الاثنين، 15 أغسطس 2011

ليلة فرار القذافي


ماذا بقيّ للقذافي من عملٍ، والثوّار أضحوا على مشارف طرابلس؟، لا مراء أبداً في أنّ هذا المعتوه سيقوم باستعمال آخر ورقة ظلت بين يديه للضغط على الثوّار كي يمنعهم من فتح المدينة، وهي مسألة الرهائن الذين يعدون بالآلاف وزجّ بهم في سجونه ومخابئه السرية، فقد عمل منذ بداية الثورة على اختطاف المدنيين من كل مدينة وناحية دخلت إليهما ميلشياته، ولعلي سأكون متفائلاً جداً لو استبعدت احتمال قيامه بالتخلص منهم كأخر عمل إجرامي سيدونه في ميزان سيئاته، فادعو معي أنْ يسلمهم الله منه.
لم أخمّن أبداً في قرار الفرار الذي سيتخذه "معمر" منذ بداية الثورة،على الرغم ممّا كان يتناهى إليّ من معلومات وتحليلات بخصوص أنه سيصمد- كما صرّح في غير مرة- حتى أخر رصاصة، فالمتتبع لسيرة وسياسية "معمر" سيجده قد دأب في فترة حكمه على الانصياع لما هو مطلوب منه دولياً في أخر المطاف، فما أتوقعه هو هروب هذا المجرم على مرأى ومبصر من قوات النيتو، بعد أن يأخذ الإذن منهم ومن مطار طرابلس الدولي أو من مدرج قاعدة معيتيقة بتاجوراء، ستقلع طائرته الخاصة، لكنْ ما ينبغي التركيز عليه هو ليس أمر هذا التافه، بل الأمن في طرابلس العاصمة والعمل على انتفاء انفلات الأمن فيها، ولثقتي برجالات المجلس الوطني الانتقالي، أتوقع بأنهم قد تأهبوا لهذه المسائل، وأعدوا الأجندات والملفات لأيِّ طارئ، فتخوفي ناجمٌ عن التحليل النفساني للشخصية الطرابلسية، التي عانت كبتاً مطبقاً غير الليبيين في المدن الأخرى كلها ، التي استطاعت في أكثر من مناسبة أن تخرج ضد فساد هذا الحاكم، ولعلّ أخرها ما جرى في انتفاضة 17/2/2006 فالكبت الذي قاساه الطرابلسيون على يد جلاوزة الطغيان- ليس في الستة الشهور الأخيرة وكفى، بل منذ أنْ أقام فيها هذا النظام المجرم وفعل فيها الأفاعيل والأباطيل من قتلٍ وسحلٍ واغتصاب للأموال والأعراض وتهميش للشخصية الطرابلسية والليبية ككل، سيفجر طاقة الانعتاق والشعور بالحرية المستلبة منهم، فما قام به هذا الطاغية وزمرته الباغية كان تطبيقاً لماشورة إبليسية، مفادها أنّ القمع هو من سيتسبّب في استتباب الأمر له، ولأنّ هذه المدينة الكبيرة تعد مركز سلطة النظام عمل أزلامه على خنق أهلها، ما زاد في تركيز حجم الاحتقان لدى نفسانية هذه الشخصية المكبوتة، وعدّد في قائمة الحقوق والمطالب في فاتورة القصاص من زبانية هذا المجرم التي استغلت مناصبها النافذة للسيطرة على مصادر رزق الشعب، فبفرار القذافي سيترك عدداً كبيراً منهم ليلقوا مصيراً محتوماً من هؤلاء المقموعين الذين آمل أن يلتزموا بالاقتصاص منهم عبر القنوات القانونية التي ستشرع على الفور في محاكمتهم وفقاً للقضاء الليبي الجديد الذي سيعقب فرار المجرم.
بنغازي: 15/8/2011     

3 تعليقات:

في 15 أغسطس 2011 في 5:45 ص , Anonymous غير معرف يقول...

اوفقك الرأي اخي زياد فهذا المجرم عودنا على المفاجائات الدامية و اسأل لله ان ينجينى من الإحتقانات والثارات والا ستكون ثورتنا في خبر كان وسوف نبداء في الصراعات، ارجو من الله تعالى ان يكون بعد النظر هو من صفات الشعب الليبي وان يحتكموا للقانون وان تتم المصالحة الوطنية التي اعلن عنها المجلس الإنتقالي مرار في اسرع وقت بعد تحرير طرابلس وليبيا كلها ان شاء الله.

 
في 15 أغسطس 2011 في 6:07 ص , Anonymous غير معرف يقول...

ياودى راك ما خليتش بكل. اتغير تكلم باهى وما تطردش الزوار من بيتك مبنى من صور

 
في 15 أغسطس 2011 في 10:34 ص , Anonymous غير معرف يقول...

السلام عليكم
أنا فقط احب أن أقول أن موضوعاتك التى تكتبها جيدة ومختاره بشكل جيد وايضا اختيارك للكلمات آرى أنه و من وجهة نظر شخصيه ممتازة الا أننى أفضل عدم وضع صورك التى تروى لنا قصة حياتك وبهذه الكثرة و انصحك أخى بأن تضع نفسك مكان القراء حين يقرأون مقالة تحوى صورة واحدة فقط للكاتب أو لا تحتوى على أى صورة للكاتب(أعتقد يأخى أن مقالاتك سوف تكون تأثيرها أكبر و أعمق فى وجدان القراء) أتمنى أن تتقبل هذا التعليق بصدرا رحب والسلام عليكم

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية