهد الغولة، لكنه قدّم استقالته في عام 2006 قبل حتى استقالة ممثل الشعب بعد اندلاع الثورة، عيبٌ علينا أن نتنكر للدور ولا أقول الجميل الذي أداه لأجل وطنه من دعوته إلى تشكيل مجلس وطني وسحب الاعتراف من فرنسا التي لولاه ما استطاع ممثل الشعب ان يدخل إلى أليزيها، ونتهمه بعد كل ذلك بهكذا اتهام خطير.. والله كان بودي أن أنصحه اول ما رأيته يشغل تلك الوزارة بتركها وأن يدع عنه ما يقوم به في عهد الثورة، لكن لا بأس سيسجل له التاريخ بأنه ضحى بحياته وتقدّم الصفوف في المرحلة الحرجة وبعدما وصل طوق النجاه إلى شاطئه في طرابلس بعد تحررها ترك الساحة، ولم يقبل أن يكون للوطن عليه جميلٌ.. الحمد لله لأنني رفضت العمل في عدة صحف بعد الثورة لغاية في نفسي لعلّ من استغرب رفضي سيدرك السبب الآن.
القاعات الكبرى
ثمة نوعان من القاعات التي أعتبر نفسي رائداً فيها، وآتي- باكراً قبل الآخرين والوقت- إليها وأصارع الحضور لأحتجز تذكرة وأحجز مقعداً أمامياً- خشية اللوطيين الذي يحبذون المقاعد الخلفية بعيداً عن ضوء الشاشة-وإن لم تتوافر التذكرة مستعدٌ لاشترائها من السوق السوداء بأي ثمن، هما دور الخيالة والمسارح.. لأنّ القاسم المشترك بينها هو الإبداع.. احترم الماسيترو أكثر من المحاضر، لأنه لا يتكلم بل يتفنّن وينحني للجمهور.
قاعة الأوبرا أكثر سعة من مدرجات الجامعات، والحجز فيها يسبق الحفل بستة أشهر أحياناً وتذكرة الدخول والحضور قد تكلفك قيمة راتبك لمدة ستة أشهر، تخرج من الحفل واضعاً يديك في جيبك في ليلة باردة وتبدأ تقدم رجلأً على رجل ثمة رويداً رويداً تشعر بحيوية النغم تسري في دمك فتعطي إشارات إلى مخك تشعرك بأنك بني آدم (ما فيش منك اثنين) ولن تنسى ذلك الحفل ما حيّيت.. قاعة الندوات تستقبل الجمهور بالمجان والكلام فيها لا قيمة له، وبمجرد أن تخرج من أسوار الجامعة تشعر- عن نفسي- بأنك أُستغفِلت لما صفقت لمحاضر تحوّل إلى عجوز حنون، حينما يقول: "على الليبيين أن يحبوا بعضهم بعضاً".. فتشعر بأنك جئت لمحاضرة سياسية، ففوجئت بأنّ المحاضر يريد أن يعلمك الأدب الاجتماعي.
جرى في ندوة
1- ثقافة المبادرة والتنظيم تقود الأهداف الناجحة.. د/ محمود جبريل
2- الثورات العربية ... لا أحد يدعي بانه خطط لها وميزتها عدم الوصاية ولكن عيبها لا تحمل مشروع محدد.. د / محمود جبريل

3- الليبيون في حاجة لأن يحبوا بعضهم بعضاً.. د/ محمود جبريل.
...........
تعليقي:
هل من جديد؟ ولماذا تصفقون له؟ أوفيكم ما لم يكُن يعرف هذه الأشياء ولم يسمعها إلا منه؟.. لن أصفق إلا لمهاتير محمد.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
زياد العيساوي
بنغازي: 30/11/2011
♦ للتواصل مع الكاتب: ziad_z_73@yahoo.com